تمكنت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن، خلال عمليات عبر النواحي العسكرية في الفترة ما بين 2 و8 أكتوبر الجاري، من توقيف 40 تاجر...
أكدت مجلة "الجيش" في افتتاحية عددها لشهر أكتوبر أن استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة لتحقيق المشروع النهضوي، بعد إعادة انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا...
استقبل وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وفدا عن مجمع "إيفيكو" الإيطالي لتصنيع المركبات، برئاسة المدير...
ثمن رئيس الجمهورية السيد ،عبد المجيد تبون النموذج المالي لمشروع قانون المالية لسنة 2025 الذي لم يتضمن أي زيادات ضريبية تمس الحياة اليومية للمواطن،...
التجربة الطويلة التي اكتسبتها وسائل الإعلام الوطنية و خاصة الصحافة المكتوبة، في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية لأكثر من خمس و عشرين سنة، تكون قد أعطتها الجرعة اللازمة و منحتها المناعة الكافية لعدم السقوط في فخ الدعاية الإعلامية لـ « داعش «، باعتبارها الغاية الأساسية التي تبحث عنها مختلف المجموعات الإرهابية لإثبات استمرار وجودها على أرض الواقع، و الأكثر من ذلك التدليل على أنها لازالت تتمتع بالقدرة على إلحاق الأذى.
لكن و مع الأسف يبدو في بعض الأحيان، أن الذين يقفون وراء التخطيط و التنفيذ لعمليات إرهابية أصبحت يائسة و فاشلة، كالتي تمّ إحباطها ليلة أول أمس بقسنطينة ضد مقر للشرطة، يكونون قد بلغوا مرادهم الدعائي الخبيث، من خلال مبالغة وسائل الإعلام عن غير قصد في تغطية الجريمة الإرهابية، بتخصيص مساحات واسعة و بلاتوهات مطولة للحديث عنها و إعطاء تفسيرات وهمية للحادثة أو تصويرها من خلال عبارات إعلامية جاهزة، على أنها ذات أثر كبير على المواطنين و رجال الأمن.
التعامل الميكانيكي إعلاميا مع أحداث معقدة من هذا النوع، يعطي إنطباعا عاما للمتتبعين في الداخل و الخارج، بأننا عدنا إلى سنوات الجمر في التسعينات، أين كانت المعلومة الأمنية تشكل الطبق الرئيسي الذي لا يريد مغادرة قاعات التحرير.
و لا يخفى على المتابعين للنشاط الإرهابي المتصاعد في العالم و منهم الصحفيون المتمرسون الذين تعاملوا مع هذه الظاهرة الخطيرة عن قرب، أن خيطا رفيعا فقط يفصل بين التغطية الذكية و المتوازنة التي تضمن حق المواطن في المعلومة حتى و لو كانت أليمة مثل الحدث الإرهابي، و بين المتابعة المباشرة لمحاولة انتحارية يائسة و محاولة إعطائها حجما و بعدا أكبر منها و تضخيمها، و هو ما تتطلع إليه مجانا التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تتحكم في تطبيقات و حيل التكنولوجيا الحديثة ربما أكثر من الإعلاميين المشتغلين بملف الإرهاب.
ففي الوقت الذي يجزم فيه الخبراء الأمنيون المتابعون لنشاط الجماعات المسلحة في البلدان العربية، بعدم وجود أي نشاط ميداني للتنظيم الإرهابي « داعش» على التراب الجزائري المحصّن، يسارع هذا التنظيم عبر بيان له نشره على موقعه إلى تبني حادثة باب القنطرة بقسنطينة و ينسبها إلى حصيلته. خلاصة البيان تلقفتها أوساط إعلامية عديدة و نشرتها دون التأكد من صدقيتها، فهل هو إيحاء بأن هذا التنظيم الإرهابي الذي كان يروج له منذ عام أنه على أبواب الجزائر قد وصل اليوم إلى قسنطينة المدينة الداخلية و ضربها في قلبها و هي نائمة ؟.
من الصعب على الجزائريين و خاصة سكان قسنطينة الذين حيّوا شجاعة قوات الأمن في صدّ الإعتداء الإرهابي و إفشاله، أن يعطوا حجما أكبر لعملية إرهابية معزولة كان القصد منها البحث عن الوهج الإعلامي الذي فقدته الجماعات المسلحة تحت الضربات الموجعة التي تلقتها بالجبال على يدي قوات الجيش الوطني الشعبي خلال السنوات الأخيرة، كانت آخرها عملية القضاء على أكثر من 27 إرهابيا خلال الشهرين الأخيرين.
و هو ما قلّص الخطر الإرهابي إلى حدود دنيا و جعل من فعل معزول ينفذه انتحاري يائس عشية موعد انتخابي، يبدو لبعض وسائل الإعلام التي ينقصها الخيال المهني، و كأننا بصدد سبق إعلامي يجب تغطيته على المباشر ، ثم أي سبق إعلامي هذا الذي يبشّر بأن تنظيم داعش الإرهابي تبنّى عملية قسنطينة أو أصبح له موطئ قدم على أرض الجزائر؟.
النصر