بعد وفاة الطبيب بن مرزوقة بفيروس كورونا: خلية الأزمة بعنابة تشرع في إحصاء المرضى الذين زاروا عيادة خاصة

توفي، أول أمس، الدكتور بن مرزوقة بن سونة، بقسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة، بعد أن تدهورت حالته الصحية جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، فيما بدأت خلية الأزمة بالولاية في إحصاء المرضى الذين خضعوا للمعاينة في عيادته الخاصة.
ونقل الفقيد قبل أسبوع إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى الجسر الأبيض، بعد تأكد إصابته بـ “كوفيد 19” عبر التحاليل، وتم إخضاعه هناك للبرتوكول العلاجي، غير أن تأثير الفيروس على جهازه التنفسي كان كبيرا، مما استدعى وضعه تحت جهاز التنفس الاصطناعي، ليفارق الحياة عن عمر يناهز 67 سنة بعد تعقد وضعه الصحي.
وفاة الدكتور بن مرزوقة الملقب بـ “طبيب الفقراء”، خلفت حزنا وتأثرا كبيرا لدى العنابيين، حيث تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي الخبر، وترك الطبيب المتوفى شعبية وسمعة طيبة بمدينة عنابة، خاصة لدى سكان المدينة القديمة “بلاص دارم” أين توجد عيادته التي ينشط فيها كطبيب عام، والتي كانت ملجأ الطبقة البسيطة للعلاج وإجراء الفحوص بسعر لا يتعدى 600 دج و بصورة مجانية للعائلات الفقيرة.
و اتخذت خلية الأزمة بعنابة، على إثر اكتشاف إصابة الدكتور بن مرزوقة بفيروس كورونا، عدة تدابير، بإحصاء عدد المرضى الذين قام بمعاينتهم في الفترة الأخيرة، إلى جانب وضع عائلته تحت الحجر والمتابعة، وحسب مصدر طبي، فإنه يرجح أن تكون العدوى قد انتقلت إلى الطبيب جراء معاينة أحد المصابين بـ “كوفيد 19”، رغم الاحتياطات الوقائية التي كان يقوم بها داخل عيادته.
من جهته، وجه الفريق المناوب بمصلحة كوفيد 19 بمستشفى ابن سينا بعنابة، أمس، نداء في تسجيل فيديو نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للمواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم الاستهتار بالمرض، مؤكدين أن التعب قد نال منهم، وبأن طاقتهم استنفذت مع طول الأزمة، وأضافوا بأنهم في حاجة إلى التزام السكان بالتدابير الوقائية لأن المستشفيات مكتظة.
وقد وصل عدد الإصابات بعنابة، وفقا إحصائيات اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة تطور فيروس كورونا،، أول أمس، إلى 227 إصابة و ارتفعت الوفيات إلى 11 بفقدان الطبيب بن مرزوقة، مع عدم تسجيل إصابات جديدة يوم الخميس، حسب موقع وزارة الصحة و إصلاح المستشفيات.
من جهتها قامت مصالح أمن ولاية عنابة خلال الأسبوع الأخير، بتوقيف 624 شخصا، و وضع 98 مركبة و 55 دراجة نارية بالمحشر، وهذا لمخالفة القرارات والتدابير الاحترازية المتخذة لمجابهة وباء فيروس كورونا، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين. وتجدر الإشارة إلى تسجيل انخفاض محسوس في عدد المخالفين، بالمقارنة مع الأسبوع الفارط.
حسين دريدح