أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
وقع رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على قانون المالية لسنة 2025 بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الحكومة، ورئيسي غرفتي...
• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
انتقد علماء مشاركون في المنتدى العربي للاعلام و التواصل العلمي، طريقة تعاطي بعض وسائل الاعلام مع الأخبار المتعلقة بجائحة كورونا، و دعوا إلى ضرورة التأسيس لصحافة متخصصة أكثر، بعيدا عن التضخيم و إثارة الهلع، مؤكدين أن اللقاحات المضادة لفيروس «كوفيد 19» ثبت أنها آمنة، لكن بعض الأشخاص مازالوا يشككون فيها بسبب الإشاعات المنتشرة على وسائل التواصل، كما تمت دعوة الباحثين إلى تطوير مهاراتهم في التواصل العلمي و الاقتراب أكثر من مشاكل المجتمع و حتى من السياسيين، بغرض المساهمة في إيجاد الحلول.
وفي حلقة نقاشية نظمت في اليوم الثاني من المنتدى الافتراضي الذي شاركت فيه النصر، حول “دور دبلوماسية العلوم في حل القضايا الإقليمية”، ذكرت أمل أمين، مؤسِّسة مبادرة المرأة في العلوم بلا حدود، أن الجائحة جعلت صناع القرار يلجأون للعلماء، معتبرة أنها فرصة ذهبية للمعرفة و تستوجب إقامة حوار بين الباحثين و رواد الصناعة، وصناع القرار، داعية بالمقابل إلى تأهيل دبلوماسيين علميين، أمام الحاجة لنوع جديد من العلماء لديهم القدرة على توظيف العلم لخدمة المجتمع والصناعة، مضيفة بالقول «دورنا كعلماء هو بناء الجسور فقد حان الوقت للعالم أن يسمعنا».
وترى الباحثة أنه قد حان الوقت لتلقين العلماء أساليب التواصل العلمي، و أن ينزلوا من مختبراتهم إلى الواقع لمعرفة المشاكل اليومية للمجتمع و إيجاد حلول لها، و كذلك عدم التعالي على الاعلام، داعية أيضا إلى تبسيط المعلومة لصانع القرار لأنه يبقى في الأخير المسؤول عن اتخاذ القرارات. و انتقدت الباحثة بالمقابل، انسياق وسائل الاعلام خلف “الترند» المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، مشددة على أهمية التحقق من المعلومات.
أما رنا الدجاني، و هي أستاذة البيولوجيا الجزيئية و حائزة على زمالة رادكليف من جامعة هارفارد، فتؤكد أنه قد أصبح للباحثين دور مهم في التواصل العلمي، كما دعتهم إلى التحلي ببعد النظر و الصبر و المثابرة، ومدّ جسور تواصل مع السياسيين، داعية النساء إلى متابعة شغفهن و عدم جعل السنّ حاجزا أمامهن.
و ذكر جواد الخراز، الأمين العام لجمعية العالم العربي للعلماء الشباب أن الجائحة كشفت عن مجموعة من العلماء العرب داخل أو خارج المنطقة لديهم إسهامات عديدة، كما دعا إلى القيام بتدريبات في الصحافة العلمية، نظرا لما سجل من «كوارث» ببعض وسائل الاعلام، التي “تطبل لانجازات علمية يتضح في النهاية أن لا أساس علمي لها”، مثلما قال، ليشدد على أهمية غرس روح النقد لدى الأطفال منذ طور التعليم الابتدائي، لكي لا يكبروا على تصديق كل ما يقال لهم بشكل مطلق.
“نحن بحاجة لصحافة علمية أمينة»
من جهة أخرى، أثار هاني سويلم، المدير العام لقسم الهيدرولوجيا الهندسية و مجلس اليونيسكو للتغيرات الهيدرولوجية وإدارة الموارد المائية في جامعة آخن ألمانيا، أهمية احتضان العلماء للباحثين الصغار في بلدانهم و حمايتهم مما وصفه ببيروقراطية البحث العلمي حتى «لا يهربوا» و لا تهدر هذه “الثروة”.
وفي جلسة أخرى تحت عنوان “لقاحات كورونا بين الحقائق والشائعات»، قالت علياء أبو كيوان، الباحثة في الأحياء الجزيئية، و الناشطة في التوعية الصحية و تبسيط العلوم، أن العالم شهد نقاشات عقيمة حول مزاعم وضع شريحة إلكترونية في اللقاحات، و أضافت بخصوص ما قيل عن نظريات المؤامرة التي انخرط فيها أشخاص على عدة مستويات، أنه لا يمكن لطبيب لم يعمل بمختبر و مارس البحث، أن يقدّر تماما كيف تسير عملية تطوير اللقاح، داعية إلى احترام الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم بالمشاركة في التجارب السريرية.
وأكدت الباحثة أنه على الصحفيين متابعة الدراسات العلمية، و أن يعودوا لخبراء مختصين لو صعب عليهم تفسيرها، مع عدم الاكتفاء بمضمون ملخص الدراسة، بل إعطاء بيانات أكثر، منتقدة بهذا الخصوص “التغطية السطحية جدا» للأخبار المتعلقة باللقاحات و التي كانت، حسبها، غير كافية للإجابة على الأشخاص و إعطائهم إحساسا بالأمان، كما كان للاعلام دور في تضخيم أخبار الوفيات خلال التجارب السريرية ما أثار الهلع وسط الناس و عزز نظريات المؤامرة، لتعلق قائلة “نحن بحاجة لصحافة علمية أمينة».
من جهتها أبزرت أصالة لمع، الباحثة في العلوم السرطانية و البيولوجيا الجزيئية بفرنسا، أهمية أخذ اللقاحات المضادة لكورونا و قالت إنها تقلل انتشار الفيروس بنسبة 80 بالمئة، معتبرة ما يطرح حول تعديل أنواع منها لجينات الانسان بالأسئلة المستفزة، حيث أوضحت أن الحمض النووي الريبوزي «آر. آن. آي» هش و يتحلل بسرعة فكيف يغير بحسبها، جينات البشر، لتضيف أن تطور التقنيات و التراكم المعرفي سمح بتطوير اللقاحات في سنة، و بأنها آمنة لدرجة كبيرة.
دعوات لرفع مستويات الوعي
كما قال أحمد سالمان، دكتور علم المناعة و تطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر «اللقاح لا ينتج مناعة لحظية، و هو تدريب لجهاز المناعة لكي يتعرف على الفيروس لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة (...) مادام اللقاح تجاوز التجارب السريرية و حصل على اعتماد من الجهات المختصة و المجلات العلمية، فلابد من احترام هذا و عدم إثارة الشائعات». و أوضح الدكتور أنه لا توجد وفيات خلال التجارب السريرية الخاصة بلقاحات كورونا المعتمدة، ثبت أن سببها المباشر هو التطعيم.
كما بيّن أحمد إبراهيم عثمان، الباحث في الهندسة الكيميائية بجامعة كوينز بلفاست بإنجلترا و الذي اشتغل على تطوير لقاح أكسفورد، أن التطور العلمي و خبرة الباحثين ساعدا على تسريع تطوير اللقاحات المضادة لكورونا، و ذلك في ظرف سنة فقط، مضيفا أن العلماء توقعوا ظهور جائحة عالمية، بالنظر للأوبئة التي كانت تسجل كل 3 أو 4 سنوات، فتم وضع قاعدة بيانات للأشخاص الذين سوف يشاركون في التجارب السريرية الخاصة بالتطعيم ضد الجائحة المتوقعة.
و أضاف الباحث أن الشائعة تنتشر بأضعاف سرعة انتشار الحقيقة، مؤكدا أن الحل يتمثل في زيادة مستوى الوعي لدى الأشخاص، و التحلي بالشفافية في عرض النتائج الحقيقية عليهم لكسب ثقتهم.
ومن الفعاليات التي تضمنها المنتدى الافتراضي الذي بدأ الأحد ليدوم أربعة أيام، جلسة اليوم الأول التي كانت حول تبسيط العلوم باستخدام الفيديوهات عبر اليوتيوب، و قد شارك فيها أستاذ الفيزياء الفلكية بالجامعة الأمريكية في الشارقة، و مؤسس قناة «تأمل معي»، الدكتور الجزائري نضال قسوم، حيث عرض أول دراسة لمستوى المعرفة العلمية لدى الجمهور في العالم الإسلامي. ياسمين.ب