في عرض كوروغرافي جميل: يوبا الثاني يرقص على إيقاع الموسيقى الأمازيغية فوق ركح مسرح قسنطينة

تم التعريف أمس بانجازات يوبا الثاني من خلال رقصات كوروغرافية جميلة امتزجت فيها الموسيقى الأمازيغية بحركات الجسد المنتفض والثائر الذي تم التعبير من خلاله عن  تاريخ نوميديا و قصة “يوبا الثاني”، الذي أنشأ مملكة موريتانيا في شمال إفريقيا،  و وحد الممالك المتنازعة و تزوج الفرعونية كليوباترا، في عرض صفق له الجمهور الذي حضر رغم رداءة الأحوال الجوية.
المسرحية الراقصة من إنتاج التعاونية الثقافية والفنية “نوارة” للجزائر العاصمة، و قدم عرضها الشرفي بمسرح قسنطينة الجهوي، في إطار فعاليات  قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
بلغة شعرية جميلة سرد الراوي تاريخ المنطقة، و فصول نشأة يوبا الثاني، و بعد كل حكاية قدمت لوحات فنية راقصة، رقص ضمنها شباب في مقتبل العمر، ناقلين المتفرجين إلى عالم الملاحم القتالية فكانت المسرحية قريبة إلى حد كبير من الأوبريت الغنائية.
الرقصات جسدت مراحل الصراع بين الرومان   و“يوبا الأول “،و فوز الغزاة في معركة “ تابوس” ،غرب تونس، وأسر ابنه “يوبا الثاني” الذي تربى وترعرع في بلاط عدوه “أوكتافيوس” ، الإمبراطور “أغسطس” بعد ذلك، و قد تزوج “يوبا الثاني” من الأسيرة الثانية لعدو “أغسطس” ، “كليوباترا سيليني”، ابنة “ كليوباترا” السابعة، زوجة القائد الروماني “ ماركوس أنطونيوس”، و اعتلى  بعد ذلك  “يوبا الثاني” عرش  نوميديا  و اتخذ من القيصرية، وهي شرشال حاليا،  عاصمة لملكه مستعرضا في عاصمته كل ما تعلمه في روما وأثينا، حيث جعل منها قبلة للعلم والأدب حتى سمي آنذاك بملك العالم.
المخرجة نوارة أدمي تحدثت على هامش العرض، عن ضرورة إعادة صياغة تاريخنا برؤية جمالية و فنية، و الرقص إحدى التقنيات المهمة التي توصل صورة عميقة عن حضارتنا، لأن واقعنا الحالي هو امتداد لماض يعيد نفسه بشكل أو آخر، و قد حاولت، كما قالت،إيصال صورة المناضل الأمازيغي الذي أنشأ امبراطورية مهمة في مدينة شرشال الجزائرية، و استغلت فرصة تنظيم  تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، من أجل  للتطرق إلى إحدى الشخصيات التاريخية التي صنعت مجد هذا الوطن. و أضافت بأن المسرحية تحمل رسالة فنية، هدفها تقريب التاريخ إلى الجيل الجديد، من خلال إعطاء صورة جمالية بطريقة تعبيرية مميزة، متمثلة في المسرح الراقص الذي ارتبط لفترات طويلة بالفولكلور والعادات الشعبية.
المسرحية التي تم التدرب عليها في مدة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع كتب نصها  حسين طايلب، صممتها و أخرجتها نوارة أدمي،و تقاسم الأدوار فيها  مجموعة من الممثلين:  على غرار سمر بن داود، لخضر عون خليل، عبدالرحمان كروبي، أنيس بابا، فتيحة بختي، لامية قالوز،ياسمين بورويلة، وسام بودرياس و  محمد عدلان مزيت.
حمزة.د