الثلاثاء 29 أفريل 2025 الموافق لـ 1 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

فتاوى صامتة

ليس حمداش وحده  من يفتي في الأدب والسينما  و في "كادنات"الحب بغير وجه حق، ففي كل موقع صار ثمة حمداش يفتي. مع فارق  في الفتوى تقتضيه نجومية ضحاياها ومستهلكيها. ثمة من تصيبه الفتوى فيغادر وثمة من يستسلم وهناك من يصمت عن حكمة أو عن خوف و هناك من يقاوم. وثمة فتاوى تشتهر لأن الصحافة تتداولها وثمة فتاوى تظل طي الكتمان ويظل مطلقوها في منأى عن النقد أو الشتم لأنهم يكمنون كالأشباح في المفاصل والدهاليز.
تطلق الأحكام غير السديدة  في مختلف المجالات لكن رياح الإثارة لا تحملها إلا إذا كانت بلباس ديني. لذلك يظهر حمداش ويختفي من يعادلونه في الشدة  وقد يتفوّقون عليه في الدمار الصامت الذي يلحقونه بالمجتمع لأنهم لا ينشرون فتاويهم على الفايسبوك بل يغرسونها في الحياة وفوق ذلك يمتلكون أدوات تطبيقها.
أثر المفتي الظاهر زائل لكن أفعال المفتي الكامن لا تزول لأنها غير معلنة تماما كالأمراض القاتلة التي لا تفصح عن نفسها إلا حين تتمكن من فريستها.
ينمو "المفتي" في المناطق المظلمة، أي في المجتمعات التي لم تتوافق على نظام سير و ظلت تحتكم إلى أدوات بدائية في إدارة شؤونها، كالصراع  والقتال  وتعويض الشرعية الأرضية بالشرعية السماوية والهيمنة  وغيرها....
في كل حقول حياتنا يجلس مفتي يحصّل العائدات ويسلّي الجمهور بيقينيّاته  غير القابلة للمراجعة. و بالطبع فإنه غير معني بتقديم الحساب، لأنه جاء من تلقاء نفسه، أي ركب موجة ما حملته إلى مركز منبره ونسيته هناك، لذلك لم نراجع الفتاوى التي أفسدت نظام التعليم وتسببت في عطب وخراب الإنسان  والفتاوى  التي جعلت الاقتصاد الوطني قائما على الريع النفطي والفتاوى التي عطلت الاجتهاد والذكاء و أشعلت الخوف.
ليس المذكور أعلاه وحده من يفتي، ثمة فتاوى مستترة في حياتنا ولا يشير أحد إلى أصحابها  لا بالأسماء ولا بالصفات.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com