دعا أساتذة وأئمة ومشايخ إلى الارتقاء بالخطاب الديني ليكون خطابا متشبعا بالأصالة ومواكبا لصيرورة العصر وما يفرضه من تحديات ورهانات، حتى يؤدي دوره المنوط به؛ لاسيما ما تعلق بما يخدم الهوية الوطنية ويحمي الأمن الفكري في إطار المرجعية الوطنية ويعزز الانسجام والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد.
وفي ملتقى وطني عقد أمس الأول بجامعة الحاج لخضر بباتنة حول ‹الخطاب الديني وتعزيز رسالة الشهداء›، أشرفت عليه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وأطرته كوكبة من أساتذة الجامعات وأئمة المساجد وإطارات الوزارة، وحضره جمع غفير من الأئمة والمشايخ من مدن وولايات مختلفة والسلطات المحلية، أوصى المشاركون في اختتام فعاليات الملتقى بضرورة إبراز دور الخطاب الديني في تعميق مفهوم المواطنة وتعزيز الثقة بقيم أول نوفمبر في نفوس الشباب، مع الحرص على بيان الأهمية البالغة لدور الخطاب الديني وأثره في تعزيز الانسجام والوحدة الوطنية، مؤكدين على حتمية الارتقاء بالخطاب الديني بما يخدم الهوية الوطنية ويحمي الأمن الفكري في إطار المرجعية الوطنية، بالتوازي مع إبراز دور انضباط الفتوى بما يوافق المرجعية الدينية الوطنية خدمة للأمن الفكري والتماسك الاجتماعي، وقد حثوا مختلف الفاعلين المعنيين بترقية الخطاب الديني على التوجه نحو تعزيز الفضاءات العلمية الرقمية قصد ترقية الخطاب الديني ومواكبته لمتطلبات العصر بما يحافظ على الأصالة ويحقق المعاصرة.
ولا شك في أن الالتزام بهذا التوجيه العلمي سيجعل من الخطاب الديني بمختلف تمظهراته خطابا أكثر رسوخا في أصول الشريعة وتراثها الفقهي؛ لكن دون أن يظل خطابا ماضويا صرفا؛ بل يغدو خطاباعقلانيا واقعيا منفتحا على موضوعات العصر ومقتضياته ومواكبا لصيرورة الاحداث، ويبقى هذا الأمر مسلكا ضروريا ومطلبا ملحا في هذا الزمن الذي فرض تحديات كثيرة واترقى بالبشرية علميا وتقينا وإعلاميا، ولم تعد أدوات الماضي قادرة مهما بلغت قوة صدقها على مواجهة تحديات وضغوطاتها ما لم يبادر الفاعلون إلى تجديد حقيقي في مضامين الخطاب الديني ووسائله باعتبار هذا الخطاب جهاز مناعة فكرية وحصنا من حصون الدفاع عن الهوية الوطنية.
ولم يفت المشاركين تثمين الخطاب الديني الوطني المبرز للجهود الجبارة التي حققتها الجزائر ضمن رؤيتها الجديدة والمعاصرة في مختلف المجالات، وتثمين رؤية الدولة الجزائرية في تعزيز الديبلوماسية الدينية من خلال إبراز الأدوار الحضارية والتاريخية للزوايا والشخصيات الدينية والوطنية الجزائرية، وهو دعم من المشاركين للجهد الوطني وإشادة بالتوجه الذي انهجته الجزائر لاستعادة دورها التاريخي الحضاري في هذا المجال باعتبارها قطب الرحى إفريقيا .
للإشارة فإن الملتقى الذي دام يوما واحدا وزعت أشغاله على أربع جلسات؛ حيث خصصت الجلسة الأولى لمحور الخطاب الديني؛ المفاهيم والخصائص، بينما خصصت الجلسة الثانية لمحور الخطاب الديني و أبعاد رسالة الشهداء، في حين خصصت الجلسة الثالث للخطاب الديني لتعزيز رسالة الشهداء؛ نماذج ومواقف، وتضمنت الجلسة الرابعة والخامسة لمحور الخطاب الديني؛ الآليات والوسائل، وقد قدمت 19 محاضرة غطت مختلف المحاور والجلسات قدمها أساتذة جامعيون ومفتشون وباحثون وإطارات من الشؤون الدينية، حيث تناولوا من خلالها موضوعات مختلفة تتعلق بماضي الخطاب الديني وراهنه ومستقبله، مبرزين ضرورة ارتباطه بقيم ثورة التحرير الوطنية ورسالة الشهداء، وضرورة انفتاحه على قضايا العصر وتقيّده بالمرجعية الدينية الوطنية واستغلال مختلف الوسائل والوسائط لترقيته على مستوى الخطاب الإعلامي والمسجدي وعبر فضاءات التواصل الاجتماعي ومضامين وأصول الفتوى، وقد تخللت الجلسات تعقيبات علمية وتساؤلات من الحضور ، أسهمت في تعميق مفاهيم الموضوعات التي طرحت.
ع/خ
إتمام غسل الكعبة المشرفة
تمت هذا الأسبوع منتصف شهر محرم 1446ه عملية غسل الكعبة المشرفة، في سنة عملية ظلت متوارثة منذ العهد النبوي يوم فتح مكة المكرمة.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد شرع في غسلها من الداخل بعد صلاة الفجر، وتشمل مراحل غسل الكعبة غسل أرضيتها بماء زمزم المخلوط بعطور فاخرة من المسك وماء الورد، ويلي ذلك المرحلة الثالثة والأخيرة بغسل جدران الكعبة بماء معد لذلك من ماء زمزم أيضا.
وحسب المصدر ذاته فإن غسل الكعبة المشرفة هو اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة في العام 8 من الهجرة النبوية، وقام بغسل الكعبة المشرفة، ثم بعد ذلك استمر ذلك حتى يومنا الحاضر. وكانت تغسل الكعبة المشرفة في العصور الماضية قرابة 3 مرات في العام، ثم مرتين حتى أصبحت مرة واحدة في العام، لأن الكعبة أصبحت محكمة الإغلاق مشيدة بدقة وإتقان تمنع دخول الأتربة والشوائب إليها.
في أشغال المؤتمر العالمي حول موضوع الفتوى والبناء الأخلاقي
غلام الله يبرز "جهود علماء الجزائر في تعزيز القيّم الإنسانية "
ينتظر أن يشارك رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور غلام الله بوعبد الله يومي الاثنين والثلاثاء القادمين 29-30 جويلية 2024م في أشغال المؤتمر العالمي حول موضوع ‹الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع، المزمع تنظيمه من قبل الأمانة العامة لدور وهيئات الفتوى في العالم بالقاهرة،
و نقلا عن بيان صادر عن المجلس الإسلامي فإن رئيسه سيشارك بمداخلة بعنوان ‹جهود علماء الجزائر في الارتقاء بدور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية› مع تقديم نماذج وشواهد لذلك على غرار فتاوى الأمير عبد القادر الجزائري وقراراته ومواقفه التاريخية في سيرته العسكرية الحربية وسيرته العلمية وحياته السلمية، وهو أحد مراجع القانون الدولي الإنساني في العصر الحديث الذي سبق اتفاقيات جنيف بعد أن التزم أحكام الشريعة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مسيرته السياسية والعسكرية والإنسانية، كما سيبرز الدكتور غلام الله حسب المصدر ذاته مساهمة المجلس الإسلامي الأعلى في تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة ودورها في مواجهة تحديات العصر الحديث، كما سيكون المؤتمر فرصة لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى لقاءات مع نظرائه من رؤساء مؤسسات الإفتاء لبحث سبل التعاون وتعزيز سبل العمل المشترك بينها وبين المجلس وتكثيف التعاون معها للإسهام في البناء الأخلاقي في المجتمعات.
اكتشاف نقوش على صخرة مرتبطة بأحد صحابة الرسول محمد
توصلت دراسة جديدة إلى أن نقشا باللغة العربية القديمة على صخرة بالقرب من مسجد مهجور في المملكة العربية السعودية ربما يكون قد نحته الصحابي حنظلة بن أبي عامر. والنقش، الذي حلله الباحثون في دراسة جديدة نشرت في عدد أبريل من مجلة Studies Eastern Near ، هو النقش الثاني المؤكد الذي يرتبط بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.واستنادا لوسائط إعلامية فقد عرّف مؤلفو النقوش أنفسهم على أنهم حنظلة بن عبد عمرو وعبد العزى بن سفيان.ويقول النص المنقوش: «باسمك ربنا أنا حنظلة ابن عبد عمرو، أدعو إلى تقوى الله»، و»باسم ربنا أنا عبد العز بن سفيان، أوصي بتقوى الله».
دور محوري في التنمية لصندوق الزكاة
إن الزكاة عنصر مهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وغالبا ما نتحسس بدوره التمويلي عن طريق صندوق الزكاة لاسيما في ظل الأزمات على غرار أزمة كوفيد-19 التي مرت بالبشرية، وذلك لتخطي الأزمات والنهوض بقطاعات الاقتصادية من جديد، ذلك تبعا لحسن تسييرها المالي واستغلالها لجميع أصولها لتقوية إيراداتها وتخفيض نفقاتها من خلال تمويلاتها واستثماراتها في مشاريع تعود دوما بالفائض مما يضمن قلة المخاطر، و مواجهة الأزمات وتجاوزها دوما باقتصاد قوي.
ويعد صندوق الزكاة مؤسسة محورية في جمع وتوزيع الزكاة وتسييرها، وهو مؤسسة مستقلة تستقطب جزءا هاما من الموارد المالية بشكل دائم ومتجدد يتراوح في بعض التقديرات من 2.2% إلى 2 %من الدخل القومي في الدول التي لا تمتلك موارد كبيرة وتتراوح تلك النسبة من 30%إلى 39 % في الدول الإسلامية التي تحتوي على ثروات معدنية وطاقوية كبيرة، الأمر الذي يبرز أهميته الكبرى في المجتمعات الإسلامية كمؤسسة تلعب دورا محوريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعي.
فالتمويل يأتي بعدة أشكال وفيه التمويل بتعجيل الزكاة: المراد به أن تتعجل جهة الزكاة في قبض بعض الأموال قبل حلول الحول لإخراجها، بحيث لا يخل ذلك بحاجة المستحقين عند حلول الحول وقد أجاز جماهير الفقهاء، تعجيل الزكاة قبل حلولها مع انعقاد سبب الوجوب (ملك النصاب)، وقد دل على ذلك ما جاء في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(أن العباس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له ذلك(، وقد أصدرت بعض الدول الاسلامية ومن بينها الجزائر بتعجيل الزكاة، وذلك نظرا لما خلفته جائحة كورونا من بطالة إجبارية وفقر وعسر على المجتمع مما أدى تعجيلها إلى الزيادة في القدرة الشرائية.
فالتمويل في نظام الزكاة: يتم بفريضة مالية، ثابتة الدعائم مستقرة الأركان، تستند إلى أعماق قلوب المسلمين حيث الدين والعقيدة، فريضة تأخذ من كل مواطن حسب قدرته، حق معلوم في ماله، أو في دخله، فريضة تأخذ من الأغنياء للفقراء، ولتنفق على المصالح الشرعية العامة للدين والأمة، وهي فريضة مخصصة لتمويل أغراض الضمان (والمصالح المذكورة) دون غيرها – وهي فريضة تجبى على وجه دائم حتى ولو بدا في بعض الحالات عدم الحاجة إليها، وإنما تبقى حصيلتها بفرض وجود مثل هذه الحلات لتكون مالا احتياطيا للإنفاق منه واستثماره لصالح سائر مصارف الزكاة الثمانية التي حددها الله في القرآن،
وتبقى الزكاة موردا للضمان وسائر المصارف المذكورة لا ينقطع حيث له أهمية كبيرة في نظام الزكاة (1)-التمويل في نظام الزكاة يقع على عاتق كل حسب قدرته.(2)- الاستحقاق في منافع الزكاة يثبت لكل حسب حاجته(3)- ورب مستحق لمنافع الزكاة اليوم يغنيه الله فيصبح ممولا دافعا للزكاة غدا(4)- ورب دافع للزكاة يفتقر غدا فيصبح مستحقا لخدمة أو لمنفعة من منافع الزكاة أو خدماتها.يقول الأستاذ فهمي هويدى: (إن الزكاة مورد ضخم معطل وموقوف.... وأن تغييب الزكاة لا يعطل فريضة فقط ولكنه أيضا يحجب عنا موردا ضخما لا ينبغي أن يستهان به: «العشر أو نصف العشر من الحصالات والفواكه..... فلماذا لا نحيي فريضة الزكاة فنخاطب الناس بلغة تنفذ إلى ضمائرهم وقلوبهم وتستدعي الوعي الإسلامي ليسهم في حمل مسؤولية الهم العام، وتوفر لأمتنا بابا للخير لا ينقطع مدده هذا العام وكل عام وذلك بدلا من دعوة الناس للتبرع لسداد ديون غامضة الهوية والعنوان...)
صدور كتاب "المنظـــور الاســــلامي للزكاة والوقف"
صدر مؤخرا عن دار ثامر العصامي ببغداد بالعراق كتاب ‹المنظور الإسلامي للزكاة والأوقاف› بتأليف مشترك بين العراقي جاد الله محمد وطالبة الدكتوراه الجزائرية غصن البان ماضوي، وقد تضمن الكتاب بعد المقدمة ثلاثة فصول رئيسية؛ تضمن الفصل الأول:التدابير الاقتصادية لأموال الزكاة و الوقف، والفصل الثاني خصص لماهية الصكوك الإسلامية لاسيما ما تعلق منها بالصكوك الوقفية على مستوى المفهوم والاستثمار، بينما خصص الفصل الثالث لمحور التدابير الشرعية التي تحافظ على أموال الزكاة والأوقاف، حفظا وتعميرا واستثمارا و حوكمة وإعلاما وتحت كل فصل من هذه الفصول موضوعات خادمة له.
ويرى المؤلفان أن هذا الكتاب موجه لفئة معينة من الناس تسعى لتوسيع وترسيخ فكر الزكاة والوقف ومرتبته وفق مبادئ الشريعة الإسلامية للقيام بمجتمعات مبنية على التكافل التعاون مجتمعات يسود فيها الامان لما لهما فائدة في جميع مجالات الحياة، ولتوسع المعاملات المالية وتطوير الحياة وضع التعامل بهما تحت المهجر الفقهي الإسلامي بغرض الحفاظ على السلامة الشرعية لهما وبهدف تحقيق الغرض من تأديتها وعواقب من يخلف ذلك.