* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
الجزائريون يجسدون النمط العمراني التركي في بيوتهم
يساهم الجزائريون بميولاتهم و رغباتهم، في تغيير شامل لشكل العمارة المحلية في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تحول جذري غيبت معه البيوت الجزائرية الأصيلة، لتحل محلها بيوت أكثر عصرية بهندسة غربية تجعل المتنقل عبر الشوارع لا يكاد يميز في أي بلد هو، في تغيير آخر يعتبره أهل الإختصاص عاملا يساهم في فقد الهوية الوطنية، و يجعل النمط العمراني التركي يطغى على الطابع المعماري بالجزائر.
بعد الهوس الذي سيطر على المجتمع الجزائري بالتقليد الأعمى للأتراك، عبر الثقافة التي يتم ترويجها من خلال الأعمال الدرامية و المسلسات التي تتم ترجمتها إلى مختلف اللهجات العربية و حتى الجزائرية منها، و بعد أن بات شكل اللباس الذي يغزو الأسواق تركيا بنسبة تقارب 100 بالمائة، حسبما يؤكده التجار و المختصون، جاء الدور على العمارة، التي يبدو بأنها هي الأخرى قد تأثرت بالعمارة التركية، ليتم إنشاء بنايات يحرص المهندسون و أصحابها على أدق التفاصيل التركية فيها.
مزج بين الطابعين الشرقي والغربي
تؤكد المهندسة المعمارية نسيمة بريهمات، بأن الطابع الهندسي العمراني للبيوت الجزائرية يشهد تغيرا جذريا خلال السنوات الأخيرة، إذ يفضل الجزائريون اليوم الطابع التركي الذي يمزج بين الحضارتين الشرقية و الغربية، مشيرة إلى أن كافة الطلبات التي تتلقاها مكاتب الدراسات و الهندسة، تتعلق بهذا الطراز.
و تضيف المهندسة، بأنه حتى الطابع الكولونيالي بشرفاته الواسعة و الذي شكل الطابع المعماري العام بالجزائر طيلة فترة ما بعد الاستقلال، سجل تراجعا كبيرا، و باتا غير مرغوب فيه، و أثر هذا التغيير بشكل كبير على البيوت الجزائرية القديمة، التي تستثنى اليوم حتى من عمليات الترميم، بل يلجأ أصحابها لهدمها و إزالتها كليا و إنشاء بنايات محلها بطابع عصري، مثلما نقف عليه بشكل مستمر عبر مختلف المناطق.
وحدها الأحياء القديمة بوسط المدن كالسويقة بقسنطينة، و قصبة الجزائر تصارع من أجل البقاء ، و لا تزال تضم بين أزقتها بقايا للهندسة الجزائرية الأصيلة ، و إن كانت في الواقع تحتوي على لمسات من الطابع العثماني المرتبط بتركيا، كما أن بعض البيوت التقليدية في منطقة القبائل لا تزال تحافظ على نمطها التقليدي بفضل دعم جمعيات محلية تسعى من خلالها للحفاظ على الهوية المحلية للمنطقة، وسط زخم كبير لعصرنة تكاد تمحو كل أثر للأصالة في كل شبر من الوطن، و فتحت المجال أمام هندسة جديدة يعتبرها مواطنون أكثر عصرية، راحة و أناقة.
تضيف المهندسة بأن الجزائري يبحث اليوم عن الطابع العصري و البيت المفتوح و الذي تقول بأنه وجده في الطراز التركي، أين يخصص الطابق الأرضي في الغالب للنشاط التجاري، فيما تقسم باقي الطوابق بين الصالون و المطبخ كجزء منفصل، و يخصص طابق بأكمله لغرف النوم فقط، متحدثة أيضا عن نمط الشقق الذي يعتمد بشكل كبير لدى الجزائريين، من أجل المحافظة على لم شمل الأسرة الكبيرة مع بقاء الخصوصة للأسر الصغيرة.
نساء يتخلين عن الأفرشة القديمة
المهندسة التي قدرت نسبة التغيير في الهندسة لدى الجزائريين، حسب الطلبات التي تتلقاها في مكتبها بـ99 بالمئة و أكدت بأن لا أحد يطلب بيتا جزائريا بتفاصيله القديمة، مضيفة بأن المساجد تبقى البنايات الوحيدة في الجزائر التي لا يزال إنشاؤها قائما على تفاصيل عربية و إسلامية، علما بأنه يوجد منها ما تسللت إليه تفاصيل إضافية أكثر عصرية، ساهمت بشكل ملفت في تغيير وجه المسجد الجزائري الحديث، كالهندسة التي يحظى بها جامع الجزائر الذي ينتظر افتتاحه قريبا.
و للديكور و الأثاث نصيب أيضا في هذا التغيير، فقد باتا أكثر عصرية، و يمكنك أن تدخل اليوم بيوتا يستحيل أن تعرف بأنها جزائرية، فكل شيء تغير، بعد أن حلت الأرائك العصرية محل “الكانابي و المطرح” التقليديين ، و عوضت طاولات الطعام الكبيرة المائدة، و حتى الفراش تغير، و قررت النساء التخلي عن “المطرح” الذي لا يوجد أساسا في بيوت كثيرة، و حتى “السينية” تم التخلي عنها و حل محلها “البلاطو”، و بالمقابل نجد عائلات قليلة ، خاصة بقسنطينة و تلمسان و منطقة القبائل، لا تزال تحافظ على تفاصيل تعتبرها مهمة و تعكس انتماءها و جذورها.
و في خضم ذلك، يبقى الجزائري عرضة لتقلبات و تطورات تتقاذفه يمينا و شمالا، من أجل تحقيق معادلة الرفاه الإجتماعي، متناسيا في حالات كثيرة هوية جزائرية أصيلة، لطالما أسالت لعاب أجانب زاروا الجزائر و عشقوا خصوصياتها، حضارتها و تقاليدها التي يدعو أهل الاختصاص للحفاظ عليها كموروثات ثمينة ينبغي التشبث بها.
إ.زياري