أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
يعيش أفراد عائلة عمي مولود في منطقة الولجة ببلدية جيملة، بأعالي جبال جيجل، في كوخ هش يتكون من عدة غرف مفتوحة أسقفها مغطاة بالكارتون و الصفائح القصديرية ، و يفترش سكانها الأرض و التراب ، و لا يملكون أدنى شروط الحياة الكريمة، و قد قالوا للنصر، بأن معاناتهم عمرها سنوات، و لا يجدون مخرجا من ظروفهم المزرية و اللاإنسانية، التي فرضت عليهم الإقامة في أكواخ، لا تصلح حتى لتربية المواشي، كما عبروا.
عندما وصلنا إلى المنطقة النائية و المنعزلة لمحنا من بعيد وسط الجبل، سكنا منفردا، فبدأنا في النزول إلى مكان إقامة عمي مولود وعائلته بالرغم من صعوبة المسالك، وقد لاحظنا بأنه يتكون من عدة غرف مكشوفة و منفردة، أو بالأحرى أكواخ قصديرية في وضعية كارثية، و يبدو للزائر في الوهلة الأولى بأن المكان شبه مهجور.
خرج الابن مراد لاستقبالنا، فأخبرنا بأن والده، في المنزل، و عندما دخلنا وجدناه مستلقيا على فراش رث بال، في بيت دون أثاث، و في حالة مزرية ، و كأننا بصدد اكتشاف عالم آخر مختلف عما عهدناه .
كانت الزوجة حسينة، بجوار زوجها الذي أقعده المرض و الحياة الشاقة التي يعيشها في تلك المنطقة النائية، فلم يعد يقوى على الوقوف، و قالت لنا بهذا الخصوص” زوجي في حالة حرجة، فهو يعاني من آلام البروستات منذ سنوات، و لم يعد يستطيع أن يقضي حاجته البيولوجية، فتم وضع قسطرة بولية له. كما أن بناتي معاقات. لقد أتعبتنا الحياة كثيرا، و لم نعد نستطيع أن نقاوم ظروفنا الصعبة”.
و أضافت الأم، بأن المكان الذي يقطنون فيه موحش و نائي، فزاد من معاناتهم، مشيرة إلى أن زوجها كان يعمل كعون نظافة بالبلدية، و أحيل على التقاعد، ثم حاصره المرض.
أب مريض و ثلاثة أبناء معاقين
أما عمي مولود، فقال لنا بأن الحياة ليست قاسية، كما يعتقد الجميع، و كل ما حدث له قضاء و قدر، مشيرا إلى التهميش الذي طاله لسنوات، فقد تقدم بطلب للحصول على سكن اجتماعي ليرحل من المكان النائي الذي يقيم فيه، وسط جبل، لكن دون جدوى.
و أضاف المتحدث بأن وضعية أبنائه ضاعفت معاناته، فلديه ابنتين معاقتين ذهنيا، في سن الشباب، و ابن متخلف ذهنيا، يستغله بعض الأشخاص بالمنطقة في الأعمال الشاقة، أما ابنه الصغير، فيزاول دراسته بالمتوسطة البعيدة عن منزله.
و أردف عمي مولود بأن ابنه الأصغر هو الوحيد الذي قطع شوطا كبيرا في مراحل الدراسة، و يحاول جاهدا توفير و تلبية احتياجاته ليواصل تعليمه، فهو أمله و النور الوحيد في حياته البائسة.
و أوضح المتحدث “ أنا أب لسبعة أبناء، ثلاثة منهم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، و باقي الأبناء يعانون من ظروف قاهرة، يزيدها مكان إقامتنا تأزما، لكنني أتسلح بالصبر و التحمل، لأقاوم قدر المستطاع”.
و تابع “ ظروفي الصحية الصعبة، و لا أتلقى الدعم و المساعدة، ما جعلني أخاف على عائلتي، فالظروف لن ترحمهم في حالة وفاتي، و ما أطلبه اليوم هو الحصول على الدعم، و سكن لائق بالبشر، من حقي أن أحلم بعد هذه السنوات الطويلة بمسكن محترم، و قريب من المواطنين”.
و شدد عمي مولود بأن حلمه هو أن يعيش بجوار الناس، و يخرج إلى مكان قريب من البشر، على حد تعبيره، ليتمكن من تلقي العلاج في وقته، مشيرا إلى أن أبناءه يحملونه على ظهورهم لمسافة طويلة من أجل تلقي العلاج.
و ذكر ابنه مراد، من جهته بـأنه عانى كثيرا خلال تساقط الثلوج، فقد اضطر لحمل والده على ظهره، وسط الأحراش، و الأوحال، لتلقي العلاج، فتدخلت زوجته لتقول”زوجي يعاني، عائلتي قتلها الفقر و الجوع، أصارحك، لم أجد ما أحضره لوجبة الغداء اليوم، و لم نتناول الفطور، بناتي يعانين من شدة الجوع، و لا يفهمن معنى تحمل الجوع، ما أطلبه الرحمة، و تقديم يد العون و المساعدة”.توجهنا إلى الغرفة المجاورة ، فصدمنا بوضعية لا توصف، أكثر من الكارثية، و حياة بدائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالبنات ينمن تحت المطر، لا ماء ولا غاز أو تجهيزات ، السقف عبارة عن إسمنت، وبقايا أعشاب، و لا يوجد بالمطبخ ، بل مجرد موقد صغير، وثلاجة قديمة وبقايا أثاث مهترئ.أخبرنا مرافقنا و هو من سكان المنطقة، بأن لا أحد هناك يعلم بأن العائلة تقيم في ظروف مزرية لهذه الدرجة، لأنها لم تمد يدها لطلب المساعدة أو التسول، مضيفا بأن الغرف المنجزة تم تشييدها منذ سنوات من قبل متطوعين، و منذ ذلك الوقت، لم تستفد العائلة من أية عملية تطوعية خيرية.
و يناشد أفراد العائلة، عبر النصر ، السلطات التدخل العاجل لانتشالهم من الموت البطيء و التشرد الذي سيطرق أبوابهم في حالة وفاة الأب، الذي أنهكه المرض، مطالبين بترحيلهم إلى سكن لائق بالبشر، على حد تعبيرهم.
كـ . طويل