* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
من يوم إلى آخر تتأكد الحاجة أكثـر إلى توغل الجزائر في العمق الإفريقي، و لعب ورقة ثاني أكبر قارة في العالم من حيث المساحة و عدد السكان ، و من ثمة مزاحمة الكبار الذين يريدون إعادة اكتشاف هذه القارة الغنية طمعا في استنزاف المزيد من ثرواتها الطبيعية التي لا تنضب و غزو أسواقها المتنامية رغم الفقر المدقع لشعوبها المضطهدة.
و الجزائر اليوم و بعد أن استعادت عافيتها الداخلية و حصّنت مواقعها مع جيرانها، أصبح من الحيوي بل من الإستراتيجي، تسريع عملية الإندماج الإفريقي بشكل مكثف و الحضور بمعناه الواسع إلى جانب الصينيين و الأمريكيين و الأوروبيين و الروس الذين إذا دخلوا بلدا فلن يغادروه إلا بعد أن يتركوه جاثما على ركبتيه.
و يبدو أن الجزائر صاحبة الصورة الناصعة البياض في القارة السمراء و المكانة الخاصة في قلوب الأفارقة المضطهدين، تملك مفاتيح اللّعبة الإفريقية
و تتحكم فيها إلى حد كبير، و محكوم عليها أن تأخذ هذه الوجهة بالذات لأن الوجهات الأخرى أغلق فيها اللّعب بشكل رهيب، نظرا للضغوطات و المساومات التي تمارس يوميا لحمل بلدان محددة على تعديل سياستها الخارجية.
و الحقيقة أن بلادنا لم تقطع الصلة بالعمق الإفريقي، لكي تجدّده اليوم بنفس العزيمة
و الشجاعة و النزاهة، و إنما الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد في التسعينات هي التي أعطت انطباعا عاما، بأن الجزائر تراجعت وتوقفت عن سياسة التمدد لحماية خاصرتها من الجنوب.
إن المساهمة السياسية الشجاعة للجزائر في تحرير الشعوب الإفريقية من الإستعمار الأوروبي البغيض، و المساهمة المالية في تنمية عدة بلدان فقيرة خلال سنوات السبعينات و الثمانينات، تشفع لها اليوم في العودة من الباب الواسع، لأن لديها ما تقدمه للأفارقة في مساعدتهم على حل مشاكلهم التنموية و الأمنية المستعصية.
و تجد البلدان الإفريقية، خاصة ذات الأنظمة الهشة و الجيوش الضعيفة، في بلد محوري مثل الجزائر، حليفا نزيها يساعدها على مواجهة عدوهما اللذوذ الفقر و الإرهاب، بحكم التجربة المشهودة في مجالي التنمية الإجتماعية و مكافحة ظاهرة الإرهاب.
و تحظى الجزائر في هذا المجال بالدعم الأمريكي الصريح الذي مافتئ يعبر عنه المسؤولون الأمريكيون و حتى الأوروبيون، إلى درجة أنهم وصلوا إلى قناعة راسخة، مفادها أن هذا البلد البوابة لا يمكن تجاوزه في رسم الحلول التنموية و الأمنية في القارة الإفريقية التي أصبح يتهددها الإرهاب في ضرب مصالح الدول العظمى بشكل مثير.
إن هذه المهمة النبيلة التي يقودها الدبلوماسي المحنك رمضان لعمامرة ، تحت الرعاية المباشرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تبدو مضمونة النتائج بحكم معرفة الرجلين بخبايا القارة و تمرسهما في هذا الملف الذي يشكل المعادلة الأساسية في السياسة الخارجية للجزائر، بعد انحسار البعد العربي و الأوروبي.
ثم أن الوصفة التي تقدمها الجزائر لمعالجة آلام إفريقيا، تختلف عن الوصفات الأخرى التي ربما تزيد في الآلام و الدموع، حيث أن الجزائر تربط أمن و استقرار القارة بالتنمية التي يجب أن يساهم فيها كبار المنتفعين لمساعدة الشعوب على الإستقرار
و توقيف الهجرات المعاكسة باتجاه أوروبا.
إن العمق الإفريقي للجزائر يجد صداه أكثـر في الإستجابة مثلا لنداء الرئيس الإيفواري الذي يزور بلادنا رفقة قرينته التي تنحدر من مدينة قسنطينة، حيث دعا المؤسسات الجزائرية إلى الإستثمار في بلاده، و هو من دون شك أمل الرؤساء الأفارقة الذين استقبلهم رئيس الجمهورية طوال السنوات الماضية في إطار زيارات ترتكز على جوانب دبلوماسية و اقتصادية بالخصوص.
و يجد رجال الأعمال و المتعاملون الإقتصاديون العموميون و الخواص، فرصة سانحة لدخول الأسواق الإفريقية التي لا تزال عذراء و لا تعتمد شروطا تعجيزية، كما تفعل نظيرته الأوروبية التي أصبح من الصعب اقتحامها.
الإقتصاد الوطني المرشح للنهوض في السنوات القليلة القادمة، وأن يصبح تنافسيا ، محكوم عليه من الآن البحث عن أسواق في دول الساحل و أدغال إفريقيا
و الإستجابة للحاجيات المتنامية للشعوب.
النصر