الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
  بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة:  تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج
بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة: تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج

 حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...

  • 23 نوفمبر 2024
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى

وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...

  • 23 نوفمبر 2024
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة

* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...

  • 23 نوفمبر 2024

متعة و استكشاف بأقل التكاليف: سياحة المغامرة تفتح ألبوم الجزائر العذراء

شواطئ عذراء بعيدة و غابات كأنها جنات، تشقها وديان تحتضنها جبال و تخترقها بحيرات كان الحديث عن وجودها أقرب إلى الأسطورة قبل سنوات، لكن الوصول إليها صار ممكنا  والاستمتاع بها بات متاحا للشباب     و للعائلات، بفضل رحلات جماعية بتكاليف بسيطة تشمل التنقل و التجوال و المبيت، تنظمها نواد و جمعيات سياحية شبانية عبر الوطن، ترعى نشاطا سياحيا داخليا قائما على المغامرة، يحظى باهتمام متزايد و يفتح ألبوم الجزائر العذراء أمام الجميع، كما يعتبر عينا على ذلك الجزء الساحر المخفي من بلادنا.

رافقت النصر، إحدى هذه النوادي بقسنطينة، في رحلة جماعية نحو مدينة جيجل، و تحديدا باتجاه شاطئ الرميلة المعزول، حددت تكلفة الرحلة كاملة بـ 1600دج وكانت مغامرة جميلة بعيدا عن الشواطئ البسيطة المفتوحة، أو تلك المكتظة التي يتغير لون مياهها بعد ساعات قليلة بسبب التلوث.
الطريق إلى بني بلعيد
الساعة السادسة صباحا، قبالة محطة الحافلات بحي باب القنطرة، الحرارة المرتقبة طيلة النهار 43 درجة مئوية و الرطوبة عالية جدا، نسيم الصباح يداعب الوجوه المتجمعة بالقرب من الحظيرة ذات الطوابق، في انتظار وصول حافلة نادي « في آي بي أدفنتشر كونسطنتين» نادي المغامرة الذي نظم رحلة سياحية جماعية نحو شاطئ الرميلة ببني بلعيد، 55 كيلومترا عن وسط مدينة جيجل.
لم يكن المتاع كبيرا حقيبة ظهر صغيرة و شمسية فقط فالرحلة تنتهي عند الخامسة والنصف من مساء اليوم  أما موعد الوصول فحدد بمنتصف النهار، حوالي 15 شابا وشابة سجلوا في الرحلة التي شاركت فيها عائلات أيضا، كانت الانطلاقة نحو بني بلعيد في حدود الساعة السادسة و النصف بعد اكتمال الفريق، شغل السائق الموسيقى و انطلق الحماس، لاحظنا بأن الكتاب كان حاضرا أيضا، فعدد ممن في الحافلة أخرجوا كتبهم بمجرد أن وصلنا إلى منطقة « القرارم».
كانت بداية الرحلة متعبة نوعا ما بسبب الحرارة والازدحام، إذ تسببت بعض أشغال التزفيت عند مدخل سد بين هارون في تأخير موعد الوصول نحو بلدية خيري واد العجول، ومن ثم بني بلعيد أين توقفنا للتزود بالماء والطعام، قبل أن نتم الطريق إلى الشاطئ الكبير.
سياحة البسطاء
 تحدثنا خلال الرحلة إلى بعض المشاركين فيها، بينهم عائلة من زوجين وطفلين، قال الوالد بأنه من عشاق الشواطئ المعزولة، لأنها تتسم بالهدوء و لذلك يفضل ركن سيارته و اصطحاب عائلته في رحلات جماعية تتيح لهم فرصة الوصول إلى مناطق بعيدة أقرب إلى الجزر، مقابل تكلفة بسيطة لا تتعدى 1500 إلى 2000دج، وهو امتياز لا يمكن أن يحظى به السائح المرء إن سافر لوحده، أو اعتمد على وكالة سياحية مضيفا، بأن الوكالات عادة ما تفضل الوجهات الخارجية أو الداخلية المعروفة، لكن النوادي والجمعيات تمنح فرصة الاستكشاف.

أما منى و إيناس و سارة، فأوضحن بأن اثنتين منهما تشتغلان في مجال التعليم، أما الثالثة فخبيرة تجميل والعناية بالأظافر، قالت منى بأنها من عشاق سياحة المغامرة، وقد وجدت ضالتها في البرامج التي تنظمها  النوادي، علما أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها في رحلة جماعية، بل سبق لها أن زارت شواطئ رائعة آخرها « أورار» و اختبرت التخييم و التجديف بفضل هذا النوع من السياحة الذي لا يتطلب أكثر من خيمة وكيس النوم و طعام معلب.
 نفس الرأي شاطرته سارة و إيناس، وحسبهما فإن هناك انفتاحا كبيرا على هذا النوع من السياحة منذ جائحة كورونا، لأن الغلق سمح للجزائريين بإعادة اكتشاف بلدهم من جديد، وقالت سارة، إن هذه النوادي والجمعيات غيرت مفهوم السياحة من خلال تنويع الوجهات و فتح أبواب الطبيعة المغلقة، فضلا عن تخفيض التكلفة، معلقة بأنها سياحة البسطاء.
انضم إلى الحديث بعض المشاركين الآخرين في الرحلة و اتفق الأغلبية على نفس الفكرة تقريبا، وقال شباب بأن عقلية الجزائريين تغيرت كثيرا منذ الجائحة، لأن الناس صاروا أكثر اهتماما بالوجهات الداخلية، كما أصبحوا أكثر انفتاحا وتقبلا للرحلات الجماعية المختلطة، بدليل أن المجموعة تضم شابات و شباب و أزواجا و عائلات. اتضح من خلال النقاش، بأن هناك بين مرافقينا مغامرين أوفياء يشاركون في معظم الرحلات التي ينظمها النادي، ولا يقصدون الشواطئ فقط بل الوديان  والغابات و يمارسون التسلق و يعشقون التخييم.
زوارق  و جبال و مغارات

كان مرشدنا في الرحلة واضحا، من يطلب المغامرة لا يجب أن يتشدد كثيرا فيما يخص شروط الراحة، لأن أكبر جزء من المتعة في الطبيعة يرتبط أساسا بتحدي الظروف للوصول إلى وجهة خاصة « في آي بي» غيرنا ملابسنا داخل الحافلة و ارتدينا لباس البحر، ثم مشينا قليلا رفقة مرشدنا  سيد احمد، لنبلغ الشاطئ أين كانت قوارب النزهة الصغيرة في انتظارنا.
انقسمنا إلى خمسة أفراد في كل مجموعة وضعنا القبعات و النظارات لنحتمي من الشمس، و بدأ هدير المحركات في التصاعد، كان الحماس يزيد كلما اشتد الصوت وزادت سرعة القارب، بالنظر إلى جمال المنطقة عموما على اعتبار أن شاطئ بني بلعيد الشرقي يعتبر محمية طبيعية تمتزج فيها زرقة الماء مع خضرة الجبال لتشكل لوحة فريدة.
انطلقت المراكب خلف بعضها تشق البحر متجهة بنا نحو شاطئ الرميلة، كانت سرعتها تحدث أمواجا رغم هدوء البحر، كلما كنا نتقدم أكثر كانت الطبيعة تزداد سحرا وقسوة، صارت الجبال صخرية بلون مائل إلى الرمادي المسود، أما ميزتها الرئيسية فقد كانت المغارات، بعضها تواجد في أعلى القمم و قد افترضنا أن قدم الإنسان لم تطأها من قبل، فقط طيور النورس كانت تحلق بالقرب منها.
كنا ثلاث فتيات و شابا، على متن القارب « ميرال2» عرج بنا سائقه إلى داخل واحدة من المغارات البحرية وكان المشهد بديعا يشبه تلك المشاهد الفريدة في وثائقات  « أوشوايا»، مياه صافية تلمع و تعكس كل ما تحتها    وصخور تشكل منحوتات طبيعية فريدة، ترفع رأسك إلى الأعلى فيأسرك الضوء الذي تنزل خيوطه بشكل مستقيم لتخترق المياه، متسللة من ثقب دائري في سقف المغامرة أحاطت به بعض أعشاش الحمام، هدوء كبير   ورائع لدرجة الرهبة. انطلق القارب مجددا بعد أن توقف بنا الزمن هناك لبرهة، وبعد دقائق وصلنا إلى الجنة المخفية بين الجبال.
 جمعنا عند وصولنا إلى الشاطئ حديث مع بعض ملاك القوارب، أخبرونا خلاله بأن نشاطهم عرف ازدهارا منذ الجائحة بفضل نوادي المغامرة لأن مقصد هؤلاء الأول هو الشواطئ البعيدة المعزولة التي يتطلب الوصول إليها ركوب قارب.
ناصر، مرشد سياحي معروف في المنطقة، يملك خمسة قوارب نزهة يسيرها رفقة شقيقيه، قال لنا، بأن هناك خمسين قارب نزهة بالإجمال تشتغل على شاطئ بني بلعيد، و إن عدد النوادي التي تقصد المنطقة في نهايات الأسبوع يتعدى العشرة من كل ولايات  الوطن، حيث يصل عدد رحلات القارب في اليوم إلى عشر رحلات. حسب ناصر، فإن عشاق المغامرات من هذا النوع ليسوا شبابا فقط بل عائلات يستهويها التخييم في الشواطئ المعزولة و المناطق الجبلية، وتقدر تكلفة الرحلة من الشاطئ الرئيسي إلى شواطئ الخمسة المعزولة مثل الرميلة و الساحل و العطاف 1 و 2، بحسب الوجهة    والمسافة، و تنطلق الأسعار ذهابا وإيابا من 2000دج إلى 4000 دج للرحلة.  
 السبـاحة مع الأسماك في مياه بألوان الغابة
أخذت الرحلة بالقوارب حوالي سبع دقائق، ثم توقفنا بالقرب من شاطئ ذهبي، بل كان خليجا صغيرا بطول كيلومترين أو أكثر بقليل، تحتضنه سلسلة جبلية يميزها الخضار خلافا لباقي الجبال الصخرية التي مررنا بها تدرج لون المياه من الأزرق القاتم إلى الأخضر بعدما التحم بلون الغطاء النباتي.
 نزلنا من القوارب في مياه الشاطئ، مشينا بين الصخور قليلا ثم استقر كل واحد في مكان محدد، كنا كمن يمتلك جزيرته الخاصة، اختار البعض السباحة في مياه البحر  العميقة و قرر آخرون تسلق الجبل للوصول إلى جزء آخر من الشاطئ، جزء صغير تخفيه صخور حادة      وزلقة، وصلنا إليه بمشقة نظرا للطبيعة الجبلية للمنطقة واضطررنا إلى القفز من صخرة متوسطة الحجم كي نصل إلى المياه.لا تشبه السباحة في هذه البقعة من الأرض، السباحة في الشواطئ المفتوحة، لأن المياه عميقة وصافية جدا لدرجة يمكن معها رؤية الأسماك الصغيرة التي تتغذى على الأعشاب و محار البحر المنتشر على الصخور استمتعنا برؤية أنواع مختلفة، منها سمك مخطط مثل النمر وآخر شفاف جدا و سمك يشبه الضفادع.
تجديف و غوص و طيران شراعي
قال مرشدنا في الرحلة سيد أحمد « الحاراكة»، كما يلقبه الجميع، بأن الإقبال على التسجيل في رحلات المغامرات ملحوظ، وأن هناك برنامجا متنوعا تختلف فيه درجة الصعوبة حسب سلم يبدأ من واحد إلى تسعة إذ يتم الإعلان عن الوجهة على مواقع التواصل، مع تحديد التكلفة و ساعات الانطلاق و العودة و طبيعة الأنشطة المبرمجة التي تشمل التجديف و الغوص إلى عمق ثلاثة أمتار أحيانا وهناك أيضا، رحلات نحو الغابات و الجبال و الوديان قد تكون ليوم واحد أو لأجل التخييم لثلاثة أيام وربما أكثر، علما أنها رحلات تحبذها العائلات كثيرا.
أوضح محدثنا، بأن مجموعة « في آي بي أدفنتشرز كونسطنتين» تأسست من قبل أربعة شباب سنة2017 لتنظيم رحلات المغامرات  التي تتطلب اللياقة البدنية و المشي و ممارسة الرياضات الجبلية و التخييم و تشجيع السياحة الداخلية نحو الشواطئ العذراء و الجبال و الغابات و البحيرات و الصحراء، مؤكدا بأن ناديه نظم منذ تأسيسه رحلات تسلق نحو 25 قمة بجبال الأطلس البابوري و الشيليا و الأسكرام و لالة خديجة و غير ذلك  مضيفا، بأن الرحلات تشمل أحينا الطيران الشراعي الذي يستهوي الكثيرين.
قال، إن نشاط النادي يتم بالتنسيق مع الوكالات السياحية المعتمدة، وهو أمر ساعد على استقطاب العائلات خاصة في فصل الصيف، حيث تنظم خرجات مختلفة إلى ولايات الوطن ليوم أو لعدة أيام، مع تحديد وجهات جديدة وغير معروفة في كل مرة لضمان متعة الاستكشاف، أما الأسعار فتبدأ من 1500دج للرحلات البسيطة إلى 22ألف دج لرحلة أسبوعية شاملة التكاليف من التنقل إلى الإقامة في فندق و التجول في المنطقة و ركوب القوارب نحو الشواطئ العذراء و ممارسة رياضة الغطس أو التجديف و غير ذلك.
فرصة للتعارف و تطوير الذات
بعد قرابة ساعة من وصولنا إلى شاطئ الرميلة، التحقت بنا مجموعة ثانية، مشكلة من شباب وعائلات قدموا رفقة نادي « إيكس دال» من ولاية سطيف، قال مسير النادي عادل شلوش، إن سياحة المغامرة بكل ما تشمله من رياضات و وجهات و أنشطة، تعد موضة جد رائجة منذ نهاية جائحة كورونا، وإن عدد النوادي الناشطة في هذا النوع في تزايد عبر الوطن، وذلك بالنظر إلى حجم الاستقطاب، معلقا بأن الرحلات الجماعية تعتبر فرصة للتعارف بين المشاركين و تكوين صداقات والتفاعل اجتماعيا، ناهك عن أن استكشاف الطبيعة علاج نفسي  و فرصة لتطوير الذات و الاعتماد عليها، فضلا عن أنه النوع الوحيد من السياحية الذي يسمح للسائح بالوصول إلى أماكن جديدة و تجربة أمور ممتعة بتكاليف بسيطة.
 هدى طابي

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com