وجه رئيس الجمهـوريّـة، السيّد عبد الـمجيـد تبون، كلمة بمُناسبة الاحتفال بالذّكرى الخمسين لتأسيس الاتّحاد الوطنيّ للفلاّحين الجزائريّين، هذا نصها...
أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، اليوم الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال (الجزائر العاصمة) على مراسم الاحتفال بالذكرى...
* نشن حربا دون هوادة على الفساد والانحرافاتأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أن الجزائر قد استكملت اليوم بناء منظومة قضائية جمهورية محصنة...
أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
البحث عن «سبونسور» يحوّل الفنان إلى «بزانسي»..
أعرب الممثل محمد الشريف بوعاكر المدعو «زينو» عن قلقه و أسفه لتقهقر مستوى الأعمال التي تبث عبر مختلف القنوات التليفزيونية الجزائرية خلال شهر رمضان الجاري، مقدما اعتذاره للمشاهدين لأنهم حرموا، حسبه، من الاستمتاع بمسلسلات و برامج فنية راقية و هادفة، ترضيهم و تشبع احتياجاتهم، خاصة و أن الشهر الفضيل يتزامن مع الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا و التفاف العائلات حول الشاشة الصغيرة، خاصة في السهرات.
«زينو» الذي يحمل خبرة 33 عاما في التمثيل، يدق ناقوس الخطر و يناشد الجهات المعنية لإنقاذ الفنانين و الفن الجزائري من الرداءة السائدة، و التركيز على مضمون و نوعية الأعمال، و ليس حجم التمويل الذي يجلبه أصحاب العمل، للموافقة على بثها تليفزيونيا.
النصر: لم نراك على شاشة رمضان هذا الموسم..
ـ محمد الشريف بوعاكر: نعم ..لم تتح لي الفرصة لأطل على الجمهور عبر شاشة رمضان ..
أرفض ركوب موجة الرداءة
هل تلقيت عروضا و رفضتها لأنك أصبحت متطلبا بعد تقمصك لشخصية ابن باديس في المسلسل الذي أخرجه عمار محسن؟
ـ لا ..لا يهمني حجم الدور الذي يسند إلي، لكن يهمني أن أقدم من خلاله إضافة للفن، بالمشاركة في عمل مضمونه جيد و هادف، يحمل رسالة و يجمع شمل أفراد العائلة لمتابعته معا، و إذا لم يكن كذلك أرفضه دون تردد و لو عرضت علي الملايير.
على ذكر «ابن باديس» تعرضت لعديد الانتقادات..
ـ أعتبر دوري نقلة نوعية كبيرة في مساري بذلت قصارى جهدي لتجسيده، و أتحدى كل من شاهد العمل و لم ير من خلاله العلامة و ليس الممثل «زينو»، أما بخصوص الانتقادات فقد استهدفت المظهر و الذقن، و هي ليست من اختصاصي. علما بأنني تدخلت في تعديل عدة نقاط و تفاصيل في السيناريو، لتطابق الواقع و المنطق و ما نعرفه عن تاريخ العلامة، و تناقشت بشأنها مع المخرج و كاتب السيناريو، على غرار تكييف دروس في الفقه موجهة للكبار، لأقدمها لأطفال في التاسعة و العاشرة من العمر في أحد المشاهد. هذه الشخصية التي انصهرت حقا فيها، أحببتها كثيرا و جعلتني أحب الأعمال التاريخية.
«كادنة» لإنقاذ الموسم
ما هي الأعمال التي تتابعها عبر القنوات التليفزيونية الجزائرية في سهرات رمضان المرتبطة بالحجر الصحي هذا العام ؟
ـ أقضي السهرات في بيتي مع أسرتي نحاول أن نجد أعمالا جزائرية يمكن أن نشاهدها و نستمتع بها معا ككل رمضان، لكن هذا العام اضطررنا لمتابعة برامج في قنوات عربية أو أجنبية. بصراحة بحثت طويلا منذ بداية الشهر الفضيل عبر القنوات الوطنية عن عمل يجذبني، كما أنني كفنان يجب أن أطلع عما يعرض لأقيمه بمحك التخصص و الإحترافية، و لأرى المستوى الذي بلغه زملائي ، لكنني للأسف صدمت لما شاهدت، باستثناء كاميرا خفية واحدة عنوانها «الكادنة»، مستواها لابأس به، مقارنة بغيرها.
لا أفهم ما الذي يحدث.. المسلسلات الدرامية و كذا الأعمال من نوع سيت كوم التي شاهدتها عبر القنوات الوطنية، تؤكد أن المستوى تقهقر بشكل رهيب، يخنق الأنفاس. لم يحافظ أصحابها حتى على مستوى أعمال رمضان الفارط مثلا، التي لم تكن بكل هذه الرداءة الطاغية. أعتذر للزملاء و لا أقصد انتقاد عمل بعينه، لكن ما جدوى تغطية الشمس بالغربال و الكذب على النفس، و الحقيقة ساطعة أمامنا. نحن في المرتبة الأخيرة، بأضعف الأعمال الدرامية و الكوميدية. و أشير هنا إلى أنني تابعت فيلمي «البوغي» و «ابن باديس» اللذين أنتجا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و أعتبرهما نقطة ضوء في البرمجة.
أتمنى أن تكون هناك أعمال أخرى جيدة، لم أتابعها أو لم تعرض بعد.
أدق ناقوس الخطر .. أنقذوا فنانينا
ما هي أسباب ضعف عديد الأعمال رغم المنافسة المحتدمة بين الفنانين لجذب المشاهدين، حسب رأيك؟
ـ لقد وقعنا نحن الفنانون المعروفون و الكبار في فخ يجذبنا إلى الأسفل و يهمشنا، و يساهم في تفشي الرداءة، فالإستراتيجية المطبقة في القنوات العمومية و الخاصة تتمحور حول التمويل. في السابق كانت القنوات تقدم مستحقات المنتج التنفيذي و الممثلين و بالتالي تشتري العمل و تبثه. و حاليا المنتج التنفيذي مطالب بإحضار أموال «سبونسور» إلى القنوات، لتبث إنتاجه. و من يستطيع أن «يبزنس» أو «يتسول» الأموال من أصحاب المؤسسات، تبث أعماله بسهولة، حتى و إن كانت ضحلة و جوفاء. و يلجأ بعض «البزانسية» لتلميعها و الترويج بشتى الطرق المتاحة، خاصة إحضار اسمين أو ثلاثة أسماء معروفة و محبوبة من الجمهور، ليجذبه.
كم يؤسفني أن أرى أكبر الممثلين الجزائريين يركبون موجة الرداءة و يشاركون في أعمال ضعيفة، و يبذلون قصارى جهدهم في تقديم أدوارهم، لكنهم كأنهم «يضربون الريح بهراوة» ماذا يمكنهم فعله، إذا كانت كل عناصر العمل ضعيفة «صفر»، انطلاقا من السيناريو الذي يعتبر أكبر مشكلة ببلادنا، لأن من هب و دب يدعي أنه سيناريست دون أن يملك موهبة الكتابة و يخضع للتكوين المتخصص، و عن الجانب التقني و الإخراج حدث و لا حرج. الممثلون يقولون أنهم مضطرون للعمل كل رمضان، لأسباب مادية و عائلية، لكنني لا أجد مبررا لتشويه تاريخ و سمعة الفنان في أعمال لا ترقى لمكانته في قلوب جمهوره، تصوروا أن زميلا و هو ممثل قدير ، وافق على دور «كومبارس ذكي» في عمل، و عندما سألته كيف يرضى بذلك، رد بأنه مرغم على العمل، صحيح أنني لا أتحمل الابتعاد عن الفن، و أكاد أنفجر من الداخل، لكنني أفضل الانتحار على أداء عمل رديء.
ماذا يمثل بالنسبة إليك المخرج عمار محسن؟
ـ انطلاقتي في عالم الفن كانت في 1987 من خلال جمعية أهل المسرح التي أسسها المرحوم مراد مساحل، و من بين أعضائها حكيم دكار و كريم بودشيش. التقيت بالمخرج عمار محسن في المسرح، و يعود له الفضل في اكتشافي أنا و زملائي الثلاثة، سواء في المسرح أو التليفزيون، حيث شجعنا و صقل مواهبنا و قدمنا للجمهور من خلال عديد المسرحيات و الاسكاتشات و المسلسلات التليفزيونية الفكاهية، مثل «رمضانيات»، «يا شاري دالة» ، «باب الراي» و «حلفا أربعين» ، و رشحني قبل ثلاث سنوات لدور ابن باديس. أعتبره أستاذي الذي تربطني به علاقة وطيدة، و تعلمت منه كيف أقدم عملا كوميديا راقيا، يخطف ضحكة المشاهد دون تهريج أو ابتذال، كما تعلمت الكثير في مجال المسرح من أستاذي فارس الماشطة.
«ضحكة و عبرة» في المجمد
لماذا لم تبث لحد اليوم سلسلة "ضحكة و عبرة" التي أخرجتها منذ سنتين تقريبا؟
ـ سلسلة «ضحكة و عبرة» اجتماعية عائلية، تتكون من 15 حلقة، مدة كل حلقة 13 دقيقة، تعالج مختلف المشاكل العائلية و العلائقية في عمق مجتمعنا، على غرار علاقة الكنة بحماتها و بحموها و أخوات زوجها و علاقة المدير بسكرتيرته ..إلخ. و تمرر السلسلة رسائل تحسيس و توعية في قالب كوميدي خفيف، و يمكن لأي مشاهد أن يرى نفسه و حياته في العمل، لأنه مرآة للمجتمع. كتبت سيناريو السلسلة و خضت به ثاني تجربة لي في الإخراج بعد الكاميرا الخفية «صالون مسكون» في 2013 ، و جسدت شخصيات السلسلة، التي أنتجتها شركة بسمة للإنتاج السمعي البصري في 2018، عدة أسماء معروفة مثل فريدة كريم، سليم خرشي الشهير باسم روكي البزانسي، ليندة أمزيان و سارة خريف و غيرهم. لم أتمكن من عرض العمل لأسباب مادية بحتة، كلما عرضته على قناة، تشترط لبثه إحضار سبونسور، و هكذا دواليك. لا أتصور أن يتحول الفنان إلى متسول يتجرد من كرامته و حيائه و يمد يده ليطلب الصدقة من أصحاب الشركات أو «بزانسي» يتاجر بفنه و اسمه، ليقدم عمله لجمهوره.أعتقد أن هذا الأمر غير عادي و غير مقبول، و هو سبب انتشار الرداءة، إذ يقبل و يعرض العمل، بالنظر إلى ما جلبه صاحبه من مبالغ من الممولين و ليس بنوعيته و قيمته و حبكته الدرامية، فتهمش و تجمد الإنتاجات الجيدة. أدق ناقوس الخطر و ألتمس من الجهات المعنية عبر جريدة النصر، إعادة النظر في هذه الصيغة و إنقاذ الفنانين و المنتجين من هذا الوضع الصعب.. و وضع حد للسقوط الحر للدراما الجزائرية.
برصيدك الكثير من الأعمال، خاصة الكوميدية ، ألم تفكر في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتقديمها مجددا أو تسجيل أخرى جديدة، للتواصل مع الجمهور، خاصة و نحن في فترة حجر صحي؟
ـ لو كنت ممثلا مبتدئا للجأت لمواقع التواصل، لأعرف بنفسي، لكي يتصل بي المنتجون، لكن عمر مساري الفني أكثر من 33 عاما، مرصع بعشرات الأعمال في المسرح، و التليفزيون و السينما، رغم كل شيء سأستغل هذا الفضاء لبث خلال الأيام القليلة القادمة، حلقة أو حلقتين من سلسلة «ضحكة و عبرة»، و الاطلاع على رأي الجمهور و النقاد حولها.
ماذا عن نشاطات جمعية مئة بالمئة ثقافة؟
ـ الجمعية التي كنت أترأسها و فرضت نفسها في الساحة الفنية و الثقافية، جمدت منذ سنة و نصف تقريبا، للتحضير لانطلاقة جديدة قوية بأعضاء جدد، بعد تقييم معمق لنشاطاتها و أهدافها.
أصاب بحمى التسوّق في رمضان
حدثنا عن يومياتك في رمضان في ظل الحجر الصحي..
ـ أنا إطار مكون في التمثيل المسرحي بدار الشباب بحي السطوح بقسنطينة، و بالتالي أنا ملزم بالذهاب إلى عملي كل يوم، و في كل تنقلاتي ألتزم بطرق و وسائل الوقاية التي يوصي بها الأطباء، في إطار التصدي للجائحة التي أرى أنها أفقدت رمضان نكهته، و أتأسف كثيرا لسلوكيات بعض المستهترين الفوضويين، الذين لا يبالون بأخطار العدوى.
أعترف أنني من النوع الذي يشتهي مختلف الفواكه و المأكولات و المشروبات في رمضان، و أصاب بحمى الشراء (يضحك)، و لو ظلت محلات الحلويات مفتوحة، لعدت إلى بيتي يوميا محملا بكل أنواع الحلويات التقليدية القسنطينية التي أعشقها.
هل أنت سريع «النرفزة»
و الانفعال في رمضان؟
ـ لا إطلاقا..أتحكم جيدا في أعصابي و ألتزم الهدوء في البيت و العمل، و لا «أترمضن»، ربما لأنني لست مدمنا على السجائر و «الشمة» و حتى القهوة .
ما هي مشاريعك..
ـ عرض علي دور في فيلم تاريخي حول شخصية بوعمامة، لمخرج إيطالي و ممثلين جزائريين و تونسيين و فرنسيين، لكنه توقف لأسباب مادية. في ظل الظروف الراهنة كل المشاريع تبدو غامضة و غير واضحة المعالم.
إ/ط