الفنان و الإعلامي عادل مغواش للنصر: المالوف وراء مشروع توأمة بين إسطنبول و قسنطينة

يجتهد الإعلامي و الفنان القسنطيني عادل مغواش، رفقة الكثير من المغنين  من أجل إعادة بعث المهرجانين الوطني للمالوف و كذلك الدول الذي توقف بمحطته العاشرة التي أقيمت سنة 2017، و هي الطبعة التي تزامنت  و الذكرى الأولى لوفاة عميد الأغنية القسنطينية الحاج محمد الطاهر الفرقاني.
حاوره: حميد بن مرابط
عادل مغواش و في هذا الحوار الذي خص به النصر، كشف بأنه يسعى كذلك بالتنسيق مع كل فناني المالوف ، إلى إحياء نشاط الجمعيات الموسيقية، بعد أن  أصبحت تعد على الأصابع، و هذا بهدف الحفاظ على التراث القسنطيني.
rأثرت جائحة كورونا على الحياة بشكل عام والفن خصوصا، كيف تعامل عادل مغواش مع هذه المرحلة ؟
     حقيقة انتشار وباء «كوفيد 19» في كل أقطار العالم، أثر بشكل جلي على كل الميادين،  و ليس على الميدان الفني فحسب، فلا إنتاج و لا سهرات و لا مهرجانات...
وبالنسبة لي كنت قد استفدت على غرار بعض الفنانين، من دعم مالي من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف «أوندا»، و المقدر بمبلغ 20 مليون سنتيم لكل فنان تقدم بطلب للديوان  ، و تم قبول طلبه، حيث قمت بتسجيل ألبوم بنسبة كبيرة جدا، و لم تبق سوى بعض الروتوشات، لكن بسبب الوضع الصحي في العالم بأسره، جراء جائحة كورونا توقف كل شيء.
هناك مسعى لبعث نشاط الجمعيات الفنية للمالوف
r هل من توضيحات بخصوص إعانة «أوندا»، و لماذا استفاد منها البعض و لم يستفد منها آخرون؟.
     كما قلت لك من قبل، فإن الديوان الوطني لحقوق المؤلف، أقر هذه الإعانة لمساعدة الفنانين لإنجاز ألبوماتهم في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، و كانت الاستفادة من نصيب الذين قبلت طلباتهم، و أما البقية فقد استفادوا من المنحة الخاصة التي أقرتها وزيرة الثقافة السيدة مليكة بن دودة، جراء جائحة كورونا التي أحالت الفنانين في كل المجالات على البطالة التقنية، و كان الفنان من أكبر المتضررين، خاصة الفنانين الذين يسترزقون من فنهم، و ليس لديهم مهنة أخرى.
r و هل عادل مغواش من بين هؤلاء الفنانين المتضررين؟.
     يمكن القول بأنني كذلك و لكن بنسبة أقل، فأنا شخصيا لدي مهنة استرزق منها، و هي مهنة الصحافة كما تعلمون و يعلم الجميع... فبالإضافة إلى الغناء أنا صحفي أعمل لصالح أحد المواقع الإعلامية، و عليه فإنني لم أعاني من الفراغ القاتل خلال الحجر، بالعكس أنا من الذين أجبرتهم كورونا على إعادة تنظيم حياتهم، فالحجر أجبرني على العودة إلى ممارسة الرياضة، و أكبر استفادة هي إقلاعي عن التدخين، كما نظمت أوقاتي من جديد، حيث أصبحت أنام مبكرا و أنهض مبكرا... علينا أن نتأقلم مع هذا الظرف الخاص و مع أي طارئ، كما لا يجب علينا أن نيأس أو نفقد الأمل، شعارنا في ذلك «إذا عمّت خفت».
r قبل انتشار فيروس كورونا في العالم بأسبوعين كنت بتركيا. هل كان ذلك في إطار فني أم سياحي؟.
     الحمد لله أنني غادرت تركيا قبل أن يتسبب هذا الوباء في توقف الرحلات الجوية.. فقد كنت باسطنبول 15 يوما قبل تفشي الوباء، و الحمد لله لم أكن من ضمن العالقين بمطار اسطنبول،  ما شد انتباهي هو استعمال الأتراك للكمامات من باب تطبيق الإجراءات الوقائية، يوم كان الحديث عن كورونا داخل حدود مدينة يوهان الصينية.
تحصلت على دعم من « أوندا» لإنتاج ألبوم
في الحقيقة كنت في جولة سياحية، و قد سمحت لي الفرصة بتنشيط حفلين فنيين بدعوة من جمعية فنية تركية، و التي كانت تهدف إلى مشروع توأمة بين مدينتي اسطنبول و قسنطينة، من خلال موسيقى منسجمة بين التراث التركي و المالوف القسنطيني، خاصة و أن هناك تقاطع موسيقي بين الطابعين، علما و أن «البشراف» القسنطيني أصله تركي،، و قد أعجب فنانو الجمعية الموسيقية التركية أيّما إعجاب بآلة العود.
r بالإضافة إلى العرض التركي. هل هناك عروض أخرى؟.
     نعم تلقيت عروضا أخرى خاصة من فرنسا، حيث لدي معجبين كثر يريدونني أن أنشط سهرات في فن المالوف القسنطيني في عديد المدن الفرنسية، و التي تعرف تواجدا مكثفا للجالية الجزائرية بصفة خاصة، و المغاربية على وجه العموم، إلا أن إشكالية التأشيرة حالت دون تلبية هذه الرغبة، في انتظار أن يرفع عنّا الله هذا الوباء و الحصول على التأشيرة.
غنّيت في تركيا 15 يوما قبل انتشار فيروس كورونا
r

هل لديك مشاريع تعمل عليها حاليا ؟
     في الحقيقة هناك مساع حثيثة و جادة بالتنسيق مع كل مغنيي المالوف القسنطيني، ترمي إلى إعادة بعث المهرجان الوطني و كذا المهرجان الدولي للمالوف، علما و أن المهرجان الدولي للمالوف قد توقف سنة 2017، بعد الطبعة التاسعة التي تم تقليص مدته   فيها إلى 4 أيام، و هذا لظروف استثنائية، كشف عنها في وقتها محافظ المهرجان الأستاذ سمير قنز.
الحجر أجبرني على العودة لممارسة الرياضة و الإقلاع عن التدخين
هذه المساعي لن تتجسد إلا إذا تكاثفت كل جهود الفنانين المعنيين و الغيورين على   المالوف القسنطيني،، و بالموازاة مع ذلك نفكر جديّا في إعادة بعث الجمعيات الموسيقية و الفنية.
r كيف ذلك؟ و ما هو الغرض من وراء هذه المبادرة؟.
     هنا بقسنطينة كان هناك العديد من الجمعيات الموسيقية و الفنية، و مساعينا في إعادة بعثها يعود بالدرجة الأولى إلى تقلص عددها، بحيث أصبحت تعد على رؤوس الأصابع...
مصير الفن و الفنانين مرهون بتواجد مثل هكذا جمعيات، تماما مثلما كان عليه الأمر من قبل، خلال سنوات الثمانينيات و التسعينيات. إعادة بعث الجمعيات الموسيقية، الهدف من ورائه الحفاظ على التراث القسنطيني بصفة عامة، و فن المالوف على وجه الخصوص، لأن هذا النوع من الجمعيات يسمح لنا بتلقين هذا الفن للأجيال القادمة.
الفنان  في مثل هذه الظروف بحاجة إلى دعم الدولة
r هل نفهم من هذا أن عادل مغواش و بقية زملائه الفنانين يسعون لرد الجميل للجمعيات التي كانت وراء بروزهم و تألقهم في الساحة الفنية؟.
     لا يخفى على أحد أن عادل مغواش من عائلة فنية، و قد كانت بداية ولوجي عالم المالوف مع شقيقي الأكبر ناصر مغواش، و الذي اعتبره شخصيا مدرستي الأولى، و قد تمكن بفضل توجيهاته و خبرته من توجيهي نحو الجمعيات و الفرق الموسيقية، و التي مكنتني من أن  أحلق بجناحي في سماء الفن ، بفضل الخبرة التي اكتسبتها مع مرور السنين، و لأن الشهية تأتي مع الأكل، فقد ولجت عالم الاحتراف في المجال الفني، بعد أن كان المهرجان الوطني للمالوف أول بوابة ألج من خلالها هذا العالم، و بعده المهرجان الدولي، و الذي نلت في نهايته المرتبة الثالثة.
للتذكير فقد تمرست كذلك وسط الجوق الجهوي بقيادة الأستاذ سمير بوكريديرة، ما مكنني من اكتساب خبرة إضافية و تجربة كبيرة سمحت بالاستقلالية و إنشاء فرقتي الموسيقية الخاصة، و أنا جد متأكد بأن لا سبيل للحفاظ على فن المالوف، إلا بضمان الاستمرارية في غنائه عبر فناني مختلف الأجيال، أي بتسليم المشعل من جيل إلى جيل.