اتخذت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إجراءات استباقية لضمان تموين السوق بالمنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع خلال شهر رمضان القادم، من خلال ضبط...
أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس السبت بمقر الوزارة، خلال استقباله الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى والوفد المرافق له، أن...
أكد خبراء ومحللون، أمس، أن رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي، خلال شهر جانفي، كللت بتبني قرارات هامة و نجاحات وإنجازات ملموسة للدبلوماسية الجزائرية، المتميزة بمهارة...
* تعليمات لمواصلة الاستماع للمنظمات النقابية وتلقي اقتراحاتها وملاحظاتها lلجنة لدراسة الاختلالات في القوانين الأساسية لقطاع الصحة* الوزير حاجي: الحوار...
يتواصل منذ سنوات طويلة تخلي الغالبية العظمى من الجزائريين عن جلود الأضاحي يوم العيد، ما جعل مصالح وزارة الصناعة تضع مخططا لجمعها و استغلالها لتوفير المادة الأولية لصناعة الجلود ببلادنا، في المقابل سجل خلال السنوات الأخيرة تخلي عديد العائلات عن أحشاء الأضحية «الدوارة « و رأسها «بوزلوف» لدرجة أن البعض أصبح يلقي بها في القمامة.بعد أن كان الأمر يقتصر على بعض العائلات التي يتعذر عليها تنظيفها، فتقدمها للأسر التي لم تستطع شراء كبش العيد، وصل الأمر إلى حد رمي «الدوارة» و»البوزلوف» في القمامة، و هو مؤشر لتوجه العائلات شيئا فشيئا للتخلي عنهما و إلغائهما من عادات عيد الأضحى، ما جعل النصر تقترب من بعض السيدات لرصد ماذا يحدث.
مشاكل صحية وراء التخلي عن الدوارة و بوزلوف
قالت السيدة زهرة أنها كانت في الماضي متخصصة في تنظيف و تحضير الدوارة، خاصة و أنها تحبها على شكل «عصبان» و كانت تأخذ الوقت الكافي لإعدادها على أحسن وجه، مثلها مثل بوزلوف الذي تحبه على شكل طبق محمر في الفرن، لكنها بلغت اليوم 50 عاما من عمرها و هي مصابة بالتهاب على مستوى فقرات الرقبة، و بالتالي لا يمكنها القيام بهذه الأشغال يوم العيد، خاصة و أنها ليس لها ابنة لكي تساعدها، لهذا تتخلى عن الدوارة والبوزلوف حسب الظرف، مثلما قالت، فإذا وجدت من يوافق على أخذهما تقدمهما له، وإذا لم تجد تضعهما في أكياس إلى جانب القمامة.
أما السيدة أم الخير، المصابة بحساسية جلدية مفرطة، على تحضير «البوزلوف» الذي غيرت طريقة تحضيره، فبعد أن كانت تضعه وفق الجمر من أجل التخلص من وبر الرأس و القوائم، أصبحت تقوم بحرقه مباشرة بآلة «الشاليمو»، لتسريع العملية، ثم تقوم بطهيه في الفرن إلى أن يكتسب لونا ذهبيا، و لا يشاركها تناول هذا الطبق إلا زوجها.
و أضافت أنه رغم ما يحدث لها على مستوى اليدين من أذى، إلا أنها تصر على عدم التخلي عن هذه العادة، في حين تضطر إلى وضع الدوارة في كيس القمامة و التخلص منها، لأنها هي و كافة أفراد عائلتها، لا يحبونها و يرفضون تناولها، و بالتالي لا تكلف نفسها عناء تنظيفها، و مضاعفة مشاكل الحساسية.
في حين أكدت السيدة فتيحة، أنها رغم تجاوزها 60 عاما من عمرها و معاناتها من ارتفاع ضغط الدم، تحرص على تنظيف وتحضير طبق الدوارة الذي تحبه ولا يحلو لها العيد إلا به، لكنها تتناولها بمفردها، فكل أولادها وزوجها لا يحبونه، و يكتفون بتناول الكبد واللحم المشوي، و يبقى البوزلوف آخر اهتماماتهم ، فيتم رميه إلى جانب القمامة.
تمرد على «الأشغال الشاقة» يوم عيد الأضحى
لا ترفض النساء فقط تنظيف الدوارة و البوزلوف يوم العيد، بل هناك أزواج يجبرون زوجاتهم على التخلي عن هذه المهمة، بداعي تفادي الروائح الكريهة للدوارة و دخان «تشواط» بوزلوف، وعليه فالتخلي عنهما من الأساسيات عند هؤلاء الأزواج.
ذكرت السيدة إلهام التي لم تتجاوز الثلاثينات وهي أم لطفل، أن والدتها كانت تجبرها على تعلم تنظيف الدوارة و بوزلوف عندما كانت في بيت أهلها، و هي تقيم اليوم مع زوجها و ابنهما، و يرفض زوجها تلك الأشغال التي تزعجه ، خاصة وأنه لا يحب أكل الدوارة و بوزلوف، وعليه يتم التخلي عنهما يوم العيد ووضعهما أمام العمارة في أكياس، لعل أحد المحتاجين يأخذهما.أما السيد محمد فقال أنه يحب الدوارة، و يساعد زوجته في تحضيرها، لكنه لا يحب بوزلوف فيتصدق به في كل عيد.
ولم يبتعد توفيق عن هذا الطرح، و يفرض على زوجته تحضيرها بالطريقة التي يعتبرها «عصرية»، فبعد تنظيفها، تضعها في آلة التقطيع، لتصبح قطعا صغيرة جدا، ثم طهيها مثل طبق «العصبان» الذي يباع في بعض المطاعم و يشهد إقبالا كبيرا من الشبان عليه، و يختلف عن «العصبان» التقليدي، الذي يرفض تناوله، في حين يرفض تناول بوزلوف.
تنقل العديد من العائلات الأضحية في صباح العيد مباشرة إلى المذبح العمومي، من أجل النحر و تتخلى هناك عن الدوارة والبوزلوف والهيدورة، و تكتفي بحمل الكبد واللحم فقط، أي ما تستهلك، إلى البيت .
حسب أحد العاملين في مذبح عمومي، فإن القليل فقط من المواطنين الذين يتوافدون على المذبح للنحر، يطالب بالدوارة و البوزلوف، و الأغلبية يرفضون أخذهما .
أما الهيدورة فلا يطالب بها أحد منذ سنوات طويلة، كما قال المتحدث، مبرزا أن التوافد على المذابح يوم العيد، أصبح أكثر من ذي قبل، و أن التخلي عن الدوارة والبوزلوف في تزايد و حتى عمال المذبح لا يمكنهم أخذها كلها، فهم كذلك أرباب أسر و يرفضون تنظيفها وتحضيرها، لأن ذلك يتطلب وقتا و جهدا كبيرا، وعليه يتم رميها.
بن ودان خيرة