التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
أطلقت الشابة حنين ابنة مدينة خنشلة، مبادرة فريدة منذ بداية شهر رمضان، تتمثل في تحضير أطعمة و توفير منتجات حمية غذائية موجهة لمرضى السيلياك الذين يعانون من الحساسية لمادة الغلوتين حيث توفر مخبوزات وحلويات متنوعة لا تقل لذة عن الأصناف المصنوعة من دقيق القمح و الفرينة البيضاء وشعارها في ذلك « لنجعل من السيلياك تميزا و ليس مرضا» .
كلتوم رابية
من المطبخ إلى الزبون مباشرة
حنين صاحبة 28 سنة وهي ربة بيت، متحصلة على شهادة ماستر في اللغة الانجليزية، قررت أن تقدم إضافة مختلفة هذه السنة بتحفيز من زوجها، الذي شجعها على الإسهام في تغطية حاجيات مرضى السيلياك من الأطعمة في شهر رمضان بعدما طرحت عليه فكرة مشروعها، الذي يهدف إلى مساعدة هذه الفئة على الصوم و الإفطار على مائدة متنوعة، حيث بدأت في إعداد مخبوزات و حلويات عديدة تحضرها بعناية كبيرة و تختار مكوناتها بكل حذر لتوفير خيار واسع أمام الصائمين من مرضى السيلياك، دون أن يتسبب الطعام في الإضرار بصحتهم وانطلقت في التسويق والترويج لمنتجها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أين تقترح على متابعيها قائمة واسعة يمكنهم أن يختاروا ما يناسبهم و ما يشتهونه منها، إلى جانب أخذ طلبياتهم و اقتراحاتهم بعين الاعتبار .
قالت حنين للنصر، بأن الفكرة راودتها بعدما وقفت على معاناة قريبة لها تعاني من المرض، الذي يعرف بأنه أحد الأمراض الناتجة عن اضطراب في المناعة الذاتية، يجعل الجسم يرفض الغلوتين الموجود في القمح و الشعير، ما يتسبب بحساسية مزمنة تصيب الجهاز الهضمي على مستوى الأمعاء الدقيقة.
و أوضحت، بأنها كانت ترافق قريبتها المريضة عند الأطباء و المختصين، وهو ما جعلها تتعرف عن قرب على كل ما يخص المرض و تدرك معاناة هذه الفئة من المرضى، بما في ذلك آلام البطن و الانتفاخ و الإسهال و الإمساك و فقدان الوزن، وعليه فقد قررت المساعدة و بحثت عن أدق التفاصيل حول المرض و كونت قاعدة معلومات مهمة عن الأمور التي يجب تجنبها و ما يجب اتباعه أيضا، و استعملت من المختصين عن طبيعة النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، قبل أن تنطلق فعليا في العمل على مشروعها مع بداية رمضان.
و أشارت إلى أنها اختارت هذا التوقيت بالذات، لأنها مناسبة تكثر فيها العزائم و التجمعات العائلية و تتزين خلالها الموائد بأشهى الأطباق، وهو ما يضاعف اشتهاء هؤلاء المرضى للمخبوزات و خاصة الحلويات، التي انطلقت في تحضيرها باستخدام مكونات مناسبة وصحية مع اللعب على جزئيات بسيطة في الطهي تضمن اللذة و تميز الطعام، بحيث لا يشعر المستهلك بفرق بين الأنواع العادية وتلك الخالية من الغلوتين.
اجتهاد لكسب ثقة الزبون
و أضافت الشابة، بأن منتجاتها تعتبر بديلا صحيا للمرضى يسهل الحصول عليه، خاصة في ظل المتاعب التي يجدونها في العثور على المواد الغذائية الخالية من الغلوتين في الأسواق بسبب محدودية العرض، مؤكدة بأن التسويق عبر الإنترنت يقدم المنتج للزبائن و يجنبهم عناء التنقل و البحث عنه، خاصة و أنهم ملزمون بالحمية الغذائية مدى الحياة .
و أوضحت محدثتنا، بأنها توفر الكثير من الأطعمة من مخبوزات و حلويات صحية متوازنة، بطعم لذيذ و أسعار في متناول الجميع، حتى يتسنى للمرضى الحصول على ما يشتهونه تحت شعار «لنجعل من السيلياك تميزا و ليس مرضا».
وتعرض على زبائنها أنواعا متعددة مثل هريسة اللوز بـ 150 دج، و خبز الباغيت بـ 120 دج، وتقدم 8 من قوالب الحلوى بـ 500 دج، و 8 من أوراق البوراك أو الديول بـ 250 دج، و أربع قطع من خبز البارغر مقابل 350 دج، إلى جانب أربع قطع من خبز الطاكوس بـ 400 دج ، كما تصنع الكعك بنكهة الفانيلا و زبدة الفول السوداني بدون غلوتين و تبيع القالب مقابل 500 دج وهي منتجات تحضر يوميا أو حسب الطلب وتنقل من المطبخ إلى الزبون مباشرة.
وحسبها، فإن التعامل مع مرضى السيلياك يتطلب حذرا شديدا، ما يجعلها تركز كثيرا على عامل النظافة و تحرص على كل تفصيل في عملية الطبخ، بداية باقتناء المكونات التي تدقق جيدا في محتوياتها و تقرأها بعناية لتتأكد من أنها خالية كليا من الغلوتين، كما تحرص على تنقية محيط العمل تماما من هذه المادة، مع توفير أدوات و أوان خاصة للطهي و عدم خلطها مع ما يستعمل لتحضير الطعام العادي، لضمان شروط السلامة، مؤكدة بأنها تجتهد كثيرا لكسب ثقة الزبائن لأن الأمر متعلق بصحتهم، ما يستوجب الإتقان و المعاملة الطيبة و التركيز على الذوق كذلك .
وأكدت حنين، أن هذه الالتفاتة لاقت صدى في أوساط المرضى و أنها تحصي حاليا ما يعادل 30 زبونا نصفهم أوفياء بشكل يومي لمنتجاتها، علما أنها تروج لعملها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتسهل على المرضى التعرف على منتجاتها، و تقدم لهم فرصة طلب ما يشتهونه، لتقوم هي بتحضيره بالاعتماد على مواد ومكونات صحية وفق شروط دقيقة، بعدها يتم تحويل كل الطلبيات إلى مطعم زوجها المتخصص في تقديم الأطباق العادية، مراعاة لشعور البعض بالحرج من الإفصاح عن طبيعة مرضهم.
غلاء المواد الأولية يحد النشاط
و من أهم الصعوبات التي واجهتها لتوفير منتجاتها خلال هذا الشهر، هو مشكل الحصول على المواد الأولية عالية الجودة، و التي تعد مكونات رئيسية لضمان تميز الذوق، موضحة بأنها كانت ستتخلى عن فكرة المواصلة في البداية بسبب غلاء أسعار المواد الأولية، ولكن إدراكها لحاجة المرضى إلى مثل هذه المنتجات و معاناتهم للحصول عليها، دفعها إلى المتابعة مؤكدة، أنها تسعى مستقبلا إلى توسيع المشروع وإضافة أصناف جديدة إلى قائمة الأطعمة التي تحضرها لمرضى السيلياك، لأجل إرضاء الجميع على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم المادية.
وعن هذا النوع من المنتجات المنزلية، أكد أخصائي التغذية عبد الرزاق نويوة، بأنها صحية وأكثر ملاءمة للمرضى الذين يحتاجون إلى أطعمة بدون غلوتين وقال بأن المشاريع المنزلية منتجة ومناسبة لأنها تقدم أطعمة غير مصنعة ومعدة بعناية و طازجة أيضا مشددا على إلزامية التقيد بالعديد من الشروط و إتباع النصائح بعناية لتجنب التلوث الغذائي الناجم عن اختلاط مادة الغلوتين بالطعام، خاصة ما يتعلق بإعداد المخبوزات والحلويات باستخدام الدقيق المصنوع من الأرز والذرة و البطاطا وغيرها من المصادر، التي يجب أن تكون موثوقة حسبه تفاديا للمنتجات المغشوشة.
توجيهات خاصة لحماية المستهلكين
وذكر بضرورة تجنب المواد الصناعية والتلوين والنكهات الغذائية، التي يمكن أن تحتوي على الغلوتين، مع التركيز على نظافة مكان و أدوات العمل و عدم خلطها بالأدوات المستعملة لتحضير الوجبات الغذائية العادية.
و أكد الأخصائي، على أهمية تكثيف العمل التحسيسي لفائدة مرضى السلياك و تقديم عدة نصائح و إرشادات خلال شهر رمضان الذي تتنوع فيه الأطباق على موائد الإفطار، ما يتطلب الحرص و الابتعاد عن كل المنتجات التي تحتوي على الغلوتين و استخدام الأنواع البديلة مشيرا، إلى أن العائلات تجتمع عادة خلال شهر رمضان على طاولة واحدة، الأمر الذي يضاعف احتمال تلوث الأكل بالغلوتين عن طريق فتات الخبز أو « الكسرة»، لهذا يفضل أن يتناول مرضى السيلياك الأكل على طاولة منفردة.