أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
ساهمت صفوف محو الأمية بقسنطينة، في إنارة دروب فتيات في ربيع العمر، حرمن من الدراسة لظروف قاهرة، قبل أن يجدن في طريق العلم بابا للفرج، كما روته أستاذة محو الأمية، هدى زيد المال، التي سردت تجارب ملهمة لشابات بينهن من تخرجن هذه السنة وبينهن من لا يزلن يرفعن التحدي لأجل التحرر، اقتداء بزكية يسعد، المجاهدة التي حملت القلم وهي في سن 84، بعدما تخلت عنه لأجل السلاح أيام الاستعمار، وهي قصة عنوانها الإرادة و الإيمان.
* أستاذة محو الأمية هدى زيد المال
من مستنقع الجهل إلى محيط الطموح
حدثنا أستاذة محو الأمية هدى زيد المال، عن قصص مؤلمة لفتيات حرمن من الدراسة بينهن ثلاث أخوات أعمارهم 14 و 17 و 18 سنة، لم يطأن المدرسة يوما بالرغم من أن منزلهن كان قريبا منها، و السبب مرض الأم فيما تخلى الأب عنهن و تزوج تاركا بناته غارقات في الجهل و الأمية، بالرغم من أنه شخص متعلم، فاضطررن إلى التخلي عن حلم القراءة و الكتابة و اخترن طريق العمل ليعلن أنفسهن، و هو ما أثر عليهن كثيرا نفسيا واجتماعيا، غير أن والدهن تدارك الأمر و قام بتسجيلهن في صفوف محو الأمية لاحقا، وقد تخرجت إحداهن هذه السنة، وتستعد لمواصلة التعليم عن بعد، و لا تزال شقيقتاها تجتهدان لتحقيق نتائج أفضل، حيث تغيرت أوضاعهن من الناحيتين النفسية و السلوكية، كما صارت لديهن طموحات.
وقالت الأستاذة، إن قسمها عرف تفوق خمس سيدات تتراوح أعمارهن بين 24 و 60 سنة، في الاختبار الولائي الذي يشمل مادتي العربية و الرياضيات، منهن سيدة معاقة تعاني صعوبة في النطق، صارت اليوم حافظة للقرآن كما كانت تأمل دائما.
وأضافت، بأن هذه النتائج زادت الإقبال على أقسام محو الأمية، ففي البداية كان العدد قليلا مقتصرا على كبار السن، لكن القسم يحصي حاليا 25 دارسة تبدأ أعمارهن من 15 سنة، مؤكدة بأن النظرة تغيرت و الاهتمام بات يشمل مختلف الفئات العمرية، خاصة بعد إقرار إدماج المتحررين، في نظام التعليم عن بعد أو في الأقسام النظامية، مؤكدة بأن عدد المسجلات في قسمها زاد في ظرف سنة، ووصل إلى 30 شابة بعد أن كن 24 فقط. وأوضحت، بأن العدد يزيد بمعدل 6 أشخاص في السنة.
مجاهدة أحبت العلم فظلت تدرس لمدة 10 سنوات
انتقلت النصر، إلى ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار بقسنطينة، وهناك جمعنا قصصا عن سيدات و شابات يثابرن للتحرر من الأمية و أخريات تجاوزن تلك المرحلة البائسة من حياتهن و يسعين اليوم لتحقيق طموحاتهن.
التقينا بالمجاهدة زكية يسعد، البالغة من العمر 84 سنة، فقالت بأنها تقطن ببلدية حامة بوزيان، لكنها ابنة منطقة مجاز الدشيش بولاية سكيكدة، وقد جعلها شغفها بالقراءة و العلم وفية لأقسام محو الأمية طيلة 10 سنوات كاملة. قالت لنا، بأنها تحب العلم لكنها حرمت من المدرسة في صباها، وقد ظل ذلك هاجسا يؤرقها وبقي التعليم حلما يلاحقها و كبر أكثر بعد أدائها لفريضة الحج، حينها أدركت قيمة العلم وشعرت بالضعف الشديد كما عبرت، عندما عجزت عن قراءة مضمون اللوحات التوجيهية و كتاب الله، و هو ما دفعها بمجرد عودتها إلى أرض الوطن للبحث عن أقسام محو الأمية حيث سجلت بأقرب قسم إلى بيتها بعدما تحصلت على موافقة أبنائها، فدرست لمدة شهرين و أخضعت لاختبار، لكنها شعرت بالعجز عن المواصلة بسبب السن، كما لم تلق التشجيع الكافي من محيطها فتوقفت، لكن تفكيرها ظل مرتكزا على الدراسة لدرجة أنها أصبحت ترى الأمر في أحلامها لتقرر العودة وكلها عزيمة و إصرار.
و تعد المجاهدة أول سيدة تلتحق بقسم تعليم الأمية على مستوى المركب الرياضي لحي بكيرة، وذلك مباشرة بعد افتتاحه سنة 2012، حيث قالت بأنها صارت منضبطة في المراجعة ولا تجد صعوبة في الحفظ و الكتابة و لاقت التشجيع و الثناء من أستاذتها هدى زيد المال، التي قالت أخبرتنا بأن العمة زكية، متميزة مقارنة بباقي التلميذات، بفضل سرعة بديهتها و قدرتها على الحفظ، و لديها قدرة كبيرة على استرجاع المعلومة، وهي طموحة و شغوفة بالعلم، فضلا عن حبها للوطن كما أن حبها للدراسة جعلها وفية لصفوف محو الأمية، حيث تعود مع بداية كل موسم دراسي للتسجيل، وقد أصبحت تجيد الكتابة و القراءة و تحفظ صورا من القرآن.
تحدثت المجاهدة، عن شغفها بكتابة الأناشيد الثورية التي تستلهمها من نضالها، و قالت بأن في جعبتها الكثير، و قد كانت تطمح لجمعها في كتاب واحد، حيث التحقت بصفوف الثورة إلى جانب الشهيد زيغود يوسف، و عاهدته بالتضحية بنفسها في سبيل تحرير الوطن، و أطلعتنا على صورة لها و هي تحمل السلاح في أعالي جبال منطقة سطارة ببني صبيح ولاية جيجل، إلى جانب كل من المجاهدين عبد الله فيلالي بغريش و خروفة قرفي، و ذكرت أن سنها كان لا يتعدى 19 حين وقعت في قبضة المستعمر الغاشم خلال هجومات 20 أوت 1955، بعد أن أُصيبت بالرصاص على مستوى اليد و الرجل، فتعرضت للتعذيب بالكهرباء لمدة 15 يوما، و ظلت لمدة سنتين في السجن، بين سيدي مزغيش بسكيكدة ثم نقلت إلى بلدية حروش، و أصدر في حقها حكم بالسجن لمدة 6 سنوات.
* الصادق مخلوف مسؤول مصلحة التكوين و الإدارة
إدماج 14 دارسا في التعليم بالمراسلة و النظامي
حسب الصادق مخلوف، مسؤول مصلحة التكوين و الإدارة بملحقة محو الأمية و تعليم الكبار بقسنطينة، فإن عدد المتحررين هذه السنة بلغ 766 شخصا، 34 ذكورا، و 732 إناثا أدمج بينهم 14 دارسا في التعليم بالمراسلة سنة أولى متوسط، 3 منهم لا يتعدون 15 سنة فيما التحق اثنان بالتعليم النظامي.
وأضاف، بأن عدد أقسام محو الأمية بقسنطينة هو 143 قسما، موزعة على 12 بلدية، فضلا عن تخصيص أقسام أخرى على مستوى 6 دور شباب، و 6 بدور ثقافة، و 90 فصلا بالمدارس القرآنية و المساجد، حيث يضم الفصل بين 20 إلى 30 دارسا و دارسة، وتوجد أيضا ثلاثة أقسام على مستوى مراكز إعادة التربية و سجن الكدية و سجني بوالصوف و الخروب، و ثلاثة بمراكز التضامن منها مركز نفسي بيداغوجي و دار المسنين بحامة بوزيان، و دار الرحمة بجبل الوحش.
و أوضح ذات المصدر، بأن أن أكبر نسبة للدارسين تخص النساء، إذ تم إحصاء 49 فصلا للرجال و 239 فصلا للنساء، كاشفا عن عدد الفصول بحسب المنطقة السكانية، منها 17 فصلا في المناطق الريفية، و28 بمناطق شبه حضرية و 283 قسما حضريا، وبخصوص عدد الفصول حسب المستوى، قال بأن المستوى الأول يضم 225 فصلا، و 103 في المستوى الثالث، مؤكدا بأن العدد الإجمالي للمسجلين بلغ 9408، من بينهم 8379 دارسة و 530 دارسا، مضيفا بأن أكبر عدد للمسجلين يوجد في الوسط الحضري فيما يبلغ عدد المؤطرين 230، من بينهم خمسة رجال والبقية إناث.
أ ب
قسنطينة في تصنيف متقدم وطنيا
رقمنة كل كتب ومناهج محو الأمية وإدماج 138 معلما
كشف أول أمس، مدير الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار كمال خربوش، على هامش الاحتفال اليوم العالمي لمحو الأمية بقسنطينة، بأن الديوان أنهى هذه السنة، رقمنة كل كتب محو الأمية والمناهج بما في ذلك المخصصة للمكفوفين، مع إتاحتها في شكل تطبيقات باستعمال الإنترنت وبدونها، وذلك عبر موقع الديوان الوطني لمحو الأمية.
وأفاد خربوش بأن الهدف من هذه الخطوة هو التحول نحو توظيف تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة في عصرنة أساليب التعليم والقضاء على الأمية المعلوماتية، كما صرح مدير ملحقة محو الأمية وتعليم الكبار بقسنطينة، حسين حمادي خلال الفعالية التي احتضنتها دار الثقافة مالك حداد، بأن نسبة الأمية في الولاية انخفضت إلى 7.3 بالمائة، فيما وصل عدد المسجلين للسنة الدراسية 2022-2023 إلى 8909 إناثا وذكور يؤطرهم 230 معلما في مختلف الفصول، ما جعل مدينة العلم والعلماء تحتل مكانة مرموقة بين ولايات الوطن.
وأضاف حمادي، بأن المتمدرسين في الملحقة استفادوا من قروض لتدعيم نشاطاتهم ومشاريعهم في ميدان الصناعات التقليدية والتنمية المستدامة خاصة في بلدية بني حميدان باعتبارها بلدية نموذجية وبلدية عين عبيد بالضبط في منطقة برج مهيريس.
وعرفت السنة الدراسية 2022-2023، بحسب مدير الديوان الوطني لمحو الأمية، تسجيل وإعادة تسجيل أكثر من 322 ألف متمدرس يؤطرهم أكثر من 12 ألف معلم، وتسجيل 896 متمدرسا في فصول محو الأمية باللغة الأمازيغية عبر 14 ولاية، فيما سيتم إدماج138 معلما قبل نهاية ديسمبر.
ووفقا لآخر التقديرات التي وضعها الديوان الوطني، فقد تم تقليص نسبة الأمية في الجزائر إلى 7,40 بالمائة بعدما كانت النسبة حسب آخر إحصاء 22,3 بالمائة، كما بلغ عدد المسجلين في فصول ملحقات محو الأمية أكثر من 5 ملايين شخص، بنسبة 87,55 بالمائة ذكورا وإناثا، وتحرير أكثر من 3 ملاين شخص من الأمية، بنسبة 88,97 بالمائة ذكورا وإناثا، كما تم إعطاء الأولوية للمناطق الريفية وللفتاة والشريحة العمرية بين 15 و49 سنة تطبيقا للإستراتيجية الوطنية المعمول بها لتوفير التعليم لكل الفئات مع وضع محو الأمية ضمن أهداف التنمية المستدامة والتركيز على تبني العلاقات المتبادلة بين تنمية معرفة القراءة والكتابة والحساب وباقي المجالات، وكذا الربط بين ما يحققه محو الأمية من منفعة شخصية من خلال تحسين ظروف المتعلم الخاصة، لمواجهة مختلف التحديات.
وتمحورت المداخلات التي تخللتها الفعالية التي اختير لها شعار " تعزيز محو الأمية في عالم يمر بمرحلة انتقالية: بناء أسس مجتمعات مسالمة ومستدامة،" حول جهود الدولة الجزائرية في محاربة الأمية في صفوف الشعب، ومواكبة الجهود الدولية وبناء منظومة تربوية متكاملة تدريجيا للخروج من الوضعية المزرية التي خلفها الاحتلال والتصدي للتحديات التي أفرزتها سياسة التجهيل، وكذا تنفيذ وتحقيق أهداف منظمة اليونيسكو.
كما تم استعراض الأطر العريضة للإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي شُرع في تنفيذها ابتداء من سنة 2008، بمرافقة من الشركاء الرسميين بما في ذلك أربع عشرة دائرة وزارية و فعاليات المجتمع المدني .
وعرف الاحتفال تنظيم معرض لإحصائيات تبين جهود الدولة في القضاء على الأمية على المستوى الوطني والمستوى الولائي، إلى جانب نماذج عن نشاطات المنتسبين إلى ملحقة محو الأمية، لتختتم الفعاليات بتكريم المتفوقين في إطار برنامج محو الأمية بولاية قسنطينة.
إيناس كبير