يتخذ الناس عادة أماكن خاصة للجلوس والتجمع على غرار الحدائق والفضاءات العامة والمقاهي وغيرها؛ لكن قد تضطرهم بعض الظروف للجلوس في الأرصفة المخصصة عادة للراجلين، حيث تكون مجالا لذهابهم وإيابهم، وهو نوع من التعدي على حقوقهم والتضييق عليهم وإلحاق الحرج بهم، لذلك ينبغي تحاشي الجلوس فيها إلا للضرورة، وفي هذه الحال يلزم الجالس بجملة آداب تعد واجبات في حقه تجاه غيره من الراجلين أو الراكبين أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث النبوي عن أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.
ففي هذا الحديث حصر لأهم واجبات من اتخذ الطرقات والأرصفة مكانا للجلوس، وهي حقوق الطريق التي ينبغي أداؤها والالتزام بها، ولكل حق من هذه الحقوق أدلة أخرى من الكتاب والسنة أمرت به وأكدت عليه، وهي وإن كانت واجبة على المسلم في حياته كلها، في أي موضع يكون فيه، وفي أي فضاء يرتديه ويجلس فيه؛ لأنها من صفاته وواجباته الشرعية الأصلية سواء باعتباره فردا أو باعتباره جماعة تؤدي واجبها بشكل كفائي، إلا أنها تتأكد في طرقات الناس؛ لأن الجلوس مظنة إلحاق الأذى بالغير وإحراجه؛ وتدخل في خصوصياته وتعد على حق الارتفاق، ففيهم الكبير والصغير والمرأة والرجل والصحيح والمريض، والفقير والسليم صاحب العاهة، ولكل منهم خصوصياته وحقه في السير والتنقل بحرية وأمان وحماية، فمن جلس في طريقهم فقد ألحق بهم ضرار، ومن قبيل الجلوس المنهي عنه هنا احتلال الأرصفة لوضع مبيعات أو حجز أماكن مسبقة لأغراض شخصية، لأن هذه الفضاءات ذات ملكية عامة مشاعة ولا يجوز احتكار استغلالها دون تنظيم قانوني.
ولهذا يجب عليه تحاشي الجلوس إلا مضطرا، والضرورات تبيح المحظورات، مع التزامه بما سلف ذكره في الحديث من واجبات، وكلها واجبات تصب في حفظ خصوصيات الغير من خلال غض البصر عما حرم الله تعالى النظر إليه من الحرمات وخصوصيات الناس وما أمروا بستره عنهم، لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [ النور: 30]، فلا يجوز إطلاق النظر دون قيد، وكف الأذى عنهم؛ لقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَـانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (الأحزاب: 58)، ولا يشترط أن يكون الأذى حسيا بالضرب وغيره بل يدخل فيه كل أذى حسيا كان أو معنويا، ولذلك تحرم الغيبة والنميمة والسخرية والتنابز بالألقاب ويحرم الحسد والسب والقذف و رفع الصوت المؤذي والتلفظ بالكلام البذيء و غيره، وإن مر عليه سائل أو محتاج فليتصدق أو يكف عن أذاه لقوله تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ . يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ... [البقرة:262-264] ، وفي الحديث: 'يا معشرَ من أسلم بلسانِه ولم يُفْضِ الإيمانُ إلى قلبه، لا تؤذوا المسلِمين، ولا تعيّروهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنّه من تتبّع عورةَ أخيه المسلم تتبّع الله عورتَه، ومن تتبّع الله عورتَه يفضحه ولو في جوفِ رحله'. [رواه الترمذي]،.بل على الجالس في الطريق أن يبادر إلى مساعدة من يحتاج المساعدة منهم وإماطة الأذى عن طريقهم وفي الحديث: "كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ" [البخاري، وإشعارهم بالأمن والسلام على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فالمبادرة برد السلام يعد تجسيدا لهذه المعاني، ويعد السلام سنة ورده واجبا، لقول الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا. [النساء 86 ] وهذا من أدب الإسلام الذي يربي عليه أتباعه، كما يجب على من جلس في طرقات الناس أن يؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من خصائص هذه الأمة وواجباتها لقوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة: 71]
فكل هذه الواجبات الملقاة على عاتق من جلس في الطرقات العمومية تضفي على المكان الأمن وتشعر المار بالأمان والطمأنينة على نفسه وماله وعرضه، فكل من قصر في هذه الحقوق وأكثر الجلوس في طرقات الناس دون ضرورة ولم يؤد ما عليه تجاههم فقد وقع في المحظور، والإسلام بريء مما يصدر عنه من أذى أو ترويع للآمنين أو سخرية أو استهزاء أو كشف للخصوصيات أو غيبة أو نميمة أو غيرها. وقد جرم التشريع الجزائري إعاقة حركة المرور أو احتلال الأرصفة من قبل التجار دون لوائح تنظيمية تتيح لهم ذلك.
ع/خ
تتويج القارئ الجزائري "رضوان براهيمي" بالمرتبة الثالثة في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية
توّج القارئ الجزائري "رضوان براهيمي" ممثل الجزائر في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الرابعة والأربعين بالرتبة الثالثة، في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا مع حسن الأداء والتجويد وتفسير مفردات القرآن الكريم كاملا؛ حسبما أعلنت عنه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
و بهذه المناسبة هنأ السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي القارئ "رضوان براهيمي" الفائز بالمرتبة الثالثة مشرفا بلده الجزائر على غرار الكثير من القراء الجزائريين الذين أحسنوا تمثيل الجزائر في السنوات الأخيرة بالخليج وافريقيا وأمريكا وماليزيا وغيرها، وفور عودة المتوج إلى أرض الوطن تم استقباله بالمطار الدولي هواري بومدين، من قبل المدير الفرعي للمسابقات القرآنية السيد عبد الحميد حشادي بتكليف من السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي يوم الأربعاء الماضي
المسابقة أقيمت بالمسجد الحرام قرب الكعبة المشرفة وشارك فيها من المتسابقين (174) مائةٌ وأربعةٌ وسبعون متسابقا من (123) مائةٍ وثلاثةٍ وعشرين دولة من مختلف قارات العالم
وقد فتحت المسابقة في خمسة فروع حيث شارك ممثل الجزائر في الفرع الثاني وكانت نتائجه وجوائزه وفق ما يأتي: وفي الفرع الثاني فاز بالمركز الأول جابر بن حسين المالكي من السعودية وحصل على مبلغ 300.000 ريال، وفاز بالمركز الثاني عبد الله ثالث صالح ابه، من نيجيريا وحصل على مبلغ 275.000 ريال، وفاز بالمركز الثالث براهيمي رضوان من الجزائر وحصل على مبلغ 250.000 ريال. حسب مصادر سعودية.
فتاوى
ما حكم تهريب الذهب؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، لا تجوز كل أعمال التهريب، سواء كان ذلك تهريبا للذهب أو غيره، لما في ذلك من الغش، والإضرار بالمجتمع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من غش فليس مني))، وقال: ((لا ضرر ولا ضرار)).
أريد معرفة هل هناك نصوص شرعية تعمل على تحديد ثمن السلع وحجم الفوائد التي يمكن أخذها.بارك الله فيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله أيها السائل المحترم، اعلم أن الربح في المبيعات ثمرة البيع والشراء، غير أن هذه الثمرة ليست محددة بسقف ولا نسبة، هذا فيما عدا بعض المسائل مثل: 1 – أن تكون الدولة أو الحاكم قد وضع تسعيرا لبعض المبيعات، فهنا لا يجوز الاعتداء في الربح فوق السقف المحدد مراعاة للصالح العام. 2 – أن تكون هذه السلع من الضروريات التي لا تقوم الحياة إلا بها، فإن المبالغة في الربح يوقع الشراة في حرج، والحرج مرفوع شرعا 3 – أن لا يكون العرض في سوق مخصصة للبيع وقد اتفق الباعة على ثمن سلعة ما فيخالف هو بالنقص مثلا حتى يضر بغيره من الباعة فهذا أيضا لا يصح. أما فيما عدا ذلك فإننا ننصح البائع أن يراعي القدرة الشرائية عند المواطن ولا يجعل الطمع والجشع والاستغلال رائده إنما عليه أن يكون سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى كما كان قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ما حكم بيع الثمار قبل بدو صلاحها؟
دفع الثمن قبل بدو الثمرة وطيب الزرع بشرط لا يجوز ويفسخ العقد لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه وتذهب عنها الآفة"، وبدو صلاح الثمر حمرته وصفرته، وبما ثبت أيضا عن أنس بن مالك "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمرة حتى تزهِيَ قالوا: وما تزهي؟ قال: تحمر. فقال إذا منع الله الثمرة بِمَ تستحل مال أخيك؟". وذلك للغرر الحاصل للمشتري المنهي عنه شرعا
ما حكم الغش في نوعية السلعة ومصدرها كأن يعلن أنها من نوعية عالمية وفي الحقيقة مصنوعة محليا؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛ فإن الغش مما حظره الشرع الحنيف، ويتجلى ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين:" من غشنا فليس منا" أي ليس مهتديا ولا مستنا بسنتنا، والحديث عام في أنواع الغش والتدليس، فيكون منه الغش في ذاتية البضاعة أو صفاتها أو مصدرها. والواجب على البائع والمبتاع أن يهتديا بهدى النبي صلى الله عليه وسلم القائل: "البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما" متفق عليه. ويترتب على هذا الغش أنه يعطي المتضرر حق فسخ عقد البيع، وإن رضي وسكـت نفذ البيع.
موقع وزارة الشؤون الدينية
تحضيرا للمولد النبوي الشريف
انطلاق المسابقات الولائية لحفظ القرآن الكريم
انطلقت في غضون هذا الأسبوع المسابقات الولائية في حفظ القرآن الكريم، عبر مختلف مديريات الشؤون الدينية بالنسيق مع مساجدها ومؤسساتها، وينتظر أن تتواصل إلى الأسبوع الأول من سبتمبر
وحسب ما اطلعنا عليه من مواقع بعض المديريات فإن هذه المسابقة ذات فرعين فرع حفظ القرآن الكريم، وفرع حفظ بعض الأحاديث النبوية، وقد وزعت الأجزاء المطلوب حفظها من كتاب الله تعالى حسب سن المترشح، وهي عموما تتراوح بين حفظ القرآن كله وحفظ حزب واحد بالنسبة للبراعم، أما في فرع الحديث النبوي الشريف فقد اشترط حفظ الأربعين النووية
وحسب الأصداء الأولية فقد بلغ عدد المشاركين في بعض الولايات المئات من الجنسين الذكور والإناث، في انتظار تويج الأوائل منهم في كل فرع حسب السن.