الاثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق لـ 23 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مرض فرنسي

احتفلت الصحافة الفرنسية بمتابعة كريم بن زيمة في قضية ابتزاز زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا بفيديو  فاضح ولم تكتف بذلك بل راحت بعض الصحف والمواقع تذكر برفضه ترديد النشيد الوطني الفرنسي في مقابلات الديكة بسبب أصوله الجزائرية، واستغرب معلقون كيف بقي النجم العالمي وفيا لأصدقائه القدامى في الضواحي وكيف رفض تغيير وكيل أعماله «الجزائري» ومنهم من استعار لسان ساركوزي ليلقي بكلمة «الحثالة» التي أطلقها الرئيس السابق في وصف عرب الضواحي وحتى صحيفة لوموند الأكثر اعتدالا بين أخواتها أشارت إلى الأصول والمحيط المشوش ووكيل الأعمال الذي لا يحب الصحافة الفرنسية التي لا تحب لاعبه.
و واضح  أن «احتفال» الصحافة الفرنسية يأتي بعد سنوات من معاداة هذا اللاعب إلى درجة الدعوة لاستبعاده من المنتخب الأزرق بسبب النشيد الوطني واعتزازه بأصوله بل أن أغلب الصحف والمواقع حتى غير المتخصصة منها في الرياضة انشغلت بإحصاء الدقائق التي لعبها دون أن يسجل، فيما اجتهد معلقون في التأكيد على أنه يلعب «بدون قلب» في فرنسا عكس ما يفعله في ريال مدريد الذي يستخسر الفرنسيون وجوده فيه، فتجد أخبار انتقاله الوهمية إلى فرق أدنى على الصفحات الأولى في كل ميركاتو، كما تجد التعليقات الجارحة من فرنسيين على صفحات اللاعب في مواقع التواصل الاجتماعي أو على مواضيع متعلقة به في المواقع، عكس بقية الجماهير لا سيما العربية والآسياوية التي تعتز بهذا الرياضي الذي يعده التقنيون من بين أحسن المهاجمين في العالم.
تعكس هذه الحالة مشاعر عداء مكبوتة تجاه كل ما هو جزائري في فرنسا، وقد ظهرت هذه الحالات الباتولوجية مع زيدان الذي اختفت جزائريته حين مكن الفرنسيين من كأس العالم ولم تظهر إلا بعد نطحة ماتيرازي الشهيرة وظهرت مع سمير ناصري، وقبلهم وبعدهم ظهرت مع عديد الكتاب الجزائريين الذين تم «حرمانهم» من جوائز أدبية لأسباب غير أدبية.
هذا «المرض الفرنسي» هو نتيجة صدمة لم يتم علاجها في العلاقة بين البلدين بسبب عدم القيام بحداد الانفصال الأمر الذي نجمت عنه حالة إنكار للواقع عملت على تغذيتها نخب سياسية في الجانبين  استفادت من الوضع القائم حتى وإن لم يكن وضعا سويا. وما يظهر الآن في الصحافة  أو في زلات ألسن السياسيين ليس سوى عودة للمكبوت إلى مسرح الشعور.
ملاحظة
   يتوفر هذا المرض في الضفة الجنوبية بما يعادل نظيره في الشدة دون أن يعاكسه في الاتجاه!

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com