التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
صدر منذ أيّام للأديب والباحث الدكتور علاوة كوسة كتاب «سِحرُ الرّواية: علاماتٌ في الرّواية العربيّة الجديدة» عن دار القلم والتوزيع بتونس، وفيه تناول المؤلف، تجليات التاريخيّ في الرواية العربية الجديدة، مُتسائلا وقد أشكلّ عليه السحرُ، طارحا أكثر من سؤال: ما الرّواية ُالتّاريخيةُ وما روايةُ التّاريخ؟ ما حدود التداخل بين التاريخ والسرد؟ ما الدّوافع إلى توظيفِ التّاريخ واِستحضارِ تفاصيله في الرّواية العربيّة المعاصرة؟ ما هي اِستراتيجياتُ اِستحضارِ التاريخ تخييليّا من خلال فنّ الرواية خصوصًا والسّردِ على وجه العموم؟ ما حدودُ التّعامل مع المادّة التّاريخية في المتون الرّوائية ِالعربيّة؟ هل اِعتمدت الرواياتُ العربيّةُ في تعاملها مع المعطيات التاريخية على الصوت الواحد أم إنّ هناك تعدُّدا للأصوات، ضَمانا لتَعدّد القراءات؟ وإلى أيّ مدى كان الروائيُّ العربيُّ قارئا مُغايرا ومُغيّرا للتّاريخ وما حدود المصْلحة بيْن التّاريخ وبين الرواية؟ وما الّذي يضيفه كلٌّ منهما إلى الآخر؟ أليست روايةُ التاريخ/الرّوايةُ التاريخية، صناعةٌ جديدةً للتاريخ خارجَ أُطُره الزمانيةِ والجغرافية؟ ما حدودُ التعامل الروائيّ مع التاريخ المـحَليّ، وما قيمةُ الاِنطلاق من الأنا التاريخيّ إلى الآخر/الإنساني؟ أليست بعضُ الروايات هي بمثابة المحاكماتِ الفنّيةِ للتاريخ بأثر رجعيّ؟ كيف تعاملت الرّواية العربية الجديدة مع تفاصيل التاريخ المحلّيّ والوطنيِّ والقوميّ والعالمي، اِنطلاقا من أحداث واقعية؟ كيف نقلت إلينا الرواية العربيةُ حوارا تاريخيّا إنسانيا، مظهرةً هاته التعالقاتِ البشريةَ في شتى مناحي الحياة؟ كيف تحاورت المكوناتُ الروائيةُ، من أزمنة، أمكنةٍ، أحداثٍ، شخصياتٍ ولغات، مع نظيراتها من مكونات التّاريخ، في حدود الواقعيّ والتخييلي؟ ما المصادرُ التاريخيّة التي اِتكأت عليها الروايةُ العربية في رحلة اِستحضارِها ومحاكماتِها للتّاريخ؟
كلّ هذه الأسئلة اِنهالت في هذا الكِتاب، لكن لا يمكن الحديث عن سحر الرواية العربية دون إغفال فتنة الجسد في الرواية العربية وأماراته الأمّارة بالأقاويل والتآويل من خلال نماذج روائية عربية جديدة، وهذا ما جعل الدكتور كوسة يخوض أيضا في هذا الشأن، متسائلاً عن مدى اِستحضارِ النصِّ السّرديِّ للجسد بوصفه موضوعا ذا مقولاتٍ عميقة، وبوصفه فضاءً ذا رموزٍ حمّالة دلالات؟ وكيف يستند جسدُ النّصِّ السّرديِّ على نصِّ الجسد البشريِّ، بجغرافيته الفيزيولوجية، وتاريخه الهوياتي، المعنوي، والأهوائي في «مبادلاتٍ رمزيةٍ ودلاليةٍ» بين الجسدين؟ ما آليات ُاِستحضارِ الجسدِ سرديّا، واستنطاقِه رمزيّا، وما حدودُ الاِختلافِ والاِئتلافِ والحوارِ بيْن الجسدِ الأنثويِّ والذّكوريّ في الرواية؟ وكيف تتشكّل رمزيةُ الجسد -بوصفه فضاءً إنسانيا- في فضاءات زمكانية مغايرة، وما تمظهرات «الأنا» و»الآخر» -جسديًا- في النّصِّ السّردي المُعاصر هل صار النصُّ السرديُّ المعاصرٌ يفلسف الجسدَ بين ثنائية "الأنسنة" و"التشيؤ"؟
وهنا يتوقف الدكتور كوسة بالبحث عند نقاط أهمها: أدب الجسد/زئبقية المفهوم وهيولية المعنى، الجسد والجنس في التراث الإنساني/الحقيقة الأزلية، اِستكتاب الجسد وتجسيد الكتابة/جدل الممنوح والممنوع، الكتابة النسوية والجسد/الكتابة بالجسد، الجنس في الرواية النسوية العربية/بين الحضور الجمالي والمحظور القرائي، حوار الأجساد/لغة الجسد الكونية، الجسد والمكان/قبور الجسد المتحركة، الجسد والفن/الإبداع بالجسد، الجسد والأهواء/كيمياء الخطاب، رمزية الجسد/السلطة الرمزية.
كما وقف على عتبات وتقنيات السّردِ في الرواية النسوية العربية، متسائلا: ما السّردُ؟ وما واقعُه في مشهدنا الأدبي العربي؟ وما حدودُ مصطلح «السرد النسوي» في زمن «الفحولة «السردية الذكورية؟ وما مدى اِستئثار هذا النوعِ من السرد في مشهدنا النقدي العربي المعاصر؟ ما خصوصيات السرد النسوي العربي؟ وما حدود الاِختلاف والائتلاف بين سرد نسوي/نسوي، وسردٍ نسوي/غير نسوي؟ وما التقنيات السردية التي اتخذت منها الروائيةُ العربيةُ سبيلا في تسريد ذاكرتها وأحلامها وواقعها المعيش؟
الكِتاب لم يغفل الحديث عن سحر الرواية دون دخول المُدن الروائية من أبواب تأويلية متفرقة؟ إذ هنالك –حسب قوله- تحسستْ التشكيلَ المرجعيَّ والرمزيَّ للمدينة في الرواية العربية التي أوْلت الفضاءَ اِهتمامًا وظيفيًا بالغًا؛ فقاربتْ دلالاتِه العميقةَ بفن، وامتصت مقولاتِه الصامتة بوعي، وتحسّست ممكناتِه الخطابية برويّة، واستثمرت تآويلَه البعيدة بأناة، واستحضرت نصوصَه الغائبة بجلاء، واستغلت مكانتَه الأساسَ في البناء السّردي، واستنطقت تفاعلاتِه المُتعدّدةَ مع الذوات الإنسانية والشيئية بحدس. وتعدّ المدينةُ إحدى هذه «الأفضية» المهمة التي نالت حظَّها من التوظيف الواعي في المنتج الروائي العربي المعاصر؛ فتماهت الروايةُ بوصفها مدينةً تخييلية (بكلّ أدواتها الفنيّة) مع المدينة بوصفها روايةً واقعية (بكلّ مرجعياتها ورمزيتها) لتشكّلا معًا أدبيّةَ هذا الجنس الموسوعي العابر للفنون وحدود الأجناس الأدبية الأخرى.الكتاب تضمّن أيضا تفاصيلَ أخرى منها: الرواية والمكان، الرواية والمدينة، المدينة في الرواية العربية/ وشم المرجع وسحر الرمز، الرمز الأسطوري/أسطرة المدينة، الوجود والسرد/فلسفة الحكاية، رمزية الماء/ الحضارة الجارية، رمزية الجسد وأهواء المدينة، عتبات المدينة/المدينة الموازية، فضاءات المدينة/أرواح المكان، ألسنة المدينــــة (لسانُ الدّين بين التطرف والطرافة، لسانُ التّاريخ/سيرة مدينة، ألسنةُ السياسة/محنةُ مدينة، أهواء المدينة/ريحُ الأنسنة). نوّارة/ل