* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
مع نهاية الأسبوع عادت السكينة والطمأنينة كاملة إلى ربوع بجاية وأخواتها من الولايات التي عاشت أياما عصيبة على أهاليها وعلى الوطنيّين الذين آلمهم منظر مجموعات من الشبان في عمر الزهور، وهم يخرّبون ويحرّقون بأيديهم المدن التي بناها آباؤهم، استجابة لنداءات مجهولة المصدر على صفحات سلاح " الفايسبوك " الذي خرّب أوطانا وشرّد شعوبا بأكملها.
الآن وقد هدأت النفوس الثائرة وانطفأت النيران المشتعلة وبدأ الغمام ينقشع عن أعين الكثير منّا، حان الوقت كي يستخلص الجميع الدروس والعبر من هذه الرّجة الاجتماعية التي وإن أجهضت في مهدها، فإنها ستترك لا محالة آثارا مباشرة ستأخذ بعين الاعتبار في التعامل المستقبلي مع هذا النوع من الحركات الاجتماعية التي أصبح محركها الوهمي
" الفايسبوك ".
أبلغ درس هو ذلك الذي وجّهه وقت أحداث الشغب، شبان آخرون في الجزائر العميقة وهم يستعملون نفس السلاح الذي استعملته المصادر المجهولة، حيث لم يرفضوا فقط الاستجابة إلى دعوة نشر الفوضى والتخريب والحرق في ولايات أخرى، بل عبّروا عن استنكارهم وتنديدهم لمثل هذه الأساليب غير الحضارية في التعبير عن المطالب مهما كانت طبيعتها، خاصة إذا كانت صادرة عن جهات داخلية أو خارجية لا تملك حتى شجاعة الكشف عن هويتها.
السبق هذا في التنديد باستعمال آلام وآمال الشباب الجزائري، لضرب استقرار وأمن البلاد، تلته استفاقة جماعية لمنظمات المجتمع المدني وللأحزاب الحاكمة وحتى المعارضة الراديكالية، أين عبّرت مجتمعة عن عدم استعدادها لمسايرة مثل هذه الأساليب غير الملائمة في الاحتجاج، محذّرة من السقوط في الفوضى التي تأتي على الأخضر واليابس.
ويلاحظ أنه لأول مرّة تُجمع القوى السياسية بمختلف مكوّناتها وتناقضاتها الإيديولوجية وأجنداتها، على الإدانة الجماعية لأحداث من هذا النوع، على عكس أحداث " الزيت والسكر" في جانفي 2011، أين اعتقدت قوى سياسية مختلفة، أن موسم ما يسمّى بالربيع العربي قد حلّ بالجزائر.
وقد اكتمل الدرس أمس في خطب الجمعة التي خصصّها الأئمة إلى حثّ الأولياء على التحكم في أبنائهم المراهقين وعدم تركهم فريسة للمراهنين على زرع الخراب والدمار، كما هو حال الأشقاء في العراق وسوريا واليمن وليبيا.
السلطات العمومية تكون هي الأخرى قد استخلصت دروسا وعبرا من الأحداث الدورية التي تريد أن تكرّر نفسها كل مرّة، سواء في ولايات بجاية أو تيزي وزو أو البويرة وحتى محاولة نقلها إلى الأحياء الشعبية بالعاصمة أو من قبل أحداث غرداية
و ورقلة.
صحيح أن الأجهزة الأمنية بدت متحكمة في مظاهر الفوضى ولم تستفز المشاغبين الذين كانوا يبحثون عن سقوط ضحايا جدد في المنطقة، لكن السلطات السياسية تكون قد اكتشفت أن المصادر المجهولة قد قامت بزرع جملة من المغالطات الجهنمية وسط المواطنين، منها الإدعاء بأن الزيادات الأخيرة في أسعار بعض المواد سببها قانون المالية 2017، على الرغم من أن التحقيقات أكدت أن المضاربين بارونات السوق الموازي هم الذين زادوا في الأسعار وليس الدولة.
وكان من المفروض على المصالح المعنية أن تقوم بعمل تحسيسي وتوعوي على نطاق واسع لشرح السياسة المالية والتجارية، وإعلام المواطن مثلا بأن الزيادات الطفيفة في بعض الرسوم لا تمس المواد الواسعة الاستهلاك التي لا تزال الدولة تدعمها، وبالتالي ليس هناك زيادات في الأسعار، وأن الدولة تعمل من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن.
الدولة تكون أيضا قد أدركت حجم الخطر الذي يتهدّد فئة من شبابنا الواقعة تحت نيران الأعداء على شبكات التواصل الاجتماعي، وخطر النداءات المجهولة المصدر التي تريد استغلال أي فرصة لضرب الاستقرار الذي تنعم به الجزائر.
النصر