الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

أصوليات

حمّل “مثقفون” جزائريون أنفسهم مسؤولية “محاربة” التطرف، ويمكن أن نرصد منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم قاموسا حربيا ازدهر في الساحتين الإعلامية والثقافية يشكل أدبيات جبهة الصمود والتصدي للظلامية.
وبالطبع فإن الذخيرة الاصطلاحية المستخدمة مؤجرة من الحقل السياسي وكذلك الرؤية، حيث تمت مجاراة المعالجة السياسية للتطرف الديني، و قلة هي القراءات العارفة التي استخدمت الأدوات العلمية للحفر في أصول التطرف والإسلام السياسي، وقلة أولئك الذين احترموا الاختصاص وقدموا إسهاماتهم من مواقعهم كأطروحات غير مسنودة  باليقين.
الآن وقد انتشر التطرف على المسرح الكوني و تحول الإرهاب إلى لعبة تمارسها الاستخبارات العالمية  وتروج لها الصحافة، فإن “المثقف الهستيري” سيصبح مطلوبا في بلاتوهات التلفزيونات وفي كبريات الصحف، لتقديم وجهة النظر “المثيرة” التي يجري تعليبها على النحو الذي يخدم التوجهات على حساب الحقيقة، لأن النقاش موجه من البداية نحو صراع ديني عاد بالإنسانية إلى مراحل بدائية سحيقة، ولعب فيه مفكرون ومثقفون دور الجنود الملتزمين، كما هو الشأن في جارتنا فرنسا التي  هيمن فيها متطرفون يهود على النقاش الثقافي. والغريب أن الجنوبي القادم إلى فرنسا بحثا عن الضوء بات شبه ملزم بارتداء القلنسوة من أجل المرور، وكذلك فعل كثيرون.
بإمكان كاتب الرواية أن يكتب رواية جميلة  لكنه لا يملك بالضرورة  القدرة على البحث في الظواهر أو تقديم تحليلات سياسية دقيقة عن أوضاع لا يعرف معطياتها. وربما سحب نقمته الشخصية على وضع خاص إلى ساحة النقاش العام، وهذا ما حصل عادة مع “الهاربين” من الجنوب المتخلف الذين يقعون في محاباة الرعاة الشماليين فيشرعون في شتم  أنفسهم  في طريقة علاجية لم تثبت لحد الآن نجاعتها.
لا يستطيع المثقف الفرنسي الحر الحديث عن التاريخ الدموي لليهودية أو أدبيات القتل في هذا الدين، مثلا، لكنه يدفع المثقف القادم من بلاد إسلامية إلى قول ذلك عن الإسلام في نقاش غير متكافئ لا يُسلط فيه الضوء على التطرف في الأديان كلها، وتجري فيه مفاضلة بين الأديان بحسب قوة معتنقيها.
نعم، قد يكون المثقف الغربي تعيسا أيضا تماما كما المثقف العربي الخائف من إقامة الحد عليه من طرف أنظمة لا حدود لتخلفها (تدين بالبقاء لحكومات غربية)، لكن الغريب في القصة هو كيف يستعير العربي لسانا دينيا متطرفا من ديانة أخرى ليهجو تطرف دينه؟ 

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
خِفّـــة

يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي...

  • 12 فبراير 2024
وصفُ السّعادة!

تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في...

  • 05 فبراير 2024
القيمة والشّعار

يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك...

  • 01 جانفي 2024
كبارُ "الباعة"!

سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت...

  • 18 ديسمبر 2023
مقبرةُ جماعيّة للإنسانيّة

في هذه الأرض المزدحمة، حيث يتعايش الأحياءُ والموتى، تُحفر القبور على عجلٍ في الأسواق السّابقة...

  • 11 ديسمبر 2023
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com