• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
مرت 12 سنة كاملة منذ أن زكى الشعب الجزائري ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي تقدم به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على الأمة، من أجل طي صفحات الدم والدموع والتخريب والإرهاب.
فقد كرّس ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي استفتي بشأنه الشعب الجزائري في 29 سبتمبر من العام 2005، الخطوات التي سبقته في ميدان المصالحة والوئام المدني، والسعي نحو إحلال الأمن والتفاهم بين الجزائريين، وإنهاء فصول المأساة الوطنية التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا وخسائر بملايير الدولارات، وأنهكت البلاد برمتها على جميع الأصعدة.
والأهم هو إجراء تقييم موضوعي لما جنته البلاد وما لمسه العباد من تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية على مدار 12 سنة.
و في هذا لا يختلف اثنان بأن الميثاق عزّز السلم والأمن والاستقرار والهدوء والسكينة، وأعاد الغالبية العظمى ممن ضلوا السبيل إلى جادة الصواب وأحضان شعبهم وعائلاتهم، وأقنعهم بالتخلي عن تجارة الموت وخيار الإجرام، وأرجع البسمة للوجوه، والطمأنينة للقلوب بعد سنوات من الذعر والخوف والريبة.
لا يختلف اثنان أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية عزّز أيضا من تلاحم أفراد المجتمع الجزائري، وعزّز من التضامن الوطني والتآزر بين مختلف شرائح وفئات المجتمع، وأفضى في النهاية إلى تماسك أقوى للبنية الاجتماعية والوطنية وبخاصة ونحن نرى العديد من الدول الشقيقة والمجاورة تقف على شفير التفكك والفتنة، وفوت بذلك الفرصة على دعاة الفوضى.
وقد سمح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية كذلك للبلاد بأن تسترجع أنفاسها في ميادين عدة كانت قد تضررت كثيرا خلال سنوات المأساة الوطنية وتوقفت بشكل شبه نهائي عن الحركة، على غرار الجانب الاقتصادي الذي استعاد عافيته بعد التدمير والتخريب الذي لحقه في التسعينيات.
وعلى هذا النحو فقد سمح السلم والأمن والاستقرار الذي عم البلاد بعد تزكية ميثاق السلم بأن تنطلق عجلة الاقتصاد الوطني والتنمية من جديد في كامل ربوع الوطن، لأنه بكل بساطة لا تنمية دون أمن.
و لولا ذلك ما كان يمكن بناء الهياكل القاعدية العديدة التي نراها اليوم في كل ولايات الوطن، والعديد من المؤسسات التربوية والصحية التي كانت في وقت سابق أهدافا للحرق والتدمير والترهيب.
إذا كان هذا الجرد السريع لمزايا ونتائج ميثاق السلم والمصالحة الوطنية على المستوى الداخلي، فإن سمعة تجربة المصالحة الوطنية على المستوى الدولي ليست بالهينة أيضا، فقد أصبحت هذه التجربة- التي عرضتها الجزائر في عدة مناسبات على منظمات دولية وإقليمية وعلى العديد من الدول والشعوب- أصبحت محل طلب متزايد من الجميع لما أظهرته من نتائج ايجابية على المجتمع والدولة معا.
و لو لم تكن تجربة المصالحة الوطنية ناجحة في بلادها لما حظيت بكل هذا الاهتمام من قبل منظمة الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية، ولا من قبل دول أخرى غرقت هي الأخرى في الفتنة والصراع، ولم تجد لحد الآن مخرجا لها.
واليوم وعلى الرغم من مرور 12 سنة على دخول الميثاق حيز التنفيذ على أرض الواقع، فإن الدولة التي واصلت مكافحة الإرهاب دون تراجع، مازالت متمسكة بالمصالحة الوطنية روحا ونصا، لم تغلق أبواب الرحمة أمام أبنائها الضالين وهذا ما أكده الوزير الأول قبل أيام قليلة من مجلس الأمة.
النصر