الاثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق لـ 23 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الأحقاد أسباب

اعتبر الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري اعتداءات باريس  إجابة على أعمال عنف غربية، ولم يتردّد الفيلسوف اليساري الذي اقترب من اليمين في الأشهر الأخيرة في القول بأن التحالف الغربي أعلن الحرب على دول لم تكن تهدّدنا قبل أن نرفض سيادتها أو نسمح لها بإمكانية إقامة نظام من اختيارها وذكر  العراق وأفغانستان وليبيا ومالي.
أونفري  قال أنه لا يبرّر العمل الإرهابي لكنه يعرف ببساطة أن «أقسى ردّ على العنف هو العنف».
هذا الموقف المثير يمكن اعتباره  بداية عودة الوعي للمثقفين الفرنسيين الذين اصطفوا خلف النخب السياسية التي انخرطت في «الحروب الجديدة» وبين هؤلاء المثقفين من برّر ونظّر للحقّ في التدخّل لدواع إنسانية أو لإشاعة الديموقراطية، والحق أن الدول الغربية لم تنجح في إقامة أي نظام ديموقراطي بل أنها حمت أنظمة شمولية وديكتاتوريات  ونصّبت عملاء  و عملت على إدامة الاستعمار، بمعنى أنها ساهمت في غرس أشجار الشرّ التي أثمرت الآن.
موقف كهذا، يمكن أن يبعث النقاش حول «الجور» الذي تعرفه العلاقات الدولية بسبب السياسات الغربية التي أخرجت مئات الملايين من البشر من دائرة الإنسانية  وحولت ثلاثة أرباع الكوكب إلى مزرعة تجود بطيباتها حصرا على الرجل الغربي. ومن المحزن حقا، أن يتحوّل في ظرف كهذا فلاسفة ومفكرون إلى مهرجين في حاشية محاربين من صنف بوش و ساركوزي وفيهم من نزل إلى ساحة القتال لتشجيع الشعوب على الحروب وتوزيع السلاح.
لقد أفسد رجال السياسة في الأرض وحرموا الإنسانية من الاستمتاع بالرفاهية التي تتيحها التطورات العلمية والتكنولوجية التي قرّبت بين سكان كوكبنا الحزين المهدّد بالاحتراق، ومن واجب المشتغلين في حقل الأفكار الوقوف في وجوه هؤلاء الساسة وحلفائهم التجار و مناهضة الظلم حيثما وجد. وعليهم التنبيه إلى أن الأمم الحرّة حرة بما تشيعه وليس بما تمنعه وان إقامة الأسوار لا تناسب العصر تماما كما لا يناسبه بل ويسيء إليه تصنيف البشر بحسب دياناتهم  أول ألوانهم  أو أصولهم. ومن واجبهم التنبيه إلى جذور الحقد ومسببات الكراهية التي تشكل الاعتداءات الإرهابية (المدانة في كل الأحوال) الجزء البسيط الظاهر منها.
 ملاحظة
من حق أوروبا أن تدافع على هويتها المسيحية اليهودية، من حقها أن تتحوّل إلى ناد مغلق، لكن عليها قبل ذلك أن تمتنع عما تمنعه عن الآخرين.

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com