الأحد 16 فبراير 2025 الموافق لـ 17 شعبان 1446
Accueil Top Pub

أصوليات

حمّل “مثقفون” جزائريون أنفسهم مسؤولية “محاربة” التطرف، ويمكن أن نرصد منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم قاموسا حربيا ازدهر في الساحتين الإعلامية والثقافية يشكل أدبيات جبهة الصمود والتصدي للظلامية.
وبالطبع فإن الذخيرة الاصطلاحية المستخدمة مؤجرة من الحقل السياسي وكذلك الرؤية، حيث تمت مجاراة المعالجة السياسية للتطرف الديني، و قلة هي القراءات العارفة التي استخدمت الأدوات العلمية للحفر في أصول التطرف والإسلام السياسي، وقلة أولئك الذين احترموا الاختصاص وقدموا إسهاماتهم من مواقعهم كأطروحات غير مسنودة  باليقين.
الآن وقد انتشر التطرف على المسرح الكوني و تحول الإرهاب إلى لعبة تمارسها الاستخبارات العالمية  وتروج لها الصحافة، فإن “المثقف الهستيري” سيصبح مطلوبا في بلاتوهات التلفزيونات وفي كبريات الصحف، لتقديم وجهة النظر “المثيرة” التي يجري تعليبها على النحو الذي يخدم التوجهات على حساب الحقيقة، لأن النقاش موجه من البداية نحو صراع ديني عاد بالإنسانية إلى مراحل بدائية سحيقة، ولعب فيه مفكرون ومثقفون دور الجنود الملتزمين، كما هو الشأن في جارتنا فرنسا التي  هيمن فيها متطرفون يهود على النقاش الثقافي. والغريب أن الجنوبي القادم إلى فرنسا بحثا عن الضوء بات شبه ملزم بارتداء القلنسوة من أجل المرور، وكذلك فعل كثيرون.
بإمكان كاتب الرواية أن يكتب رواية جميلة  لكنه لا يملك بالضرورة  القدرة على البحث في الظواهر أو تقديم تحليلات سياسية دقيقة عن أوضاع لا يعرف معطياتها. وربما سحب نقمته الشخصية على وضع خاص إلى ساحة النقاش العام، وهذا ما حصل عادة مع “الهاربين” من الجنوب المتخلف الذين يقعون في محاباة الرعاة الشماليين فيشرعون في شتم  أنفسهم  في طريقة علاجية لم تثبت لحد الآن نجاعتها.
لا يستطيع المثقف الفرنسي الحر الحديث عن التاريخ الدموي لليهودية أو أدبيات القتل في هذا الدين، مثلا، لكنه يدفع المثقف القادم من بلاد إسلامية إلى قول ذلك عن الإسلام في نقاش غير متكافئ لا يُسلط فيه الضوء على التطرف في الأديان كلها، وتجري فيه مفاضلة بين الأديان بحسب قوة معتنقيها.
نعم، قد يكون المثقف الغربي تعيسا أيضا تماما كما المثقف العربي الخائف من إقامة الحد عليه من طرف أنظمة لا حدود لتخلفها (تدين بالبقاء لحكومات غربية)، لكن الغريب في القصة هو كيف يستعير العربي لسانا دينيا متطرفا من ديانة أخرى ليهجو تطرف دينه؟ 

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com