* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
أكد أكاديميون أن عقوبة النفي التي فرضها المستعمر الفرنسي ضد المقاومات الشعبية في البلدان التي احتلها، و من بينها الجزائر من أقسى و أشد العقوبات، التي سلطت على آلاف المقاومين، بينهم آلاف الجزائريين من قادة ثورات و أعيان مدن و بلدات، لأنهم رفضوا حكم فرنسا، و قاوموها و أعلنوا الحرب ضدها. أوضح دكاترة و أساتذة التاريخ، في ندوة عقدتها النصر، على هامش مشاركتهم مؤخرا في ملتقى دولي حول الجزائريين المنفيين في الفترة الاستعمارية، نظمه مخبر بحث التاريخ الاجتماعي و الاقتصادي بجامعة الوادي، أن النفي بعيدا عن الوطن و الأهل و الأحبة، خاصة خلال القرن 19، إلى الجزر البعيدة، على غرار كاليدونيا الجديدة بالمحيط الهادي، و جزيرة «كايين» الكائنة بأمريكا الجنوبية، أو إلى أوروبا، و حتى إلى بلدان مجاورة ، أو داخل التراب الوطني، كانت وسيلة قمعية لتحطيم معنوياتهم و محاولة لكسر شوكة مقاومتهم.
منصر البشير
* الدكتور محمد بن ترار، أستاذ بجامعة الشلف
التهجير القسري كان يرمي لإنشاء مجتمع خاضع للمستعمر
أكد الدكتور محمد بن ترار، أستاذ بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف للنصر، أن التهجير والنفي القسري للجزائريين الثائرين، وعلى رأسهم قادة المقاومات الشعبية و عائلاتهم، كان يهدف إلى إنشاء مجتمع جديد في الأراضي الجزائرية، خاضع للسلطة الاستعمارية، مشيرا إلى أن إقليم بوراي بكاليدونيا الجديدة، أهم موقع تم تهجير الجزائريين إليه، لكن تمسكهم بقيم مجتمعهم و وطنهم الأم، ساهم في التماسك و التآزر بينهم، رغم العقوبة القاهرة التي أبعدتهم آلاف الكيلومترات عن الوطن.
و أوضح الدكتور بن ترار، أن فشل السلطات الفرنسية في كبح المقاومات الشعبية التي اندلعت في كل أنحاء الوطن، ردا على التوسع الاستعماري، للاستيلاء على الممتلكات و وضع قوانين تعسفية، تبيح تأميم أراضي المواطنين و تمليكها للمعمرين، دفع المستدمر الفرنسي إلى تبني سياسة جديدة، تتمثل في النفي و التهجير القسري لقادة المقاومات التي اندلعت ضده، في محاولة لنشر الخوف بين نفوس القبائل الجزائرية و منعها من الثورة ضده، بما يضمن، كما كان يتصور، تنظيم و إعادة بناء مجتمع جزائري جديد، تحت راية السلطة الاستعمارية، و لا يملك أي أسباب للانتفاضة في وجه فرنسا. و أضاف المتحدث أن كاليدونيا الجديدة، خصوصا إقليم بوراي، الذي يعد أحد أهم المواقع التي هجّر إليها المقاومون الجزائريون وعائلاتهم، خاصة خلال فترة مقاومة الشيخين المقراني و الحداد، و استغلاله كمركز لاستقطاب المهجرين من مستعمرات فرنسا، و «تأديب» المقاومين وعائلاتهم، مشيرا إلى موقع كاليدونيا الجديدة الجغرافي، فهي جزيرة في وسط المحيط الهادي، يصعب على المنفيين مغادرتها و العودة إلى أوطانهم.
و ذكر الدكتور بن ترار، أن منطقة بوراي بكاليدونيا الجبلية، إحدى أهم المناطق التي تم تهجير الجزائريين إليها، و تعتبر من أهم سجون فرنسا التي وجد الجزائريون أنفسهم بها، و تختلف عن مسقط رأسهم من حيث الطبيعة، المناخ، و العادات و التقاليد، و تم إحصاء في سنة 1894، حوالي 5000 منفي جزائري إلى كاليدونيا الجديدة، من بينهم 120 قائدا للمقاومات الشعبية. و شدد المتحدث، أن موقع جزيرة كاليدونيا، كيابسة تحيط بها المياه، من كل مكان، أحبط كل محاولات فرار الجزائريين المنفيين، و أرغمهم على البقاء هناك و التعايش مع وضعهم الجديد، متقبلين أقدارهم التي رمتهم في ذلك العالم المجهول، بعيدا عن الوطن، و رغم زواجهم من أوروبيات، نظرا لغياب العرب هناك، إلاّ أنهم لم ينسوا دينهم الإسلامي وعاداتهم الأمازيغية البربرية، و ثقافات أجدادهم، كما قاموا بتأسيس مجلس الجماعة الذي تولى سلطة تنظيم الحياة الاجتماعية للمنفيين الجزائريين، و جعل المنطقة مجتمعا مصغرا في إقليم غير الجزائر الأم.
* الدكتور عزام عبد القادر عوادي، أستاذ التاريخ بجامعة الوادي
المستـــــعمر الفرنـــــسي انفـــرد بتهجـــــير كل الذيـــن رفـــضوا حكمــــه
أكد الدكتور عزام عبد القادر عوادي، أستاذ التاريخ بجامعة الوادي، أن النفي وسيلة قمعية انفرد بها المستعمر الفرنسي، من أجل فرض و بسط نفوذه و إيقاف كل الثورات الشعبية التي نهضت ضده و رفضت حكمه في كل المدن و الأرياف الجزائرية.
و ذكر الدكتور عوادي، أن النفي و الإبعاد كوسيلة قمعية، كان يمارسها المستعمر الفرنسي ضد الدول التي استعمرها و من بينها الجزائر، خاصة في القرن 19 الميلادي، و تتمثل في النفي إلى خارج البلاد، بهدف تحطيم معنويات الجزائريين و القضاء على شوكة المقاومة ضد المحتل، و تعتبر جزيرة كاليدونيا الجديدة، بالمحيط الهادي، أشهر منفى هجر إليه الجزائريون، ناهيك عن عمليات النفي القريبة، سواء في أوروبا، أو الدول المجاورة، و حتى داخل التراب الجزائري. و أضاف المتحدث أن التهجير لجأ إليه المستعمر الفرنسي كعقوبة قاسية، استهدفت بدرجة أكبر الأشخاص المؤثرين، من أمثال الأمير خالد بسبب انزعاج فرنسا من نشاطه و مطالبه السياسية، فقضى بقية حياته بالعاصمة السورية دمشق ، بالإضافة إلى مصالي الحاج، زعيم نجم شمال إفريقيا الذي تعرض إلى ذات العقوبة. و تعرض المتحدث إلى ما ذكره شيخ المؤرخين الدكتور أبو القاسم سعد الله في مؤلفاته، حيث أكد أن عقوبة النفي منذ عهد حكم المارشال “كلوزيل”، عبارة عن سياسة تقوم على إبعاد جميع العناصر الخطرة ذات النفوذ، أو التي قد تلعب دورا اجتماعيا وسياسيا بين المواطنين، لإثارة الرعب في قلوب الأهالي، و حتى يخلو الجو للسلطات الجديدة.
* الدكتور معاذ عمراني، الأستاذ المحاضر في التاريخ الحديث و المعاصر بجامعة الوادي
الثــورة ضد المستعمر كـــــلّفت أعيان تــقرت النفي المــــؤبد إلى «كايــــين»
اعتبرالدكتور معاذ عمراني، الأستاذ المحاضر في التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي، أن دخول مدينة تقرت سنة 1854 تحت حكم الاستعمار الفرنسي، و ثورة السكان على كل من ولته فرنسا حاكما عليها، كلفت كبار أعيانها و عائلاتهم، النفي المؤبد إلى جزيرة «كايين» ، المستعمرة الفرنسية التي تقع بأمريكا الجنوبية، و وصلت منها رسائل خطية من المهجرين، للسؤال عن أحوال ذويهم و سرد معاناتهم في منفاهم البعيد..
و أوضح الأستاذ المحاضر، أن إعلان إنهاء الحكم الفرنسي على مدينة تقرت في 13 ماي 1871 ، بعد الثورة التي أعلنها الشريف بوشوشة ضد المستعمر، والقضاء على حاكمها الذي فر إلى ضواحي مدينة بسكرة، دفع المستعمر إلى احتلالها مجددا بعد نحو 08 أشهر، وإحكام قبضته عليها، متخذا إجراءات وتدابير ردعية، أهمها الحكم بالنفي المؤبد في حق كبار الأعيان و القادة المقاومين، بجزيرة"كايين"، التابعة إداريا إلى غاية اليوم، إلى فرنسا، لكن رغم أنها بعيدة و تقع في أمريكا الجنوبية، لم يمنع ذلك المنفيين من محاولة الفرار إلى الضفة الأخرى، نحو السواحل الإفريقية.
كما عرج الدكتور عمراني على الوضعية المأساوية التي عاشها الثوار في منفاهم و الظروف الاجتماعية التي وقعوا في قبضتها، بعيدا عن الوطن الأم، مقدما عددا من الرسائل التي كانت تصل إلى ذويهم وأصدقائهم و كانوا قد كتبوها بأيديهم بلغة تتراوح بين العربية الفصحى و العامية، و يسألون من خلالها عن أحوال بلدهم و ذويهم، على غرار الرسالة التي وصلت من طرف أحد أعيان تقرت و يدعى البشير بن حميدة في أوت 1875 ، و أكد المتحدث أن رسائل المنفيين كانت محملة بمشاعر الحزن و الحنين و تعكس الأوضاع النفسية و الاجتماعية الصعبة التي كانوا يعيشونها في المنفى. و أضاف الدكتور عمراني، أن سياسة النفي التي سلطها المستدمر على الجزائريين، كانت تهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه، أن يقف في وجه فرنسا، أو يحمل السلاح ضدها، لكن رغم ذلك لم يقتل هذا الاجراء روح الجهاد عند الشعب الجزائري و استمر في ثوراته الشعبية إلى غاية اندلاع ثورته التحريرية الكبرى، في الفاتح من نوفمبر 54 .
* الدكتور عبد اللطيف الحنّاشي، أستاذ التاريخ بجامعة منوبة تونس
الجزائريون المقيمون بتونس أكثر من تعرض للنفي بين العرب
اعتبر الدكتور عبد اللطيف الحنّاشي، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر بجامعة منوبة في تونس، أن الجزائريين المقيمين بتونس، إبان الاستعمار الفرنسي، أكثر من تعرض للإبعاد والنفي من بين كل المقيمين العرب هناك، و هي واحدة من بين العقوبات الأقل تكلفة التي يمكن أن تقوم بها السلطات الاستعمارية، دون الرجوع إلى السلطة القضائية. و أضاف الدكتور الحناشي، أن الجزائريين المقيمين بتونس، إبان الاستعمار، و المهجرين بسبب بطش المستعمر الفرنسي، من أكثر الجاليات العربية التي تعرضت لعمليات النفي والإبعاد عن تونس، على خلفية ارتباطهم بجهات، اعتبرتها فرنسا معاكسة لمصالحها و لسياستها الاستعمارية في تونس، ناهيك عن الزج بهم في السجون التونسية وممارسة شتى أنواع التعذيب عليهم . وتطرق الأستاذ المشارك في الملتقى الدولي حول المنفيين الجزائريين خلال فترة الاستعمار الفرنسي الذي نظم مؤخرا بجامعة الوادي، إلى دور الجزائريين في الحركة الوطنية التونسية و انخراطهم حتى في الحزب الدستوري التونسي، وهو ما كلفهم النفي من تونس في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، عقابا لهم على النشاط السياسي، إلى جانب أشقائهم في تونس، الذي كان يشكل خطرا على مصالح فرنسا بتونس، أو حتى في بلدهم الأصلي الجزائر.