أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تشكيل فرق نسوية تحترف «فتل»عدة أنواع من الكسكسي بالطريقة التقليدية
تزايد الطلب على الكسكسي المحلي»المفتول» بالطريقة التقليدية من أجل إحياء الأفراح و مختلف المناسبات الاجتماعية، نظرا لشكله الجذاب و ذوقه المتميز بعد منافسة مؤقتة و غير متكافئة مع كسكسي المصانع و المطاحن، عاد ليحتل مجددا الريادة، فتشكلت مجموعات نسائية محترفة من أجل الإسراع في إعداده بكميات كبيرة و بأنواع عديدة، على غرار الممزوج بالبلوط أو الزعتر و نباتات طبية و عطرية أخرى و كذا كسكسي القمح الصلب و كسكسي الشعير أو النخالة و غيرها، من أجل تلبية الطلبيات الكثيرة.
يعتبر «الكسكسي» الذي يعرف بوسط البلاد ب»الطعام» و بالمناطق الشرقية ب»النعمة « أو «البربوشة» الطبق الرئيسي المفضل بالنسبة للعائلات في مختلف المناسبات العائلية و في الأيام العادية، لكن يظل «المفتول «، وفق الطريقة التقليدية المفضل لديها، لأنه يتميز بمذاق يختلف عن الكسكسي الذي تسوقه المطاحن و المصانع كما أن نوعيته جيدة، و يعد في نظر الكثيرين مصدر فخر و اعتزاز وتمسك بالعادات و التقاليد الأصيلة.
و لم يتأثر الإقبال المتزايد على»الكسكسي المفتول» بارتفاع ثمنه و مدة إعداده، حيث أن عملية «الفتل» و التحضير تتطلب أسابيع و تتم الاستعانة بذوات الخبرة و الاختصاص من النساء اللائي يقمن على مدار السنة بهذه العملية في منازلهن لتلبية طلبيات زبائنهن، فيبعن بمبلغ يصل إلى ألف دج كيسا من الكسكسي المفتول وزنه 25 كلغ ، كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة خالتي «الزهرة» المتكونة من 6 نساء يعكفن يوميا على إعداد كميات معتبرة من الكسكسي في فضاء تابع لمركز النسيج ببلدية جندل بولاية عين الدفلى، و هو فضاء ملائم جدا للقاء أهل الحرفة التي تورث آليا لكل من تريد اكتساب حرفة يدوية مربحة.
و تراهن هؤلاء النسوة على صمود هذه الحرفة أمام منافسة المطاحن و مؤسسات إنتاج العجائن و من بينها الكسكسي المصنع، فالميزة الأساسية في «المفتول» مذاقه بشهادة الكثير من المستهلكين، حيث تشير خالتي زهرة و هي أرملة و أم لخمسة أبناء، بأن سبب تواجدها في هذا المكان مع مجموعة من النساء ل»فتل» الكسكسي، هو ضمان دخل شهري يقدر ب 7 آلاف دينار جزائري ،وكلما بذلت جهدا أكثر و حضرت كميات أكبر، زاد مصروف الدار و الأبناء ،و يقاس معدل الإنتاج بتحضير 50 كلغ من الكسكسي يوميا على أن يحضر الزبون المادة الأولية و هي السميد المتوسط الحجم.
الكسكسي الذي يتم تحضيره عدة أنواع ، فهناك الممزوج بالزعتر و «الحموم « و «القمح « و البلوط « ، وهذه الأنواع تعبأ في أكياس من 500 غ إلى 1 كلغ و توجه للتسويق ، بأسعار تتراوح بين 150 إلى 200 دج للكلغ الواحد، فيما يعبأ الكسكسي المفتول العادي في أكياس من 25 كلغ، أو تحت الطلب، من أجل إقامة الولائم و الأفراح.
و الملاحظ أن معظم العائلات، خاصة في المدن، تخلت عن عادة الاعتماد على نسائها و بعض القريبات في تحضير «عولة» الكسكسي المفتول في فصل الصيف لتلبية احتياجاتها الخاصة طيلة السنة ، و أصبحت تشتريه من نساء محترفات، في ظل خروج عدد متزايد من النساء للعمل خارج البيت.
و يزداد الإقبال على الكسكسي المفتول خلال شهر رمضان الكريم لإعداد الوجبات الشهية، خاصة و يظل «المسفوف» الأكثر طلبا من أجل تحضير و جبة السحور، و تبقى أنواع الكسكسي التقليدي المفتول باليد عديدة، حيث أخبرتنا السيدة فاطمة 55 سنة، التي تسترزق أيضا من هذه الحرفة، بأن الكسكسي المفتول و الممزوج بنبتة الزعتر، يساهم في علاج بعض الأمراض خاصة بعلاج الزكام و طرد بعض أنواع الديدان المعدية وتطهير الأمعاء من الطفيليات و كما أنه مفيد، كما أكدت في تلطيف احتقانات الكبد و يخفف من آلام المفاصل.
أما كسكسي النخالة فيساعد على إنقاص الوزن لقلة سعراته الحرارية ويعطي إحساسا بالامتلاء والشبع، كما يعالج الإمساك لأنه يتوفر على ألياف السيليلوز التي تعمل كقطعة إسفنج تمتص الماء .
هشام ج