الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

نظام تبناه المسلمون في مختلف العصور: العمل الخيري واجب إسلامي ومطلب إنساني

احتفى العالم أمس الأول باليوم الدولي للعمل الخيري، وهو ما يتوافق ومقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها،لذا ينبغي على القائمين بدور التثقيف والتعليم والدعوة والإرشاد أن يشيعوا بين الناس أن في ديننا نظاما خيريا، إغاثيا، إنسانيا، أصيلا، مصدره الكتاب والسنة؛ أسس له علماؤنا قديما وحديثا على اختلاف تخصصاتهم؛حتى لا ينسى المسلمون واجبهم الإنساني نحو بعضهم بحكم رباط العقيدة والأمة الواحدة،وذلك بتعزيز فعل الخير بكل مظاهره تضامنا وتكافلا وتعاونا وبرا وإغاثة، صدقة وتطوعا وإحسانا.
وحينما شرّع الإسلام العمل الخيري بمختلف مظاهره راعى الواقع البشري من حيث أن حوادث الدهر سنة أبدية؛ فلا يوجد فرد أو جماعة غني بنفسه عن الآخرين في حياته؛ ونوائب الدهر متقلبة، وكل فرد أو جماعة عرضة لها، فكل يحتاج لأخيه الإنسان بدرجات متفاوتة، وبقدر تفاوت الحاجة يتأكد حكم فعل الخير، كما لا يكاد جيل ينجو من الكوارث ومختلف النوائب؛ كالحروب والأوبئة والمجاعات والزلازل والبراكين والفيضانات والطواعين؛ وما تخلفه هذه الحوادث من مآسي اجتماعية ويتم وبؤس وحرمان وتشرد وغير ذلك، ما يجعله محتاجا للإغاثة والمساعدة، وأن هذه الخطوب ستظل تتكرر كما هي:﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾. علاوة على أن سنة الله تعالى اقتضت أن يكون في الحياة الدنيا الغنى والفقر، الصحة والمرض، القوة والعجز، العلم والأمية، ولذلك جاء أمر الله تعالى للمسلمين باعتبارهم الأمة الوسط الشاهدة على الناس؛ فقال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [ الحج: 77]، ليساعد المسلم أخاه المسلم على تجاوز نوائب الدهر، كما شرع عبادات وشعائر؛ فرائض ونوافل؛ تصب في هذا المصب؛ على غرار الزكاة بمختلف مصاريفها والبر والإحسان والتعاون وغيرها.
كما جعل هذا العمل الخيري والإغاثي إنسانيا بامتياز، لأن الإسلام عالمي الرسالة، يستفيد منه المسلم وغير المسلم، وأوكل تطبيقه إلى جهات متعددة، لكل منها دوره؛ أولها الأسرة والأقارب، ثم المجتمع العام وعلى رأسه ولي الأمر، أو ما نطلق عليه اليوم اسم (الدولة)، ثم جعل الوجوب مرة، والترغيب أخرى على الآحاد كما في قوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ وقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وقوله: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾.وفي المفصل سورة تحذر الناس من عواقب التكذيب بالدين، وعدم العناية باليتيم والمسكين، وعدم الالتفات إلى إعانة ذوي الحاجات: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ.﴾[الماعون]
وفي الحديث الشريف: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.)).
فالإسلام يجعل قيمة الرحمة على رأس منظومة الأخلاق كلها، فمن حُرمها فقد حرم الخير كله.وفي القصص النبوي أن العمل الخيري يتعدى نفعه إلى البهائم، فضلا عن الإنسان،فعن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((بينما رجل يمشي فاشتدّ عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له)). قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: ((في كل كبد رطبة أجر)).
ولا يمكن الحديث عن الدور الاجتماعي للعمل الخيري أو الانساني في الإسلام، إلا في ظل فهم نظرة هذا الدين للإنسان ذاته، إذ أن التشريع، ينطلق في سنه للأحكام والتوجيهات من خلال نظرته للإنسان الذي يشرع لأجله، ومن هذا المنطلق اختلفت أحكام الشرائع والمواثيق في أحكامها، فمنها ما اقترب،ومنها ما بعد وحاد. فالإنسان في المنظور الإسلامي يتساوى مع جميع الكائنات في أنه مخلوق لله، ويفترق عنها بأنه مخلوق مكرم، وإدراك هذه الحقيقة والتأكيد عليها يسبق كل محاولة للحديث عن حقوق الإنسان أو واجباته أو التعامل معه نظريا أو عمليا، فرديا أو جماعيا.
ولعل هذا هو السر في فشل الكثير من المبادرات الهادفة لترقية الوضع الإنساني في العالم الحديث، فأصبحت التنظيمات والقوانين على كثرتها عبئا ثقيلا على الإنسان نفسه، مع قلة جدواها وضمور نتائجها الإيجابية.
ومن أوضح الشواهد على ذلك ما يحدث في هذه الأيام في غزة العزيزة على قلوبنا، من تدمير وقتل وتجويع وتهجير وإهلاك للحرث والنسل، على مرأى ومسمع من (العالم الحر) ومنظمات العالم التي صدعت الآذان لعشرات السنين بالحديث عن حقوق الإنسان وحماية الأطفال والنساء والشيوخ،وحماية المدنيين العزل وعمال الإغاثة والصحافيين،وتحريم التهجير القسري، وتحريم أسلحة الدمار الشامل، ثم يقف هذا (العالم الحر) يتظاهر بالعجز عن إيقاف المجازر التي ينفذها حفنة من اليهود الظلمة المعتدين هناك بدعم من الدول الراعية للظلم والعدوان.
فلو فهم المسلمون هذا وقاموا بالواجب الإسلامي تجاه إخوان لهم في فلسطين الشاهدة وفي غيرها من البلدان،بعد أن تظاهر عليهم الأعداء في الداخل والخارج، فأذاقوهم لباس الخوف والجوع والتقتيل والتهجير، فأغاثوهم بالدينار والدرهم، والسلاح والكراع، والكساء والغذاء والكلمة والموقف والدواء والدعاء. لقال المستضعفون في بلاد ثالث الحرمين: هؤلاء إخواننا سند لنا فلن نبيع شبرا واحدا من أرض فلسطين لليهود الغاصبين، ولن نذل أو نطأطئ الرأس للشرق ولا للغرب، وحينها فقط يباهي رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ بهذه الأمة سائر الأمم يوم القيامة فيقول: هذه أمتي ...هذه أمتي.

صـــــــــــــوت المنــــــــــابـــــــــــــــــــر
إن القرآن العظيم حينما تحدث عن الوطن أكد على أن الأوطان إنما تبقى منيعة قوية غنية آمنة مطمئنة، إذا ما أحبها أهلها، وعملوا على صلاحها، وأن صلاحها نتيجة لصلاح أهلها، وذلك معنى قوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» فصلاح الأوطان مرهون بصلاح أهلها، فبصلاح الرجل يصلح اللهُ له ولدَه وزوجتَه وتجارتَه ووطنَه وجميعَ من حولِه. فمتى كان الناس مؤمنين صادقين مخلصين محسنين مصلحين، كان الله معهم بتوفيقه وعنايته، يبارك أرزاقَهم، وييسر معيشتهم، ويؤمنهم في أوطانهم، فلا هم يخافون ولا هم يحزنون.
أيها المؤمنون الكرام: اعلموا أن من أهم عوامل استقرار الوطن وصلاح شؤونه، أن يكون له حاكم قوي، يستمد قوته وشرعيته من تزكية رعيته، وها قد جاء موعد اختيار الحاكم الذي سيسوس البلاد، ويرعى شؤونها، ويرسي قواعد أمنها واستقرارها، ويعمل على نموها وازدهارها.
فاختاروا من المرشحين من ترونه أهلا لقيادة البلاد في هذه المرحلة الحاسمة، التي تكالب فيها علينا الأعداء من كل جانب، وهم يتربصون بنا، وينتظرون اختلال قوتنا.ودواعي ذلك معلومة لدى الخاص والعام، فنحن الجبهة الوحيدة التي بقيت صامدة في وجه مشروع الكيان الصهيوني الغاشم، تقاوم التطبيع، وتفشل مخططات صفقة القرن وتهويد الأقصى الشريف، وتدعم المقاومة الفلسطينية دعما مطلقا، فلا غرابة أن نكون هدفا مقصودا لهذا الكيان وأذرعه من حولنا.
وبإذن الله تعالى لن يكون لهذا العدو ولا لغيره من الأعداء سبيل علينا، إذا ما اتحدنا وتضامنا وكنا يدا واحدة على من سوانا، وسارعنا في تنصيب حاكمنا، بتزكية شعبية قوية، تمنحه القوة في اتخاذ قراراته، وتمنحه الشرعية القانونية، وتجعل لكلمته وزنا بين الأمم وفي المحافل الدولية، وتمكّنه من المضي في دعم المقاومة الفلسطينية الباسلة، التي تخوض اليوم ملحمة جهادية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، كان الله لها عونا ونصيرا.فتسلحوا أيها المؤمنون بالوعي وفقه الدين وفقه الواقع وفقه المآل، وقوموا بواجبكم تجاه وطنكم، من خلال المبادرة إلى اختيار من ترونه الأصلح والأنجح والأنفع للبلاد والعباد، بما أتيح لكم من وسائل الانتخابات التي أصبحت في الأعراف الدولية هي الوسيلة الوحيدة لنصب الحاكم، ومنها يستمد شرعيته.
الشيخ العيد بن زطةإمام خطيب أول وعضو المجلس العلمي بولاية ميلة

فتاوى
من هم من الأقارب والأهل الذين توجب صلتهم في مجال صلة الرحم؟
الأقارب الذين تجب صلتهم هم كل من ينتسب إليك من جهة أبيك أو أمك أو جدك أو جدتك وهم درجات، فأولاهم بالصلة والبر الوالدان ثم الاخوة والأخوات ثم الأعمام والعمات ثم الأخوال والخالات وأولاد كل منهم، ثم الأصهار وهم أقارب زوجتك إن كانت لك زوجة. وليس هناك حد للمدة التي يعد من تجاوزها قاطعا للرحم، وإنما يعمل في ذلك بالمعروف المعتـاد، وحسب ظروف كل شخص، على أن الأمر سهل اليوم،فبإمكان الشخص أن يكلم والديه أو أقاربه بالهاتف كل أسبوع إن كان بعيدا، ويشق عليــه زيارتهــم، كما لا يخفى أن الزيارة تتأكـد في المناسبات التي تجتمع فيها العائلة سواء كانت مناسبات عامة كالأعياد أو مناسبات خاصة كفرح أو قرح يمس أحد الأقارب.
 من هم الذين يجب على اليتيم الذي لا يعرف أحدًا من عائلته أن يصلهم؟ وهل من واجبه أن يبحث عن أمه؟
يقول النبي صل الله عليه وسلم:« أنا وكافل اليتيم في الجنة كهذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» لما في الكفالة والاعتناء باليتيم من جزيل الثواب.وإذا شبّ هذا اليتيم ورشد وأصبح قادرًا على مواجهة مصاعب الحياة، فعليه أن يصل من أحسنوا إليه في ضعفه، وأنفقوا عليه في عجزه مصداقا لقول الله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، أما فيما يخصّ بحث اليتيم عن أمه فإن الله عز وجل قد خصّ الأم بالمكانة الرفيعة، قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن) وقال النبي (ص)للذي سأله: من أولى بصحبتي قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال:ثم من، قال: أمك، ثم قال أبوك وفي هذا بيان لمكانتها.فإن زاغت أم هذا اليتيم عن جادة الصواب، وارتكبت ما ارتكبته من خطأ، فالمرجو منه أن يصفح عنها، إذ الصفح عن الهفوة والزلّة خلق من أخلاق القرآن الكريم، وفضيلة من فضائل الإسلام وجانب من هدي النبي (ص)،ولا يمنعه الشرع من البحث عنها وبرّها إذا رق قلبه لها، فعسى أن تكون قد تابت إلى الله عز وجل توبة نصوحًا وندمت على خطئه.
موقع وزارة الشؤون الدينية

برامج وطنية شاملة خلال شهر المولد النبوي الشريف
سطرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برنامجا وطنيا ثريا احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، أعلنت عنها عبر موقعها، تمتد خلال الشهر كله بعنوان « ربيع الأنوار في الاحتفال بمولد النبي المختار سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام».
وحسب موقع الوزارة فإن الاحتفالية تتضمن: دروسا ومحاضرات ومعارض في السيرة النبوية بالمساجد والمدارس القرآنية والزوايا وفروع المركز الثقافي الإسلامي، والإذاعات المحلية، ومسابقات ولائية في السيرة النبوية ومدح خير البرية صلى الله عليه وسلم، زيارات للمستشفيات ولدور المسنين ولدور الطفولة المسعفة، حفلات دينية تتضمن المسرح والإنشاد الديني بفروع المركز الثقافي الإسلامي وبالمدارس القرآنية، ونشاطات أخرى، وقد باشرت مختلف مديريات الأوقاف والمساجد عبر الوطن تطبيق هذا البرنامج وفق إمكانيات وتقاليد كل منطقة.

ولاية المدية تكرم ابنتها المتوجة بجائزة القرآن الكريم
كرمت السلطات الولائية للمدية أمس الأول صاحبة المرتبة الأولى في المسابقة الدولية للقرآن الكريم بتنزانيا، أمينة يخلف بحضور أهلها ومشايخ من الولاية وقطاع الشؤون الدينية، حسب ما كشفت عنه وسائط إعلامية.

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com