أغلب زبائنهن موظفات: سيدات وجدن في تنظيف أحشاء الأضاحي طريقة للاسترزاق

أعلنت سيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن توفيرهن لخدمات تنظيف أحشاء الأضاحي و تجهيزها، و هي العروض التي استحسنتها الكثير من ربات البيوت، خاصة العاملات، و اللائي تعانين مشاكل صحية ، تمنعهن من القيام بهذه الأعمال، بينما انتقدت بعض السيدات ارتفاع أسعار الخدمات التي تتراوح بين ألفين و ثلاثة آلاف دينار جزائري.
استعمال فايسبوك للبحث عن الزبائن
قبل أسابيع من حلول عيد الأضحى، أطلقت بعض السيدات عروضا تتضمن تنظيف أحشاء الأضاحي و تحضير رؤوسها و قوائمها، و قالت إحداهن للنصر عبر تقنية المحادثة «ماسنجر»، أن الفكرة راودتها بعد أن  صادفت عرضا  في إحدى الصفحات،  فقررت استخدام نفس الإعلان و توجيهه للرغبات في الاستفادة من هذه الخدمات، مقابل مبلغ مالي تحدده حسب نوع الخدمة المطلوبة.
  و قالت المتحدثة التي تطلق على نفسها اسم « أم شوشيتا» أنها تواصلت مع الزبونات عبر حسابها الخاص، و بعد الاتفاق معهن حول الفكرة، تم التواصل بينهن عبر الهاتف، على أن تقوم الزبونة بإيصال الأحشاء لبيتها الكائن بمنطقة جبل الوحش، و بعد تجهيزها يتم الاتصال بالمعنية لتحديد موعد العودة لاستلامها.
و أضافت أنها استحسنت كثيرا هذه الفكرة التي وجدت فيها سبيلا لكسب بعض المال، بعدما تعودت على صناعة العجائن و غسل الصوف، لمساعدة زوجها في مصاريف البيت.  و بينت أن الطلبات التي تلقتها قيبل عيد الأضحى تتعلق بغسل و تنظيف الأحشاء و تقطيعها « الدوارة»، إلى جانب تجهيز رأس الأضحية و أجزاء أخرى، و قالت أن الزبائن الذين تواصلوا معها ميسورو الحال ، إلى جانب فئة الموظفات.
ضبط القائمة قبل يوم العيد
صاحبات العروض نشرن إعلاناتهن قبل العيد بأيام، و تم ضبط قائمة الزبائن و الاتفاق معهم مسبقا ، خاصة أن التنظيف و تجهيز الأحشاء يستغرق وقتا و جهدا إلى جانب كميات كبير من المياه ، و نشرت إحدى الصفحات التي حملت اسم « غيزال» أنها و الفريق  العامل معها يقدمون خدمات الذبح و السلخ و غسل و تنظيف الأحشاء مقابل أسعار جد معقولة ، مع ضبط مسبق لعدد الطلبيات الذي لم يتجاوز العشرة مع ضمان خدمة في المستوى، و قالت صاحبة الحساب في حديثها مع النصر ، أن العملية  تم تنظيمها قبل يومين من حلول عيد الأضحى و تم الإتصال بكل الزبائن منهم رجال و نساء و كل حسب طلبه فهناك من أحضر كبش العيد من أجل الذبح و السلخ و كذا التنظيف،و تعلق الأمر برجل مسن هو و زوجته ، بينما باقي الطلبات  فهي بين تنظيف الأحشاء و تقطيع لحم الأضحية.
أما « أم شوشيتا» فقالت للنصر أنها اتفقت مسبقا مع خمسة نسوة من أجل تنظيف أحشاء أضاحيهم ، و لم ترغب في زيادة العدد لتتمكن من الإنتهاء من غسلها و تحضيرها في الموعد المتفق عليه مسبقا.
تنظيف و تقطيع الأحشاء قد يكلف ثلاثة آلاف دينار
تباينت أسعار هذه الخدمات و هي عموما تتراوح بين 1500 و 3500 دج ، حيث قالت « أم شوشيتا» أنها قامت بتنظيف الأحشاء « الدوارة» و تقطيعها، و كذا تنظيف رأس و قوائم الأضحية مقابل 3500 دج ، بينما ثمن تنظيف « الدوارة» فقط و تقطيعها 1500 دج ، مع الحرص على التنظيف الجيد، لكل هذه الأجزاء و وضعها في أكياس بلاستيكية و وضعها في الثلاجة إلى غاية تسليمها لأصحابها.
و قالت السيدة منال، موظفة، أنها تعودت منذ سنتين، على التعامل مع إحدى السيدات تقطن بالقرب من مسكنها في المدينة الجديدة علي منجلي ، من أجل تنظيف أحشاء الأضحية و كذا الرأس « بوزلوف» ، حيث قام زوجها مباشرة بعد النحر، بنقلها  إلى بيت المعنية،  و عاد في المساء لاسترجاعها ، و ذلك مقابل 1500 دج .
و أوضحت المتحدثة أنها أصيبت بكسر على مستوى يدها اليمنى في السنة الماضية ، فلم تتمكن من القيام بهذه الأشغال، فعوضتها سيدة أخرى مقابل مبلغ مالي تم الاتفاق عليه، و استحسنت الفكرة هذا العام ، بحكم أنها امرأة عاملة ، لها الكثير من الالتزامات،  فقررت تكرار التجربة ، خاصة في ظل أزمة المياه .
و أضافت منال أن شقيقتها الكبرى التي تعاني من  مرض الربو ، كانت كل عيد أضحى تبحث عمن يقوم بتنظيف رأس الأضحية و قوائمها، لأنها لا تحتمل رائحة احتراق الصوف ، فتستعين بوالدتها أو جيرانها ، لكنها وجدت في صفحات فايسبوك ضالتها هذا الموسم، فقامت بحجز موعد مع صاحبة أحد المنشورات  بذات  الموقع، و كانت جد راضية على الخدمة المقدمة.
و/ع