الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تحاول كلية الفنون و الثقافة بجامعة قسنطينة 3 أن تفرض نفسها على واقع التعليم العالي في الجزائر، باعتبارها مولودا جديدا و فريدا لا يتعدى عمره سنتين، لا يزال بحاجة لألوان و تفاصيل كثيرة، لتتضح معالمه و تبرز هويته بشكل يخول له الصمود أمام مجتمع يجد صعوبة في تقبل فكرة تدريس الفن و الثقافة، كتخصص جامعي، و يرى بأن البكالوريا أكبر من أن تهدر في الرسم و الرقص، ويفضل بالمقابل استثمارها في مجال مطلوب في سوق العمل، وهي حقيقة وقفت عليها النصر خلال انجاز هذا الروبورتاج.
أعدته: هدى طابي
مشروع فتي يواجه تحدي الاستمرار
قد لا تميز كلية الفنون و الثقافة عن باقي كليات جامعة قسنطينة 3 ، بمجرد وصولك إلى هناك، لأن هندستها مندمجة ضمن النموذج العام لمباني القطب الجامعي، مع ذلك يسمح لك تفصيل صغير بالتكهن في حال لم تلمح اليافطة التي تحمل اسم الكلية أولا، و يتعلق الأمر بلمسة جمالية تضفيها أصص لنباتات خضراء قامت عمادة الكلية بوضعها لتتماشى مع خصوصية المكان.
الكلية من الداخل لا تشبه ما قد تتصوره بناء على فكرة مسبقة مستلهمة من الأفلام و المسلسلات الشرقية و الغربية، أين تنتشر ورشات الفنون و الموسيقى و النحت و الرسم ويشبه الطلاب في مظهرهم الفنانين المتمردين بقصات شعرهم الغريبة و ملابسهم «الهيبية» ،وهم يحملون في أيديهم آلات موسيقية و عدة رسوم أو نحوت، بالعكس الكلية لا تختلف كثيرا عن أية كلية أخرى، يميزها فقط وجود مسرح مجهز بأحدث التقنيات و فضائين للعرض، لا يزالان فارغين، في انتظار أن تملأ بلوحات مشاريع تخرج أول دفعة من طلبة الفنون التشكيلية العام القادم، بالإضافة إلى ورشتين للرسم و النحت و الموسيقى.
الكلية التي استحدثت بموجب المرسوم التنفيذي المؤسس لجامعة قسنطينة 3 الصادر بتاريخ 28 نوفمبر 2011، فتحت أبوابها رسميا أمام الطلبة سنة 2014 بطاقة استيعاب تزيد عن 4000 مقعد بيداغوجي، و استقبلت في العام الأول حوالي 100 طالب وهو عدد وصفته عميدتها الدكتورة شريفة ماشطي بالكبير، خصوصا و أن الشعبة جديدة أكاديميا، و تدريس الفنون كان مقتصرا سابقا على المعهد الوطني للفنون الجميلة و ملاحقه الولائية، معلقة بأن الكلية بدأت « بكومة أوراق و قلم» و أربعة أساتذة فقط.
اختيار قسنطينة لاحتضان هذا الصرح الأكاديمي الجديد و الأول من نوعه في الجزائر، كسر القاعدة و أثار الاستياء، خصوصا و أن مدن الغرب و الوسط كمستغانم، وهران و بجاية، تعتبر عصب المسرح و الفنون و هناك من اعتبر بأنها أولى بالمشروع، لذلك تحاول الكلية التي وصل عدد طلبتها اليوم إلى 400 طالب أن تطور نفسها تدريجيا، متحدية بذلك نظرة المجتمع الدونية و كذلك الأصوات التي تنتقد سياستها البيداغوجية .
طلبة منقسمون بين تصور مسبق و واقع مختلف
خلال حديثنا إلى طلبة كلية الفنون، استطعنا تقسيمهم إلى فئتين، الفئة الأولى هم طلبة تم تحويلهم إلى الشعبة من قبل إدارة الجامعة بالعودة إلى معدلاتهم في البكالوريا، ومعظمهم يفضلون دراسة اللغات، و قيل لنا بأن البعض منهم جمدوا سنتهم الدراسية من أجل إعادة البكالوريا و الدراسة في تخصص آخر و نسبتهم ضئيلة نوعا ما.
بالمقابل يشكل الطلبة الذين اختاروا الالتحاق بكلية الفن و الثقافة طوعا النسبة الأكبر، استنادا إلى استطلاع قمنا به في أوساطهم، فأكدوا خلاله بأن تصورهم المسبق للكلية و الدراسة فيها، تتعارض تماما مع الواقع، و السبب هو كثافة المنهاج البيداغوجي وقلة النشاط، بما في ذلك المسرح و الموسيقى و حتى الرسم، اذ تقتصر الممارسة الفعلية للفن على الحصص التطبيقية الساعية وفقط، وهي قليلة حسب تقييمهم الخاص، مقارنة بما درسوه ضمن الجانب النظري العلمي.
كما أن 90 في المئة من الطلبة الذين تحدثنا إليهم من طلبة السنتين الأولى و الثانية، أشاروا إلى أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، بعد أن اكتشفوا بأن التخصص الوحيد المتوفر هو الفنون التشكيلية، بينما كان الهدف من التحاق غالبيتهم بالمعهد، هو دراسة الفنون الدارمية و السينمائية، ليكتشفوا بأن هناك تخصصات.
خلافا لهم أوضح طلبة القسم النهائي، بأن غالبيتهم التحقوا بالكلية لدى فتح أبوابها لدراسة الفن التشكيلي وحمل شهادات يمكن معادلتها في الخارج، بينما قال آخرون أن دارستهم لهذا التخصص، تعد خطوة في طريق احتراف تصميم الأزياء و الديكور الداخلي، بينما عبر آخرون عن رغبتهم في احتراف الإخراج المسرحي و كتابة السيناريو.
أولياء كانوا ضد التحاق أبنائهم بالكلية بسبب فهمهم الخاطئ للفن
دردشتنا مع الطلبة ، كشفت لنا بأن غالبيتهم واجهوا صعوبة في إقناع محيطهم الأسري برغبتهم في دراسة الفن، إذ قوبلوا بمعارضة شديدة في البداية سببها نظرة العائلة الجزائرية عموما للفن، على أنه رقص وغناء، فضلا عن كونه تخصص غير مطلوب في عالم الشغل.
واقع أكدته عميدة كلية الفنون و الثقافة الدكتورة شريفة ماشطي، مشيرة إلى أن السنة الأولى من افتتاح الكلية كانت الأصعب، إذ أن كثيرا من الأولياء كانوا يقصدون مكتبها للاستفسار عن ماهية الكلية، ومنهم من كانوا يأتون بنية الطعن في اختيارات أبنائهم، لكنهم سرعان ما يتقبلون التخصص بعد الاضطلاع عليه ومعرفة أهميته، وقد اضطرها ذلك في مرحلة معينة ،إلى إعداد مطويات للتعريف بالكلية و برنامجها الذي يشمل تدريس الإعلام الآلي و اللغات و تاريخ الفن عموما.
ماستر الفنون الدرامية و الدراسات السينمائية جرعة أكسجين لإحياء الكلية
البرنامج البيداغوجي نظري بنسبة تتجاوز 50 في المئة، أما التطبيقي فمدرج كحصص تعليمية، تتوسع بعد مرحلة الماستر، كما أن الرزنامة ليست مكثفة، على اعتبار أن الكلية فتية و هي بصدد تطوير برنامجها بشكل تدريجي كل سنة.
المرحلة الحالية قائمة على دراسة سنة والى جذع مشترك، على أن يحدد الطلبة اختياراتهم للشعب المطلوبة في السنة الثانية، وقد كانت البداية مقتصرة على الفنون التشكيلية، باعتباره التخصص الأول الذي تم ضبطه في إطار نظام ماستر « ألام دي» وستتخرج أول دفعاته العام القادم، على أن يتم في بداية السداسي الثاني من السنة الجارية، توزيع بطاقات الرغبات لأول مرة، على طلبة السنة الأولى لتحديد اختيارهم، بعدما أدرجت الكلية تخصصا جديدا وهو الفنون الدرامية الذي كان معلقا بسبب الترخيص، في انتظار الانتهاء من ضبط برنامج الدراسات السينمائية التي ستدخل حيز التطبيق في مرحلة قادمة، علما بأن الترخيص موجود حاليا و قد قدمته الوزارة للكلية.
عميدة كلية الفنون و الثقافة الدكتورة شريفة ماشطي
مشروع الكلية عبارة عن تحد كبير
أكدت الدكتورة شريفة ماشطي بأن مشروع الكلية عبارة عن تحد كبير في حد ذاته، خصوصا وأن الفكرة لم تكن مقبولة اجتماعيا تماما، كما كان الأمر بالنسبة لتخصص الرياضة في الجامعة في بداياته، والسبب، حسبها، هو النظرة الدونية للفن عموما، على اعتبار أنه لا يعد من مؤهلات التشغيل و لا يوفر حياة كريمة لخريجه، رغم أنه مجال واعد إذا ما قورن بتصميم الإعلانات التجارية مثلا.
فضلا عن ذلك فإن هذا التخصص كان سابقا مدرجا في إطار أقسام مدمجة في كليات الآداب، لذلك فإن تدريس الفنون في الجزائر صعب، ففي مستغانم مثلا، وبعد 25 سنة من بداية تدريس الفنون، لا يزال الأساتذة يقرون بصعوبة الأمر، و لا يفهم ذلك بعض الأشخاص ممن يميلون إلى الهجوم على الكلية، و إجراء مقارنة بينها و بين كلية باريس التي يزيد عمرها عن 100سنة وهو أمر غير منطقي.
العميدة أشارت إلى أن الكلية فتية لم يمض على افتتاحها سنتين، وهي إلى غاية اليوم لا تتوفر على الشروط القانونية اللازمة لتأسيس مجلس علمي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني بالنسبة للأساتذة، الذين قالت بأن بعضهم يحملون درجة بروفيسور في الجامعة، لكنهم لا يختلفون عن الطلبة العاديين، من حيث تصورهم لطبيعة التدريس في الكلية، حيث يميلون إلى تغليب كفة النشاط على كفة المنهاج البيداغوجي لأنهم يعجزون عن التفريق بين المعهد و الكلية.
عن انشغال الطلبة بخصوص قلة النشاط، خاصة المسرحي، أوضحت المسؤولة، بأنها لا تمنع ممارستهم له بأي شكل من الأشكال، لكنها ليست مطالبة بأن تقدم لهم مقترحات مسبقة، لأن ذلك من مسؤوليتهم، كما أن المشكلة تكمن، حسبها، في أن الكلية تخضع لنظام داخلي يجهلونه، فممارسة النشاط تتطلب إنشاء ناد و الطلبة في كل مرة يقدمون ملفات غير مكتملة لإدارة الجامعة من أجل تأسيس ناد، وهي التي ترفض و ليست عمادة الكلية، كما أن النوع الذي يتحدثون عنه عادة كالمهرجانات المسرحية و غيرها، من اختصاصات مديرية النشاط بالجامعة، وليس الكلية التي تهدف إلى تكوين المكونين و تأطير دكاترة و باحثين في مجال الفن، فضلا عن صقل مواهب الطلبة، أما بخصوص تغليب الجانب النظري على التطبيقي في المنهاج، قالت بأن تطبيق التكوين يمر عبر مراحل في نظام «ألا م دي» ، إذ يكون عاما، ثم يصبح دقيقا خلال تحضير الماستر.
ن.ط