أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم الاربعاء بتونس، أن العلاقات الجزائرية-التونسية...
جددت الجزائر التأكيد على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار كما أقرت بذلك الأمم المتحدة عبر جميع هيئاتها الرئيسية وستبقى كذلك، وعبرت عن...
أكد وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد عباس عراقجي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن بلاده تثمن عاليا المواقف الشجاعة...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الباحث والعالم الجزائري كريم زغيب، الذي أكد الشروع في العمل مع وزارة...
لم يعد خافيا على أحد من سكان الضفتين، أن دخول قصر الإليزيه رمز الرئاسة الفرنسية، يمرّ أيضا عبر بوابة الجزائر، حيث أصبح النزول عند هذه المحطة من الأعراف و التقاليد الدبلوماسية و السياسية للساسة الفرنسيين الذين لم يعودوا يخفون طمعهم في دعم انتخابي متعدد الأشكال لتغذية طموحهم الرئاسي، كما فعلها قبلهم المخضرم جاك شيراك رجل الدولة الذي يحتذي به اليمين و اليسار على حد سواء.
المرشح « المستقل» المنشق عن الإشتراكيّين إيمانويل ماكرون الذي تضعه آخر استبيانات الرأي في مرتبة الأوفر حظا ليصبح الرئيس الخامس و العشرين لفرنسا في حال مروره من الدور الأول و مواجهة اليمينية المتطرفة مارين لوبان ، شرع منذ أمس في جولة مغازلة إلى الجزائر، يلتقي فيها دوائر صنع القرار من مسؤولين سياسيين و اقتصاديين و رجال المال و الأعمال و حتى بعض الأوساط الإعلامية و الثقافية و ممثلين عن المجتمع المدني.
زائر الجزائر حرص و حتى قبل بلوغه الضفة الجنوبية على توصيل نظرته لما يجب أن تكون عليه علاقات باريس بالجزائر و برنامجه الإنتخابي الذي ينوي من خلاله إطلاق رسائل طمأنة و تهدئة باتجاه بلد أصبح من ضمن الملفات الحساسة التي يمكن تجاوزها أو عدم الإجابة عنها على الساحة الفرنسية، ذلك أن توجيه تصويت المجموعات المنحدرة من أصول جزائرية هناك ، سيكون حاسما في رسو المعادلة الإنتخابية التي تلعب على جزئيات كغيرها من الديموقراطيات الغربية.
فالسؤال التقليدي الذي كان يطرحه كل مسؤول فرنسي حول سياسته تجاه الجزائر» المستعمرة القديمة»، أصبح أكثـر إلحاحا و حضورا، بالنظر للأزمات الإقتصادية و الأمنية و الإجتماعية التي تهدد المجتمع الفرنسي المتنوع بحرب أهلية مدمرة حسب خبراء و محللين فرنسيين وقفوا على فشل سياسة الإندماج و إحباط سكان الضواحي من المدلول الغامض لمفهوم المواطنة و تصاعد موجة معاداة الأجانب و خاصة ضد المسلمين المغاربة.
ماكرون الذي يعد آخر شخصية فرنسية تزور الجزائر للغرض نفسه، أجرى حوارات صحفية مع جرائد جزائرية، لخّص فيها نظرته لعلاقات بلاده مع الجزائر مستقبلا، و أعطى انطباعا عاما بأنه المرشح الرئاسي الأقرب إلى قلوب الجزائريين بفرنسا و الأكثـر تفهما لأوضاعهم المعيشية الصعبة من تهميش و تمييز و معادة، في تلميح صريح إلى الحملة العنصرية التي تغذيها مرشحة اليمين المتطرف التي تتوعد المسلمين المغاربة بنفس المصير الذي خصصه الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية و هو طرد و منع دخول المسلمين لأنهم في اعتقادهم أنهم المسؤولون عن شرور و آلام شعوب العالم الحر.
الأكيد أنه ليس فقط السيّد ماكرون مقتنع أن محطّة الجزائر يجب التوقف عندها للمساهمة في حل مشاكل فرنسا الأمنية في محاربة الإرهاب و معالجة مشاكل الضواحي من جهة، و من جهة أخرى البحث عن صفقات تفضيلية للشركات الفرنسية المشرفة على الإفلاس و أسواق للمنتجات الفرنسية التي تشكو المنافسة الشرسة.
فعموم الطبقة السياسية الفرنسية التي تتطلع للمسؤوليات التمثيلية عن طريق اللّوبيات، يسيل لعابها و هي ترى اليوم مثلا رقم أكثـر من واحد مليون شاب فرنسي ينحدرون من أصول جزائرية، يناصرون «الخضر» أكثـر ممّا يناصرون «الديكة»، و هو ما يعني أن أجسادهم في فرنسا لكن قلوبهم في الجزائر، حيث يكفي عمل تعبوي بسيط وسط الجالية لقلب المعادلة الإنتخابية.
و إذا كان من المشروع سياسيا أن يطلب أي طامح لمنصب انتخابي دعم الجزائر و وّد جاليتها المهاجرة بفرنسا لأنه لديها فعلا ما تقدمه، فمن حق السلطات الجزائرية أن تنتظر المقابل للحفاظ على مصالحها على التراب الفرنسي و أن لا تكتفي بالنوايا الحسنة للمترشحين الذين سرعان ما يتنصّلون من إلتزاماتهم الإنتخابية التي قطعوها على أنفسهم أمام مدعميهم من الضفة الجنوبية للمتوسط.
النصر