أعلنت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، اليوم الأربعاء، في بيان لها، عن تأجيل الرحلة البحرية المرتقبة غدا الخميس من الجزائر العاصمة نحو...
* إطلاق إنجاز 1.4 مليون وحدة سكنية عدل «3» قريباأعلن وزير السكن العمران و المدينة، محمد طارق بلعريبي، أمس الثلاثاء عن إطلاق برنامج سكني، جديد في...
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أن ترشح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، يُجسد العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، لتعزيز دور الجزائر...
* مهلة شهر لكل الهيئات الحكومية والمؤسسات لإثراء المشروع سلمت لجنة الخبراء المكلفة من قبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بإعداد مشروعي...
تعرف سوق التمور بوسط مدينة قسنطينة، نشاطا كبيرا وحركية متزايدة تزامنت مع الشهر الفضيل، أين يقبل المواطنون على اقتناء مختلف أنواع التمور المعروضة بمحلات وطاولات الباعة كل وقدرته الشرائية.
انطلقت جولتنا الصباحية بوسط المدينة القديمة، بدءا بسوق بطو عبد الله المعروف محليا باسم «فيروندو»، ثم سوق بومزو، وذلك للوقوف على نشاط بيع التمور بالمنطقة ومدى الإقبال عليه ونحن على مشارف دخول الشهر الفضيل.
و أبرز ما يلفت أنظار الزائر للأسواق،الطريقة المميزة التي تعرض بها التمور على طاولات الباعة، أين يتنافس التجار في عرض منتوجاتهم المتنوعة في حلة تسر كل من يراها فيشتهي الاقتناء منها، لدرجة أن العابر للمكان لا يخرج منه إلا وبيده كيس يحتوي ما أعجبه، ولو كانت كمية قليلة.
وما زاد من جمال السلع المعروضة ببعض المحلات هي تلك المصابيح المتدلية بين العراجين المعلقة، وانعكاس نورها على التمور المرتبة فوق أسطح الطاولات، وقد اعتمدت غالبية التجار على ديكور ربط الإنارة بحبال غليظة صنعت من الخيشة.
اقتداء بالسنة النبوية وعناية بالصحة
ولعل ما يدفع الناس لاقتناء التمور شهر رمضان الفضيل هو اتباع الهدي النبوي والعمل بسنة نبيهم من جهة وحفاظا على صحتهم من جهة أخرى، إذ تقول سيدة في الخمسينات من العمر، إن التمر أمر ضروري لا بد منه، فهو رفيق الصائم الدائم وقتي الإفطار والسحور، ناهيك عن كونه عادة ألفتها الأسر منذ القدم اقتداء بالنبي المصطفى.
كما أفادت أخرى، وهي سيدة ثلاثينية كانت تشتري حبيبات التمر من بائع بسوق بومزو، أنها تقتني التمر تحسبا لقدوم الشهر الفضيل حتى تفطر به هي وأفراد بيتها، نظرا لاحتوائه على عناصر مغذية لتقوية الجسم وكذا مده بالسكريات المفيدة.
وقال أنور، إن اقتناء التمر أمر حتمي خصوصا في شهر رمضان الكريم، بدلا من أكل الأغذية المشبعة بالسكريات والحلويات الضارة بالصحة والتي لا تمد الجسد بالمنافع، بقدر ما تصيبه باضطرابات هضمية وارتفاع السكري بالدم، مضيفا أنه اعتاد الإفطار في المسجد على سبع حبات من التمر، ومواصلة إفطاره بعد العودة إلى المنزل.
سياح أجانب يفضّلون التمور الموضبة
وتعتبر نوعية التمور المعروفة بشمروخ طولقة والتي يباع الكيلوغرام الواحد منها بدءا من 600 دينار، الأكثر رواجا بين عامة المواطنين والمفضلة مقارنة بغيرها من الأصناف، إذ يتم عرضها على طاولات الباعة وسط علب كرتونية بعد أن يتم قصها من العرجون، وهي تتميز بلونها الشفاف وطراوة ملمسها وحلو مذاقها الشبيه بالعسل.
وأفاد باعة التمور بسوقي بطو وبومزو، أن أكثر علب الشمروخ يشتريها أفراد الجالية بالمهجر، المقبلون الذين يصومون رمضان خارج ارض الوطن، فضلا عن الإقبال الكبير على اقتنائها هذه السنة من قبل السياح الذين يزورون المدينة، والقادمين من تونس وليبيا، مؤكدين أنهم يشترون ما يزيد عن أربع علب.
كما يفضل البعض شراء كميات كبيرة من التمر، والاحتفاظ بها في الثلاجة، تجنبا للخروج والتسوق أيام الشهر الفضيل، مفضلين نوعية شمروخ طولقة الذي يباع موضبا في علب كرتونية عليها اسم المنتج وصورة له، فيما يكتفي آخرون باقتناء كميات قليلة من ذات النوعية لا تتعدى النصف كيلوغرام، بقيمة تتراوح من 150 إلى 300 دينار.
كما لاحظنا تقدم آخرين من طاولات بيع التمور، رغبة في الشراء لكن بعد الاستفسار عن الأسعار يكتفون بالتمعن في منظر الحبيبات الذهبية المتدلية من عراجين دقلة نور والتي تقطر عسلا، ثم يواصلون مسيرهم، فيما يقتني البعض الآخر من النوعيات متوسطة الجودة، والتي لا يتجاوز سعرها 300 دينار، كـ «الكنتيشي» و»البريمو».
إقبال يزيد مع الشهر الفضيل
وأخبرنا العم نور الدين، وهو بائع تمور ينشط بسوق بومزو منذ سنوات، أن سوق التمور يعرف نشاطا وحركية طيلة فصول السنة، ولديه زبائن أوفياء يقصدونه في مختلف المناسبات، لكن الإقبال يزيد مع حلول الشهر الفضيل وخصوصا في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر شعبان و طوال الشهر وفي المقابل يقل بأواخر الشهر.
وهو الأمر الذي أكده بائع آخر، قال إن الزبائن يقتنون التمور بشكل مكثف في الأيام الأولى من رمضان، فيما يقل استهلاكها نهاية الشهر، ويتوجه الناس لشرائها بكميات قليلة بقيمة 100 دينار.
وأفاد بائع، أن أسعار التمور هذا الشهر ثابتة لم تتغير، وهي نفسها أسعار السنة الفارطة، موضحا من جهته، أن التجار لا يرفعون ثمنها في الشهر الفضيل، نظرا لوجود منتوجات أخرى منافسة خلال هذه الفترة، منها الزلابية و الصامصة والشامية وغيرها، مضيفا أنه حتى لو طرأت زيادة فستكون بنسبة قليلة لا تتعدى 30 دينارا، لكن المؤكد على حد قوله، أن الأسعار سترتفع بعد رمضان.
من جهة أخرى، قال بائع يعمل بسوق بطو، إن هناك وفرة في إنتاج التمور بالجزائر على مختلف أنواعها، بالأخص ذات الجودة العالية مثل العرجون والشمروخ، لكن الإشكال حسبه هو عدم وجود المشتري سواء من المستهلكين أو التجار، مرجعا ذلك إلى لهيب الأسعار.
وأرجع التجار زيادة الأسعار، إلى استعمال غرف التبريد في تخزين المنتج، حيث قال البائع خليل، إن التمور لم تعد تخرج للأسواق في وقتها المحدد بفصل الخريف، وتترك إلى غاية الشتاء، وهذا من الأسباب التي أدت لتصدير المنتوج نحو الخارج خصوصا مع الوفرة في الإنتاج.
أسعار تتباين حسب النوعية
والمتجول بين أروقة سوقي بطو وبومزو، سيلحظ تنوعا في العرض، يقابله ثبات في الأسعار، فأسعار رمضان المنصرم هي نفسها الشائعة هذه المرة، فالكيلوغرام الواحد من عرجون دقلة نور يتراوح من 700 إلى 1000 دينار حسب النوعية والجودة، أما العرجون الكامل فقد يصل سعره إلى 3000 دينار فما فوق، فيما يباع الكيلوغرام من الشمروخ بسعر يبدأ من 600 إلى 650 دينارا.
أما النوع المعروف باسم «فرازة» فيعرض بسعر 300 دينار، في حين أن الكنتيشي وهي حبيبات صغيرة من التمر الأصفر اليابس، فتباع من 150 إلى 200 دينار، بينما الحبات المأخوذة من العرجون والمعروفة محليا بـ»الفراك» أو «البريمو» فسعرها من 250 إلى 500 دينار، و «الكبريسو» بـ 250 دينارا، أما البلحة فمن 200 إلى 300 دينار.
كما لاحظنا هذه المرة وعلى غرار السنة الماضية، إقبالا على اقتناء «الغرس»، يرجعه التجار إلى أن هذا المنتج يشترى قبيل حلول الشهر الفضيل، فيما ينعدم الإقبال عليه في الأيام الأولى من رمضان، إلى غاية بلوغ العُشر الأخير من الشهر تحضيرا لحلوى عيد الفطر.
ويعرف سعر «الغرس» ارتفاعا ملموسا بحوالي 100 دينار زيادة عما كان عليه في السنوات السابقة، فثمن الكيلوغرام من «غرس البطانة» يبدأ من 220 إلى 250 دينارا وهذا الاختلاف راجع لنوعية وجودة التمر المستخدم، أما الموضب داخل علب بلاستيكية أو المغلف بورق شفاف، فسعره من 180 دينار إلى 200 دينار.
وردا على استفسارنا حول أي منتوج يلقى إقبالا من الزبائن، قال بائع، إن كلا المنتجين من نوعية جيدة، لكن يبقى الاختيار راجع إلى رغبة كل زبونة، فهناك من تفضل المعلبة حتى تتفادى مشقة التعب، أما من ترغب في الحصول على ذوق مميز بـ «المقروض» أو «البراج» فتختار «غرس البطانة».
ويتم الحصول على المنتج من أسواق بيع التمور بسعر الجملة بولاية بسكرة، وعن «غرس البطانة» قال البائع، إنها تصنع من تمر الدقلة أوأنواع مختلفة ثم يتم طحنها ومزجها والاحتفاظ بها في أكياس من القماش.
وقال التاجر إن الغرس التي كانت تباع في وقت سابق بـ 100 دينار أضحت بـ 180 إلى 200 دينار، أما «غرس البطانة» ذو النوعية الجيدة فيباع من 220 إلى 250 دينارا ومتوسط الجودة من 160 إلى 180 دينارا، مضيفا، أن الأسعار قد تضاعفت في الأساس لدى تجار الجملة والفرق بين ثمن التجزئة والجملة يتمثل في 50 إلى 80 دينارا.
رميساء جبيل