• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
رصد المخلفات النفسية والاجتماعية لفترة الإرهاب والتطرف الديني
صدرت في الآونة الأخيرة، عن دار فضاءات بالأردن، رواية بعنوان “تشرفتُ برحيلك” للكاتبة الجزائرية فيروز رشام، وهي تتحدث عن المخلفات النفسية والاجتماعية للإرهاب والتطرف الديني على المجتمع الجزائري، وكذا العنف الأسري ومعاناة المرأة، ومسائل أخرى ذات صلة وشأن دائما بالمرأة وعوالمها المربكة، وهي زاخرة بالمواقف والعواطف الإنسانية المتناقضة: النبيلة من جهة، والقاسية والمتوحشة من جهة أخرى.
الرواية التي تقع في 244 صفحة، ترصد وبكثير من الجرأة التغيرات الفكرية والسلوكية التي حدثت في المجتمع الجزائري خلال فترة العشرية السوداء وما بعدها من خلال شخصية المعلمة “فاطمة الزهراء” التي عانت من شتى أنواع القهر النفسي والاجتماعي بدءا من العنف الجسدي والمعنوي الذي تسبب فيه الأخ ومن بعده الزوج. كما تتطرق الكاتبة على مدار فصول الرواية إلى ظواهر أخرى حساسة مثل الجنس والحجاب وسرطان الثدي والخيانة الزوجية والطلاق، وتحاول معالجتها فنيا بتناولها ومعالجتها وِفق سياقات مختلفة في حياة وشخصيات الرواية.وعن الجو العام لهذا النص، تقول الكاتبة فيروز رشام: «هذه الرواية ليست فقط قصة امرأة عانت من العنف الأسري وخضعت لقوانين المجتمع الذكوري، إنّما هي رواية ترصد التغيرات العميقة التي حدثت في بنية المجتمع الجزائري والتحولات التي مست مفاهيمه وثقافته وسلوكه اليومي بعدما استفحل التطرف الديني في فترة العشرية السوداء وما بعدها، وقد عالجت عدة أوجه من معاناة المرأة بدءا بالعنف الجسدي والمعنوي، واستغلالها ماديا، ومصادرة حقها في التعبير عن رأيها، وعلاقتها بجسدها. وكذا مسائل أخرى كالحجاب، وعدم الاكتفاء الجنسي، وهشاشة مؤسسة الزواج، والطلاق». أمّا عن ظاهرة التطرف الديني التي تناولتها، فتقول الكاتبة أن التطرف لم يفسد فقط العقليات والسلوكيات بل أربك العلاقات الاجتماعية وعقدها إلى حد لا يعقل، وأزّم وضع المرأة بشكل كبير، وأنّ مشاكل كثيرة وانقسامات خطيرة حدثت في العائلة الجزائرية بسبب الفهم الجديد للدين حيث لا يتفق عليه جميع أفراد الأسرة الواحدة. مؤكدة أنّ التدين بشكله الجديد مظهري أكثر منه أخلاقي لذا يتصرف بعض الأفراد بشكل مناقض تماما لخطابهم اللغوي أو شكلهم الخارجي ما أحدث لديهم نوعا من الانفصام. وهي ترى من جهة أخرى أنّ التطرف الديني طمس الحريات الفردية البسيطة للرجل كما للمرأة، والأخطر من ذلك أنّه أثر بشكل سلبي وخطير على تنشئة الأطفال، وأن المخلفات النفسية والاجتماعية للعشرية السوداء التي عاشتها الجزائر لا زالت تطفو نحو الأعلى، وأننا الآن نشهد على نتائجها الوخيمة.للإشارة، الكاتبة، حاصلة على دكتوراه العلوم تخصص قضايا الأدب والدراسات النقدية والمقارنة، وتشغل منصب أستاذة محاضرة في كلية الآداب واللغات بجامعة البويرة، وهي عضو اللجنة العلمية لقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة البويرة، ورئيسة فرقة بحث «دراسات في الأدب النسوي المغاربي» التابعة لمخبر «قضايا الأدب المغاربي»، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة البويرة. أيضا هي رئيسة مشروع بحث «تداخل الأجناس الأدبية في الأدب الجزائري المعاصر»، ورئيسة فرع الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بولاية البويرة. وإلى جانب روايتها «تشرفت برحيلك»، صدر للكاتبة، عن دار فضاءات أيضا، كتاب في النقد بعنوان «شعرية الأجناس الأدبية في الأدب العربي: دراسة أجناسية لأشعار نزار قباني».
نــوّارة/ل