الأربعاء 18 ديسمبر 2024 الموافق لـ 16 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

خطأ في التعريف

طقوس غريبة يقيمها “المشتغلون” في الصحافة في الثالث من هذا الشهر من كل عام لأنفسهم، الظاهرة استفحلت في السنوات الأخيرة مع تزايد العاملين في المهنة المذكورة وانخراط الكثير من المؤسسات في هذه الطقوس، من الجماعات المحلية إلى مصالح الأمن والدرك وشركات الهاتف النقال وغيرها...
وبالطبع فإن الاحتفال بحرية الصحافة يتم بأكل الحلوى وتكرار الحديث عن انفراد الصحافة الجزائرية بتحقيق ما لم تحققه شقيقاتها في الجنوب المحروم من خطاب الحقيقة. وأصبحت هذه الاحتفالية مشابهة للاحتفال بعيد الشجرة، مع كل الاحترام لجميع الأشجار المثمرة منها وغير المثمرة. وسيسقط بكل تأكيد  خلال الطقس النقاش المهني الذي سينطفئ أمام شهوات «الاحتفال».
ويصعب على المتابع لما ينشر على أعمدة الصحافة الوطنية والمشاهد لقنواتنا أو المستمع لإذاعاتنا أن يصدق قصة «الريادة الإعلامية الجزائرية»، ولا يحتاج في ذلك إلى أن يكون مختصا، يكفي أن يكون «عاقلا» فقط ليستغرب ما يقرأ وما يسمع وما يشاهد. أما من ابتلي بمعرفة أبجديات المهنة فسيقف على حقيقة مخيفة، فحواها أن ممارسة الصحافة تتراجع كلما ارتفع عدد المؤسسات الإعلامية وعدد المشتغلين فيها، و أن أغلبية المنتسبين إلى المهنة شربت من نبع مسموم، فيعتقد منتسبون للقطاع العام – مثلا- أن  من مهامهم «الدفاع» عن إنجازات الحكومة وأنهم مسؤولون عن تحقيق التنمية، فيما يعتقد منتسبون للقطاع الخاص أن «مناهضة» السلطات أولى أولوياتهم، وفي القصتين تضيع المهنة وتتحول الصحافة إلى أداة بروباغوندا  أو منشور حزبي.
لا تزدهر الصحافة إلا في مناخ ديمقراطي  يسوده الاستحقاق والضبط الذي يقوم به المهنيون أنفسهم وليس السلطات العمومية، ومن غير الوجاهة أن نطالب الصحافة بأن تكون متقدمة في مجتمع يعاني من داء التخلّف. لكن من الضروري الانتباه  إلى التأثيرات السلبية التي غزت الصحافة بسبب أخطاء (مقصودة أو غير منتبه إليها) في تعريف المهنة وفي اصطفاء «القائمين عليها» نظرا لخصوصيتها  وضرورة  توفر ممارسيها على سقف لا يمكن النزول دونه من المعارف والمهارات والأخلاق. فالمقاول لا يمكن أن يكون ناشرا  وكذلك الميكانيكي ومصلّح التلفزيونات، كما لا يستطيع الممرض أو عون الحراسة أن يكون صحافيا. ويبدو أن التهافت على الصحافة أصبح مرتبطا بالريوع وبالوجاهة الاجتماعية، بمعنى أن هذه «الحرفة» تحولت إلى تجارة ومرض نفسي.
ملاحظة
قبل الحديث عن الاحتراف، يحتاج قطاع واسع من المنتسبين إلى الإعلام في الجزائر إلى معرفة مفهوم هذه المهنة.

 

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com