الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بسيكودراما

لماذا كلما  ألقى أحدهم بكلمات هناك، أصابنا الغضب هنا؟
لماذا، نفرد لهم الصفحات الأولى والكلمات الأولى والوقت كل الوقت؟
لماذا نشير إليهم دائما، لماذا نستعير ألسنتهم في الفرح وفي الغضب، في الحب  الكامن وفي الحقد المعلن؟
لماذا نسعى دوما لنبرهن لهم أننا لا نخشاهم. لماذا نشتمهم ونتشبّه بهم؟
لماذا نتمسك بلغتهم شبه المنقرضة ونرفض لغة العالم. لماذا نطارد قنواتهم بصحوننا، ولماذا نستجير بالقراصنة لنراهم؟
نعرف أنهم قساة القلوب، لم يكتفوا بدمنا المسكوب  وهاهم يخترعون الأذى الرمزي، كأن يبعدوا أحسن لاعب في منتخبهم الوطني لأنه منا، أو يحرموا كتابنا من جوائزهم الوجيهة، كأن يقللوا من شأننا أمام من هم أقل وجاهة منا أو يشوشوا على صوتنا في مسارح الأمم، لكننا لا نتعب من انتظار كلمات طيبة منهم أو توبة عن ذنب لا يرونه ذنبا.
هم، أيضا،  لا يكفون عن النظر إلينا. هم، أيضا، مرضى مثلنا، كلّما اشتموا رائحتنا مسّهم هوس. تخيفهم أسماؤنا وترعبهم جيناتنا الشقية المترجمة على ملامح أطفالهم. هم أيضا لا يستطيعون العيش دون التلصّص على مطبخنا وعلى حديقتنا. هم أيضا لا يستطيعون العيش دون التفكير فينا. هم أيضا يحتاجون إلى “عدو حميم” يحبونه حين يصيبهم التعب من إيذائه.
لم يخرجوا من الحرب تماما، لم يتقبلوا فقداننا، لم يشفوا منا (ونحن أيضا).
الأحقاد تنجب الحب أحيانا. وفي حالتنا وحالتهم لا يسمي الحب نفسه حبا لأنه مستخلص من  “أزهار الشر” فأجهد نفسه في البحث عن صفة  لا تُخجل قائلها.
لا عليهم ولا علينا، فالحرب لا زالت تدور في لاوعينا. حرب لا يصدق المنهزم فيها أنه انهزم ولم يتكيف المنتصر فيها مع وضعه الجديد.
لم يمض كل إلى غايته. لم ننتبه إلى الوقت طيلة هذا الوقت. لم نجرب النسيان الضروري للذهاب دون التفات إلى الخلف.
هذه الحالة  لا تعالج في مصحات التاريخ. هذه الحالة تتطلب  أدوية لم تستخدم بعد. العلاج النفسي للشعوب والأمم أصعب من علاج الأفراد، لأنه يحتاج إلى وقت، يحتاج إلى صدمات واختفاء أجيال.

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com