ردٌّ وتعقيبٌ على أمين الزاوي
* أحمد دلباني
* في البدء كانت الكثرة
من نافل القول أن نعتبرَ التاريخ ميدانا للصراع وحلبة مجابهةٍ من أجل اقتناص الشرعية السياسية والاجتماعية والثقافية. وربما هذا ما يُفسّرُ – ولو جزئيا – كونه من المجالات التي ترفدُ السلطة بما يمنحها أحقية تمثيل الأمة والشعب باسم أوهام الاستمرارية والهوية الخالدة المتعالية. إنَّ التاريخ، بهذا المعنى، يخضعُ دائما للتحوير والاستثمار الذي يجعل منه سردية تدخل ضمن احتكارات السلطة الرمزية التي تعزز إحكام السيطرة على القدر التاريخيِّ للشعوب. هذا ما يُفسّرُ أيضا، مقابل ذلك، كيف أنَّ المثقفَ النقديَّ يفضل دائما مراجعة الروايات الرسمية للتاريخ حفاظا منه على المسافة النقدية الضرورية مع خطاب السلطة السياسية والثقافية. هذا الأمرُ واضحٌ ومفهومٌ، وهو يمثل جبهة أساسية من جبهات نضال المثقفين على درب تفكيك عمليات الأسطرة المختلفة التي تلفع إرادة الهيمنة على الفضاء السوسيو- سياسي.
إنني أعتقدُ، شخصيا، أنَّ تدخل الصَّديق المبدع أمين الزاوي يندرجُ في هذا المجال من المراجعة وإن كان لا يتمتعُ – بصورةٍ كافية - بوجاهة العمق النقديِّ التفكيكي لأنه لا يكشفُ شيئا جديدًا عندما يعتبرُ العربَ، على سبيل التمثيل، «غزاة» احتلوا شمال إفريقيا تحت غطاء المقدَّس الديني الذي مثله الإسلام. هذا الأمرُ ليس خصيصة عربية – إسلامية فحسب وإنما هو شأنٌ أمبراطوريٌّ عام ارتبط بشهوة الفتح والتوسع في كل الحضارات الكبرى إبان عنفوانها، وهذا منذ العهود القديمة وصولا إلى الاستعمار الأوروبي الحديث. فلا بدَّ لشهوة التوسع من غطاءٍ إيديولوجيّ توفره الأديان التقليدية أو حتى «الأديان العلمانية» بتعبير ريمون آرون. إنَّ النظرَ الفاحصَ والنقديَّ في التاريخ وما يطرحه من مشكلات، في اعتقادي، ليس مجال تصفية حسابات كما نلاحظ عندنا وإنما هو مناسبة لتفكيك الأساطير المؤسّسة للسلطة الفعلية، وفضحٌ لإيديولوجيات الإقصاء والتمويه ومزاعم الاستمرارية والوحدة المزعومة التي تختزل فسيفساءَ الهوية في الصوت الواحد والموقف الواحد. علينا، فعلا، العمل دائما على تحرير التاريخ من إرادة استخدامه لأغراض لا تخدمُ المعرفة العلمية الموضوعية والحقيقة المغيَّبة وتجعله أداة سلطوية أو جدولا صغيرًا يضمنُ لطواحين الهيمنة والسيطرة أداءَ عملها بإحكام.
إنَّ ما غاب عن الصَّديق أمين الزاوي - وعن الكثيرين ممن يذهبون نفسَ المذهب – هو أنَّ التاريخ في عمومه ليس إلا ميدانا للصراع والغلبة والتداخل و التثاقف والتهجين ولا يمكن، أبدًا، النظرُ إليه من زاوية الثنائية التبسيطية التي تختزله في مواجهة تراجيدية بين «السكان الأصليين» و «الغزاة» على تعددهم عبر التاريخ. الواقعُ أعقدُ بكثير من هذه المانوية الفكرية البائسة. وربما أمكننا أن نقول مع محمود درويش: «لا تكتب التاريخ شعرًا / فالسلاحُ هو المؤرخ». ولكن يجبُ التنبيه إلى أنَّ «السكان الأصليين» لشمال إفريقيا ليسوا طبعة جديدة من «الهنود الحمر». يجبُ التأكيدُ على هذا. لقد كانت للتهجين والتثاقف اليد العليا في تشكيل المصائر و المآلات في بلادنا وبخاصةٍ مع العرب وثقافتهم ودينهم. ولكنَّ ما أودُّ الوقوفَ عنده هو أنَّ هناك أمرًا واقعا كثيفا يواجهنا بمشكلاته الضخمة سياسيا وثقافيا وهو يتجاوز، بكل تأكيد، غنائية الإصرار الرومانطيقية الباحثة عن صفاء البدايات العرقية واللغوية. فنحن اليوم نعيشُ في الجزائر التعددية لا على ذكرى «مأساة السكان الأصليين مع الغزاة العرب» وإنما كشعبٍ واحد وتحدونا، بكل تأكيد، الرغبة في ضمان شروط «العيش المشترك» و إرادة بناء مجتمع تعدديّ متضامن وديمقراطي لا يُخنَقُ فيه صوتٌ ولا يغيبُ فيه طيفٌ ثقافي واحد. وأعتقدُ أنَّ الانتصارَ للأبعاد والعناصر الثقافية واللغوية المُغيَّبة عندنا في الجزائر يجبُ ألا يُورّطنا في اختلاق المظلومية الحالية من أعماق التاريخ الألفي وإنما من السياسة غير الديمقراطية التي جعلت السلطة لا تعترفُ بالحقوق الديمقراطية لقطاع واسع من أبناء الشعب الجزائريِّ. ربما لم تفهم السلطة السياسيَّة - التي استلمت مقاليدَ الحكم عشية الاستقلال - الكيانَ الوطنيَّ الواحد إلا في صورة وحدةٍ تعلو على التعدد فوقعت بذلك في الشمولية و العسف الثقافيِّ والسياسي. ولكننا اليوم نريدُ وحدةً تنبثقُ من التعدد الفعلي الذي يفترضه كل نزوع ديمقراطي يقوم على الاعتراف بالمختلف وحقه الكامل في الوجود والإفصاح عن نفسه بحرية. هذا، في اعتقادي، ما يجبُ أن يشكل مدارَ نضالنا حاليا.
إنَّ العربَ، اليوم، ليسوا مشكلة في الجزائر والمغرب العربيِّ عموما. ليسوا ذكرى إعصار فيه نارٌ أصاب شجرة الحرية في هذه الديار. العربُ ليسوا من أحفاد جنكيز خان أو هولاكو. ليسوا فصلا من فصول الكارثة كما يُعتقَد، وإنما هم واقعٌ سوسيولوجيّ ضخم وتاريخٌ وثقافة عالمة ولغة فريدة أيضا. العربُ هم الذين حملوا الإسلامَ الذي يُعتبرُ دينَ الأغلبية الساحقة من الجزائريين منذ قرون خلت. ولا نحتاجُ هنا، ربما، إلى التأكيد على علاقة الإسلام باللغة العربية. كما يجبُ ألا ننسى أبداً أنَّ الإسلامَ مثل دائما عامل وحدةٍ بين الجزائريين في مواجهة الآخر الغازي الذي كان «صليبيا» أو «كافرا» أو «روميا» حسب الظروف والسياقات التاريخية المختلفة وهذا قبل الانبثاق التدريجيِّ للوعي الوطني السياسيِّ الحديث المُقاوم للمُستعمر مع الحركة الوطنية بداية القرن العشرين. لقد صنع العربُ هوية جديدة وجناحا مغربيا لحضارةٍ كان لها أن تحتضنَ شعوبا كثيرة وأن تقدّمَ إسهامَها – من خلالنا - عبر الأندلس وبلاد المغرب. يمكننا الاستشهادُ بمنارتين كبيرتين تمثيلا لا حصرًا: ابن رشد وابن خلدون. كما أنَّ الإسلامَ، هو الآخر، ليس مشكلة بحدِّ ذاته. هو ديانة وقيمٌ وروحانية وتجاربُ فريدةٌ في العلو واكتناه المطلق وعيش تجربة التعالي. الإسلامُ سردية تأسيسيَّة كبرى وانخراط في «تاريخ الخلاص» الذي دشنته الوحدانيات وقدِّرَ له أن يهيمنَ – من خلال رأس المال الرمزي الإبراهيمي - على مصائر شعوبٍ كثيرةٍ في حوض المتوسط. ربما كانت المشكلة الفعلية، من جهةٍ أولى، تكمن في اختزال الهوية المركبة لشعوبنا في «العروبة» باسم إيديولوجية بعثية شوفينية و إقصائية كما حدث في بلدان عربيةٍ كثيرة ومن بينها الجزائر بعد الاستقلال بالطبع. كما تكمن المشكلة أيضا، من جهةٍ ثانية، في مأسسةِ الدين واستخدامه أداة سياسية لاكتساب الشرعية من قِبل سلطاتٍ فاشلة ظلت تحمله ورقة توتٍ تسترُ بها عورتها. فالمشكلة، في نهاية الأمر، يمكنُ اعتبارها مشكلة سياسية عنوانها الأكبرُ هو غياب الديمقراطية بمفهومها الشامل العميق عن فكرنا وممارساتنا. أقول هذا وأنا لا أتحدَّثُ عن العروبة بوصفها عرقا وإنما باعتبارها انتماءً ثقافيا وحضاريا يجدُ تحققه في التعبير باللغة العربية التي نجحت، منذ قرون خلت، في أن تكونَ ذاكرة مشتركة وبيتا لهُويةٍ انصهرت فيها الأعراقُ والثقافاتُ والتطلعات. فهل نحتاجُ دوما إلى التذكير بأنَّ العروبة ليست، بطبيعة الحال، عروبة العرق وإنما هي عروبة التاريخ والثقافة؟
لا أنكرُ أنني متابعٌ دائمٌ لما يكتبه الصَّديقُ أمين الزاوي محترما نضاله من أجل الدمقرطة والحداثة وتحرير قدَرنا التاريخيِّ المشترك من آلة الاستلاب العملاقة التي يمثلها الدينُ المؤسَّسي. نحنُ لا نختلف في هذا أبدًا. ولكنني قد أختلفُ معه جزئيا حول الطرق التي يسلكها لتحقيق الهدف. لقد كتب يوما ما – ضمن نفس السياق – في عموده الصحفي / الفكري قائلا: «في البدء كان البربر»(LIBERTE, 06 -10 -2018).
ولكنني أميل، في اللحظة الحالية من تاريخنا، إلى التأكيد مع صديقي الكبير الأستاذ أدونيس على أنه «في البدء كانت الكثرة». فعلينا ألا نجعل من هاجس البحث عن البدايات السعيدة الصافية رغبة محو جديدة للحاضر المتعدِّدِ الغني.
* اللغة والأمبراطورية
توقفتُ بنوع من الاستغراب هذه الأيام، أيضا، عند آخر ما كتب الصَّديقُ أمين الزاوي بخصوص الكتابة باللغة الأم وهو يدبجُ نسخة أخرى من «إني أتهم» (LIBERTE, 04- 06- 2020) ولكن ليس على شاكلة إميل زولا الذي أرادَ الانتصارَ، سنة 1898، للضابط درايفوس المُتَّهَم ظلما وعدوانا بخيانة بلده لأسبابٍ عنصرية، ولكن كي يكيل التهمَ لجُملةٍ من الكتاب والفلاسفة والمثقفين الكبار الذين عاشوا في شمال إفريقيا والمغرب الإسلاميِّ في حقبٍ مختلفة ولم يكتبوا باللغة الأم أي «الأمازيغية». لقد انهال بمطرقة التخوين على أبوليوس والقديس أوغسطين وابن خلدون وابن بطوطة جميعا. لم يسلم من هذه التهمة، ربما، إلا الشاعر القبائلي المعروف سي محند أو محند (الذي كان يُنشدُ شعره وينتمي إلى ثقافةٍ شفوية لا تعرفُ الكتابة). لقد وقفتُ مستغربا، كما قلتُ، أمام رأي مماثل لا يضعُ للتاريخ ولا للظروف ولا للملابسات الحضارية المختلفة أيَّ اعتبار في تحديد مصائر الثقافة والإبداع. وربما أمكنني، لو ذهبتُ مذهبَه، أن أتهم بشار بن برد وأبا نواس وابن سينا والرازي وسيبويه وابن المقفع، أيضا، بخيانة ثقافتهم الفارسية ولغتهم الأم. ولكنَّ الإبداعَ لدى هذه الطائفة اندرج ضمن تراثٍ وضمن ثقافةٍ عربية – إسلامية عالمة وفي أفق إشكالي ولدته الديانة الإسلامية التي دخل فيها الفرس بعد حركة الفتوحات. لقد أصبح أدبهم عربيا بحكم هويته اللغوية حتى وإن كانت النزعة الشعوبية لدى بعضهم قد حاولت الانتقاصَ من قدر العرب كعرق أو كجنس أمام العنصر الفارسي في صورة ردِّ فعل مفهوم على المركزية العرقية العربية سياسيا ودينيا. هذا نفسه تقريبا، على ما أعتقد، ما حدث قبل قرون مع كتاب شمال إفريقيا وفلاسفتها الذين عاشوا في كنف الأمبراطورية الرومانية المسيحية. لقد كان أدبُهم لاتينيا ينتمي إلى الدائرة الثقافية اللاتينية والفضاء الإشكالي الذي ولدته الديانة المسيحية بعد ذلك. لقد انتسبوا إلى ثقافةٍ عالمة وكتبوا بلغتها ولم يخونوا لغتهم الأم التي لا نعرف، إلى اليوم، إن كان لها آنذاك حرفٌ وكتابة أو لا. إنَّ الأدبَ كان ينتسبُ إلى اللغة في العهود الأمبراطورية القديمة ولم يكن من الممكن أن يوصفَ أدبٌ ما بأنه قوميٌّ أو وطنيّ بالمعنى الراهن الشائع إلا في العصر الحديث الذي شهد نشأة وانبثاقَ فكرة القومية المحايثة لميلاد الدولة الوطنية. لم يكن المتنبي شاعراً عراقيا. ولكنَّ الجواهري شاعرٌ عراقي. و كذلك السياب أيضا. هذا هو الفرقُ بين الطورين. كذلك لم يكن فيرجيل شاعرًا إيطاليا في عهدٍ كان فيه كتاب أقاليم إيطاليا ينتمون إلى الأدب اللاتيني. أما دانتي فهو شاعرٌ إيطاليٌّ لأنه كتب بلغته الأم فأصبح بذلك أبا الشعر الإيطالي كما نُعتَ لاحقا. لذا لا يمكن أن نصفَ كتاب شمال إفريقيا في العهد الروماني بأنهم كتاب «أمازيغ» انطلاقا من اعتبارات إثنية فقط. إنهم كتابٌ لاتينيون ينتمون ثقافيا وحضاريا إلى الثقافة اللاتينية – الرومانية. لم نشهد ميلاد «الكوميديا الإلهية» في طبعةٍ جزائرية تؤرخ لميلاد الأدب «الأمازيغي» لأسباب تاريخية وسياسية وثقافية معقدة بكل تأكيد. ولكن كيف يذهبُ الشطط بالصَّديق أمين إلى إدراج اسم ابن خلدون العربيِّ الأصل ضمن قائمة «الخونة» كذلك مُعتبراً إياه، هو الآخر، خائنا للغته الأم بصورةٍ تتناقضُ كليا مع ما جاء في السيرة الذاتية للعلامة الحضرمي، ومع الشرط السياسيِّ والحضاري الذي كان يؤطر الإبداعَ والإنتاج الثقافيَّ على العموم باللغة العربية العالمة وضمن الإطار المرجعي العربي – الإسلامي آنذاك وتحديدًا في القرن الميلاديِّ 14؟ فما اللغة التي خانها ابن خلدون عندما كتب باللغة العربية؟ وبمعزل عن كون ابن خلدون عربيا هل كان بإمكانه أن يكتبَ أعماله ومصنفاته العلمية والأدبية بلغةٍ أخرى؟ ألا يعلمُ الصَّديق أمين – انطلاقا مما يخبرنا به التاريخ و الأنتروبولوجيا الثقافية معا – أنَّ اللغة العالمة هي دائما تلك المرتبطة بالدولة والكتابة والسلطة الثقافية ومركزية العقل والتراث التأسيسيِّ لحضارةٍ ما؟ أتذكر جيِّداً كلمة المُستشرق الفرنسيِّ المعاصر أندريه ميكال وهو يصفُ حضارة العرب والمسلمين بقوله: «إنها أعظمُ حضارات المكتوب». هذا تحديداً ما لم يتوفر للغات المحلية المختلفة في شمال إفريقيا - لأسبابٍ معقدة - وهو ما يُفسِّرُ، بدوره، عدمَ اعتمادها في الكتابة عند غالبية الكتاب والمبدعين الذين أتى على ذكرهم. ويبقى أن نسجل أنَّ المشافهة ظلت السمة الأساسية لتراث البربر بينما كانت الكتابة وسيلة للانخراط في النقاش الثقافيِّ العالي أو الإبداع بصورةٍ عامة وقد تمَّ هذا بلغتين كبيرتين لما يقاربُ عشرين قرنا إلى اليوم: اللاتينية أولا فالعربية لاحقا بعد الفتح العربيِّ – الإسلامي.
ومن جهةٍ أخرى ما معنى توجيه تهمة «الخيانة التاريخية» هنا بأثر رجعيٍّ يُسقط الهمومَ المعاصرة لمناضلي القضية «الأمازيغية» على أوضاع مختلفة تماما في التاريخ البعيد؟ هل من الوجاهة محاكمة الماضي بهذه النبرة النضالية التي ولدتها ظروفٌ مختلفة تماما عن مسارات الثقافة في العصر الأمبراطوريِّ الروماني؟ هل يمكن إدانة أولئك الكتاب انطلاقا من الهواجس الهوياتية المعاصرة لدى المناضلين الحاليين؟ ربما كان الأجدر بالصَّديق أمين أن يوجه تُهمَهُ الجاهزة هذه لمفدي زكرياء مثلا أو كاتب ياسين أو الطاهر وطار إن كان ذلك يتمتعُ بنوع من الوجاهة بالطبع. إنَّ كتابَ العهود الأمبراطورية القديمة لم يحملوا الهمَّ النضالي الراهن المتعلق بالهوية «الأمازيغية» فهذا شأنٌ معاصرٌ يدخل ضمن حيِّز المساعي الإيديولوجية الراهنة الرامية إلى الاعتراف بالبُعد البربريِّ في السردية الوطنية الجزائرية التي رأت النورَ بعد الاستقلال، كما يرتبط بمحاولة التمكين للحقوق الثقافية المُغيَّبة في الدولة الوطنية الناشئة – أعني تلك التي غلبت الطابعَّ الاجتماعي التنموي والأحادية الإيديولوجية على الديمقراطية التعددية كما أسلفنا.