الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

رعاية الطفولة في الإسلام منهج متكامل ومسؤولية مشتركة

تعد مرحلة الطفولة من المراحل العمرية الحساسة التي أجمعت كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية على أهميتها وخطورتها، لذلك أولتها العناية الخاصة والرعاية المميزة، من أجل إشباع مختلف الحاجيات المادية والنفسية للطفل حتى ينشأ في بيئة سليمة تهيّئه لتحمّل مسؤولياته الاجتماعية كفرد صالح ومنتج في المجتمع.

وإذا كانت حقوق الإنسان عموما وحقوق الطفل خصوصا، قد اكتسبتها البشرية بعد مخاضات فكرية عديدة وصراعات دموية عبر التاريخ، فإننا نجد أن الحقوق في الإسلام لم تكن أبدا منحة أو مزية من حاكم أو قرار من منظمة ما، بل هي أوامر إلهية لا يمكن التخلي عنها أو التنازل عنها أو تعطيلها، حيث ترتقي من مرتبة الحقوق إلى مرتبة الواجبات التي سوف يحاسب عنها كل مقصر أو متهاون في حفظها، وهنا تكمن أهمية حقوق الطفل في الإسلام ومدى أهمية مسؤولية الأسرة والمجتمع والدولة في حفظها ورعايتها.
وتكمن أهمية مرحلة الطفولة ووجوب رعايتها رعاية خاصة، في كونها مرحلة ضعف كما وصفها القرآن الكريم في قوله تعالى: ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وشيبة))، فالضعف الأول هو ضعف الطفولة في بداية حياة الإنسان والضعف الثاني هو ضعف الشيخوخة في نهايتها، وكلا المرحلتين تحتاج إلى تعامل خاص، فطفل اليوم هو رجل الغد وكل ما نقدمه له في الصغر سوف يعود على الوالدين والمجتمع سلبا أو إيجابا في الكبر، ولنا في حادثة عمر بن الخطاب مع الرجل الذي اشتكى عقوق ولده له عبرة وعظة، حيث رحل إلى أمير المؤمنين، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
ومن معالم منهج الإسلام في التعامل مع الطفل، أنه يعتبر الأطفال زينة الحياة الدنيا؛ قال الله تعالى: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا «، فيفرح الإنسان لقدومهم لهذه الدنيا ويشيع مظاهر الفرح والسرور ويقيم الولائم، حيث شرعت العقيقة شكراً لله تعالى على نعمة الولد وتعبيرا عن مظاهر الفرحة والبهجة على نعمة المولود التي هي من أعظم النعم التي تستوجب الشكر والحمد وذلك برعاية حقوقهم والسهر على حمايتهم من أي أذى مادي أو معنوي.
ومن لطائف الشريعة أنها حفظت حقوق الطفل وهو ما يزال جنينا في بطن أمه، كالحق في الحياة والحق في الميراث والحق في نسب، والحرص على رعاية الأم الحامل ماديا ونفسيا. كما أحاطت الطفل بأحكام فقهية وآداب، حتى يظل محميا ومصونا. ومن تلك الحقوق التي تميز بها ديننا الحنيف الحرص على حسن اختيار الأم التي سينشأ في حضنها الطفل في سنواته الأولى التي تحتاج إلى عناية خاصة ورعاية شاملة لمختلف المجالات كالرضاع واللعب التعليم وغيرها.
وتنتقل المسؤولية للدولة بحيث يجب أن تقوم بواجباتها نحو الطفل بتوفير التعليم والرعاية الصحية والتنشئة وتوفير بيئة جيدة وصالحة لتنشئة المواطن الصالح والإنسان الإيجابي وهي مسؤولية الحاكم كما نصت أحكام الشريعة الإسلامية. لكن رغم هذه الرعاية المميزة التي كفلها الإسلام للأطفال، إلا أننا لا نجدها مفعلة في ممارساتنا الاجتماعية وحياتنا اليومية، ونلاحظ تهاونا كبيرا من الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية في النهوض بهذه الفئة، وترجمة تعاليم وقيم ديننا الحنيف إلى واقع ملموس يعكس الصورة الناصعة والمشرقة لحقوق الطفل في الإسلام.
وتبقى المسؤولية الأساسية هي مسؤولية الآباء والأمهات في التعامل مع هذه الفئة العمرية بنص القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ))، فالرعاية هنا تتجاوز متطلبات الدنيا إلى مصير أعظم وأجل وهو النجاة غدا يوم القيامة.
وفي الختام يمكن القول إن من أهم حقوق الأطفال هي تربيتهم وتنشئتهم بمعاملة أسمى تتعامل مع الكائن البشري معاملة شاملة في الجانب الجسمي والروحي والعقلي انطلاقا من أسس الفطرة السليمة والذوق الجميل، بوسطية واعتدال.

قرابة 100 طالبة من 30 ولاية شاركن في المخيم القرآني الثالث
اختتمت مؤخرا فعاليات المخيم القرآني الثالث لتحفيظ القرآن الكريم الذي نظمه مسجد الشهداء بدار القرآن بعين سمارة و الذي حمل شعار "مخيم روح الروح".
بعد 11 يوما من النشاط من خلال برنامج حفظ مكثف من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر قبل أن يستأنف مساء إلى الحادية عشرة ليلا.
وحسب المشرف على المخيم الإمام الشيخ سليم بيدي المشرف العام لرابطة الشهادة للمخيمات القرآنية فقد شارك في الطبعة الثالثة أكثر من 90مشاركة من أكثر من 30 ولاية من كل جهات الوطن، وقد نظم الحفل بنادي المحامين بالكلم 13 و حضره أكثر من 250 محتفلا، من المشاركات وأوليائهن وضيوف الشرف ومحسنين وإعلاميين،
وقد سمي هذا الحفل باسم القارئ المقرئ الشهيد إسماعيل هنية. وتخلله كلمات الضيوف والمشرفين والمحسنين، كما قدمت بعض المشاركات تلاوات وأناشيد قبل أن تقدم الجوائز و التكريمات والشهادات من الطاهر كلالي وإدارة المخيم، كما تم تكريم الطالبات الفائزات بـ 4عمرات من بينها عمرة مهداة من قبل النائب البرلماني عجيسة.

تعزيزا للدبلوماسية الدينية دعوة للاستفادة
من الامتدادات العالمية والإفريقية للزوايا الجزائرية
أوصى المشاركون في الملتقى الوطني حول "الزوايا ودورها في مواجهة الاستعمار والحفاظ على الثوابت الوطنية" في اختتام أشغال أعمالهم إلى الاستفادة من الامتدادات العالمية الإفريقية للزوايا الجزائرية تعزيزا للدبلوماسية الدينية وخدمة للسلم والأمن العالميين ودعوة مختلف شرائح المجتمع للالتفاف حول الزوايا والمدارس القرآنية وتعزيز رسالة الزوايا والمدارس القرآنية في الحفاظ على المرجعية الوطنية المبنية على الوسطية والاعتدال ونشر الوعي الديني والوطني
وفي بيان ختامي توج يومين من أشغال ملتقاهم الذي عقد بولاية الشلف مؤخرا دعا المشاركون من أساتذة وأئمة ومشايخ إلى مواصلة إبراز جهود الزوايا الجزائرية في مواجهة الاستعمار والحفاظ على الثوابت الوطنية بكل الوسائل المتاحة، وألحوا على ضرورة الاستمرار في مد جسور التعاون والتنسيق بين الزوايا والجامعات ومراكز البحث لإبراز الأدوار الحضارية للزوايا الجزائرية عبر التاريخ محليا وعالميا وتعزيز أدوارها الحالية واستشراف المستقبل في ظل المتغيرات التحولات العالمية. كما أشاد المشاركون بالدور الفعال للزوايا والمدارس القرآنية في التعليم القرآني والإشادة ونشر القيم الروحية والخلقية في أوساط المجتمع وتكوين وإعداد النخب الدينية وثمنوا الانخراط الإيجابي للزوايا في التنمية الشاملة ودعوا المجتمع إلى مزيد من اليقظة ورص الصف وتقوية الحس الوطني والديني والمشاركة بقوة في الاستحقاق الوطني المقبل لتفويت الفرصة على أعداء الجزائر.
كما لم يفتهم في الختام تثمين جهود الدولة في خدمة الزوايا والرقي بإسهاماتها التاريخية والحضارية وتثمين مواقف الدولة الثابتة المساندة للقضايا العادلة دوليا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ع/خ

تسجيل ثان لتلاوة قرآنية لإذاعة القرآن
بعد نجاح تسجيل تلاوة محمد إرشاد أعطى المدير العام للإذاعة الوطنية السيد محمد بغالي، منتصف هذا الأسبوع إشارة انطلاق التسجيل الثاني للمصحف المرتّل على نطاق إذاعة القرآن الكريم برواية ورش من قبل الشيخ القارئ خالد غريسي
واستنادا للإذاعة الوطنية فقد تمّت العملية بالأستوديو المركزي، تحت إشراف لجنة متابعة وتدقيق متخصصة في القراءات. وفي تصريحاته بالمناسبة، أشاد المدير العام بإثبات إذاعة القرآن الكريم مكانتها في المشهد الإعلامي الجزائري، منوّهاً إلى نجاحها في «تكريس إسلام وسطي آمن وهادئ، ونجحت أيّما نجاح في تكريس هذا المبدأ وهذه القيمة».

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com