أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للندوة 11 لمجلس السلم والأمن في إفريقيا المسمى "مسار وهران"، على ضرورة التعاون والتنسيق بين الأفارقة لدعم الجهود الرامية...
أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، السيد أحمد عطاف، أمس الأحد بوهران، محادثات ثنائية، مع عدة شخصيات...
•إطـلاق قسم باللغة الروسية و الاستعداد لإطـلاق آخر باللــغة الصينيةأشاد وزير الاتصال محمد مزيان بالتطور الذي حققته وكالة الأنباء الجزائرية منذ...
هنأ السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني المنتخب الوطني العسكري لألعاب القوى المشارك في الألعاب...
ما يحدث لأقلية الروهينغا في ميانمار جريمة مكتملة الأركان، و عار حقيقي ليس فقط على جبين حكام هذا البلد، ولكن قبل ذلك عار في جبين المجتمع الدولي برمته الذي صار لا يعطي أدنى اهتمام للحياة البشرية عندما تكون بعيدة عن بؤر المصالح والمنافع.
شعب الروهينغا القليل يقاوم حملة تطهير طائفي مقيتة و عنيفة لا مثيل لها ، فأبناء هذا الشعب لا يملكون حتى القدرة على الفرار من المجازر والاعتداءات، صور مدمية تبثها وكالات أنباء عالمية و تنشر على نطاق واسع على صفحات التواصل الاجتماعي لأمهات وأطفال وكبار السن وهم يهيمون على وجوههم في المستنقعات متعبين إلى حد الانهيار التام، هاربين بجلودهم من عاصفة القمع والتقتيل التي تلاحقهم.
الأمم المتحدة قدرت عدد ضحايا الحملة الأخيرة التي تقودها سلطات بورما ضدهم بألف ضحية وقد يكون الرقم أكبر من ذلك بكثير، فضلا عن عشرات الآلاف من المشردين الذين غادروا بيوتهم لاجئين نحو بنغلاديش، وصور أخرى شاهدها العالم أكثر فظاعة للذين قتلوا ونكل بهم وحرقوا بطرق فاقت كل أنواع الجاهليات المعروفة.
لكن الأمر المؤسف له بعد كل هذا الموقف الدولي المتخاذل اتجاه قضية أقلية مضطهدة منذ قرون وزاد اضطهادها في المدة الأخيرة، لا أحد التفت لمعاناة هذا الشعب المسالم، وعدا مواقف بعض الدول على قلتها، ومنها الجزائر، فإن الجميع ظهر وكأنه غير معني تماما بما يحدث هناك، وربما لم يسمع حتى بما يقع.
ولم تتحرك المؤسسات الدولية التي من المفروض وضعت لحماية كل شعوب الأرض ، لم تتحرك ولم تقم بعملها، فأين الأمم المتحدة ومجلس الأمن مما يقع هناك من انتهاكات وتقتيل يعاقب عليهما القانون الدولي؟، أين العدالة الدولية وما هو دورها إذا لم تحافظ وتصون الحياة البشرية في كل ربوع الكرة الأرضية؟ لماذا إذن سميت بعدالة دولية إذا لم تحرك ساكنا لفرض العدالة في مثل هذه الحالات القصوى؟، أين القوى الكبرى التي تصدع الرؤوس عندما يتعلق الأمر بحوادث بسيطة جدا مقارنة بما يقع للروهينغا اليوم؟.
والتاريخ يخبرنا بحالات تحركت فيها قوى عظمى وأساطيل حربية ضخمة من أجل حوادث بسيطة مات فيها أشخاص يعدون على رؤوس الأصابع فقط، واليوم فإن البكم أصاب هذه القوى والمصلحة أعمتها عن رؤية ما يقع في أراكان من فظائع.
نعم لا يوجد بترول وغاز وذهب في أراكان، ولا يوجد يورانيوم وحديد، وزنك وغيره، ولا تقع هذه المنطقة في محور استراتيجي مهم وعلى خطوط المواصلات الدولية المهمة بالنسبة للقوى الكبرى التي أكلت العالم والغطاء النباتي والحيواني للكرة الأرضية، وما في باطن الأرض والبحار، لذلك لا تعير أدنى اهتمام لما يقع هناك و موت مسلمي الروهينغا مجرد تسلية فقط بالنسبة لها.
لقد أصبحت العدالة الدولية إن وجدت أصلا رهينة مصالح القوى الكبرى المتحكمة في هذا العالم، وهي لا تتحرك عندما تسجل انتهاكات لحقوق الإنسان وتعدي على شعب ما، بل تتحرك فقط بأوامر من حكام العالم عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الاقتصادية والمالية البحتة، ونفس الأمر تماما بالنسبة للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.
نعم يمكن لأساطيل أن تتحرك ولأفواه السياسيين أن تنطق عندما تطلق قذيفة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن عندما يقتل العشرات يوميا وتحرق مئات المنازل في أراكان فإن ذلك لا يعني شيئا للذين يريدون أن يعلمونا حقوق الإنسان. وبغض النظر عن ديانة الروهينغا فإن الأولى هو الحياة البشرية في وقت فقدت فيه الإنسانية هذه الصفة.
النصر