أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تعنيف الطالب للأستاذ شوَّه صورة الجامعة واحتواء الظاهرة مسؤولية مشتركة
استفحلت مؤخرا في جامعاتنا، و من بينها جامعة باتنة، ظاهرة تعرّض الأساتذة في قلب الحرم الجامعي، للعنف و الإهانة على يد طلبتهم، خاصة في فترة الامتحانات، مما جعل مكانة الأستاذ كرمز للعلم و الوقار و الهيبة تهتز، و تهتز معها المعايير و الضوابط الأخلاقية و التربوية، و مكانة الجامعة نفسها، و يتحتم على كافة الأطراف، و من بينها الطلبة الذين يتخبأون خلف غطاء التنظيمات الطلابية أو يدعون تعرضهم لاستفزازات مدرسيهم، إعادة النظر في طبيعة العلاقات التي تنسج بين الجهات المعنية و تحمّل كل جهة مسؤولية سلوكياتها و مواقفها، و لما لا فتح أبواب النقاش و التشاور للتوصل إلى حلول ناجعة تحفظ كرامة طرفي معادلة: الأستاذ و الطالب، و ترسخ حرمة الجامعة و لا تحيد عن أهدافها.
رصدها: يـاسين عبوبو
شهدت مؤخرا، جامعة الحاج لخضر –باتنة 01- وقفة احتجاجية لأساتذة، تنديدا باستفحال ظاهرة العنف و الإهانة التي يتعرضون لها، من طرف طلبة يستغلون غطاء التنظيمات الطلابية و آخرين أحرار، وهي الظاهرة التي باتت تتكرر خاصة في فترات الامتحانات، ما أفقد الجامعة بريقها، مثلما أكدته البروفيسور ليلى مخناش، التي حملت المسؤولية للتنظيمات طلابية، التي يتم استغلالها للحماية السياسية، فيما اعتبر ممثلون عن تنظيمات طلابية، بأن ردة فعل الطلبة العنيفة، سببها استفزازات بعض الأساتذة.
في حين حمل مدير جامعة باتنة 01، الدكتور عبد السلام ضيف، مسؤولية الظاهرة للطلبة والأساتذة معا، و أعرب من جهته الدكتور سمير رحماني عن أسفه، لتأثير الظاهرة على صورة الجامعة.
مدير جامعة الحاج لخضر باتنة 01 الدكتور عبد السلام ضيف
المسؤولية مشتركة بين الأستاذ والطالب
أرجع مدير جامعة الحاج لخضر –باتنة 01- الدكتور عبد السلام ضيف، صدور سلوكات عنيفة وعدائية من الطالب الجامعي ضد الأستاذ، خلال فترات الامتحانات، إلى غياب الحوار بين الطرفين، و اعتبر المسؤولية مشتركة في بروز الظاهرة، و تتحملها كافة الأطراف، سواء أساتذة أو طلبة، مؤكدا في حديثه للنصر، بأن القوانين التي وضعها المشرع في مجال إنصاف الطالب في سلم التنقيط، تكفل حقوقه وتبرز الاختلالات التي يمكن أن تقع من أي طرف، باعتماد إعادة النظر، و إعادة التصحيح من طرف أستاذ آخر.
و رفض مدير الجامعة، إدانة التنظيمات الطلابية وتحميلها المسؤولية المطلقة، ما دامت هذه التنظيمات معتمدة، كما قال ، مضيفا بأن التنظيمات تعد بمثابة الشريك والوسيط الذي ينقل انشغالات الطلبة، و ينبه الإدارة للنقائص ويلعب دورا تفاعليا من أجل إيجاد حلول لمشاكل الطلبة المطروحة.
و اعتبر الدكتور ضيف عبد السلام، أن الأساليب التي قد يلجأ إليها أحيانا طلبة يستغلون عضويتهم بالتنظيمات الطلابية أو الطلبة الأحرار، للضغط من أجل نيل النقاط بطرق ملتوية، سرعان ما تنكشف ما دام الطالب لم يحضر و لم يدرس.و أردف المتحدث بأن التصدي للعنف الذي قد يصدر من الطالب ضد الأستاذ، يكون عن طريق الحوار بالدرجة الأولى، مشيرا في هذا السياق بأن الطالب الجامعي الذي تحصل على البكالوريا لا يمكن وصفه بالمنحرف، و صدور سلوك عنيف منه يتطلب من الأستاذ بحث أسبابه وعدم معاملته بالمثل، وشبَه الدكتور ضيف تمرد الطالب بخروجه عن السرب، الذي وجب إرجاعه إليه، و يرى أن المسؤولية مشتركة باعتماد الحوار والنصح والتوجيه.وفي حال عدم تقيد الطالب بالتوجيهات، يتم ، حسب مدير جامعة الحاج لخضر، إحالته على المجلس التأديبي، وهنا أشار إلى أن المجلس يحمل دلالة التأديب و ليس الردع، وقال في ذات السياق، بأنه رفض مطالب أساتذة بمقابلة الطلبة بالردع، مادامت القوانين خولت للجامعة طرق التعامل مع الطالب بالمجادلة بالتي هي أحسن، على حد تعبيره، قبل الذهاب إلى تطبيق القوانين وفق درجات العقوبة.
كما تحدث عن اللقاء الذي جمعه بأساتذة من قسم علوم الإعلام والاتصال وعلم المكتبات، بعد احتجاجهم، بسبب استفحال حالات عنف وإهانة من طرف طلبة ضد أساتذة، حيث أكد دعوته للأساتذة من أجل بحث سبل حلول المشاكل عن طريق الحوار و التواصل المستمر.
البروفيسور ليلى مخناش أستاذة بقسم الكهرباء التقنية بجامعة مصطفى بن بولعيد باتنة 02
تنظيمات طلابية تتحمّل المسؤولية بسبب استغلالها سياسيا
حمَلت أستاذة الكهرباء التقنية، ليلى مخناش، من جامعة مصطفى بن بولعيد –باتنة 02-، التنظيمات الطلابية بالدرجة الأولى، مسؤولية ظاهرة العنف ضد الأساتذة الجامعيين، التي يرتفع مؤشرها، حسبها، خلال فترات الامتحانات بهدف الحصول على النقاط دون جهد، و قالت الرئيسة السابقة لفرع «الكناس» بجامعة باتنة، بأنه قلَما يسجل وقوف طلبة أحرار وراء حالات تعنيف ضد الأساتذة، وأرجعت الظاهرة إلى تغول بعض التنظيمات، بإيعاز من أطراف سياسية توفر لهم الحماية.
واستبعدت البروفيسور مخناش، العوامل السوسيولوجية وغيرها من العوامل، التي قد تكون وراء ظاهرة ممارسة الطلبة للعنف ضد الأساتذة، وقالت بأن تسييس الجامعة خلال فترات مضت، نجم عنه تراكمات سلبية، ما ساهم في الفساد داخل الجامعة، مشددة بأن تنظيمات طلابية تم استغلالها لأغراض سياسية، و اعتبرت تواجد أشخاص متقدمين في السن، ليسوا طلبة، على رأس تنظيمات طلابية، دليلا على استغلال التنظيمات لأغراض سياسية.
وتحدثت الأستاذة الجامعية عن اصطدام طلبة أحرار في عديد المرات بممثلي تنظيمات طلابية، كانوا يتصدون لهم بغلق الكليات و الأقسام، مشيرة إلى أن بعض الطلبة الأحرار تلقوا تهديدات وتعرضوا لاعتداءات، حتى لا يعارضوا قرارات الغلق وتوقيف الدراسة من طرف ممثلي التنظيمات الطلابية، وأبدت المتحدثة أسفها من المظاهر السلبية التي كرستها تنظيمات طلابية، و التي جعلت الجامعة، على حد تعبيرها، تفقد بريقها، بسبب طلبة قالت بأنهم لا يرقون إلى مستوى الأخلاق ولا الميثاق الأخلاقي والعلمي الجامعي، ولم تتوان عن وصف الأشخاص الذين كرسوا الفساد بالمنحرفين.
كما نددت المتحدثة، بسلوكات ممثلين لتنظيمات طلابية، بلغ بهم الأمر لحد عدم الاحترام و الاستعلاء على مسؤولين إداريين بالجامعة، في حين يتمتع ممثلون عن هذه التنظيمات، حسبها،، بامتيازات داخل الإقامات الجامعية، كاحتلالهم لشقق واستغلالهم لحافلات النقل الجامعي دون وجه حق.
و أضافت بأن تغوّل التنظيمات الطلابية يعكسه معرفة واحتكاك مسؤولين بالجامعة بالطلبة الفاشلين الذين يعتمدون الطرق الملتوية في النجاح، في حين تجدهم، حسبها، لا يعرفون أسماء الطلبة المجتهدين والناجحين على رأس دفعاتهم.
وربطت الأستاذة مخناش، التصدي لظاهرة العنف ضد الأساتذة بالإرادة السياسية، من خلال ضرورة إعادة النظر في منح التراخيص للتنظيمات الطلابية من طرف وزارتي الداخلية والتعليم العالي والبحث العلمي.
الدكتور سمير رحماني أستاذ محاضر بقسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة باتنة 01
الصراع بين الطلبة والأساتذة حاد بالجامعة عن وظيفتها العلمية
تأسف الدكتور سمير رحماني، أستاذ محاضر بقسم علوم الإعلام والاتصال، و أحد الأساتذة المنددين بعنف الطلبة ضد الأساتذة الجامعيين، لما تعيشه الجامعة اليوم من مظاهر غلق الأبواب من قبل الطلبة، وصدور سلوكات عنيفة منهم ضد الأساتذة، واعتبر ردة فعل الأساتذة بتنظيم وقفة احتجاجية في أعقاب الامتحانات، أمرا طبيعيا من أجل لفت الانتباه للظاهرة، التي تسيء لصورة و سمعة الجامعة، ولإلزام الطالب بالتقيد بالأخلاق بالجامعة.
وأوضح الدكتور رحماني، بأن الوقفة الاحتجاجية لم تأت للتنديد بالسلوكات السلبية الصادرة من طرف الطلبة واستفحال ظاهرة إهانة الأساتذة فحسب، وإنما جاءت أيضا، من أجل لفت الانتباه، إلى أن الجامعة قد حادت عن مسارها في مهمتها الأساسية العلمية، وترك القضايا المهمة المتمثلة في تطوير والارتقاء بالبحث العلمي.
واعتبر بأن الوقفة التي نظمها أساتذة قسم علوم الإعلام والاتصال، بمثابة دعوة لإعادة التفكير في الهدف الأساسي للجامعة، و كيفية الخروج بها من تذيل الترتيب.
ولم يُحمل المتحدث، الطلبة المسؤولية المطلقة في سوء الفهم الذي قد يقع بين الأستاذ والطالب، والذي قد ينجم عنه سلوكات سلبية من الطلبة حيال الأساتذة، وأشار لاتفاق و إجماع بعد لقاء بين الأساتذة المحتجين ومدير الجامعة حول وقوع أخطاء من طرف أساتذة تستغل من طرف الطلبة للضغط.
وأكد الأستاذ رحماني، بأن المسؤولية مشتركة وعلى كل طرف، سواء طالب أو أستاذ أو إدارة، أن يؤدي دوره ويلتزم بمسؤولياته، من أجل رد الاعتبار للجامعة، وتفادي الصراعات التي وصفها بالهامشية، و التي تحيد بالجامعة عن مسارها العلمي المنوط بها، مضيفا بأنه يجب عدم إغفال الجانب الردعي، حتى يلتزم الطالب بالأخلاق في الجامعة. ي/ع
الطالبان نصر الدين بن يوسف وعبد المالك هاشمي عضوان بتنظيمين طلابيين
التنظيمات الطلابية كبش فداء واستفزازات أساتذة سبب ردة فعل الطلبة
رفض الطالبان نصر الدين بن يوسف وعبد المالك هاشمي، وهما عضوان بتنظيمين طلابيين مختلفين، رمي الكرة في مرمى التنظيمات الطلابية أو الطلبة الأحرار، وتحميلهم المسؤولية، حتى وإن كان العنف مرفوضا وغير مبرر. اعتبر نصر الدين بن يوسف، وهو طالب سنة ثالثة إعلام واتصال وعضو مكتب ولائي بالاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، بأن ما يصدر من الطالب من ردة فعل اتجاه الأستاذ أثناء فترة الامتحانات بصفة خاصة، ناجم عمَا وصفه بالاستفزازات الصادرة من بعض الأساتذة اتجاه الطلبة، و ذكر كمثال بالطريقة غير المناسبة لتغيير جلوس الطالب، أو خلفيات وحقد، حسب ذات الطالب.
و أضاف الطالب بأن ما يصدر عن الطالب من سلوك عنيف، ناتج عن شعوره ب»الحقرة»، وتأسف لوضع الطالب تحت ضغط التهديد والخوف في حال مطالبته بإعادة النظر في العلامة التي نالها، ما يجعله يتردد في المطالبة بحقه، وقال بأن من بين ما يتذمر منه جميع الطلبة ، حسبه، مطالبة أساتذة للطلبة بالتقيد التام في الإجابات في مقاييس ليست بالعلوم الدقيقة، حسبه، بنصوص المحاضرات التي تقدم لهم.
واعتبر المتحدث، بأن التنظيمات الطلابية ذهبت ضحية اتهامات باطلة ومبالغ فيها، باتهامها بالمساومة، مشيرا إلى ضرورة النظر في الاتجاه المعاكس الذي يتسبب في استفزاز الطالب، و صدور العنف ضده، ما يجعله يرد بعنف ضد الأستاذ.
و شاطره الرأي الطالب عبد المالك هاشمي، الذي يدرس سنة ثانية ماستر، تخصص علم المكتبات، وهو عضو مكتب ولائي بالتنظيم الطلابي، الصوت الوطني للطلبة الجزائريين، حيث اعتبر بأن التنظيمات الطلابية جعل منها أساتذة كبش فداء لمناهضة مطالبة الطلبة بحقوق مشروعة، وقال بأنه يجب عدم النظر إلى التنظيمات الطلابية نظرة سلبية، دون الالتفات لما تبذله من جهود، منها مبادرات تنظيم ملتقيات علمية، مضيفا بأنها في كثير من الأحيان لا تلقى صدى واستجابة من الأساتذة.
ونفى الطالب عبد المالك، إهانة الأساتذة على خلفية الحركة الاحتجاجية التي نظموها مؤخرا أمام رئاسة الجامعة، وأجمع هو و زميله نصر الدين بن يوسف، على أن الاحتجاج له مآرب أخرى، و تحدثا عن صراعات وأطماع في مناصب، عن طريق التنديد بالعنف ضد الأساتذة، و أضاف عبد المالك بأن حادثة التعنيف صدرت من طلبة أحرار لا ينتمون لتنظيمات طلابية، واستغلت للاحتجاج ضدها لتحقيق مآرب شخصية من طرف أساتذة، حسبه.