الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
الجزائر قادرة على تحصيل 9200 مليار من استرجاع النفايات المنزلية
يؤكد المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، كريم ومان، أن الجزائر قادرة على تحقيق إيرادات مالية مهمة تقدر بـ 9200 مليار سنتيم سنويا من عائدات استرجاع النفايات المنزلية فقط، كما يُمكن الاستثمار في المجال من خلق مناصب شغل كثيرة ويساهم في إنشاء مؤسسات اقتصادية مختلفة على امتداد سلسلة التسيير المدمج للنفايات، مبرزا في هذا الحوار مع النصر، أن وزارة البيئة قد وضعت استراتجية وطنية للتسيير المدمج للنفايات تمتد إلى غاية عام 2035 وذلك لتحسين ورفع نسبة الرسكلة في مختلف الأنواع.
إعـــداد : لـقـمـان قــوادري
* النصر : تبذل الوكالة الوطنية للنفايات جهودا كبيرة في تطوير مجال تدوير النفايات ماهي الرؤية الاستراتيجية والأهداف المستقبلية للوكالة في هذا المجال؟
كريم ومان: تهدف الرؤية الجديدة لوزارة البيئة إلى وضع ما يسمى بالتسيير العصري والمدمج للنفايات، والذي يرتكز على «مبدأ المادة عوضا عن مبدأ النفاية»، وفي هذا الصدد قامت الوزارة الوصية بإعداد استراتيجية وطنية للتسيير المدمج للنفايات لآفاق 2035، حيث تطمح هذه الاستراتيجية إلى تحسين نسبة استرجاع النفايات لكل صنف منها، إذ أن الهدف هو تثمين النفايات المنزلية، فضلا عن النفايات الخاصة والخاصة الخطرة بنسبة 30 بالمئة ، في حين سنعمل على تثمين النفايات الهامدة بنسبة 50 بالمئة.
معظم النفايات تفقد خاصية التثمين بعد اختلاطها
* ما يلاحظ عبر كل ولايات الوطن هو ضعف استرجاع النفايات، إذ لا تتجاوز النسبة الوطنية سقف 9 بالمئة،برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى تسجيل هذا الرقم الضئيل؟ وماهي مقاربتكم لتطوير هذا المجال؟
تتكون سلسلة التسيير المدمج للنفايات من عدة حلقات بالغة الأهمية تنطلق من مكان إنتاج هذه النفايات وتنتهي في مكان التخلص منها، «مابين هذه وتلك نعُد»: حلقات، الجمع والنقل، الفرز، التثمين و التخلص النهائي، لكن تبقى حلقة الفرز هي الأهم، فمعظم النفايات قد تفقد خاصية التثمين بمجرد التخلص منها مع نفايات أخرى.
تقدر النسبة المتوسطة للرسكلة وطنيا بـ 9.83 بالمئة في ظل غياب الفرز الانتقائي، في الجزائر وضعت الدولة خطة عمل من أجل بلوغ أهداف الاستراتيجية المسطرة في الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالتسيير المدمج للنفايات، من خلال إدراج الفرز الانتقائي على المستوى الوطني بصفة تدريجية، وذلك من أجل تطوير نشاطات الاسترجاع والتثمين وتنظيم شعب تثمين النفايات على أساس مبدأ «الملوث الدافع».
* الجزائر غنية بنفايات المواد العضوية التي تشكل الجزء الأكبر من النفايات، ماهي خطة الوكالة في هذا المجال الذي من شأنه أن يطور الإنتاج الفلاحي؟
بالفعل، تتصدر النفايات العضوية المرتبة الأولى بأكبر كمية منتجة في الجزائر بنسبة 54بالمئة بحسب دراسة تصنيف النفايات المنزلية لسنة 2019، كما لتثمين هذا الصنف من النفايات فوائد على الصعيد البيئي و الاقتصادي، وذلك من حيث تمديد مدة استغلال المنشآت المصنفة الخاصة بمعالجة النفايات وكذا تقليل انبعاث الغازات الدفينة، فضلا عن التقليل من فواتير استيراد الأسمدة ومساهمتها في تطوير القطاع الفلاحي.
تجهيز ولايات بوحدات لتحويل النفايات العضوية إلى سماد
وفي هذا الصدد، قامت الوزارة الوصية بتجهيز كل من ولايات معسكر، مستغانم وسيدي بلعباس بوحدات لتثمين هذا النوع من النفايات إلى سماد عضوي بقدرة معالجة تقدر بحوالي 50 طن يوميا، وهناك طموحات لتعميم هذه العملية وطنيا.
* ظهرت في السنوات الأخيرة أنواعا غير تقليدية من النفايات على غرار الإلكترونية، هل رسمت الوكالة خطة للاستثمار في هذا النوع؟
لرسم خطة تسمح بالتكفل بمثل هذا النوع من النفايات، وخاصة منها الالكترونية التي تصنف ضمن قائمة النفايات الخاصة والخاصة الخطرة، وجب إعداد دراسة تقنية واقتصادية تعنى بتنظيم فروع معالجة وتثمين هذا النوع من النفايات.
للتنويه، كلفت وزارة البيئة الوكالة بإعداد دراسة تتعلق بتطوير فروع تثمين النفايات، والتي هي قيد الانجاز في الوقت الراهن ولإنجاز هذه الدراسة لا بد من المرور بعدة مراحل أهمها: مرحلة التشخيص والتي تتطلب التقييم الكمي والنوعي للنفايات و تقييم قدرة المعالجة مع التنظيم الحالي للفرع إن وجد، تليها مرحلة معالجة المعطيات التي تم رصدها، وأخيرا مرحلة تقديم اقتراحات وحلول لتطوير مختلف فروع تثمين النفايات.
دراسة اجتماعية ثقافية لتحليل سلوكيات المواطن تجاه نفاياته
* ماهي نتيجة مرافقة الوكالة للجماعات المحلية وخاصة البلديات في مجال تسيير النفايات؟ وكيف وجدتم واقع تسيير النفايات في البلديات؟
يختلف تسيير النفايات من بلدية إلى أخرى بحسب الموارد المادية والبشرية المتوفرة على مستواها، الوكالة رافقت العديد من البلديات من خلال إعداد مخططات توجيهية لتسيير النفايات المنزلية، بحيث قدمت لهذه المصالح لوحة قيادة تسمح لها بتنظيم عمليات الجمع، والنقل ومعالجة النفايات، من خلال التشخيص الدقيق لوضعية تسيير النفايات بالبلدية ثم اقتراح الحلول المناسبة، وبعد ذلك تأتي مرحلة المرافقة قصد التنفيذ الفعلي لهذه المخططات مثلما كان الأمر، على مستوى بلدية المدية التي قررت تنفيذ المخطط الجديد مطلع السنة القادمة.
طريقة تسيير مراكز الردم تحدد آثارها على البيئة
* أي جدوى لمراكز الردم التقني في الوقت الراهن في ظل تشبع غالبية الحفر عبر الوطن وما تنجم عنها من أخطار بيئية واستنزاف للأوعية العقارية؟ هل يمكن الاستغناء عنها من خلال تطوير الرسكلة وإعادة التدوير؟
جدير بالذكر، أن مراكز الردم التقني أنشئت طبقا للمخطط الوطني الخاص بالتسيير المدمج للنفايات الذي تم إعداده في 2001 كحل استعجالي للقضاء على المفارغ العشوائية، التي كانت تنتشر باستمرار آنذاك وفي مناطق متفرقة من الوطن، إذ تم بفضل المخطط القضاء على 3000 مفرغة عشوائية.
وحتى لو قمنا بتثمين معظم نفاياتنا الجافة منها والعضوية، تبقى نسبة ضئيلة تقتضي طرق معالجة نهائية من خلال مراكز الردم التقني أو غيرها فاستراتيجيات فرز وتثمين النفايات قد تطيل في مدة استغلال هذه المراكز وتقلص من تكلفة استغلالها فقط، كما وجب التوضيح كذلك أنه تبقى طريقة تسيير مراكز الردم التقني وطريقة استغلاله، هي التي تحدد آثارها البيئة.
مراكز الردم التقني قضت على 3000 مفرغة عشوائية
* في رأيكم ماهي المعوقات التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الاستثمار في مجال الرسكلة؟ وكيف تساعد الوكالة على الاستثمار في هذا المجال في ظل تشجيع الدولة حاليا على إنشاء مؤسسات ناشئة؟
من معوقات الاستثمار أن معظم المنشآت الخاصة بتثمين ورسكلة النفايات تتطلب استثمارات كبيرة، فضلا عن عدم توفر النفايات بصفة دورية وحسب الجودة المطلوبة.
أما عن دور الوكالة فهي تعمل على توفير المساعدة التقنية لحاملي المشاريع خاصة عن طريق تقديم المؤشرات الكمية والنوعية المتعلقة بالنفايات والتي تسمح لهم بالحصول على نظرة شاملة لسوق تثمين النفايات على المستوى الوطني.
نعمل أيضا،على توفير بطاقات تقنية خاصة بالنفايات تتعلق بتصنيف النفاية، طرق تخزينها و طرق معالجتها، فضلا عن بطاقات تقنية تعنى بنوع النشاط «تصنيفه و مراحل تثمينه».
طريقة تسيير مراكز الردم تحدد آثارها على البيئة
نقوم أيضا بإعداد دليل خاص بإنشاء المؤسسات، كما يوجد دليل خاص بتطوير نشاط تسميد النفايات العضوية، كما نعد منشورات خاصة بنشاط تسيير النفايات وتنظيم سلسلة من الندوات الافتراضية شهريا، إضافة إلى الصالونات والأيام الدراسية.
* تنظم الوكالة حملات تحسيس دورية سواء ميدانيا أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي، هل حققت هذه الحملات أهدافها لاسيما من حيث الاستجابة للنصائح؟
يبقى نجاح أي مشروع في مجال تسيير النفايات رهينة انخراط المواطن فيه، لذلك تولي الوكالة الوطنية للنفايات أهمية كبيرة للجانب الإعلامي والتحسيسي، سواء كان بصفة مباشرة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال الأخذ بعين الاعتبار الجمهور المستهدف في عمليات التحسيس.
والملاحظ من خلال الاحتكاك بالمواطنين أو ما التمسناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو اهتمام المواطنين بهذا المجال، نظرا لتجاوبهم مع مختلف المنشورات، فضلا عن الرسائل التي نتلقاها على الخاص من كل مناطق الوطن.
رغم الظروف الصحية الراهنة، ولتعويض التحسيس المباشر، تقوم الوكالة بتنظيم سلسلة ندوات افتراضية عولجت فيها مواضيع مختلفة، كما سمحت بتواصل عمليات التحسيس والإعلام لصالح الجمهور العريض.
النسبة المتوسطة للرسكلة وطنيا أقل من 10 بالمئة
جدير بالذكر، فنحن نعمل على إنجاز دراسة اجتماعية ثقافية بالتعاون مع أساتذة علم الاجتماع من جامعة الجزائر، قصد تحليل سلوكيات المواطن تجاه نفاياته وكذا الولوج إلى حلول من شأنها تشخيص الطرق المثلى للتحسيس استنادا على مشاريع تجريبية.
* ماذا يمكن للجزائر أن تحققه من نتائج إقتصادية في حال تطوير مجال إعادة تدوير النفايات ؟
زيادة على العائدات الخاصة باسترجاع النفايات والتي تقدر بالنسبة للنفايات المنزلية بـ 92 مليار دينار جزائري سنويا، فهناك عائدات غير مباشرة تتمثل في توفير تكلفة معالجة النفايات عن طريق الردم وتمديد مدة استغلال الخنادق على مستوى مراكز الردم التقني للنفايات، وكذا توفير تكلفة إنشاء وتسيير محطات معالجة عصارة النفايات وكذا تخفيض تكلفة استيراد المواد الأولية.
كما يبقى التسيير المدمج للنفايات خلاقا للثروة، إذ يمكن إنشاء العديد من المؤسسات على امتداد سلسلة التسيير المدمج للنفايات سواء كانت مؤسسات الفرز أو النقل أو التثمين ، دون أن ننسى مؤسسات الصيانة والتسويق وغيرها وهو ما سيساهم حتما في خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة على المستوى المحلي. ل . ق