التحضير لإصدار وترجمة كتب علمية أكاديمية
تحضّر الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية لإطلاق مشروع لفائدة الأساتذة بغية إصدار كتب علمية أكاديمية وترجمات متميّزة، وقد استقبلت إلى غاية الآن حوالي 1500 ترشّح يخصّ مشاريع بحثية موضوعاتية ضمن سبعة محاور تخضع حاليا لعملية التقييم، إلى جانب ذلك تعمل الوكالة على تقييم 298 مخبر بحث مع التوجّه لاعتماد منصة رقمية للتقييم والتسيير.
وكشف رئيس الوكالة يوسف عيبش، عن التحضير لمشروع يخصّ الكتب والترجمات المتميّزة، إذ يتم التجهيز لإعلان سيصدر خلال الأيام القادمة بغية فتح الترشح لإصدار مؤلفات علمية أكاديمية وترجمة كتب، يعطي الفرصة للأساتذة لإثراء المكتبة الجزائرية، و ذكر أنّ الكتب المرجعية مهيكلة بالبرامج المعتمدة، غير أنّ بعض المواد تحتاج إلى إبداع من قبل الأساتذة وفتح الباب لترجمة الكتب والمراجع الحديثة لتسهيل عملية الاطلاع عليها والاستفادة منها.
وتعمل الوكالة على تقييم المقترحات التي تم تلقيها بخصوص التأليف العلمي البيداغوجي، لأجل الموافقة على طبع عدد من الكتب المنتقاة، بحيث تعتبر هذه الدورة الثانية ضمن المشروع، وقد سبق للوكالة طبع مجموعة من الكتب وتوزيعها على مختلف الجامعات، وأوضح السيد عيبش، أنّ استصدار هذه الكتب يعود لكون الجامعات خلال جائحة «كورونا» وجدت نفسها أمام تحد لتوفير مادة معرفية للطلبة عن بعد، ما كشف على أنّ الإنتاج الجامعي يحتاج إلى التشجيع، على اعتبار أن الأستاذ الجامعي قلما يجد إطارا لنشر كتبه، فيما يحتاج الطالب إلى التوجيه، وهو ما استدعى العمل على تشجيع التأليف لفائدة الجانبين، لضمان توجيه علمي في المسار التكويني للطلبة وإثراء المكتبة بإنتاج جزائري، وتعزيز التنافس بين الأساتذة، وكذا وضع مراجع يستند إليها الطلبة.
وقالت المديرة المساعدة للبرمجة والتقييم والتثمين الأستاذة ليلى جويمعة، إنّ الباحثين يواصلون استقبال المقترحات الخاصة بالمؤلفات المرجعية، إلى غاية 15 من الشهر الحالي، وقد اسقط في الدورة الثانية شرط المستوى الجامعي، مع التركيز على أهمية أن يخدم المؤلف المقاييس الأساسية، لتكون جاهزة للموسم المقبل، ناهيك عن العمل على استمرارية الإصدار وشمل مختلف المواد، وقد تمّ سابقا حسبها، طرح ثلاثة كتب في الفقه وعلوم التربية وعلوم الاقتصاد، وزعت على مختلف الجامعات بعد مرورها على ثلاث مراحل من الخبرة.
وتعمل الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية كذلك، على تقييم مقترحات مشاريع بحثية موضوعاتية ضمن سبعة محاور تشمل الوقف و الرقمنة و المدينة والإدمان و الهجرة و العمل، والقضايا الاجتماعية في الجزائر، ناهيك عن محور التراث الثقافي الوطني، حيث تمّ استقبال عدد من الترشيحات تجاوز 1500، ويتم حاليا إجراء جلسات واعتماد منهجية خاصة بالتقييم من خلال حضور خبراء ومختصين، و سيتم قريبا الانتهاء من العملية والإفصاح عن المشاريع المنتقاة، حيث تعبّر كافة المحاور و كذا المشاريع التي تندرج ضمنها عن هواجس المجتمع وتسعى للإجابة عن تساؤلات معيّنة.
ولفت المدير المساعد للتثمين والعلاقات الخارجية على مستوى الوكالة الأستاذ، رمزي نويوة، إلى محور الرّقمنة كمثال، وقال إن الموضوع يعتبر متشعّبا مقارنة بطبيعة اختصاصهم الذي لطالما انحصر في مواضيع العلوم الإنسانية والاجتماعية، بينما تنتمي الرقمنة إلى علوم الإعلام الآلي، وبالتالي لابد من بذل جهود من المختصين من كلا الجانبين كما أضاف، لتحقيق الأهداف وفي مقدمتها الاهتمام بالاحتياجات المجتمعية والبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتعبير عنها بدقة، ثم ترجمتها إلى استراتيجية أو مطالب يمكن الاستجابة لها من طرف مختصين في ميدان الإعلام الآلي.
وذكر يوسف عيبش، أنّ موضوع الرّقمنة طُرح للنقاش مع الخبراء على وفق محاور جزئية، تتمثل في التحول الرقمي، التحديات والواقع من خلال طرح موضوع التحوّل الرقمي والأرشفة، التحوّل الرقمي الاقتصادي، و التحول الرقمي والاتصال، حيث تستهدف الوكالة مثلما نوّه إخراج بحوث العلوم الاجتماعية من دائرة الذاتية، والعمل على تجسيدها واقعيا، موضّحا أنّ الوكالة أصبحت تقترح المحاور والأساتذة هم من يسجّلونها.
وكشف المتحدث، عن 45 مشروع بحث على مشارف الانتهاء، لها صدى اجتماعيا واقتصاديا، قال إنه ستتم بلورة مخرجاتها سواء كمؤلفات أو كخبرات أو تطبيقات أو غير ذلك حسب كل نوع من المشاريع، لأنّ لكل برنامج بحثي رزنامته ومخرجاته، و أوضح أنّ المنظومة البحثية الآن تشجّع على ما يعرف بالبحث بالأهداف، من خلال وضع مجموعة من الأهداف ومحاولة الإجابة عنها.
ويخضع 298 مخبرا للتقييم في الوقت الحالي حسبه، حيث يقوم المخبر بجمع حصيلته العلمية طيلة 4 سنوات، فيما تقوم الوكالة بتعيين خبراء للتقييم والتأكد من مستوى إنتاج المخابر والتركيبة البشرية، لإصدار تصنيفات ورتب لها، كما تحضّر لاعتماد منصة رقمية للإشراف على العملية في جانب التقييم والتسيير هي حاليا في طور التجريب.
إسلام. ق