الخطبـــاء يحثـــــون الجــزائريــــين علـــى الوقــايـــة وحفـــظ النفـــوس
حث أئمة وخطباء المساجد عبر الجزائر المصلين وكل الجزائريين على ضرورة المحافظة على صلة الرحم و لو بأضعف الإيمان، و الاتصاف بالعفو و الصفح و الحلم، و بر الوالدين، و الحفاظ على وحدة المسلمين و الإكثار من الدعاء ليرفع الله الوباء، مؤكدين هنا على أهمية المحافظة على النفس البشرية سواء بتحريم القتل أو وجوب الوقاية من الأمراض والأوبئة.
ففي خطب العيد التي صدحت بها منابر مساجد الجزائر صبيحة الثلاثاء الماضي حث الخطباء الرواد ممن غصت بهم قاعات المساجد و المناطق المحيطة بها على ضرورة التقيد بالإجراءات الصحية المعلن عنها تفاديا لأي إصابة محتملة، وحفظا للنفس البشرية التي أمر الله تعالى بحفظها وحرم انتهاك حرمتها، وعدم إلقاء الأنفس إلى التهلكة، لقوله تعالى: ((وأنفقوا في سبيل الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة))؛ ومنها التباعد الاجتماعي في المرافق و الفضاءات العامة، ولبس الكمامة والاكتفاء بالتحية والسلام عند اللقاء دون مصافحة أو تقبيل أو عناق، مع ضرورة أخذ اللقاح للوقاية من هذا الوباء.
وقد أكد الخطباء أن المسلم يحرم عليه إلقاء نفسه إلى التهكلة بعدم التقيد بالإجراءات الصحية، كما يحرم عليه تعريض حياة الناس الآخرين للتهلكة و الخطر من خلال الاحتكاك بهم لاسيما أولئك المصابين الذين يتعمدون الخروج للفضاءات العامة و ملاقاة الناس فهم آثمون، و قد يأثم من عرض غيره لخطر ولو لم يكن يعلم أنه مصاب؛ لأن الأصل أخذ الحيطة و التقيد بالإجراءات؛ فمن تعمد خرقها وعدم التقيد بها فقد وضع نفسه و نفس غيره ابتداء في مرمى الخطر؛ مثله مثل من يخرق قانون المرور بحجة أنه لا يقصد إلحاق الأذى بالآخرين، وقد قال الله - عزَّ وجلَّ -: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ، وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضرر ولا ضرار)، و روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (لَزوال الدُّنيا أهوَنُ عند الله مِن قتل رجلٍ مسلمٍ) فمن باب سد الذريعة ينبغي الحذر و التباعد و أخذ الحيطة. و في ثنايا استحضار معاني العيد أكد الخطباء أن ليس العيد لمن لبس الجديد فقط؛ ولم تنعكس على نفسه وسلوكه قيم الإسلام ومعانيه السامة، فلم يحتف بالعيد من بات شبعان و جاره جائع و هو يعلم، و من أساء إلى الجار و آذاه، و من لم يسلم الناس من لسانه ويده، أو ظل يحمل الحقد و الضغينة للمسلمين و يبث الرعب في نفوسهم أو الفتنة أو النميمة، أو الفرقة في نفوسهم، كما حثوهم على عدم التباهي بالأضحية فقد قال الله تعالى: ((لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ)) فالعبرة ليست بمقدار الأضحية بل بالإخلاص والاستجابة الطوعية والسير على هدى الأنبياء والمرسلين وسننهم، داعين إياهم إلى إظهار الفرح والابتهاج لأن ذلك من أمارات شكر الله تعالى على نعمه، وذلك أيضا مبعث التفاؤل والأمل في المجتمع.
ع/خ
60 ألف حاج ينوبون عن مئات الملايين من المسلمين
الحج بأقل عدد للمحافظة على استمرار النسك وصون الأنفس
مرة أخرى يحرم الوباء ملايين المسلمين في أرجاء الأرض من تلبية النداء والحج لبيت الله تعالى الحرام، فقد حضر فقط 60 ألف حاج من المقيمين هناك مثلوا أزيد من مليوني مسلم اعتادوا الحضور في مثل هذه الفريضة الركن، فيما تابع مئات الملايين أداء الفريضة عن بعد عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، ولئن حزن الكثير عن هذه الوضعية وهم في دعاء دائم ليرفع الله الوباء إلا إن حفظ النفس في نظر الإسلام عظيم جدا فلا يمكن التضحية بنفوس المسلمين ودفعهم لنوع من الانتحار الجماعي هناك؛ كما فعلت بعض الطوائف الدينية حين دفعت بأتباعها بالملايين لنهر مقدس في عقيدتها فتسببوا في انتشار الوباء وكثرة المصابين والمتوفين جراءه، ما أعطى صورة سيئة عن تلك العقيدة وهي تجعل من أتباعها أداة إفساد في المجتمع بدل أن يكونوا أداة تعمير ونسل وإصلاح؛ لأن الحج في التصور الإسلامي وإن كان شعيرة عظيمة؛ إلا أنه لم ولن يكون سببا في هلاك الناس فرادى و جماعات بشكل متعمد مستهتر؛ فالأصل هو المحافظة على الحياة مع محاولة الحفاظ على الشعيرة قدر الإمكان،ولذلك جعله الله تعالى فريضة على من استطاع فقال الله تعالى: ((وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ (آل عمران: 97.)) فهو ليس واجبا محتما على القادر وغير القادر لأن الحال والمكان لا يمكنه من ذلك بل واجب في حدود الاستطاعة المادية و البدنية و في ظل الوباء فقد شرط الاستطاعة لأن السفر إليه لم يعد آمنا كما كان فاكتفي بعدد يقيم الفريضة ويحافظ على استمرارها و ديموتها و عدم انقطاعها، قد يختلف البعض في العدد فيطالبون بزيادة بضعة آلاف لكن ليس ذلك مهما كثيرا بقدر ما يهم المحافظة على الشعيرة و المحافظة على النفس البشرية و تقديم صورة مشرقة عن الإسلام باعتباره حريصا على الحياة غير عابث بها ما يجعله جذابا مشعا؛ لأن العدد مهما زاد فلن يلبي رغبة ملايين المسلمين في أرجاء الأرض، الذين يرتقبون القدوم من كل فج عميق؛ ملبين نداء الله تعالى القائل:((وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام))، مبتغين تكفير الذنوب وغفرانها لما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
ولكي لا يحرم المسلمون من نفحات موسم الحج وبركاته وأجره، ويشاركوا إخوانهم الحجيج مشاعر هذه الشعيرة، فقد شرع الإسلام بعض أعمال الخير في العشر الأوائل من ذي الحجة التي جاء فيها ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر -أي عشر ذي الحجة-، قالوا يا رسول: و لا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، ومنها - علاوة على الفرائض-: ذكر الله تعالى والتكبير، الدعاء، الأضحية الصيام، صلاة النافلة والإنفاق في سبيل الله تعالى، البر وصلة الرحم، والحلم والعفو، وتلاوة القرآن الكريم.
ع/خ
الجزائريون.. تمسك دائم بشعيرة أضحية العيد في كل أرجاء البلاد
على الرغم من ظروف الوباء إلا أن الجزائريين أصروا هذه المرة أيضا على إقامة شعيرة الأضحية وصلاة العيد في مشهد جماعي حافظو به على سنة الإسلام وسنة أبائهم التي ورثوها عبر القرون ولم يفرطوا فيها خلال الحقبة الاستعمارية.
وهذا ما يؤكد أن هذه الشعيرة أضحت مرتبطة ارتباطا دينيا واجتماعيا بالجزائريين، وأضحت لصيقة بالمظهر الاجتماعي العام، على خلاف ذلك في بعض الدول العربية والمسلمة التي قل فيها حضور مثل هكذا مشهد ليس في زمن الوباء فقط بل حتى في الأزمنة الصحية العادية، بل إن الجزائريين يبادر بعضهم للتكفل بأضحية بعض حتى تعم الفرحة الجميع فلا يوجد جزائري يفرح وجاره حزين، سواء من خلال أضحيات فردية أو أضحيات جماعية تختلف من منطقة لأخرى. فالعيد الديني الاجتماعي هو فرحة أم وابتسامة يتيم ومرح طفولة
و يبقى المطلوب من المؤسسات الرسمية و المجتمع المدني استغلال مثل هكذا مناسبات لتعميق الانسجام الاجتماعي ووحدة الجزائريين؛ باستحضار قيم العيد ومعانيه الاجتماعية من تضحية ووفاء وتعاون وتضامن وتكافل، وأخوة وإيثار، وربط للحاضر بالماضي وسيرا على هدي إبراهيم الخليل وسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، باعتبارنا أمة واحدة يربطها دين واحد.
ع/خ
رحالة سعودي يسلك طريق الحج القديم على ظهر جمله
قطع رحالة سعودي أكثر من 675 كم لأداء مناسك الحج والطواف في المواقع التاريخية خلال رحلته. التي دامت 25 يوما راكبا جمله إلى مكة المكرمة عبر طرق الحج القديمة، وحسب وسائط إعلامية فإن الرحالة السعودي عثمان الشاهين البالغ من العمر 50 عاما كانت بداية رحلته من مقر سكنه من خميس مشيط وقطع 675 كم وصولا إلى مكة المكرمة خلال 25 يوما. واجتاز الشاهين خلال رحلته عدة أماكن أثرية منها طريق الفيل، وقرى ثمودية.
استبدال كسوة الكعبة المشرفة عشية عيد الأضحى
أفادت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بأنها استبدلت يوم الاثنين الماضي عشية عيد الأضحى كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة السنوية، استبدلها فريق عمل محدد من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وبدأ الفريق بتفكيك الكسوة القديمة وتركيب الجديدة، ثم تثبيتها في أركان الكعبة وسطحها. ونقلا عن وسائط إعلامية فقد وصفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، عبر حسابها على تويتر، مراحل التركيب، وقالت إنه جرى «تركيب الكسوة الجديدة المكونة من 4 جوانب مفرقة وستارة للباب، فرُفع كل جانب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيدًا لفردها على الجوانب القديمة، وتثبيت الجوانب من أعلى بربطها و إسقاط الطرف الآخر من كل جانب، بعد حلّ حبال الجانب القديم، بتحريك الجانب الجديد إلى أعلى و أسفل في حركة دائمة، ليسقط بعد ذلك الجانب القديم من أسفل و يبقى الجانب الجديد، وكُرّرت العملية 4 مرات لكل جانب إلى أن اكتمل الثوب، ثم وُزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته».
و أضافت أن «الفريق المحدد من قبل الإدارة العامة لمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة أبدل الكسوة السابقة بكسوة جديدة ثم عمل على تثبيتها في أركان الكعبة وسطحها».وأشارت إلى أن «رئاسة شؤون المسجد الحرام و فرت كافة الإجراءات الاحترازية وسبل الوقاية والسلامة لتتم هذه العملية في أقصى درجات الأمن والسلامة».