علي منجلي وجهة رئيسية للكثيرين: المراكز التجارية تعوض نقص مرافق الترفيه بقسنطينة

تحولت المراكز التجارية الكبرى بقسنطينة، إلى قبلة مفضلة لعائلات من داخل الولاية و خارجها  ، لاسيما خلال الفترة المسائية، إذ يقصدها الكثيرون للراحة والترويح عن النفس، بفضل توفرها على بعض الفضاءات الخدماتية كالمطاعم  و المقاهي و صالات اللعب، ومع اشتداد درجة الحرارة سجلت تلك الفضاءات تدفقا كبيرا.
تصنع الأسر القادمة من قسنطينة وضواحيها، أجواء جميلة وهي تستمتع بالمرافق الترفيهية  الموجودة داخل المراكز التجارية  التابعة للمدينة الجديدة علي منجلي، خاصة ما يتوفر منها على مساحات خاصة بالأطفال، حيث يلعبون ويأخذون صورا تذكارية، فيما يستمتع الأولياء بالتسوق أو بالجلوس للراحة في المقاهي وغيرها.
مدينـــة لا تنــــام
التقت النصر، بأفراد و عائلات في بعض المراكز التجارية  على غرار «صون فيزا»  و «لاكوبول» و«رتاج المول» وقال من حدثناهم، إن نقص مرافق  الترفيه بقسنطينة، جعلهم يقصدون  فضاءات التسوق لاتساعها وتوفرها على مقاعد للجلوس، كما أوضحوا لنا، بأن تجهيز بعض المساحات بألعاب للأطفال، يسمح باستيعاب الصغار و يمكن من إبقائهم منشغلين ومستمتعين بعيدا عن خطر الشارع و السيارات.
وقالت السيدة لمياء، التي كانت تتجول رفقة ابنتيها، إنها تفضل قضاء المساء في التجول داخل المراكز التجارية  نظرا لتعدد الخدمات وتوفر الأمن، مضيفة بأنها تخرج مع نهاية المساء و تبقى إلى غاية ساعة متأخرة من الليل دون أن تشعر بالخوف بفضل الأمن و الحركية الكبيرة للعائلات في المدينة الجديدة علي منجلي، كما أن ما يميز هذه الفضاءات حسبها، هو توفرها على جميع شروط الراحة، فضلا عن وجود كاميرات للمراقبة في كل مكان لتسجيل أية تجاوزات قد تقع.
أما السيد عثمان موظف بالقطاع العام، فأوضح بأن العائلات وجدت في المراكز التجارية ملاذا للهروب من الحر  وشح المرافق الترفيهية  في المنطقة خصوصا بالمدينة الجديدة و البلديات القريبة كعين سمارة و حتى الخروب و عين عبيد مضيفا، بأن المنطقة تعرف كثافة سكانية  كبيرة خاصة في ظل التوسع العمراني  الحاصل و المستمر وهو ما يزيد الحاجة إلى فضاءات أوسع للراحة و للتنزه.

ويرى عون أمن بالرتاج مول، أن علي منجلي تحولت إلى مدينة لا تنام بفصل مراكزها التجارية الحديثة التي تتربع على مساحات شاسعة، ناهيك عن فضاءات الترفيه والألعاب والخدمات التي تتوفر عليها كالمطاعم  والمقاهي، ما يتماشى مع متطلبات الزبون.ولاحظنا خلال تواجدنا بحظائر هذه المراكز، عددا معتبرا من مركبات بترقيم يعود لولايات مجاورة كسكيدة و خنشلة قالمة و باتنة و سطيف، كما رصدنا عددا من العائلات التي اختارت فضاء الألعاب للجلوس و الراحة بدلا من التجول بين المحلات.توفر هذه المراكز على اختلافها و تنوع الخدمات فيها مرافق ترفيهية مطلوبة جدا كما لاحظنا، وهي أروقة ألعاب الأطفال و الألعاب الإلكترونية الموجهة للبالغين كذلك، حيث يتحدد سعر تذكرة اللعب حسب نوع اللعبة، تتراوح الأسعار عموما بين 100 و200 دينار.
خدمــات الإطعــام تضاعـف الاستقطــاب
تأتي المطاعم و المقاهي النسائية و الرجالية، في ترتيب مواز من حيث الاستقطاب بفضل ما تقدمه من عروض وأنشطة ترفيهية خاصة بالأطفال وعائلاتهم، وتتيح الموزعات الآلية لسحب الأموال، فرصة للكثيرين للاستفادة من خدمات أكثر تنوعا، كما توجد في غالبية المراكز كراس للجلوس و أخرى للتدليك، يستريح عليها البعض، وكلها خدمات تسمح للزوار بقضاء ساعات من المتعة و الترفيه في بناية مكيفة و مجهزة  بشكل جيد و حديث.
ويؤكد في هذا السياق، المكلف بالإعلام بالمركز التجاري رتاج مول، عمر أوراغ، بأن المركز يعتبر الأكثر استقطابا بقسنطينة، لما يوفره من خدمات متنوعة على غرار محلات متعددة النشاطات، وكذا فضاء للترفيه مزود بألعاب للأطفال والكبار كلعبة المقص، والسفينة وسينما ثلاثية الأبعاد، مشيرا إلى أن قلة الفضاءات الترفيهية والمساحات الخضراء في الولاية حول المكان إلى قبلة أولى للعائلات الباحثة عن الراحة.
وأوضح المتحدث، بأن المركز يعد من أكبر الفضاءات التجارية في المنطقة، وينتعش صباحا بفضل الأعداد الكبيرة من الزوار الذين يحجون  إليه من مختلف الولايات المجاورة، سواء عبر رحلات منظمة أو عائلية، وكذا من بلدان أجنبية كليبيا وتونس، وليلا بفضل العائلات القسنطينية  التي تصنع حركية كبيرة هربا من حرارة البيوت.

وكشف أوراغ، بـأن المركز يسجل  نسبة تدفق تقدر يوميا بحوالي 30 ألف زائر في الأيام العادية، و 40 ألف زائر نهاية الأسبوع، و60 ألفا في المناسبات، وهو رقم يعكس نجاحه بفضل الأمن و النظافة و توفره على العديد من المرافق الترفيهية المناسبة للعائلات وبأسعار في متناول الجميع، مضيفا بأن الهدف هو رفع عدد المتسوقين، وتقديم خدمات عصرية أخرى.
من جهة أخرى أوضح  صاحب مقهى بالمركز التجاري «لاكوبول»، أن المراكز التجارية بالمدينة الجديدة علي منجلي تعد أفضل متنفس للعائلات خلال فصل الصيف،  نظرا لما توفره من مرافق  ترفيهية تمكن  من الترويح عن النفس  و تنظيم اللقاءات و حتى الحفلات أحيانا. مؤكدا أن المقهى الذي يديره يعرف منذ بداية موسم الصيف  إقبالا كبيرا من  المواطنين من داخل و خارج قسنطينة يقصدونه  للاستمتاع بالهواء العليل على سطح المركز، ولقضاء وقت عائلي ممتع وسهرات مميزة .
وأضاف المتحدث، أن  المركز التجاري أصبح يعرف حركية غير عادية من قبل العائلات خاصة في الفترة المسائية، لاسيما وأنه يتوفر على فضاءات مخصصة للترفيه والتسلية نالت إعجاب زائريه بالإضافة إلى المحلات التي تعرض آخر موديلات الملابس، مشيرا إلى أن ما شجع  الكثيرين على القدوم إلى المركز التجاري خاصة في الفترة المسائية هو موقعه الإستراتيجي، كونه قريبا جدا من محطة الترامواي والحافلات.  
نحـو التوســع أكثــر
يذكر كذلك، أن المدينة الجديدة تدعمت بمركز تجاري آخر مقابل الرتاج المول في الجهة العلوية  من المرتقب أن تكتمل الأشغال به بعد سنتين حسبما قاله أحد العاملين على مستوى الورشة الخاصة به، كما سيفتتح بمنطقة الكيلومتر السابع الواقعة بين مدينتي قسنطينة و عين سمارة عبر الطريق الوطني رقم 5، مركز تجاري ضخم بمواصفات عالمية، أطلقت عليه تسمية سيتي مول، بلغت نسبة الأشغال به أكثر  من النصف في انتظار أن يفتح أبوابه للزوار، حيث يضم مئات المحلات وعشرات المطاعم وأماكن للترفيه وحظائر للسيارات، وهو أمر يعكس  نجاح  هذه المراكز التجارية التي انطلقت بمواصفات مقبولة وأصبحت  عالمية، ابتداء من الرتاج القديم ولالة باية  وصولا إلى الرتاج مول وسيتي مول.
                                                لينة دلول