إن صور الإهمال الأسري لا تتمظهر فقط فيما اعتاده الناس من تفريط الزوج في النفقة الزوجية والأسرية أو هجرانه البيت، بل قد يكون الإهمال للأسرة والزوج حاضر بجسده في البيت يبيت ليلا فيه ويقوم كل صباح، لكنه غائب عن البيت بعقله وفكره ونفسيته ومشاعره؛ حيث ينشغل عن الزوجة والأبناء والحقوق الأسرية بأمور أخرى أفرزتها التطورات التكنولوجية وغيرها من الفضاءات الالكترونية وتشعب الحياة وتعدد مغرياتها ولذلك فإن هذا الموضوع حري بالتنبيه عليه حفظا لكيان الأسرة وحقوق الزوجة والأبناء.
فمن أساسيات أي علاقة زوجية في الدين الإسلامي أن يكون هناك أنس وحسن معاشرة في العلاقة بين الزوجين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرًا»، وهي آخر وصية في حق النساء في حجة الوداع. وقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي». لذا فالواجب على الزوج أن يتقي الله عز وجل في زوجته وأبنائه فيهتم بهم، ويؤنس وحشتهم، ويعتني بهم، ويحسن التوفيق بين مشاغل الحياة ومتطلباتهم. والمرأة والأبناء طبيعتهم عاطفيّة بالفطرة، لذا وجب مراعاة هذه المشاعر وإعطائها حقها. ولا يجوز له الانشغال الدائم عن الزوجة، والله -سبحانه-جعل الزواج سكناً وطمأنينة، فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا). وهذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووصيّته لأبي الدرداء حين اشتكت زوجته الإهمال والتقصير، فقال: (فإنَّ لأهلِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِضيفِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِنفسِكَ عليكَ حقًّا).
وعليه فتلبية الزوج حاجات الزوجة والأبناء هو عبادة قبل أن يكون عادة، وهو مثوب ومأجور على الكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، وغيرها مما ينبغي فعله معهم. ولذا فالزوج المقصّر في حق زوجته وأبنائه آثم، ويجب عليه شرعا تدارك تقصيره وإهماله، وذلك بحسن التعامل واللين حتى يوفيهم حقهم.
وقد يترتب على إهمال الزوجة والأبناء مفاسد كثيرة ولدفعها والقضاء عليها شرع الله الزواج منها: (1) عدم الراحة في الحياة الزوجية مما يؤدي لحصول اضطرابات وفوضى في الأسرة تنتهي في الغالب بالطلاق في المحاكم. (2)احتمال استدراج بعض المواقع للزوج أو الزوجة لربط علاقات مع الغير غير مضبوطة بضوابط الشرع، بسبب هذا الإهمال. (3) ضياع تربية الأبناء، سواء في الابتعاد عن التدين، أو مصاحبة الفجرة والفساق، او اللجوء للأفعال القبيحة كالسرقة وتناول وبيع المخدرات وغير ذلك من الآثار السلبية المعروفة. وللأسف فإن الغالب على كثير من الآباء الاهتمام بالأكل والشرب والعلاج لأبنائهم وفقط، لكن التربية غالبا ما تكون في الشارع، وبعد ذلك يحصد الآباء النتائج المدمرة لحياة أبنائهم في الوقت الذي يعجزون فيه عن علاجهم. لذا يجب على الزوج الصبر والاحتساب، وزيادة الاهتمام بزوجته وأبنائه حتى يتيقن من أداء الواجب، وعدم مراعاتها يوقع الزوجة والأبناء في الحرج والمشقة، ويزيدها حالتهم النفسيّة سوءاً.
ومن الصور المعاصرة لإهمال الزوج لزوجته: (1) الانشغال بالهاتف وخاصة الفيسبوك، الذي يشغل به الإنسان نفسه في تتبع أخبار مواقع التواصل الاجتماعي وما تعج به من غث وسمين، وربما يخصص البعض وقتا كبيرا لتتبع أخبار الرياضيين والمطربين وأهل الفن وغيرهم ويهمل أسرته، وينسى أسرته التي تستحق هذا الاهتمام والحوار والعلاقة الحميمية، التي يؤجر عليها فاعلها من الزوجين جميعا. (2) الانشغال الكثير جدا في العمل، بحيث إن بعض الأزواج يخرج وقت الصبح ويعود بعد العشاء، فينشأ الأبناء بعيدا عن أعين أبيهم دون شعور منم وتشعر الزوجة مع الوقت بالوحشة والغربة وهي في دارها، لابد من التوفيق بين مصلحة المبالغة في جمع المال، ومصلحة رعي الزوجة والأبناء. (3) البقاء في المقاهي وقاعات الألعاب، أو مجالس لعب الدومينو والكارت لساعات متأخرة من الليل، مما يؤدي إلى ضياع الصلاة والنفس والزوجة والأبناء وغيرها من أمور الدنيا.
هذه بعض الحلول لمشكلة الإهمال الأسري المعاصر
و يمكن أن نقترح جملة حلول لهذا الإهمال من خلال عدة خطوات منها: (1). تقديم اللازم مما يقدر عليه الزوج من الحقوق المطلوبة منه شرعا (2). التغاضي عن الأشياء التافهة والصغيرة، والصبر والحكمة في حل المشكلات. (3) النصح والاستعانة بأهل الخير والصلاح عند إهمال الزوج ونشوزه. (4). العمل على أن يكون الزوج مقتديا بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع الزوجة والأبناء. (5) عدم مقابلة الإساءة بالإساءة، والإهانة بالإهانة، والهجران بالهجران. وإنما يكون بالرعاية والرأفة ولين الجانب. والاستعانة بالحلول التي شرعها الله في كتابه فاتق الله أيها الزوج، ولا تكن سببا في هلاك نفسك وأسرتك بسبب قلة الاهتمام أو عدمه.
التشريع الجزائري يستوعب الصيرفة الإسلامية
استوعب القانون النقدي المصرفي الصادر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية رقم 43 بتاريخ 27 أفريل 2023م، القانون رقم 23-9 مؤرخ في 3 ذي الحجة 1444ه الموافق 21 جويلية 2023م، الصيرفة الإسلامية، والمواد المتعلقة بها هي 70-71-72-73، وقد نصت المادة 71 على أنه (تعتبر في مفهوم هذا القانون عملية مصرفية متعلقة بالصيرفة الإسلامية كل عملية تقوم بها البنوك أو الشبابيك الإسلامية المطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية) وتنص المادة (72) على أنه (تمارس العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة الإسلامية من طرف (أ) بنك أو مؤسسة مالية معتمدة للممارسة بصفة مهنتها الاعتيادية عمليات مصرفية متعلقة بالصيرفة الإسلامية حصرا، ويخضع اعتماد المصارف والمؤسسات المالية التي ترغب في ممارسة العمليات المصرفية متعلقة بالصيرفة الإسلامية حصرا لأحكام المواد من 89 الى 104 من هذا القانون. (ب) بنك أو مؤسسة مالية من خلال هيكل يسمى شباك، يخصص حصرا للعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة الإسلامية، يجب أن يكون الشباك مستقلاً مالياً ومحاسبياً وإدارياً عن الهياكل الأخرى للبنك أو المؤسسة المالية، ونصت المادة (73) على أنه (يتطلب تسويق المنتجات المصرفية الإسلامية الحصول مسبقا على شهادة المطابقة لمبادئ الشريعة الإسلامية صادرة عن الهيئة الشرعية للإفتاء في مجال المالية الإسلامية، وموافقة بنك الجزائر).
وبهذا يكون القانون النقدي المصرفي قد استوعب الصيرفة الإسلامية بشكل قانوني نهائي وأزال كل العقبات القانونية الشكلية والموضوعية التي كانت تعيق السير الشامل الواسع لتكريس هذه الصيرفة وتجسيدها عمليا، حيث كانت بعض الفتاوى تتوقف على الحكم على بعض الإجراءات أو تحظرها، وكانت المؤسسات المالية تتحجج بالقانون ساري المفعول، ويعد هذا القانون الحلقة الأخيرة في سلسة اعتماد الصيرفة الإسلامية وتوطينها نهائيا، ومن شأن هذا أن يستقطب نحو البنوك والاستثمار أموالا طائلة تتحرك خارج الأطر الرسمية في السوق الموازي، ومن شأن حصر جهة منح شهادات المطابقة في الهيئة الشرعية للإفتاء قطع الطريق أمام أي اختلاف مستقبلا أو تشويش على السير الحثيث نحو هذا النظام المصرفي.
حجاج جزائريون يحيون ذكرى عيد الاستقلال بمكة المكرمة
أقام حجاج جزائريون بإحدى فنادق مكة المكرمة احتفالية رمزية بذكرى عيد الاستقلال؛ حيث تبادلوا فيها التهاني والاكراميات، ووضعوا مجسمات عليها العلم الوطني وسط الجموع كما رفعوا راية وطنية عملاقة فوق الشرفات، كما تبينه صور التقطت هناك، ونشرت في مواقع مختلفة، وقد أظهرت فيديوهات أجواء الاحتفال وسجلت انطباعات بعض المشاركات لاسيما من بنات الشهداء اللواتي أبين إلا أن يواصلن عادتهن في إحياء هذه الذكرى العزيزة التي تأتي أياما قليلة بعد انتهاء مناسك الحج، وحسب موقع أصدقاء المجلس الإسلامي الأعلى فقد أشرفت عضو المجلس الدكتورة ســامية قطوش على حفل الاحتفاء بذكرى عيد استقلال الجزائر (61) مع حجاج بيت الله الحرام بمكة المكرمة.
قافلة من قراء الجزائر في ضيافة مساجد عنابة
تستضيف مختلف مساجد ولاية عنابة قافلة من قراء الجزائر، منذ الخامس جويلية على أن تنهي زيارتها اليوم السبت مساء، حيث توزع القراء على مختلف المساجد وأدوا تلاوات للقرآن الكريم يوميا بين المغرب والعشاء وقبل درس صلاة الجمعة، وتعد هذه الفعالية التي تتزامن وإحياء ذكرى عيد الاستقلال مبادرة تستحق التشجيع لاسيما وأن تلاوة القرآن الكريم دبر الصلوات الخمس وقبل درس الجمعة معمول به في الكثير من الدول العربية والإسلامية؛ حيث لا تكتفي الكثير من المساجد بما يذاع عبر الأشرطة السمعية بل تفتح منابرها للقراء، وفي الجزائر ظهر في السنوات الأخيرة قراء جادون متقنون وفازوا بجوائز وطنية ودولية تشرفت عنابة باستقبال بعضهم هذا الأسبوع في انتظار ولايات أخرى.
إدانــــــة واسعــــــة لحادثـــــــة تدنيـــــس القــرآن الكريـــم بالسويــــد
عبّرت الحكومة السويدية عن إدانتها لإحراق رجل عراقي يقيم في السويد نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي، حيث قالت إن «ما قام به عمل معادي للإسلام».
واستنادا لوسائط إعلامية فإن البيان السويدي، أتى بعد ساعات قليلة من دعوة منظّمة التعاون الإسلامي، خلال اجتماعها في جدّة بالسعودية، أعضاءها لاتّخاذ إجراءات لمنع تكرار أفعال مماثلة.وقالت الخارجية السويدية في بيان إنّ «الحكومة تتفهم بالكامل أن الأعمال المعادية للإسلام التي يرتكبها أفراد خلال تظاهرات في السويد يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين وأضافت الوزارة: «إنّنا ندين بشدّة هذه الأعمال التي لا تعكس بأيّ حال من الأحوال آراء الحكومة السويدية»، مذكّرة في الوقت نفسه بأنّ حرية التعبير حقّ محميّ دستورياً في السويد.
وقد سبق لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة مسلمة أن دعت في اجتماع لها خلال الأسبوع الفارط بمقرها في جدة بالسعودية، إلى اتخاذ تدابير جماعية لمنع حوادث تدنيس المصحف، بعد أيام من حرق نسخة من القرآن أمام مسجد ستوكهولم.ودعت المنظمة الدول الأعضاء إلى «اتخاذ موقف موحّد وتدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس نسخ من المصحف الشريف والإساءة إلى نبينا الكريم».من جهته، أكد الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، على الحاجة إلى توجيه رسالة واضحة بأن هذه الأفعال «ليست مجرد حوادث إسلاموفوبيا عادية»، حيث شدّد على «ضرورة إرسال تذكير مستمر إلى المجتمع الدولي بشأن التطبيق العاجل للقانون الدولي الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية
واستناد للمصادر ذاتها فقد علق البابا فرنسيس على حادثة إحراق القرآن الأخيرة في السويد، مؤكدا أن «السماح بهذا مرفوض ومدان»، وأنه «لا ينبغي استغلال حرية التعبير كذريعة للإساءة للآخرين».وفي حديث لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية، أعرب البابا عن غضبه الشديد من مثل هذه التصرفات، وقال: أشعر بالغضب والاشمئزاز من هذه التصرفات، فأي كتاب يعتبر مقدسا من أصحابه يجب أن يحترم احتراما للمؤمنين به، ويجب أبدا عدم استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين، والسماح بهذا مرفوض ومدان». وأشار إلى أن «مهمتنا تحويل الحس الديني إلى تعاون وأخوة وأعمال ملموسة للخير»، مشددا على أن «مستقبل التعاون بين الأديان يقوم على أساس مبدأ المعاملة بالمثل واحترام الآخر والحقيقة». وأضاف: «إننا بحاجة اليوم إلى بناة سلام، لا إلى صناع أسلحة.. بحاجة إلى بناة سلام، لا إلى محرضين على الصراعات.. بحاجة إلى رجال إطفاء، لا إلى مشعِلي النيران.. بحاجة إلى الدعاة، إلى المصالحة، لا إلى المهدّدين بالدمار.... فإما حضارة الأخوة أو رجعية العداوة.. إما أن نبني المستقبل معاً، وإما أنه لن يكون هناك مستقبل».