أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
خص القائد السابق لفريق اتحاد الجزائر وصخرة دفاع المنتخب الوطني منير زغدود « النصر» بحوار مطول تطرق خلاله إلى تجربته الجديدة في عالم التدريب، وإشرافه في ظرف شهر واحد على إنقاذ الاتحاد من السقوط إلى الرابطة الثانية، وقيادته سهرة السبت الماضي إلى الفوز على الوفاق السطايفي في حديقته، لحساب الجولة الأولى من دور مجموعات رابطة الأبطال الإفريقية، كما عاد بشريط ذكرياته كلاعب إلى أهم المحطات في شهر رمضان، وكيف يقضي يومه في الشهر الفضيل.
لقد فرحت كثيرا بهذا الفوز، خاصة وأنه تحقق على حساب بطل القارة في ملعبه، سيما وأن هذه النتيجة الإيجابية سترفع معنوياتنا وتزيد من تفاؤلنا بمستقبل الفريق في أمجد وأهم المنافسات القارية.
ليس هناك سرا، وكل ما في الأمر أنه يتعين عليك حسن تمرير الرسالة إلى اللاعبين، علاوة على العمل البسيكولوجي ومعالجة بعض النقائص التكتيكية التي تم رصدها، قبل ضمان البقاء كان فريقنا يعاني عديد النقائص، وهنا أشير إلى أن المسؤولية يتحملها الجميع وليس اللاعبون وحدهم، فإنقاذ الفريق في آخر مباراة في الموسم دليل على وجود عدة سلبيات داخل الفريق، وعملية الإنقاذ ساهم فيها الجميع من طواقم فنية وإدارية وطبية ولاعبين، وبعد نهاية الموسم باشرنا التحضير للموسم الجديد على مراحل حيث تنقلنا إلى المغرب لإقامة تربص عملنا خلاله كثيرا من الناحيتين البدنية والتقنو تكتيكية، وكان رد فعل اللاعبين إيجابيا من حيث الجدية في العمل، كون الموسم الماضي كان درسا قاسيا بالنسبة لهم، وجعلهم يصرون على تفادي ذات الأخطاء التي ارتكبوها وكادت تؤدي إلى سقوط النادي، والحمد لله الفوز في سطيف أولى ثمار المجهودات المبذولة، وسترفع معنوياتهم وتخول لهم لعب بقية المواعيد بأريحية.
صراحة من السابق لأوانه الحديث على الحظوظ، لأن المنافسة في بدايتها، ونحن لم نلعب سوى مباراة واحدة، ما يجعلني أقول أن كل طرف من الرباعي المشكل للمجموعة يملك حظوظا في التأهل، حقيقة الفوز بأول لقاء خارج الديار وأمام البطل، يعطي دفعا أقوى وثقة للفريق، الذي سيحضر للقاء المقبل في ظروف أفضل، وعليه أقول أن اتحاد العاصمة فريق كبير ويملك تعدادا ثريا وإمكانات مادية هائلة، تخول له اللعب بأكثر راحة وجعل المنافسة القارية على رأس أهدافه، لأن صراحة بالإمكان الطموح للتتويج بلقب رابطة الأبطال هذا الموسم.
عموما تحقق ما كنت أتمناه قبل اللقاء، على اعتبار أن الفريقين أديا مقابلة في المستوى وشرفا الكرة الجزائرية، وفي غياب اللاعبين الأجانب الذين يملكون إمكانات معتبرة، حضرنا لمقابلة في القمة من الناحية التقنية، حيث وفق اللاعبون في تقديم وجه طيب يشرفهم على هذا المستوى من المنافسة، ورغم أن المباراة تزامنت مع فترة توقف المنافسة محليا، قدم الفريقان مقابلة في المستوى من حيث الريتم العالي والعروض الشيقة واللعب المفتوح، إضافة إلى الروح الرياضية العالية، وكلها أمور تشرف الكرة الجزائرية.
مستوى بطولتنا كان متذبذبا في غياب الاستقرار والاستمرارية في النتائج، ما جعل الفارق بين البطل والفريق النازل إلى القسم الثاني ضعيفا جدا، لقد كان موسما استثنائيا فشخصيا لم يسبق لي أن لعبت أو شاهدت بطولة مماثلة، لم تبح بكل أسرارها حتى آخر جولة. وباستثناء بعض المقابلات خاصة في منافسة الكأس، لم نشاهد مباريات ذات مستوى طيب، وعليه نتمنى أن تتحسن الصورة في الموسم القادم، ويتم تفادي البحث عن النتائج الآنية، وأن يتوفر عامل الاستقرار ومعه الإمكانات الكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة وأن تسود العقلية الاحترافية، لأن الأمر لا يقتصر على اللاعب، الذي علينا وضعه في ظروف جيدة، كما يجب أن يكون المسؤول والمدرب وحتى المناصر في المستوى، لأن حقيقة الميدان أكدت أن الضغط نوعان إيجابي وسلبي، فهناك ضغط يحفز اللاعب ويدفعه للعطاء أكثر، وهناك ضغط يتولد عنه الخوف ويجعل اللاعب يمر جانبا في المقابلات.
أنا حديث العهد بالميدان، حيث أقضي موسمي الخامس، وأحاول اكتساب الخبرة من يوم لآخر، فقد أشرفت على فريق الآمال والأكابر الذي أنا على رأسه الآن، وكما أسعى دوما للتعلم وكسب التجربة الميدانية، أحاول أن أوظف خبرتي في الميادين لإعطاء الإضافة للاعبين، خاصة و أن التربصات التي أحضرها أفادتني كثيرا، وسمحت لي باكتشاف أشياء جديدة، وشخصيا أنا بصدد تكوين نفسي من كل الجوانب لأكون مدربا في المستوى.
هناك فرق كبير، فلكل مهمته، فاللاعب يقوم بدوره فوق الميدان ، أما المدرب فمهمته تسيير الفريق لمدة معينة، وفق برنامج عمل يتطلب التحضير الدائم، كما أن المدرب مطالب بالسهر على حالة اللاعبين والوقوف على نقاط قوتهم وضعفهم ومدى جاهزيتهم للمباريات ، وهي أمور تجعلني أقول أن المهمة صعبة فهو مسؤول عن 25 لاعبا فأكثر، و يوم المقابلة أود أن أكون لاعبا ينشغل باللعب فوق الميدان، عوض أن أكون مدربا يلازم مقعده ويشاهد فريقه يلعب بعد أن زود اللاعبين بالتعليمات وانتهى من ضبط الخطة التكتيكية وأسلوب اللعب، وحتى في حال عدم سير الأمور كما يريد لا يمكنه فعل شيء ويضطر إلى انتظار فترة استراحة ما بين الشوطين لإدخال التعديلات. كما أن المدرب منشغل دائما ويوميا بتطوير أسلوب لعب ومستوى فريقه جماعيا وفرديا، علاوة على العمل البسيكولوجي عند تحقيق النتائج الإيجابية أو السلبية، حيث يضطر المدرب لتسيير مرحلة ما بعد اللقاءات، سواء في حال الفوز أو التعادل أو الخسارة، وبعبارة أخرى المدرب مطالب بالعمل باستمرار ودون هوادة، فبعد الفوز يتحتم عليه دفع اللاعب للحفاظ على هدوئه وتركيزه والابتعاد عن الغرور، وعند التعثر كيف يشحن بطارياته من جديد ويحفزه للعودة إلى العمل بأكثر إرادة ورغبة.
لحد الآن نحن نعمل ونسعى جاهدين لمنح الفريق كل ما نملك من خبرة لتحضيره للمقابلات، وجعله جاهزا من كل الجوانب، والمستقبل وحده الله يعلمه، وصراحة لحد الساعة (الحوار أجري مساء الأحد) لم يتم إشعارنا بأي جديد بخصوص نية الإدارة في انتداب مدرب آخر.
هذا العام بدأت صيام شهر رمضان في المغرب، أين كنا نقيم تربصا تحضيريا، وهناك لم تكن لدينا حرية الحركة، حيث أن البرنامج المكثف يحتم علينا ملازمة الفندق وميادين التدريب، على اعتبار أننا كنا نتدرب مرتين في اليوم مساء و ليلا، وأحيانا نكتفي بحصة ليلية، وبعودتنا إلى أرض الوطن لم يتغير البرنامج كثيرا، على اعتبار أننا لم نستفد من الراحة، وعن اليوميات فعدا العمل والذهاب إلى السوق لاقتناء بعض حاجيات العائلة، أفضل ملازمة البيت وقضاء أطول فترة ممكنة مع أفراد عائلتي، كما أنني لا أفضل التجول كثيرا في النهار وأسعى قدر المستطاع لتفادي الاحتكاك بالأشخاص، حفاظا على صحة الصيام لأن الملاحظ على عامة الناس النرفزة وتشنج الأعصاب بسبب أو بدونه، وعليه أفضل البقاء في البيت للتعبد من خلال الذكر وقراءة القرآن والإكثار من الصلاة في هذا الشهر العظيم الذي وحده الله يعلم كيف يؤجر الصائم.
شخصيا لا أرى أي اختلاف بين كل هذه المدن، فقد سبق لي الصوم وسط أفراد العائلة، كما كانت لي تجارب خارج الديار، سواء بعين البيضاء أو العاصمة وحتى بجاية، وصراحة لم أحس يوما افتقادي لدفء العائلة، حيث لم تنقطع الدعوات من قبل الأصدقاء في كل هذه المدن وبالمناسبة أعتذر لبعض الذين تعذر علي تلبية دعوتهم للإفطار. وبالعودة لسؤالك أرى أن الأجواء الرمضانية نفسها عبر جميع مناطق الوطن.
صراحة ليس طبق مفضل، فأنا من النوع الذي يأكل ما يقدم له في وجبة الإفطار، ومع ذلك أحب كثيرا تناول الأطباق التقليدية من العجائن خاصة.
عادة ما أفضل الاستيقاظ باكرا وتفادي النوم في فترة الصبيحة، حتى في حال لم تكن لدي أية التزامات خارج البيت.
أنا مرغم على السهر، فبعد صلاة التراويح نقصد الملعب لإجراء التدريبات، التي نعقبها بجلسة خفيفة، فتكون العودة إلى البيت في ساعة متأخرة جدا، ومباشرة بعد تناول وجبة السحور أصلي الفجر و أنام.
كلما تسمح لي الظروف أصليها في المسجد، لكن أحيانا تتزامن مع الحصص التدريبية ما يحول دون أدائها.
لا عادة أمتاز بالهدوء سواء في شهر الصيام أو في باقي شهور السنة، وعلى عكس الذين يفقدون أعصابهم في رمضان، شخصيا أجد راحة نفسية، سيما وأنني أتحاشى الاحتكاك بالعلم الخارجي قدر المستطاع.
لا أبدا لم يسبق لأي مدرب أشرف علي أن طلب مني عدم الصيام، رغم كثرة السفريات والمباريات الدولية خاصة في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، ولو أن البعض يرى بأن الله قد رخص للمسافر، فيبقى الأمر اجتهاد شخصي بين العبد وربه.
لقد خضنا عديد المقابلات في ظروف مناخية جد قاسية، وعانينا كثيرا في شهر رمضان، في ظل ارتفاع معدل الرطوبة، و رغم أن البعض كانوا يذكروننا برخصة المسافر، إلا أن اتخاذ قرار عدم الصيام كان أمرا في غاية الصعوبة.
في الجانب الرياضي تبقى الديربيات العاصمية التي واجهنا خلالها الجار مولودية الجزائر، من أفضل الذكريات في الشهر الفضيل، نظرا للأجواء الاحتفالية الكبيرة التي يصنعها الأنصار فوق المدرجات.
كانت عام 2000 رفقة المنتخب الوطني في البرازيل، حين واجهنا نادي فاسكو دي غاما بترسانة نجومه من بينهم روماريو و جونينيو و جينيور ، وخسرنا بنتيجة جد ثقيلة (7/0)، أتذكر جيدا أن تلك المباراة الودية أقيمت في شهر رمضان، ورغم أننا لعبناها مباشرة بعد الإفطار لم نتمكن من الصمود، لقد أذن المغرب ونحن في غرف الملابس، فاقتصر الإفطار على حبات عنب وقطعة حلوى، وهي الوجبة التي منحتنا طاقة مكنتنا من المقاومة حوالي عشرين دقيقة، قبل أن ننهار بدنيا و يمطر روماريو ورفاقه شباكنا بسبعة أهداف، وهي من أطرف الحوادث التي أتذكر، وعليه أقول أنه من الصعب جدا لعب مباراة كروية في شهر رمضان، لأن اللاعبين يفتقدون إلى الطاقة اللازمة وأحيانا يعرضون أنفسهم للخطر.
بالمناسبة أشكر مشجعي اتحاد الجزائر الذين حضروا إلى سطيف وشجعوا الفريق من البداية حتى النهاية، وأتمنى أن يواصلوا تدعيم الاتحاد خاصة في الأوقات الصعبة، وعموما أناشد الأنصار عبر مختلف الملاعب أن يقتدوا بما يشاهدونه في الملاعب الأوروبية، كما أتمنى أن يتحلى أنصارنا الذين تغص بهم المقاهي والساحات العامة لمتابعة القمم الكروية الأوروبية بنفس السلوكيات عندما ينتقلون إلى ملاعبنا لمشاهدة فرقهم المحلية، لأن مظاهر العنف والشغب التي ميزت عديد المباريات في الدوري لا تشرف كرتنا ولا تخدمها، والمناصر الحقيقي هو من يدعم فريقه ويسانده في وقت الشدة.