تجار يعيدون تسويق زربية غرداية بضعف سعرها الحقيقي
أكدت رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لولاية غرداية، زينب زيطة، بأن المرأة الحرفية الماكثة في البيت، تعاني من صعوبات في تسويق منتوجها من الزرابي، و تضطر إلى بيعها بأسعار منخفضة للتجار. وأكدت رئيسة الجمعية للنصر، على هامش لقاء جمع حرفي المنطقة بالقافلة المهنية والإعلامية التي نظمتها الجمعية الوطنية للتجار و الحرفيين مؤخرا، بأن غياب فضاءات خاصة بالحرفيين على مدار السنة بولاية غرداية لتسويق منتجاتها، أنهكها، فتضطر لبيع المنتوج بسعر منخفض جدا للتجار الذين يلجأون إلى بيعها بأضعاف سعرها الأول، و أضافت بأن المرأة التي تسخر كل جهدها لإنتاج الزربية لا تجني سوى أموال ضئيلة، في حين التاجر الذي لا يبذل أي جهد، يجني أموالا كبيرة.
وفي نفس السياق تضيف رئيس الجمعية بأن السائح الذي يزور غرداية و يقتني بعض الأغراض التقليدية من المنطقة، ومنها الزرابي التي تشتهر بها المنطقة، لا يقابل المرأة الحرفية المنتجة، وذلك لغياب فضاءات خاصة بها، ودعت نفس المتحدثة إلى تخصيص فضاءات قارة عل مدار السنة خاصة بالمرأة الحرفية تخصص لعرض و تسويق منتجاتها، كما تكون هذه الفضاءات فرصة للتواصل المباشر بين السائح والمرأة الحرفية المنتجة، و بذلك يقتني السائح ما يريد من المنتجة مباشرة و بأسعار مناسبة، ليست تلك التي يفرضها التاجر والتي تكون في أغلب الأحيان غير مناسبة للسائح.
من جهة أخرى أوضحت السيدة زينب زيطة، بأن جمعية الأيادي الأصلية لغرداية كانت مجرد فكرة، و بعد تضافر جهود العديد من الحرفيات تمكنت من تأسيس هذه الجمعية التي تشرف اليوم على تكوين المرأة الحرفية الماكثة في البيت، إلى جانب مساعدتها في التسويق و المشاركة في المعارض خارج الولاية، كما تؤدي الجمعية في نفس الوقت دورا اجتماعيا من خلال مساعدة النساء الحرفيات في قضاياهن الاجتماعية المختلفة.
و أضافت المتحدثة بأن تأسيس الجمعية جاء بعد الاحتكاك والتنسيق بين الحرفيات الماكثات في البيت، في ما يتعلق بصناعة الزرابي، حيث تهتم البعض منهن بتحضير المواد الأولية، وأخريات بالتسويق، و الصباغة وغيرها، وانطلاقا من ذلك فكرن في تأسيس جمعية للعمل بشكل منظم وفي إطار قانوني، لكن الأمر لم يكن سهلا، حسبها، وذلك لخصوصية المنطقة، فالمرأة محافظة بغرداية و لا تغادر منزلها إلا في حالات استثنائية.
و أردفت أن جمعية الأيادي الأصيلة تعد أول جمعية نسوية بولاية غرداية تهتم بالحرف و صناعة الزرابي، وتسعى الجمعية اليوم إلى تنسيق جهود الحرفيات الماكثات في البيت من خلال تنظيم دورات تكوينية لهن، ومساعدتهن على تسويق منتجاتهن والمشاركة في المعارض المختلفة.من جهة أخرى توجه رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لغرداية، نداء إلى مسوؤلي وزارة السياحة و الصناعات التقليدية من أجل إشراك الحرفيين والحرفيات في كل قانون جديد يريدون إصداره في ما يخص هذا القطاع.
و أكدت بأن أخذ رأي الحرفيين والحرفيات مهم من أجل تحقيق النجاح للقطاع، و أضافت أن لديها مجموعة من الاقتراحات للنهوض بقطاع الحرف والصناعات التقليدية، ونفس الشيء بالنسبة للتخصصات التي تفتح بمراكز التكوين المهني، مشيرة إلى ضرورة استشارة المهنيين في القطاع، قبل فتح التخصصات حتى تكون مناسبة لخصوصيات كل منطقة والحرف الموجودة فيها.
نورالدين-ع