الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
  بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة:  تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج
بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة: تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج

 حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...

  • 23 نوفمبر 2024
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى

وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...

  • 23 نوفمبر 2024
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة

* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...

  • 23 نوفمبر 2024

مسيحيون يزورونها على مدار السنة: قصة الكنيسة التي تحوّلت إلى ورشة لتعليم الخياطة

يعتبر مركز تعليم الفتيات المعاقات سمعيا الخياطة بقسنطينة، التابع للهلال الأحمر الجزائري، الفضاء الوحيد الذي يعنى بهذه الشريحة ، لكنه يكاد يكون غير معروف بالنسبة لأغلب سكان المدينة، لتواجده بقلب حي «الجزارين» الشعبي و حجب طاولات الباعة لجزء من مدخله، و كذا عدم تعليق لافتة تعرف بالمكان .
الكنيسة التي كان يقصدها المسيحيون الكاثوليك لأداء طقوسهم الدينية  خلال الحقبة الاستعمارية،  تحولت منذ 1990 إلى مركز لتعليم الفتيات المعاقات سمعيا حرفة الخياطة  ، حيث بادر مكتب قسنطينة  للهلال الأحمر الجزائري ، باستئجارها    من ملاكها الأصليين الذين يحملون الجنسية الفرنسية ، لتحويلها إلى مركز تستفيد منه شريحة المعاقات سمعيا للتغلب على معاناتهن.  
ورغم مجانية التعليم و توفير  الإمكانات المادية و المؤطرات لتعليم هذه الشريحة، لكن الإقبال يتضاءل من سنة لأخرى   ،  فيما لا يزال عديد المسيحيين  الكاثوليك من عنابة ، سكيكدة و حتى من خارج الوطن، يزورون المكان على مدار السنة
إقبال محتشم
الورشة  تعرف خلال السنوات الأخيرة إقبالا محتشما من طرف الفتيات اللائي يعانين من الصمم و البكم ، رغم مجانية التكوين و تقديم  الهلال الأحمر للمتربصات منحة شهرية للنقل ، و أرجعت مديرة المدرسة نجية بن الشيخ الحسين السبب إلى خوف الأولياء على بناتهم  من الخروج إلى الشارع و ما  قد ينجر عنه من عواقب ، خاصة أنهن لا يستطعن التواصل و إيصال رسائلهم للآخر بسبب عدم قدرتهن على الكلام و السمع من جهة، و عدم قدرتهن على الخروج منفردات كل يوم لممارسة حياتهن بشكل عادي، لأنهن لم يتعودن على ذلك .  و أضافت المتحدثة أن من يحضرن إلى المركز ترافقهن عادة أمهاتهن أو أخواتهن ، و يتميزن بالهشاشة النفسية و ضعف الشخصية و الخوف من المواجهة بعد سنوات قضينها داخل محيط العائلة فقط.
فتيات قهرن الإعاقة
و كسرن حاجز الصمت
عندما تدخل المركز يختلجك إحساس غريب لأول وهلة، فالصمت الرهيب يطبق على المكان و الفتيات يعملن كالنحل بكل انضباط ، في حين تزين ملابس و رسومات الجدران لتعكس ما بداخلهن و ما عجزت ألسنتهن البوح به من أحاسيس، هن فتيات تحدين الإعاقة و المجتمع و يحاولن رغم كل العراقيل التعلم و إثبات الذات.
سهام ، 33 سنة، من بين المتربصات بالمدرسة، استطاعت كسر حاجز الخوف عندما التحقت بالمدرسة لتعلم حرفة أخرجتها من العزلة التي عاشتها طيلة حياتها، فأصبحت اليوم تجيد الخياطة، و اقتنت آلة خياطة تستعملها لخياطة و ترقيع ملابس أفراد عائلتها،  و تطمح اليوم أن تصبح خياطة محترفة تعتمد على نفسها لضمان قوتها و تستقل ماديا عن أهلها.
قالت مديرة المركز السيدة  نجية إن سهام كان فتاة منطوية جدا خلال الأشهر الأولى من التحاقها بالورشة ، و كانت ترفض الآخر رفضا مطلقا مهما كان جنسه أو طبيعته، بعد أن قضت حياتها داخل بيتها لا تفارق عائلتها ، كما أنها كانت عاجزة عن التواصل حتى عن طريق لغة الصم البكم التي لم تكن تجيدها .
و كانت ترافقها والدتها أو شقيقتها كل يوم من أجل الالتحاق بالمدرسة و ينتظراها هناك إلى غاية نهاية الدوام و العودة للمنزل المتواجد بإحدى بلديات الولاية ، و أضافت المديرة أن  سهام أبدت بمرور الوقت رغبة كبيرة في التعلم و تحدي الإعاقة ، و كانت البداية بالخروج و الالتحاق بالمدرسة بمفردها و هي التي لم تخرج يوما لوحدها منذ ولادتها ، و ما هي إلا أيام حتى أصبحت شخصا آخر ، بعدما تصالحت مع ذاتها و تعايشت مع إعاقتها، و طموحها مستقبلا هو فتح ورشة خاصة بها.
مسيحيون يحجون للمكان كل سنة

حسب مديرة المركز  نجية ، فإن عديد المسيحيين يزورون المركز على مدار السنة قادمين من عنابة و سكيكدة و حتى من خارج الوطن، لأنه كان كنيسة في الماضي،  و يرمز لمعتقداتهم و لتاريخ أجدادهم.
و أضافت أن الكنيسة افتتحت للطائفة المسيحية الكاثوليكية بقسنطينة و الولايات المجاورة في سنة 1857، و بقيت تمارس بها النشاطات الدينية إلى غاية 1962 أي عند استقلال الجزائر ، ليستغل بعدها المكان من قبل جمعية حي الجزارين  بقلب المدينة، كفضاء لعقد الاجتماعات و إقامة النشاطات الثقافية ، و محو الأمية و كذا كمكتبة للمطالعة ، و بقي المكان ملكا للأبوين «جيسويت « تحت غطاء مؤسسة «الضوء « و التي تحمل حاليا تسمية» جمعية الجالية الدينية الكاثوليكية بالجزائر» .
و في سنة 1972 تم تأجيرها  إلى جمعية الصم البكم من أجل تكوين الفتيات في الخياطة ، مع العلم أن ورشة مماثلة كانت موجودة نهاية الستينات و كانت تابعة للكنيسة ، و بعد ذلك تم تأجير المكان للهلال الأحمر الجزائري من أجل افتتاح ورشة لتعليم الخياطة للمعاقات سمعيا بين 1990 و 1998 .
علما بأن المكان خضع سنة 1995 لإعادة ترميم بتمويل من قبل الكنيسة الميثودية  السويسرية ، ليبقى على ما هو عليه منذ 1998 إلى غاية اليوم، كورشة   لتعليم الخياطة.
و لاحظنا عند دخولنا محافظة المكان على نمطه العمراني الأصلي إلى حد بعيد،  خاصة السقف الذي نقشت على جوانبه الأربعة رسومات بالجبس على شكل رضع لهم أجنحة ملائكة،  و هي النقوش التي غالبا ما نجدها في الكنائس   ، ناهيك عن السلالم الخشبية الحلزونية المحاذية للمدخل و المؤدية إلى الطابق العلوي  ، الذي يضم أربع غرف مغلقة ، وضعت بها مختلف معدات الخياطة و التطريز ، و من الممكن أن يطل الزائر من هناك مباشرة على أسفل الكنيسة أين توجد طاولات و آلات الخياطة تلف حولها المتربصات ، أما جهة المحراب فقد تم تبليطها و تحويلها إلى مساحة صغيرة بها خزانة ضمت مختلف المجلدات و الوثائق الخاصة بالطالبات ، و طاولة صغيرة تستعملها مديرة المركز كمكتب خاص بها، أما واجهة البناية فلم يطرأ عليها أي تغيير ، حيث لا تزال النقوش و رمز الصليب موجودة، رغم آثار السنين و المناخ الذي طمس الكثير منها.
و تعد مدرسة تعليم الخياطة للفتيات المعاقات سمعيا بقسنطينة، المتنفس الوحيد لهذه الشريحة المهمشة بالمجتمع،  إذ تمنحهن تكوينا  لمدة سنتين يضمنن بعده اكتساب حرفة  قد يسترزقن منها مستقبلا.
علما أن المركز و إلى جانب الدعم الذي يوفره له الهلال الأحمر الجزائري يتلقى إعانات من المحسنين تتمثل أساسا في  معدات و مستلزمات الخياطة و كذا أدوات التفصيل ، و يضم حاليا أزيد من 8آلات خياطة حديثة، ، فيما تطمح مديرة المركز نجية بن الشيخ الحسين إلى إضفاء جانب اقتصادي له ليعتمد في تمويله على مداخيله، من خلال بيع مختلف الملابس و المستلزمات التي تنجزها المتربصات.
هيبة عزيون

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com