* إطلاق إنجاز 1.4 مليون وحدة سكنية عدل «3» قريباأعلن وزير السكن العمران و المدينة، محمد طارق بلعريبي، أمس الثلاثاء عن إطلاق برنامج سكني، جديد في...
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أن ترشح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، يُجسد العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، لتعزيز دور الجزائر...
* مهلة شهر لكل الهيئات الحكومية والمؤسسات لإثراء المشروع سلمت لجنة الخبراء المكلفة من قبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بإعداد مشروعي...
أكد الناطق باسم المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم، أمس، بأن وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق قد تلجأ إلى إجراءات رقابية مشددة على أصحاب...
يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام التلفاز خلال العطلة الصيفية، و تعتبر أفلام الكرتون من البرامج المحببة إن لم تكن الوحيدة التي تستهويهم، و ينتهي الأمر بتعلق الصغار بشخصيات كرتونية معينة تصبح بمثابة قدوة أو بطل خارق، غير أن نوعية الرسوم التي تبث في السنوات الأخيرة اختلفت نسبيا و صار الترفيه مرتبطا برسالة تتضمن الكثير من مشاهد العنف البصري و حتى اللفظي
و تقوم القصة بالأساس على صراعات لا تنتهي، أو قد يتمحور الكرتون حول شخصية خيالية غريبة الأطوار تقوم بسلوكيات غير مقبولة أو تتحدث بطريقة غير سليمة، يحدث أن يتأثر بها الأطفال
و يقلدونها ولذلك يحذر مختصون من تأثير ما يشاهده الصغار على شخصيتهم و تشكيل الوعي عندهم و طريقة الاكتساب، مع الدعوة إلى مراقبة و تنظيم تعرض الطفل للشاشة خلال العطلة.
عالم مواز بمفاهيم متضاربة
يكثر الحديث عن نوعية الرسوم المتحركة التي صارت تعرض على الشاشات، و وجود اختلاف كبير بين ما كان ينتج قبل عشرين سنة ماضية و بين ما يبث في أيامنا، خاصة في ظل الخلط بين المانغا الموجهة لجمهور معين يشمل المراهقين و البالغين وبين أفلام الكرتون المخصصة للصغار، فضلا عن طبيعة الرسائل التي تحملها هذه البرامج و طريقة تصوير الشخصيات و طبيعة الحوار و المشاهد، أين يغلب العنف على مختلف الأحداث، ناهيك عن الترويج لبعض المفاهيم التي تتعارض مع طبيعة المجتمع على غرار قضية الجندر، و تتداول أمهات في العديد من مجموعات الفيسبوك، الموضوع بشكل بارز هذه الأيام مع استمرار العطلة الصيفية الطويلة و تزايد الحجم الساعي الذي يقضيه الأطفال أمام التلفاز.
أمهات طرحن من خلال تعليقاتهن في مجموعة " أمهات إيجابيات"، تساؤلا حول التحول الكبير في مضامين الرسوم المتحركة و تضاعف مشاهد العنف، و أجرين مقارنات تبين بأن الرسوم كانت تتناول مواضيع الوفاء والصداقة والعلاقات الأسرية وتحمل براءة الأطفال وبساطة الحياة، لكنها صارت أعقد و تخاطب الطفل بلغة البالغين كما في مسلسلات " ميراكيلوس" و " بيجاماسك" و " زاك ستورم" و " غوست فورص" و " مغامرات لونيلا والديناصور الأحمر" و كرتون " وقت المغمارة" الذي يعد الأسوأ حسبهن، خاصة بعدما اتضح بأنه يطرح ضمنيا قضية الهوية الجندرية و المثلية من خلال بعض الحوارات بين أبطاله وبعض الأحداث و حتى صورة الشخصيات وتركيبتها الجسدية.
فضلا عن ذلك، تصور هذه الرسوم المتحركة عالما لا وجود له وشخصيات غير واقعية لا تشبه البشر ولا الحيوانات بل هي كائنا هجينة أو مشوهة الشكل والوجه تصدر أصواتا وحركات غريبة، و تتحول من بشر إلى وحوش أو مخلوقات عجيبة يشاهدها الطفل ويتفاعل معها ويحبها ويتقمص شخصيتها في لعبه مع الآخرين، وحتى عند تواصله مع أفراد عائلته.
أجرينا استطلاعا عن الموضوع شمل أولياء أمور، فقالت السيدة إلهام، أم الطفل أيمن البالغ من عمره خمس سنوات ونصف، أن ابنها يشاهد كثيرا الرسوم المتحركة منذ أن كان أصغر سنا، لدرجة أنه صار يقلد أبطال الكرتون في الحركات و الأصوات و يعتبر نفسه واحدا منهم، وهو مشكل اتفق حوله جل من حدثناهم.
تكريس مبطن للعنف
كشفت دراسة أمريكية أجرتها جامعة بيرغهام يانغ، أن السلوك الاجتماعي والجسدي للأطفال أصبح عنيفا بشكل واضح بسبب أبطال المسلسلات الكرتونية الخارقين، على غرار سبيادر مان و باتمان و سوبرمان، وأجرى الباحثون بقيادة الخبيرة سارة كوين اختبارات على 240 طفلا تتراوح أعمارهم بين ثلاث و ستة أعوام ونصف على مدار عام كامل.
ودرس الخبراء كل بطل كرتوني و إلى أي مدى يمكن أن يؤثر على سلوك الأطفال سواء بالفعل أو الكلام، وتبين أن الرغبة في العنف تزداد لدى الأطفال، كلما أقبلوا أكثر على مشاهدة مسلسلات الأبطال الكرتونية.
و بينت الدراسة أن الأطفال أجابوا عما يجعل البطل بطلاً، بالقول: "لأنه يضرب و يدمر كل شيء"، فيما قال آخرون " لأنه يمكن أن يطير و يمكن أن يصطاد آخرين بشبكته".
أثبتت الدراسة من جهة أخرى، أن الفتيات كن أقل عرضة لتأثير الأبطال الكرتونيين لأن غالبية الأبطال من الذكور، كما أنهن أكثر ميلا إلى القصص التي تدور أحداثها عن الواقع والحياة اليومية.
النفسانية التربوية والمعالجة الأسرية صبرينة بوراوي
الأطفال يميلون إلى تقليد أبطالهم و الاقتداء بهم
حسب النفسانية التربوية والمعالجة الأسرية صبرينة بوراوي، فإن مرحلة الطفولة هي فترة عمرية مهمة في حياة الإنسان، تتكون فيها الأسس القاعدية لشخصيته، وترى بأن أي استثمار لتغيير المجتمع يبدأ من الطفل، الذي تتكفل أسترته بتعليمه المبادئ الأولية والأساسية للتربية والسلوك، ثم تليها المدرسة التي تتولى عملية ترسيخه قواعد التعامل والتصرف، لتأتي فيما بعد وسائل الإعلام مثل التلفزيون والإنترنت.
وأكدت النفسانية، بأن الأسرة هي المسؤولة عن تربية أطفالها وهي من تتحمل مسؤولية تنازلها عن تربيتهم لمؤسسات أخرى، لأن دورها ملازمة الطفل خلال مراحل نموه و القيام بمهمة توجيهه و إرشاده تجنبا لأي مغالطات قد تزج به في المتاهات.
و رغم أن وسائل الإعلام والإنترنت تعتبر مؤسسة ثانوية لتعلم الطفل، إلا أن الواقع يعكس غير ذلك حسبه، بسبب ما تبثه من مشاهد وصور تروج للعنف بطريقة غير مباشرة يتلقاها الطفل ويتفاعل معها.
وأضافت المتحدثة، أن الطفل بات يقضي جل وقته أمام الشاشات الإلكترونية، خاصة أثناء العطلة بغية الترفيه وتمضية الوقت، مما يستحوذ على عقله و جعلته يغوص فيما يتابعه من أفلام ورسوم كرتونية بتركيز كبير كِبر الحجم الساعي، لملازمته لهذه الشاشة دون رقيب أو موجه، لدرجة أنه أصبح يتقمص شخصيته المفضلة ويقلدها في سلوكياتها وارتداء ملابسها.
ولا يجب إغفال أن تقليد الشخصيات التلفزيونية المفضلة يعد أمرا طبيعيا، لأنه أحد أساسيات التعلم واكتساب المهارات، إلا إذا زاد عن حده فقد يتحول إلى مرض نفسي يعاني منه الطفل وأسرته، تضيف الاستشارية.
وأكدت، أن بعض الأطفال أصبحوا يرتبطون بالشخصيات الكرتونية الخيالية ويشعرون بالانجذاب والتعاطف اتجاهها أكثر مما يشعرون به تجاه الأشخاص من حولهم وهذا راجع بحسبها، إلى قصة الكرتون المدروسة سلفا من طرف مختصين.
وترى في ذات السياق، أنه وبالرغم من كونها علاقات أحادية الجانب مع الشاشة إلا أن تلك الشخصيات تجلب لهم السعادة، مستندة إلى عدد من الدراسات التي أثبتت أن تأثير الأفلام والشخصيات الكرتونية على الأطفال يكون تراكميا، أي لا يظهر هذا التأثير من متابعة هذه الأفلام أو المسلسلات لوقت قصير، بل هي نتيجة تراكمية تؤدي مستقبلا إلى نتائج خطيرة، خاصة تلك التي تعرض كما كبيرا من العنف والخيال والسحر على حساب المبادئ والعقيدة الدينية بأسلوب غير مباشر.
وأشارت، إلى أن بعض الرسوم المتحركة التي ظهرت مؤخرا أصبحت توهم الطفل بأن العنف جزء طبيعي من حياتنا اليومية، وأنه سمة لصيقة بالبطل، وهذا راجع بحسبها إلى المخرجين الذين يصورون بأن العنف عمل بطولي يستحق الاحترام والتقدير.
وأوضحت، أن مشاهد العنف تكبح النمو الفكري وتطور شخصية الطفل واستقلاله فهو يستسلم لشخصيته المفضلة دون حراك ولا يفعل شيئا سوى الإنصات، كما تجعله كائنا انطوائيا يخشى المصاعب ويتهرب من مواجهتها.
وأضافت بوراوي، أن الطفل حين يتعلق ببطل كرتوني معين ويقلده في طريقة الكلام والصوت وحتى العبارات المستعملة فإنه يفرض على أسرته أن تقتني له كل ما يتعلق ببطله حتى في لباسه وأدواته المدرسية، وبدلا من أن تقوم الأسرة بدور الموجه وتعدل السلوك طفلها نجدها طرفا في تثبيت السلوكيات السلبية عن غير قصد أين يتوجه طفلها للمدرسة وهو محاط بالشخصية التي تعلق بها ليكمل خياله هناك.
وأكدت المستشارة، أن هذه الرسوم والأفلام الكرتونية أنتجتها مجتمعات لا تمت بصلة للمجتمع الجزائري ولا لأفكاره وقيمه وعاداته وتقاليده، وتشدد على ضرورة ممارسة الأسرة لدورها الكامل لضمان تنشئة أطفالها تنشئة سليمة مبنية على أسس تربوية ووجدانية ملائمة، مع التركيز على مرافقة الطفل أثناء مشاهدته التلفاز من أجل اختيار البرامج التي تفيده كالبرامج التعليمية والتثقيفية، مع تقنين مدة المشاهدة لما لها أيضا من سلبيات على نموه اللغوي والفكري والتواصلي، واستبدال ذلك الوقت بالتردد على الفضاءات الرياضية والثقافية والعلمية.
أخصائية الصحة النفسية
والعقلية إسمهان غوميدان بلاغة
التعلق بالشخصيات الكرتونية قد يفرز عزلة اجتماعية
ترى الدكتورة إسمهان غوميدان بلاغة، أخصائية الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين، بأن الطفل خلال مشاهدته للتلفاز، قد يتعرض لتأثيرات ثنائية الأبعاد على عكس تعاطيه مع محيطه الواقعي، فيختلف لديه حجم الأشياء والأشخاص عما هو في الحقيقة، لكنه يخزن المعطيات في شكل صورة واحدة دون الفصل بين الحقيقة والخيال.
وأوضحت الطبيبة، أن العديد من الدراسات أكدت بأن مشاهدة الكرتون وبخاصة الأفلام ذات الإيقاع السريع، تؤثر سلبا على المهارات التنفيذية للطفل مقارنة مع الرسوم المتحركة القديمة ذات الإيقاع البطيء والمحتوى التعليمي والتربوي، مضيفة أن الكرتون المدجج بالمحتوى الخيالي والعنف يؤثر سلبا على هذه المهارات، والتي تعتبر أساسية لنمو الطفل العصبي والعقلي والاجتماعي.
و فيما يخص تعلم النطق و طريقة الحديث و تشكيل العبارات و توظيف الكلمة للتعبير عن الفكرة، قالت إن الأطفال الذين يجلسون لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون ويشاهدون أفلام الكرتون، هم أكثر عرضة للإصابة بتأخر الكلام بمعدل 3.9 أكثر من الأطفال غير المعرضين للشاشة، فضلا عن أنهم يفتقدون لأساليب التعبير التي تعتمد على الإيماءات والإيحاءات.
وأضافت الدكتورة غوميدان بلاغة، بأن الطفل عندما يشاهد رسوما متحركة جديدة سريعة الإيقاع فهو يكثف انتباهه على الشاشة، ولا يحرك رأسه يمينا و لا شمالا، مما ينقص انتباهه التلقائي و تركيزه حول نشاط معين، مشيرة إلى أن العديد من الدراسات بينت بأن نسبة الانتباه والتركيز تقل عن المعتاد عند الأطفال الذين يلعبون أو يدرسون أمام التلفاز. لينة دلول