أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
انتعشت صناعة الجبة القبائلية و الفخار، خلال فترة الحجر الصحي المنزلي، عبر قرى ولاية تيزي وزو، و استحوذت على يوميات النساء و اتخذن منها مصدرا لكسب المال، بعدما تسببت جائحة كورونا في ركود نشاطاتهن الاعتيادية مثل تحضير الحلويات للأعراس، فأبدعن في صنع مختلف موديلات الجبة وأشكال الأواني الفخارية و روجن لها عبر الفضاء الأزرق لجلب الزبونات.
لامية، سيدة في منتصف الأربعينات من عمرها، تقطن بإحدى قرى دائرة بوزقان تحوّلت منذ بداية فترة الحجر المنزلي، من صانعة الحلويات و الكسكسي، إلى حرفية تبدع في تصميم الجبة القبائلية، و قالت للنصر، أن جائحة كورونا تسببت في تأجيل الأعراس ولم تنج من تأثيراتها، حيث لم يعد بإمكانها صنع الحلويات أو فتل الكسكسي للمقبلين على الزواج في هذه الفترة، وقد عرف نشاطها ركودا لا مثيل له، فوجدت نفسها دون عمل ودون دخل مادي، لتعيل به عائلتها، خاصة و أن زوجها عامل يومي و بالكاد يوفر بعض الحاجيات الضرورية للبيت، ففكرت في تغيير «الصنعة» إلى حرفة أخرى كانت تتقنها جيدا في الصغر، وتخلت عنها عندما تخصصت في صنع الحلويات و فتل الكسكسي، عوض أن تبقى مكتوفة اليدين.
تهافت الفتيات
على موديلات الجدات
أصبحت لامية تصمم و تخيط الجبة القبائلية ، و تسوقها بكل سهولة، لأنها مطلوبة بكثرة من طرف الفتيات، بعد عودة أحد الموديلات التقليدية بقوة هذه السنة، و تعود إلى الستينات و السبعينات و كانت مخصصة للعجائز، لكنها تحتل اليوم المرتبة الأولى في أنواع الجبات القبائلية الأكثر طلبا، و تعتبر موضة جديدة يمكن أن ترتديها الفتاة أو المرأة داخل وخارج البيت، و حتى في أماكن العمل والدراسة.
نفس الحرفة تمتهنها السيدة جوهرة، فرغم أنها في 78 من عمرها، إلا أنها تحوّلت منذ عدة أشهر إلى خيّاطة ماهرة لمختلف أنواع الجبات القبائلية و الأحزمة التي ترافقها، حيث تتلقى طلبات كثيرة من زبوناتها و حتى من أصحاب محلات بيع الألبسة التقليدية، كما قالت للنصر.
تقيم هذه الحرفية بمفردها بعد زواج بناتها و وفاة زوجها، و كانت في السابق تعمل في ورشة مختصة في فتل الكسكسي، و بسبب جائحة كورونا أُغلقت تلك الورشة وعادت جوهرة إلى البيت، و وجدت تفسها دون دخل شهري، فدفعها الحنين إلى الماضي إلى العودة إلى حرفة والدتها، لضمان دخل، خاصة و أنها تملك آلة خياطة، فشرعت في خياطة الجبة التقليدية التي تحظى برواج واسع.
سيدات يبعثن صناعة الفخار للخروج من عتبة الفقر
أمّا السيدة سعدية، فتشغل وقتها في صناعة الأواني الفخارية للاستعمالات اليومية، لكي تحافظ على هذا الموروث التقليدي العريق من الاندثار، بعد تراجعه في السنوات الأخيرة، بل كاد أن ينقرض، بسبب نقص عدد الحرفيات وعزوف الجيل الجديد عن هذه الحرفة الشاقة.
وقد ضاعفت السيدة سعدية من عملها منذ بداية وباء كورونا بسبب كثرة الطلبيات التي تتلقاها، لاسيما بالنسبة للجرة التي تحفظ فيها المياه الصالحة للشرب و زيت الزيتون، أو الأواني التي تستعمل في الطبخ أو في فتل الكسكسي (القصعة) إضافة إلى الطواجن لتحضير الخبز التقليدي .
ولضمان استمرارية هذه الحرفة العريقة، تعلم الجدة حفيداتها طريقة صنع الأواني الفخارية و تشرح لهن كل المراحل التي تمر بها و كيفية تحويل الطين إلى قطع فنية جميلة، مزينة برموز هندسية أمازيغية تطلى بالأصباغ الطبيعية قبل أن تصبح جاهزة للاستعمال.
كما تمارس نادية، وهي ربة بيت، حرفة الفخار بدقة و مهارة كبيرة، بعد أن علمتها لها في فترة وجيزة شقيقتها الكبرى، و تركز على صنع قطع ديكور صغيرة لتزيين المنازل والمكاتب وغيرها، لأنها مطلوبة بكثرة.
و قالت نادية للنصر، أن المادة الأولية متوفرة ، فهي تجلب الطين المخصص لصناعة الفخار و الأصباغ من قلب الطبيعة ، مشيرة إلى أنها استغلت فترة الحجر الصحي المنزلي لتعلم و إتقان هذه الحرفة الفنية و حولتها إلى مصدر رزق، على غرار العديد من العائلات القبائلية التي تستغلها في الأوقات الصعبة، للتغلب على الفقر .
سامية إخليف