الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يتضاعف اهتمام أشخاص خلال رمضان بتجارة النباتات البرية الموسمية والأعشاب العطرية حيث يمتهن العديد منهم تجارتها في الأسواق و على حواف الطرقات، و تعتبر مصدر رزق أساسي لبعضهم و موردا إضافيا لآخرين، خصوصا وأن الطلب عليها يزيد في هذه الفترة، نظرا لقيمتها الغذائية وفوائدها الصحية، مع إمكانية استهلاكها طازجة أو مطهوة.
رميساء جبيل
تجارة البسطاء
يتخذ الكثير من الأشخاص هذه النباتات الموسمية البرية والأعشاب العطرية، كمصدر رزق أساسي يعيشون منه هم وعائلاتهم، وهناك بين الباعة من ينشطون في هذا المجال منذ أزيد من عشرين سنة كما وقفنا عليه خلال استطلاع ميداني بعدد من أسواق قسنطينة، إذ يقصى هؤلاء يومياتهم متنقلين بين البساتين و الحقول و الأسواق و البلديات بحثا عن الزبائن.
بدأنا جولتنا الصباحية، من حي الكيلومتر الرابع، مرورا بسوق الدقسي عبد السلام و وصولا إلى سوقي بطو و بومزو بوسط المدينة، وقد قابلنا عددا معتبرا من الباعة الذين ينشطون على حواف الطرقات وعند مداخل الأسواق سالفة الذكر، مفترشين الأرضية بأكياس بلاستيكية أو علب كرتونية، يعرضون مغطاة بخرقة مبللة من قماش « الخيش» و عليها كميات مختلفة من نباتات « الخرشوف و السبانخ أو السلق و القرنينة إلى جانب حزم من الكزبرة أو القصبر والبقدونس و الكرفس، و أنواع مختلفة من الأعشاب العطرية الأخرى على غرار الزعيترة و الرند و النعناع.
أخبرنا بائع اسمه عمار قابلناه على الطريق بمخرج حي الكيلومتر الرابع، أين كان يبيع الخرشوف والسبانخ مع حفيده الصغير، بأنه يختار يوما من أيام الأسبوع للتوجه باكرا نحو منطقة المريج لاقتلاع النبتة المعروفة باسم « خرشف عرب»، حاملا معه سكينة صغيرة وأكياسا كبيرة، ليعود في المساء محملا بكميات منها يقوم بتنقيتها وفرزها جيدا، ليعرضها للبيع في السوق أو على الطريق باقي الأيام الأخرى، حيث يبيع الحزمة الواحدة المكونة من 6 إلى 7 عيدان خرشوف مقابل 50 إلى 60 دينارا، فيما يبيع ربطة السبانخ أو السلق التي يشتريها بالجملة من شخص يأتي بها من منطقة عين كرمة، بسعر 100 دينار ليحصل على فائدة بقيمة 25 دينارا، مضيفا بأنه تحصل في اليوم السابق على حوالي 50 حزمة.
قال بائع آخر كان يعرض حزما من نبات القرنينة على مستوى سوق الدقسي عبد السلام، بأنه يتحصل عليها من رجل يعيش في منطقة نائية بضواحي قسنطينة، يبيعها له بمبلغ رمزي، ليعيد هو عرضها مقابل 100 دينار مؤكدا، أن هذه النبتة لا توجد بكثرة في الأسواق نظرا لصعوبة اقتلاعها، ولذلك فمن السهل جدا عليه بيع ما يتحصل عليه في كرة و بهامش ربح مناسب، خاصة وأنه يمارس هذه التجارة كعمل إضافي إلى جانب عمله الرئيسي في البناء.
لاحظنا خلال استطلاعنا، بأن تجارة الأعشاب والنباتات الموجهة للاستهلاك الإنساني، لا تقتصر فقط على كبار السن، بل يمتهنها شباب ومراهقون أيضا، حيث تعج بهم أسواق المدينة، ويشهد نشاطهم حركية كبيرة، وقد وقفنا طيلة جولتنا على حجم الإقبال خصوصا على السبانخ و الأعشاب العطرية، هي حركية أخبرنا بعض من تحدثنا إليهم بأنها تطبع أيام شهر الصيام، مؤكدين أنها أكثر فترة تستهلك فيها النباتات التي تستخدم في الطبخ عادة، بما في ذلك القصبر والبقدونس والكرفس والنعناع و بكميات كبيرة، ولذلك فهي فرصة مناسبة للكسب.
30 بالمائة زيادة في سعر الحزمة
و يتميز هؤلاء الباعة الشباب بالحيوية، ولا يتوقفون عن المناداة على الزبائن و الترويج بشكل طريف أحيانا لسرعتهم، على غرار أحد الباعة بسوق الدقسي الذي تمكن في لحظات من استقطاب الكثيرين حوله بفضل طريقته الطريفة في التسويق، ومع كثرة الطلب في أيام رمضان، لاحظنا بأنه أنهى بيع بضاعته في أقل من نصف ساعة، وهو أمر وقفنا عليه في نقط بيع أخرى إذ انتهى الباعة بشكل مبكر من بيع كل الأعشاب و النباتات، أو على الأقل أنواعا منها وذلك في حدود الساعة الواحدة زوالا.
قال بعض محدثينا، إن الزيادة النسبية في الأسعار هذه السنة لم تؤثر فعليا على الطلب خلال رمضان وأرجعوا هذا الارتفاع في سعر التجزئة إلى زيادات في سعر الجملة فرضها الفلاحون، وأوضح بائع بسوق الإخوة بطو، بأنه كان يشتري الحزمة الواحدة من القصبر أو البقدونس أو الكرفس من تجار الحامة أو من سوق الجملة «البوليغون» بسعر 30 إلى 40 دينارا لكن سعرها بلغ هذه السنة إلى 70 دينارا، ما جعلهم يرفعون السعر ويقللون من حجم الحزمة، و أخبرنا محمد، أن 20 دينارا كانت تكفي في السابق، ليحصل الزبون على حزمة، أما اليوم فهذا المبلغ لا يوفر سوى حزمة صغيرة جدا قد لا تفي بالغرض.
نباتات بطعم ذكريات الطفولة
جمعنا خلال جولتنا، حديث بعدد من السيدات، اللواتي قابلناهن عند طاولات الباعة، سألناهن عن استهلاك هذه النباتات والأعشاب، فأجمعن على أنها لمسة ضرورية لكل مائدة رمضانية، وأنه لا يمكن أن توضع الشوربة على المائدة إلا إذا زينت بأوراق القصبر الخضراء، ولا مجال لتحضير الفريك دون كرفص، كما أن تتبيل اللحم المفروم لا يمكن أن يتم دون بقدونس أو قصبر، وهما مكونان يدخلان في إعداد كل الأطباق تقريبا.
أخبرتنا فضيلة صاحبة 58 سنة، بأنها تخرج للأسواق خلال فصل الربيع، بحثا عن النباتات الموسمية، حتى لا تضيع منها فرصة الظفر بالخرشوف و القرنينة وهنا نبتتان تحبهما كثيرا و اعتادت على تحضير أطباق خفيفة وصحية منهما، إضافة إلى استخدامهما لإعداد مرق الكسكس.
، قائلة بأنها عادة تذكرها بجدتها التي كانت تقشر الخرشوف و تطعمها منه.
وقالت الحاجة فاطمة، بأنها اعتادت أكل الخرشوف لأنه صحي جدا، موضحة بأنها تأكل منه كثير في رمضان ليساعدها على الهضم بشكل كبير، مضيفة بأنها فور وصولها إلى المنزل تقوم بغسله جيدا، ثم تقشره وتنقعه في الماء إلى أن يحين موعد الإفطار.
كما أكدت، أن أحفاد يشاركونها حب أكل النباتات الموسمية، وشرب منقوع الأنواع العطرية كالنعناع و الزعتر. أما فاطمة فأوضحت، بأنها تصنع من الخرشوف و القرنينة وحتى السلق و الخبايز، أطباقا شهية ومتنوعة على غرار دولمة القرنون مع الخرشف و القرنينة و السلطة و الكسكس كذلك.
فيما قالت السيدة نورية، أنها كبرت على أكل هذا النوع من النباتات البرية وهي طازجة من الأرض مباشرة كونها ترعرعت في منطقة ريفية قبل أن تنتقل إلى المدينة، و ما تزال إلى يومنا هذا تتوجه نحو الأسواق للبحث عن الخرشف و القرنينة والسلق و الخبايز، قائلة بأنها تستمتع جدا بأكل الخرشوف مع الكسرة.
وجبة محببة لمرضى السكري و القولون
قال لنا البائع عمي زهير، الذي التقينا به بمحاذاة سوق الدقسي، أين كان يعرض حزما من الخرشف والسلق أن هذا النوع من النباتات البرية الموسمية، مطلوب جدا من قبل مرضى السكري و القولون العصبي، و غالبية من يعانون من اضطرابات معوية أو معدية، لأنها تساعدهم على الهضم بشكل جيد وتخفض نسبة السكري في الدم على حد قوله. وحسب إحدى زبوناته، فإن أكل النباتات البرية يساعدها كثيرا على تخفيف الانتفاخ و آلام القولون خاصة خلال رمضان، كما أن طبيبها ينصحها كثيرا بها لغناها بالألياف التي تتناسب مع ما يجب عليها أكله كمريضة سكري من النوع الثاني، ولهذا السبب تحديدا تفضل أكل الخرشف طازجا دون طهيه، كما تتناول السلق مع زيت الزيتون والثوم وقليل من البصل والطماطم.
تقي من الحموضة وأمراض الجهاز الهضمي
يؤكد أخصائي التغذية الصحية، محمد عبد القادر لزرق على أهمية وجود النباتات البرية الموسمية من خرشوف وقرنينة وخبايز وهليون، ضمن النظام الغذائي للإنسان نظرا لما لها من فوائد تساعد على الوقاية من عدة أمراض.
وقال الأخصائي، إن القرنينة التي تدخل في إعداد أطباق شعبية، ويتم استهلاكها أواخر فصل الشتاء وفي الربيع تعتبر نبتة صحية معتمدة ليس فقط في الجزائر، بل حتى في إسبانيا أين تزرع كنبتة ورقية مثلها مثل السبانخ وتستهلك بشكل كبير، لاحتوائها على نسبة كبيرة من الماء ما يجعلها مدرة للبول، كما تساعد على تحسين صحة الأعضاء مثل المرارة والكبد، ولهذا يوصى باستخدامها لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي و حموضة و الغازات، و للحماية من التهابات الكبد، فضلا عن أنها تحتوي على فيتامينات « بي» و» سي» و» أ» ، وهي جيدة أيضا، لمن يرغبون في إنقاص الوزن كونها توفر 27 سعرة حرارية لكل 100 غرام.أما بالنسبة للخرشوف البري، فأوضح خبير التغذية، بأنه يستخدم كعلاج وقائي ضد الكثير من الأمراض وينظم وظائف الكبد ويجدد خلاياه، إلى جانب خصائصه الأخرى المدرة للبول، كما أنه مصدر ممتاز للألياف التي تعطي الشعور بالشبع والامتلاء لفترات طويلة ويساعد أيضا، على التخلص من الفضلات المتواجدة داخل الأمعاء والوقاية من الإمساك والبواسير، ناهيك عن احتواء أوراقه على مكونات تخفض مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
كما استحسن، شرب منقوع النباتات العطرية لما له من فوائد، فهو يقلل من الصداع ويعمل على تخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي ويساعد في التخلص من انتفاخ المعدة ويخفف من نسبة الكوليستيرول في الدم وبالتالي يساهم في الوقاية من أمراض القلب.