سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
* أمر بتسوية ملف العقار الفلاحي في 2025 * ضرورة إيجاد حل لمشكل غلاء اللحوم الحمراء * توسيع مساحات إنتاج الزراعات الاستراتيجيةأكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد...
كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
"من الصناعات الثقافية إلى الصناعات الإعلامية"
أصدر الكاتب و الشاعر عاشور فني منذ أيام كتابا جديدا عنوانه «من الصناعات الثقافية إلى الصناعات الإعلامية»، ، عن منشورات «دار الوطن اليوم»، ضمن سلسلة «كِتاب الجيب»، وجاء في 78 صفحة.
وقد قسمه المؤلف إلى فصول ثلاثة، هي على التوالي: «نظرية الصناعات الثقافية»، «صناعة وسائل الإعلام»، و»صناعة الإعلام اليوم». رصد فيه المؤلف وبشكل عام وفي أكثر من محور أهم التحولات التي عاشها الإعلام. بدءًا من تحولات صناعة الإعلام على المستوى العالمي، وصولا إلى تحولات التنظيم والسوق. وهنا يرى الباحث أنّ تحولات صناعة الإعلام على المستوى العالمي بوصفها تفاعلا بين صناعات أساسية ثلاث (الإلكترونية والاتصالات والإعلام الآلي) جعل منها صناعة ثقيلة بامتياز تتطلب رساميل ضخمة واستراتيجيات طويلة المدى.
كما يرى من جهة أخرى أنّ صناعة الإعلام مرت أيضا بتحولات التنظيم من شكل الصحيفة الحرفي البسيط إلى المؤسسات الإعلامية ومجموعات الاتصال العالمية في نطاق عولمة الشبكات الإعلامية الكبرى. وطبعا لم يغفل الباحث التطرق لتحولات السوق، التي مرت هي الأخرى بمراحل مختلفة، من شكلها التنافسي البسيط إلى شكلها المزدوج بين سوق الجمهور وسوق المعلنين من جهة وسوق المنافسة الاحتكارية بين قطبين: أقطاب إعلامية (المجموعات الصحفية والشبكات والقنوات) وأقطاب الاتصال (المجموعات الاتصالية).
وكلّ هذه التحولات -حسب الباحث الدكتور عاشور فني-: أفضت إلى نتائج خطيرة على الممارسة الإعلامية اليوم، تمثلت أكثر في سيطرة مجموعات الاتصال (المعلنين) على وسائل الإعلام منذ منتصف القرن العشرين وتحول مركز الثِقل إلى شبكات الاتصالات منذ نهاية التسعينيات، حيث ابتلعت شبكات الاتصال مجموعات الإعلام مما يؤكد نزعة استحواذ مُلاك شبكات الاتصالات على صناعة المحتوى.
فني، أشار إلى نقطة مهمة، وهي أنّ الجمهور تحوّل من استهلاك وسائل الإعلام المعروفة (صحافة، إذاعة، تلفزيون) إلى استعمال وسائل وتكنولوجيات الاتصال (الحاسوب- الهاتف الذكي- واللوح الإلكتروني) للوصول إلى المعلومات، وهذا ما جعل المعادلة تتغير في الاتجاه المعاكس. بشكل أصبح فيه للجمهور أكثر من وسيلة إعلامية، وصل الأمر أحيانا لأن يُصدر الجمهور المعلومة ويسوقها قبل أن تفعل أحيانا وسائل الإعلام.
فني، أشار إلى نقطة أخرى مفصلية في هذا التحوّل، وهي أنّ زمن سيطرة المُرسل على المتلقي وتأثير القناة على الجمهور، قد انتهى، وأّنه الآن وبدلا من طرح سؤال (ماذا تفعل وسائل الإعلام بالجمهور؟)، يُعكس السؤال بصيغة أخرى ويُطرح على النحو التالي: (ماذا يفعل الجمهور بوسائل الإعلام؟).
الكِتاب تناول في شقٍ من شقوقه، صناعة الإعلام اليوم، -والتي شهدت حسب المؤلف- تحولات بنيوية خطيرة خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ومؤدى هذه التحولات جانبان أحدهما تكنولوجي وهو يتمثل في تلاقي ثلاث تكنولوجيات أساسية: الالكترونية والاتصالات السلكية واللاسلكية والإعلام الآلي والآخر نوعي ويتمثل في تزايد سيطرة الاتصال على الإعلام أي هيمنة الوسيلة على الرسالة وهيمنة الشبكة على صناعة المحتوى.
كما قدم المؤلف بعض المقاربات التحليلية حول حالة الإعلام في الجزائر، وأشار في عجالة إلى تطوّر وضع الإعلام في الجزائر منذ الاستقلال محاولا تحليل هذا الوضع وتشخيص مرحلة التطوّر التي بلغها الإعلام مع التركيز على بعض السمات البنيوية الكبرى لا يتسع هذا العرض الصغير للكِتاب للتطرق إليها كلها.
نــوّارة/ ل