الأحد 8 سبتمبر 2024 الموافق لـ 4 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

عاشوراء يوم للعبادة واستخلاص سنن الله تعالى في النصر وتحرير الشعوب

يحتفي المسلمون هذا الثلاثاء بيوم عاشوراء الموافق للعاشر من محرم من كل عام هجري، وهو يوم من أيام الله تعالى التي ثبت في الآثار أن لها فضلا كبيرا، وهو اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من الغرق بعد أن طارده فرعون، ثم أغرق الله تعالى فرعون كما ورد في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، منها قول الله تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [يونس 90]

وقد روي عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: « قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه» وفي رواية: « فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه» . وفي رواية أخرى: « فنحن نصومه تعظيماً له» رواه البخاري ومسلم. فلأن المسلمين يؤمنون بكل أنبياء الله تعالى ورسله فهم أولى بموسى عليه السلام وأولى بالاحتفاء بأيام الله تعالى التي درت في عهده وعهد غيره من الرسل عليهم وعلى رسولنا السلام.
وقد ثبت في الصحيح عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: «ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان -». وفي لفظ: « ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء .».رواه البخاري ومسلم، وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله». رواه مسلم. لذلك سن صيام هذا اليوم نافلة لمن استطاع لذلك لما فيه الأجر والمغفرة والثواب.
قصة موسى وفرعون صراع العدل والظلم
لكن مع هذا الصيام ينبغي على المسلم أن يستذكر معاني ومقاصد الاحتفاء بيوم عاشوراء وذلك من خلال استحضار قصة موسى عليه السلام مع فرعون وما فيه من عبر وعظات وسنن كونية واجتماعية، في صراع الإيمان مع الكفر، والأنبياء والرسل مع المكذبين من أقوامهم، وصراع العدل مع الظلم، والحرية مع الاستبداد، فقد شكل فرعون رمزا لكل هذه الصراعات، فهو الذي أصر على الكفر رغم أنه عاين بنفسه وفي حضوره معجزات موسى التي طلبها منه، لإثبات صدقه على غرار إخراج يده بيضاء من جناحه، وتحديه لسحرة فرعون الذي اعترفوا أن ما شاهدوه من فعل موسى وعصاه ليس سحرا فأسرعوا إلى الإيمان لكن فرعون، وبدلا من أن يؤمن معه لله تعالى رب العالمين توعدهم واتهمهم بأن موسى هو كبيرهم الذي علمهم السحر، ثم عاث في الأرض فسادا فآذاهم وعذبهم وقتلهم أبشع قتل.
وقبل ذلك لم يتوان في قتل الأطفال الذكور المولودين حديثا لمجرد أن كهنته أخبروه أن حياته وملكه سينتهي على يد مولود جديد!، فبدلا من أن يكون حاميا للطفولة ضامنا لحقها في الحياة باعتباره صاحب السلطة قنن قتل الأطفال في ذاك الزمان واستباح دماءهم دون ذنب، مقترفا جريمة شنعاء تهتز لها الأرض، وقد أغشى بصيرته حبه للملك وتشبثه بالسلطة والحياة وإلا فإن العقل الراجح والفطرة السليمة تتجه في مثل هكذا حالات إلى إصلاح الأوضاع ورفع المظالم عن الناس، لأن العلم ببعض سنن القدر وتصديق من جاءه بالخبر لا يعني رد القدر ، فهل كان فرعون يعتقد أن إمعانه في القتل سيحول دون مصيره الذي ينتظره؟، لكن وليكون عبرة فقد ربى في قصره المولود الذكر الذي سينهي حياته وملكه !
لقد شكل فرعون أنموذجا حيا للمستبد الظالم المطلق عبر التاريخ البشري وتعاقب الدول والملوك، فمن خلال آيات القرآن الكريم نجد أنه جمع كل السلط في يده، فادعى الألوهية والربوبية، ثم أعلن عن سلطة الملك، ملك مصر، وهي سلطة تنفيذية، ثم تولى السلطة القضائية وأصدر أحكاما بإعدام الأطفال والسحرة وغيرهم، ثم تولى السلطة التشريعية ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ﴾ [غافر: 29]، وبعد أن جمع كل السلط في يده ادعى أن حكمه راشد ! فقال كما جاء على لسانه في كتاب الله تعالى ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: 29]، ففند القرآن الكريم دعواه هذه ونفى صفة الرشد عن حكم ونظام فرعون. ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ [ هود: 97]، فكيف يكون حكمه راشدا وهو مبني في كل مظاهر ومؤسساته على الاستبداد المطلق، دون أن يسمح بالحريات العامة والفردية لمواطنيه؟
بل إن فرعون حاول أن يساوم الناس ومنهم موسى عليه السلام متاع الحياة الدنيا مقابل حرياتهم، كما يفعل الحكام المستعمرون مع الشعوب والأمم المستعمرة حين يسعى ليساوم تلك الشعوب ببعض المنجزات والمؤونة مقابل التخلي عن المطالبة بحقهم في الحرية والتحرر وتقرير المصير، كما فعلت فرنسا في سنواتها الأخيرة بالجزائر، فقد عمد فرعون إلى نوع من هذه المساومة وراح يمن على موسى بها فورد في كتاب الله تعالى هذا الحوار بين موسى وفرعون؛ قال الله تعالى: ﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ .. وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [الشعراء: 18-22]، فقد استصغر موسى ما ذكره فرعون من متاع الحياة وما من به عليه من النعم، وسأله عن ماذا تساوي تلك النعم في مقابل استعبادك لبني إسرائيل؟ والجواب متضمن في السؤال لأنه لم يكن سؤالا استفهاميا بل سؤال تعجب، كيف تسوي بين متاع الدنيا ونعيمها على الحرية، وكيف ترضى أن يقبل الناس استعبادك لهم مقابل ما ترمي به عليهم من فتات ما تسميه نعما.
فمن قصة موسى وفرعون تتعلم الشعوب معاني الحرية والتحرر، كما يتعلم المؤمنون في كل عصر أن نصر الله تعالى آت مهما طال وأن الظالمين المستبدين المفسدين في الأرض المستعمرين للشعوب والأمم مآلهم الزوال والاندحار ولو بعد حين فلو أمكن لظالم مستعبد مستعمر للشعوب أن يدوم له ذلك لدام لفرعون، الذي لم يدع وسيلة قمع إلا سلكها مع المستضعفين،إنها سنة الله تعالى في الحياة أن الحرية أصل والاستعمار والاستعباد استثناء وأن البقاء للأصل.
ع/خ

الجزائريون يزكون أموالهم كل عاشوراء
اعتاد الجزائريون إخراج زكاة أموالهم تزامنا ويوم عاشوراء وبداية سنة هجرية جديدة، وهي سنة حسنة لهم، لتوزيعها على الفقراء والمساكين وغيرهم، لقوله تعالى:  إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  . [ التوبة 60]، وتخرج الزكاة من الأنعام من الإبل والغنم والبقر وما يلحق بها ومن كل ما يقتات ويدخر من الزروع والثمار، ومن النقدين الذهب والفضة، والنقود، إذا بلغت كلها نصابا وحال عليها الحول، وقد بلغ نصابها من النقود هذا العام 1105000دج، يخرج منها وما زاد عليها ربع العشر 2.5بالمائة .

نجاح عملية كسوة الكعبة
نجحت عملية استبدال كسوة الكعبة المشرفة هذا الأسبوع مع بداية العام الهجري الجديد1446هـ، حيث قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتغيير كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة السنوية. واستنادا لوسائط إعلامية فإن الكسوة الجديدة تتألف من أربعة جوانب وستارة الباب، حيث تُرفع كل جهة على حدة لتثبيتها على الكعبة. وتتطلب هذه العملية نحو 1000 كيلوغرام من الحرير الخام، و120 كيلوغراما من أسلاك الذهب، و100 كيلوغرام من أسلاك الفضة.
ويتكون حزام كسوة الكعبة من 16 قطعة، بالإضافة إلى 6 قطع و12 قنديلا أسفل الحزام، و4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و5 قناديل لعبارة «الله أكبر» أعلى الحجر الأسود، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة. وتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كُتب عليها ألفاظ: (يا الله يا الله)، (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، و(سبحان الله وبحمده)، و(سبحان الله العظيم)، و(يا ديان يا منان)، وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها.

كتاب جماعي حول الأمير عبد القادر الجزائري
أصدرت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة كتابا جماعيا حول الأمير عبد القادر الجزائري، بالتزامن مع تخرج الدفعة ال37 من طلبتها، لهذا العام 2024م، عنونته بـ«الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد العالم الصوفي».
الكتاب الذي أسهم في تأليفه نخبة من الأساتذة والباحثين من جماعات وطنية مختلفة، احتوى على ثلاثة محاور وملحق بالصور، حيث تضمن المحور الأول الذي عنون بشخصية الأمير عبد القادر ومقاومته 05 مقالات هي: مقال حول مصادر قراءة تاريخ الأمير عبد القادر، وجوانب النبوغ في شخصية الأمير عبد القادر من خلال الكتابات العربية والأجنبية، والنبوغ الخطابي عند الأمير عبد القادر ودوره في إنجاح المقاومة (1832-1947)، والجهاد عند الأمير عبد القادر من خلال كتابه المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد، وبين المقاومة والشعر: صور الأمير عبد القادر في المجلة الإفريقية، أما المحور الثاني الذي عنون بالجانب الروحي والبعد الديني عند الأمير عبد القادر فقد تضمن أربع مقالات هي: التحصيل الشرعي للأمير عبد القادر وأثره في بناء الدولة، والبعد الصوفي في شعر الأمير عبد القادر، والحب الإلهي في شعر الأمير عبد القادر، والأثر الصوفي في شرح بيتي الرقمتين للأمير عبد القادر، أما المحور الثالث فقد عنون بالبعد الإنساني في سيرة الأمير عبد القادر وقد تضمن أربع مقالات هي: جوانب أخلاقية وإنسانية في حياة الأمير عبد القادر الجزائري، ودولة الأمير عبد القادر على ضوء نظريتي ابن خلدون وهوبز –دراسة مقارنة-، وشخصية الأمير عبد القادر في كتاباته وفكره –رسالة ذكرى العاقل وتنبيه الغافل أنموذجا-، وصورة المرأة عند الأمير عبد القادر (قراءة في أجوبته للجنرال توماس). كما وضع في خاتمة الكتاب ملحق بالصور حول حياة الأمير عبد القادر وبعض آثاره ومؤلفاته.

طلبة المدارس القرآنية لأبناء الجنوب في المخيم الصيفي للقرآن الكريم
شاركت المدارس القرآنية في المخيم الصيفي للقرآن الكريم في طبعته الرابعة لأبناء الجنوب على غرار طلبة من المدارس القرآنية لولاية تندوف التي شاركت تحت إشراف سبل الخيرات الذي أطر بعض حافظي كتاب الله تعالى، وذلك بولاية البليدة تحت إشراف جمعية بن جلول العلمية الثقافية بالبليدة
واستنادا لوسائط إعلامية فقد سطر برنامج ديني وثقافي وسياحي شرع أطفال المدارس القرآنية في تنفيذه ما مكنهم من المشاركة في خرجة سياحية مع الأطفال لجبل الشريعة، قصد الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة حيث كانت جلسة الشاي الصحراوية حاضرة بقوة والاختتام بتلاوة جماعية للحزب الراتب بالمنطقة وفاتحة جماعية، كما أدى الطلبة الحزب الراتب على شاطئ البحر بزيرالدة، كما قاموا بزيارة المسجد الأعظم بالجزائر العاصمة وحضروا حلقة الحزب الراتب به وغيرها من الأنشطة المتواصلة لهذه الفئة التي تتنظر كل عام مثل هكذا مخيمات صيفية لتنقل جنوبنا الكبير إلى
الشمال. ع/خ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com