الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

في يومه الوطني

من آداب وصفات الإمام القدوة

الأصل في الإمام أنه صاحب رسالة دينية واجتماعية، وليس مجرد موظف عادي، بل هو نائب عن ‏النبي صلى الله عليه وسلم في بعض من مهامه وهو إمامة الناس في الصلاة وتعليمهم أمور دينهم، لذا وجب على الإمام ‏أن يكون في مستوى هذا المقام الشريف والعالي، علميا، وأخلاقيا، وسلوكيا. فمن صفات وخصائص وآداب الإمام ما يأتي:

-(التواضع) لأن منصب الإمام غالبا يجعله محل احترام وتقدير كبيرين جدا وأحيانا حتى مبالغا فيه، ‏مما قد يوقع البعض في شباك هوى النفس و وسوسة الشيطان، فيرى نفسه في مقام أعلى من غيره، تقوى وورعا، وعلما، وغيرها. ‏‏ ولذلك وبسبب هذه العلة جعلت مالكا رحمه الله يكره الدعاء جماعة عقب الصلوات المكتوبة، كي لا يعتقد الإمام نفسه واسطة بين ‏العباد وبين الله عز وجل، لا أن الدعاء جماعة بدعة.‏ ‏ والسبب في الاحترام الزائد لشخص الإمام هو منصبه، لذا ينبغي أن يدفعه هذا للتواضع، والعمل كي يكون ‏في مستواه.‏
-(الزهد فيما عند الناس) ‏ ‏خاصة الأغنياء منهم، سواء كانت هبة أو زكاة، فالواجب على الإمام أن ينزه ‏نفسه عن كل ما يشوهها ويضر بها. ‏ ‏وليجعل نفسه مستغنيا عن الناس وهم في حاجة إلى علمه.
-(إتقان العمل والانضباط فيه) وذلك بالحرص على أداء الواجب المنوط به، حسب ما تتطلبه القوانين والأنظمة واللوائح التي عين بموجبها إماما، والسعي للحضور الدائم في المسجد لأنه إمام للصلوات وخطيب ويتلقى في أوقات مختلفة أسئلة الناس وانشغالاتهم.
 -(الاهتمام بالهندام)، لكي يعطي الإمام لنفسه صورة حسنة وجميلة ومهابة في أعين الناس. ‏ باعتباره قدوة لهم في سلوكه.
-(عدم مزاحمة عوام الناس في أماكن تواجدهم)، لاسيما المقاهي والأعراس وأماكن البيع والشراء، وغيرها، وليحافظ على مهابته في كل هذه الأماكن التي يحضرها وغيرها.
-(الحفاظ على الشعائر والأخلاق الإسلامية) خاصة أداء الصلاة في جماعة في غالب الأحوال، مع الحرص ‏على أخذ الأبناء للمسجد، ليكونوا قدوة لأقرانهم.
-(‏التحضير الجيد للدروس والخطب): وذلك بدقة الاستدلال بالنصوص الشرعية وعمق الطرح، والحرص على صحة النقل لأقوال العلماء ومن يستشهد بأقوالهم؛ حتى لا ينسب لفقيه ما لم يقل به أو يأتي بأقوال شاذة أو مخالفة لما جرى به العمل دون مسوغ شرعي، وليكن القرآن الكريم محور دروسه وخطبه ومرجعها الأساس وما بينته السنة النبوية، كما ينبغي أن تلامس موضوعاته انشغالات الناس وقضايا المجتمع ويراعي لكل مناسبة دروسها وخطبها حتى لا يظل الخطاب المسجدي على هامش حياة الناس غير فاعل فيها ولا مصلحا لأحوالهم، وليكن خطابه إيجابيا متفائلا مرعبا بناء غير محبط، وليأخذ الناس نحو الحاضر والمستقبل ولا يظل بهم فقط في الماضي؛ لأن الماضي نأخذ منه ما يصلح أن يجعلنا نعيش في سعادة وهداية في حاضرنا ومستقبلنا وليس للعيش فيه.
 وإنما يكون التحضير الجيد ‏بتحديد موضوعات الدروس والخطب مسبقا ولو بشهور أو أسابيع، وتكون الموضوعات متصلة أي يكون المحور ‏كبيرا، كمحور الأخلاق في الإسلام، أو الأحوال الشخصية، أو المعاملات المالية، أو تربية الأطفال، أو فقه ‏المرأة المسلمة، أو مقاصد العبادات، أو مظاهر انتشار الحرام في المجتمع، أو أحكام البيئة والنظافة في الفقه ‏الإسلامي، وغيرها من الموضوعات. ‏ فيتمكن الإمام المدرس خلال هذه المدة من التفكير الجيد في الموضوع، وإعداد المصادر اللازمة لذلك.
 لكن لإتمام الفائدة لدروس الجمعة لابد من اعتماد خطة منهجية علمية للموضوع المراد طرقه، تشمل: ‏ ‏‌أ-‏ التعريف بالموضوع شرعا، ومفهومه في عرف الناس.‏ ‏‌ب-‏‏ وما هي الصور الشائعة للظاهرة في المجتمع.‏ ‏‌ج-‏ وما أسباب ظهورها.‏ ‏‌د-‏ وما آثارها السلبية في المجتمع دينا ودنيا وآخرة.‏ ‏‌
هـ-‏ لنصل في الأخير لكيفية علاج الإسلام للظاهرة.‏ ‏‌و-‏ وما هي المقاصد الشرعية للحكم الشرعي المتعلق بالظاهرة.‏ ‏‌ز-‏ مع التركيز على الاختصار في الكلام والتركيز على المهم منه.‏ ‏‌والابتعاد عن الألفاظ الرنانة، كالسجع، والإطلاقات العامة، والأحكام المسبقة.‏ فهذه الضوابط والخطوات تجعل الناس ينتفعون بدروسه وخطبه ولا يكون ضعيف التحضير فيعرض موضوعات كثيرة متداخلة وقد يميل إلى الإكثار من القصص في غير موضعها فلا يجد الناس ضالتهم عنده ولا ينتفعون بعلمه، فدرس وخطبة الجمعة موضوع مهم ينبغي حسن التحضير له وعمق الطرح فيه ودقته وليس مجرد مقولات متناثرة ومجموعة من هنا أو هناك، سواء بتحضير سريع أو مجرد اعتماد على ما مضى في الذاكرة، وإن طرح مسائل علمية طبيعية كونية أو صحية فعليه حسن التحضير واستشارة الإخصائيين حتى لا يقدم معلومات لا تكون مطابقة للحقائق العلمية، والأصل أن الإمام لا يخوض في مثل هكذا مسائل إلا بما يخدم موضوعه الأساس، فهي ليست مقصودة لذاتها، لأن الإمام ليس طبيبا أو مهندسا أو فلكيا ولكنه فقيه ومربي يوظف حقائق هذه العلوم لخدمة موضوعه، فالمساجد اليوم بفضل الله تعالى ممتلئة بالمتعلمين ذوي الشهادات العليا، وذوي الثقافة ‏الدينية الجيدة.‏ ويحتاجون إلى خطاب مسجدي رفيع المستوى دقيق المعلومات.

العلاقة بين الإمام والمأموم
الإمامة في اللغة هي مصدر الفعل « أم »والإمام هو ما يؤتم به، و منه قيل للطريق إمام، وللبناء إمام لأنه يؤتم     بذلك، أي يهتدي به السالك، و النبي صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة، و الخليفة إمام الرعية، و القرآن إمام المسلمين، و إمام كل شيء قيم هو المصلح له. وفي الاصطلاح هي من يصح الاقتداء به في الصلاة. أو هي ربط صلاة المؤتم بالإمام. وتطلق على الإمامة الكبرى، وهي الخلافة أو الملك أو رئاسة الدولة. وتطلق على العالم المقتدي به، فيقال إمام المحدثين، و إمام الفقهاء.
والإمام لما كان هو القدوة للناس لكونهم يأتمون به، ويهتدون بهديه أطلق عليه هذا اللفظ، فهذه منة من الشرع في الاقتداء به في الصلوات كما في الحديث إنما جعل الإمام ليؤتم به، فهو سيد المجموعة في الصلوات الخمس، معلمهم إذا جهلوا، مذكرهم إذا نسوا، مصلحهم إذا تخاصموا، عاقد لأنكحتهم إذا تزوجوا، حالم عنهم إذا غضبوا، لين معهم إذا أخطأوا، ساتر إذا كشفوا، ناصح إذا أنكروا، مبشر إذا يئسوا، منذر إذا طغوا، آخذ بأيديهم إذا ضلوا، داع لهم إذا مرضوا، منتصر لضعيفهم إذا تكبروا، ساع للفقراء إذا احتاجوا، عن السؤال إذا علِم مجيب، لغيره غير محتقر، ومترحم عليهم إن بالموت أصيبوا، وألا ينظر إلى ما في أيدي الناس كي لا يزل، ويحظى بالاحترام، فيصيب من سمت العلماء وتواضعهم، فتكون له المصداقية والقبول إذا طلب.
والمأموم تابع لإمامه، منصت له، آخذ بأحسن القول منه، غير ناس بشرية إمامه، مستأنس به في الرأي، صادق في الود، محب من غير أجر، ساع لينم لإمامه كل خير، منته عن الطعن، متجنب للفتن، لمقام إمامه حافظ، ولقدره يحرص، وعن عرضه ممتنع، وعن اللغو عنه معرض، ولوحدة الصف مجتهد، وبالنصح له ساتر، ولربه إذا ذكر لم يخر أصم أعمى، بل اعترف وشكر، إذا نهيَ انزجر، وبحسن الظن له يقر، إذا دعا الإمام لخير، دل عليه غيره وابتدر، والأمر بذلك من السنة صدر.
بين هذا الإمام وهذا المأموم القدر انحصر، وتجلى الاحترام فتحقق المقصود عبادة الواحد الأحد الرب المعبود .

أربعة شروط لاصطحاب الأطفال إلى العمرة
أصدرت وزارة الحج والعمرة السعودية الأربعاء، أربعة تنبيهات بشأن ضوابط اصطحاب المعتمرين للأطفال أثناء أداء العمرة.
واستنادا لوسائط إعلامية فإن الوزارة شددت على ضرورة وضع سوار تعريفي حول معصم الطفل المرافق لأهله. عند اصطحابه لأداء المناسك (العمرة)، وتجنب أوقات الذروة والأماكن المزدحمة،والحرص على نظافة الطفل الشخصية والتأكد من الأطعمة التي يتناولها.
تجدر الإشارة إلى أن سوار الحاج الذكي «نسك» يقدم خدمات رئيسة تشمل: توفير كامل المعلومات حول الحاج، والحالة الصحية وخدمات طلب المساعدة. وتحديد موقع الحاج وغيرها من الخدمات لتقديم تجربة حج وعمرة ميسرة لحجاج بيت الله.

اليوم الوطني للإمام  بميلة
تأكيد على دور الإمام في تماسك المجتمع وحماية الوطن
أكد مشاركون في ندوة فكرية نظمت يوم أول أمس بميلة، على أن للإمام دورا كبيرا في تنوير المجتمع وخدمة المرجعية الدينية و الهوية الوطنية    ودعوا إلى مواجهة كل الأفكار السلبية والعقائد الدخيلة التي تهدد مجتمعنا.
 اللقاء نظمته مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بدار الثقافة مبارك الميلي  تحت شعار دور الإمام في خدمة المرجعية الدينية وتعزيز اللحمة الوطنية ثمن خلاله ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، المفتش المركزي نصر الدين وراش، إقرار الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها هذا اليوم يوما وطنيا للإمام، اعترافا بالرسالة الحضارية التي يؤديها في مجتمعه وهي محطة للانطلاق حسبه، نحو عمل دؤوب وأفاق واسعة. 
واعتبر المتحدث، بأن تاريخ الإمامة في الجزائر ملحمة رائعة منذ مقاومة الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة إلى ثورة التحرير المجيدة، دفاعا عن الدين والوطن قائلا، بأن هناك العديد من الأئمة كان لهم دور كبير في الحفاظ على الهوية الوطنية وتدويل القضية الجزائرية.
كما أشار ممثل الوزير، إلى أن مجتمعنا يواجه تحديات كبرى    لا تقل عن التحديات الفكرية التي عاشها أجدادنا في الذود عن الوطن، فمجتمعنا مهدد كل يوم بهجومات فكرية وعقائدية تضر بمرجعيتنا الدينية والوطنية، التي يريد الأعداء استبدالها بمرجعيات مستوردة دخيلة تحمل في طياتها الفتن والتطرف وزرع الشقاق والخلاف لأبناء الوطن الواحد، مضيفا، بأن الفكرة الدينية المنحرفة مثل الرصاصة المجنونة تصيب أي أحد، و هذه الأفكار هدمت اليوم دولا و الأخطار تتجدد ولها صور وفصول حسبه، ونحن في عين الإعصار كما عبر، داعيا إلى رص الصفوف وحماية هذا الشعب من كل الدسائس. أبرز من جانبه، الأستاذ عبد العزيز بن سايب، من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، أهمية الإمامة والدور الكبير الذي يقوم به أئمة المساجد في خطب الجمعة، التي اعتبرها فرصة كبيرة لكل إمام من أجل إصلاح المجتمع وتربيته وتكوينه من خلال الرسالات التي يبثها فيهم. 
كما أكد، على ضرورة إيصال الرسالة إلى المتلقي بطريقة سلسة ومفهومة و يجب أن يكون الإمام حسبه، شاعرا بمدى تأثيره في خطبته، وأن يستحضر بأنه يقف على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، لبناء مجتمع سليم و واع بعيدا عن كل الانحرافات والأفكار السلبية التي تنتشر بقوة و تهدد بشبابنا ومجتمعنا، داعيا إلى نشر الفضيلة ومواجهة المحن والمساهمة في إطفاء نار الفتن كلما أراد أعداء الوطن إشعالها.
 كما ذكر مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ميلة، كمال دراجي، بأن ترسيم هذا اليوم من قبل رئيس الجمهورية يعد تشريفا وتكريما لأئمة المساجد كونهم قادة الناس إلى الخير ومنارات الهدى في الأرض وورثة الأنبياء، قائلا بأن الإمامة يراد بها القيادة في كل شيء وإذا اقترنت بشريعة إسلامية تخول مواصلة رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين .
  وأضاف، بأن الإمامة ليست وظيفة فحسب، بل مسؤولية كبرى يجب تقديرها والشعور بعبئها، داعيا الأئمة إلى أن يكونوا ذوي أخلاق عالية وقدوة، فللإمام دور كبير في ترابط أبناء المجتمع وحل المشكلات و محاربة المظاهر السلبية كالإجرام والعصبية والطائفية المقيتة و الآراء المنحرفة والأفكار الهدامة.
وثمن كمال دراجي، حرص الدولة على تقديم كامل التسهيلات لتحسين ظروف الأئمة، دون إغفال الجهود المبذولة لبناء المساجد وبيوت الله، و ذكر بأن ولاية ميلة تحصي أكثر من 490 مسجدا يؤم المصلين.
و بالمناسبة فقد تم تكريم بعض الأئمة المتقاعدين بالولاية وأصحاب أحسن النشاطات المسجدية بالإضافة إلى المرشدات، كما تم عرض شريط وثائقي عن أحد علماء وفقهاء ولاية ميلة الراحل أحمد قرايطي الذي ساهم في تعليم القرآن الكريم وأصول الفقه لأعداد غفيرة من الطلبة .
مكي بوغابة

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com